Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
دراسة تحليلية لدور التأهيل العلمي والعملي للمحاسبين القانونيين على تطوير أداء مهنة المحاسبة والمراجعة في الجمهورية اليمنية /
المؤلف
المريس، سلوى غالب سعيد
هيئة الاعداد
باحث / سلوى غالب سعيد المريس
مشرف / كمال خليفة أبو زيد
مناقش / محمد سامي راضي
مناقش / محمد السيد سرايا
الموضوع
المحاسبين القانونيين - الجمهورية اليمنية.
تاريخ النشر
2006
عدد الصفحات
161 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
المحاسبة
تاريخ الإجازة
11/2/2007
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاعمال - المحاسبة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 162

from 162

المستخلص

تعبّر الزراعة عن جوهر الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها الإنسان منذ فجر التاريخ ، و هي تشمل كل الأنشطة الموجّهة للعناية بالأرض و سائر المخلوقات،حيث أنّ الزراعة بالمفهوم الحديث لم تعد تقتصر فقط على الأعمال المتعلّقة بالأرض (الفلاحة)، بل أصبحت تتعدى ذلك ﺇلى الأنشطة الأخرى التابعة ، كتربية الحيوانات و الحشرات، صيد الأسماك ....، و بذلك فإنّ الزراعة أصبحت تشمل كل من الثروة الفلاحية من أرض و ما عليها من محاصيل ، الثروة الغابية ،الثروة الحيوانية و منتجاتها من لحوم و ألبان و جلود،الثروة الداجنة و منتجاتها، الثروة الحشرية و منتجاتها كالنحل و دودة القز،و ثروات البحار و في مقدّمتها الثروة السمكية. وهذا هو المفهوم الواسع للزراعة المتّبع من طرف منظمة الأغذية و الزراعة (FAO)( Organisation des nations unies pour l’alimentation et l’agriculture) التابعة لهيئة الأمم المتحدة، إلا أنّه ، و بدلا من تشتيت الدراسة على كامل الأنشطة الزراعية ، سأحاول في هذا البحث التركيز على فلاحة الأرض و تربية الحيوانات و العناية بالنحل باعتبارها أعمالاً عادة ما تقوم بها المزرعة الواحدة ، و يسهل علينا تناولها مع بعض.
و قد اختلفت نظرة المفكّرين و العلماء عبر الزمن في تقييم و تحديد أهمية القطاع الزراعي،كما أنّ المسألة الزراعية لم تحظ بنفس الاهتمام في نظريات التنمية المختلفة، فبالنسبة للمفكّرين و الفلاسفة اﻹسلاميين، فإنّ للزراعة من الأهمية ما يكسبها مكانة هامة ضمن الأنشطة الاقتصادية ، مستندين في ذلك إلى آيات القرآن الكريم و أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلّم ، فقد أشار القرآن الكريم إلى الزراعة في العديد من الآيات ، كقوله تعالى:” وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ”(سورة الأنعام،الآية 141 )،وقوله تعالى:” الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ”(سورة البقرة ، الآية 22) . و إنّ ورود الزراعة و أنشطتها في القرآن الكريم لدليل على اهتمام الإسلام بالأرض وما عليها من مخلوقات ، كما أنّ العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه و سلّم، قد وجّهت إلى الاهتمام بالمسألة الزراعية. فقد قال الرسول صلى الله عليه و سلم: ” ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة” ( )، و بذلك فإنّ الزراعة في المنظور الإسلامي عمل تعبدي يثاب عليه الإنسان في الدنيا و الآخرة،كما قال عليه الصلاة و السلام: ” إذا قامت الساعة و كان في يد أحدكم فسيلة فاستطاع ألاّ تقوم حتى يغرسها،فليغرسها فله بذلك أجر ” ( )، وبذلك فقد ساوى الرسول الكريم بين التنمية الزراعية و العبادة في زمن قيام الساعة ، و يعدّ هذا الحديث أقصى حالات السعي إلى التنمية الاقتصادية الزراعية في التاريخ و الفكر الاقتصادي.
و قد أكّد الرسول عليه الصلاة و السلام ، في أكثر من حديث له ، على ضرورة التوظيف الفعال لعوامل الإنتاج الزراعي ، و عدم جواز تعطيل استخدامها ، كقوله:” من أحيا مواتا من الأرض فهي له و ليس لعرق ظالم حق” ( ). كما ورد عنه – صلى الله عليه و سلّم - أنّه أعطى خيبر إلى اليهود على أن يعملوها و يزرعوها و لهم شطر ما يخرج منها ( )، إلى أن يزداد عدد المسلمين و تزداد خبرتهم في المجال الزراعي . و بذلك أعطى النبي – صلى الله عليه و سلّم - الأولوية للإنتاج الزراعي ، فلا يكون للتحوّلات الدينية أثر في خفض مستواه.
أما بالنسبة لأفكار مدرسة التجاريين ، و الذين تعد كتاباتهم من أوائل الكتابات التي تضمّنت بعض قواعد و عناصر نظريات التطوّر ( النمو) الاقتصادي ، فقد كان موقفهم سلبيا اتجاه دور الزراعة ، نظرا لكون الثروة وفقا لاعتقادهم تتمثّل فقط في التجارة و اتساع التداول بالنقود المعدنية من الذهب و الفضة، و بذلك ، فإنّهم قد أكّدوا على أهمية الدور الاستراتيجي للتجارة و الصناعة دون إعطاء أي أهمية لدور القطاع الزراعي في التنمية الاقتصادية .
لتأتي بعد ذلك مدرسة الطبيعيين ( الفيزيوقراط) التي أولت اهتماما فائقا بالنشاط الزراعي ، حيث عملت على إبراز أهمية الطبيعة و الأرض و التأكيد على أهمية دور الزراعة ، بعد الإهمال الكبير الذي لقيته في الكتابات الواردة في عصر التجاريين . فبالنسبة للطبيعيين، تعدّ الأرض المصدر الأوّل للثروة ، بل و ذهبوا إلى القول بأنّها العنصر الإنتاجي الوحيد القادر على إنتاج الثروة ، دون غيره من العناصر الإنتاجية الأخرى، حيث أنّ الأرض في الزراعة ، و بصفة عامة الطبيعة،تتعاون مع الإنسان بفاعلية لتعطي منتجات تفوق كميات البذور المزروعة بكثير، في حين أنّ بقية الأنشطة الاقتصادية، و بالرّغم مما لها من أهمية، فإنّها تعدّ – في اعتقاد الفيزيوقراطيين - أنشطة عقيمة لا تضيف شيئاً للثروة.
أما الفكر الكلاسيكي ، فقد ركّز بحثه في تحديد أهمية و دور القطاع الزراعي على خصائصه الاقتصادية ، مما جعل تحليله لا يخرج عن إطار دراسة هذه الخصائص من طلب ، عرض و أسعار . و إنّ الفكرة الأساسية التي ناقش بها الكلاسيك دور الزراعة في التنمية الاقتصادية ، مرتكزة أساسا على مبدأ تناقص الغلّة ( )، و هو القانون الذي يمثّل أحد أهم المبادئ التي بنيت عليها أفكار الكلاسيك ، و على رأسهم آدم سميث في كتابه ” ثروة الأمم ” (la richésse des nations ) سنة 1771 ( ) . و وفقا للكلاسيك، فإنّ المصدر الأساسي للتنمية و التطوّر هو التركيم الرأسمالي (زيادة الادخار و الاستثمار) . و إنّ تقسيم العمل – و الذي يعدّ أحد وسائل زيادة إنتاجية العامل– و إدخال التطوّر التكنولوجي في عمليات الإنتاج ، بإمكانهما أن يلغيا بصورة جد واسعة آثار تناقص الغلّة في القطاع الصناعي ، أما بالنسبة للزراعة ، فإنّ نجاح الاختراعات فيها غير قادر على إلغاء أو رفع آثار تناقص الغلّة ،