الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الملخص: خلال رحلتي التي أبحرت فيها مع الكرماني وطوفت بالآيات والشروح والتفاسير مقلباً الأمور على جوانبها باحثاً عما أراه من وجهة نظري دقيقاً معتمداً على الله عز وجل ثم على كتب النحو والتفسير العديدة آخذاً منها ومُغترفاً من منهلها مهتديًا تارة وأحياناً أخرى في حيرة لتعرضي لبعض المسائل التي لم أواجهها من قبل، وأفدت إفادة عظيمة من منهج الكرماني في الاستشهاد بالقرآن الكريم خاصة، في فهم آي القرآن، وما كان للإعراب من دور عظيم في استجلاء معانيها ومقاصدها. والخلاصة أن الكرماني - رحمه الله - كان عالماً متفردًا ليس في مجال التفسير فقط بل في علم النحو وتَمَكَّن من الاستدلال لما يراه موافقاً للعقل، آخذاً من آراء النحويين ما يجد له دليلاً عقلياً ونقلياً. الكرماني عالمٌ نحويٌّ ومفسرٌ من طرازٍ فريدٍ تناول تفسير كتاب الله في كتابه ”غرائب التفسير وعجائب التأويل”، وقد كان عنوان البحث: شواهد النحو غير الشعرية في غرائب التفسير وعجائب التأويل للشيخ محمود بن حمزة الكرماني (الشهير بتاج القُرّاء). انتهيت في البحث إلى عدة أمور أهمها: 1- أكثر الكرماني من الاستشهاد بالقرآن الكريم في الاستدلال على قاعدة نحوية وحاول الباحث جاهداً الكشف عنها. 2- تحرر الكرماني من التبعية لإحدى المدارس النحوية وكان رأيه موافقاً للعقل والمنطق وإن وافق البصريين كثيراً دون تحيز. 3- اعتمد الكرماني على القياس والسماع لتأكيد حجته. 4- أكثر الكرماني من الاستشهاد بالقراءات واعتد بها فهو يحترم القراءات ولم يرفض منها إلا القليل النادر من ما يُحتج به ولكنه لا ينكره فلقبه (تاج القُرَاء). 5- كان الكرماني مُقِلاً في الاستشهاد بأقوال العرب ويكاد يخلو كتابه من الاستشهاد على القواعد النحوية بالحديث لكنها كانت في جُلها لخدمة المعنى. 6- لم يقتصر الكرماني في كتابه على تأييد ما يراه بل انتقد بعض الآراء ووصف بعضها بالغريب وبعضها بالعجيب وقد عَلَّل أحياناً لذلك في جُرأةٍ شديدةٍ فقد تَحَدَّى فيها جهابذةَ وعلماءَ لهم ثِقَلٌ وبَاعٌ في اللغة والتفسير. |