الفهرس 
المقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 398 |  |  |
| | | from | 398 | | |
المستخلص
تعد السياحة ظاهرة اجتماعية وإنسانية تطورت وازدهرت على نحو أصبحت اليوم تمثل خاصية العصر الحديث، إذ أنها تقوم على اختلاف صورها على التنقل والسفر والترحال، حيث التداخل بين الأشخاص والثقافات والحضارات في عالم يوصف بأنه أصبح اليوم أشبه بالقرية الصغيرة، ومما لاشك فيه ان مصر وعلى غرار العديد من الدول حباها الله بإمكانيات سياحية طبيعية وحضارية عظيمة، كما ان العديد من الدول السياحية في العالم تعتمد اعتماداً كبيراً على قطاع السياحة بوصفه من أهم الصناعات التي تجذب إليها العديد من العاملين لما تسهم به في توريد العملة الأجنبية والتمويل الخارجي، مما يوضح بصورة جلية اسهامها المباشر في الاقتصاد الوطني، على نحو يدفع هذه الدول للتنافس في سبيل تحسين واقع الخدمات السياحية فيها. لذا تؤدى السياحة دوراً هاماً في مجال النشاط الاقتصـادي لكثـيـر مـن الـدول، حيث تمثـل مـورداً أساسياً مـن مـوارد الدخـل القومي ، وقطاعـاً يستوعب نسـبة هـائلـة مـن القـوى العاملة، ويسـاهـم مـن ثـمّ في حل مشكلة البطالة، فضلًا عن ذلـك فـإنّ السياحة تُعـد وسيلة هامة لتحقيق التعـارف، والتقارب بين الشعوب عـلى اختـلاف أصولهـا وعاداتهـا ومعتقداتهـا. کما يعـدّ متعهدى السياحة والسفر الركيزة الأساسية التـي يقـوم عليهـا النشاط السياحي ، وذلـك مـن خـلال مـا تقـوم بـه مـن تنظيم للرحلات السياحية الجماعية أو الفردية، وصرف تذاكـر السـفر، وتيسير نقـل الأمتعة وحجز الفنادق وإعـداد برامج الرحلات السياحية وتوفير خدمات الإرشاد السياحي. ويقوم متعهدى السياحة والسفر بهذه الأدوار في إطـار عـقـد يربطهـا بالعميـل (السائح)، يُسمّى عقـد السـياحة ، وهـو عـقـد غير مسمّى يُلـزم وكالة السياحة بـأداءات معيّنة لصالح العميـل نظير أجـر تتلقّـاه مـن هـذا الأخير، فالوكالـة تلتزم بتبصير العميل – كتابة في القانـون الفرنسي - بـكـلّ مـا يتعلّـق ببرنامج الرحلـة، ومواعيدهـا، وتكاليفهـا، ومـا تقتضيـه مـن تأشيرات دخـول للدّول... كـا تـلتـزم بـأن تُحسـن اختيـار المُتعهّـدِيـن المحليين الذيـن تعـهـد إليهـم بتنفيذ برنامج الرحلـة كـلّيـاً أو جزئّيـاً، إضافة إلى التزامهـا بمراقبـة هـؤلاء المُتعهّدِين في قيامهـم بمهامهم . لـكـن أهـم التـزام يقـع عـلى عـاتـق وكـالـة السياحة، هـو الالتزام بضـان سـلامة العميـل؛ لأنـه إذا كان هـذا الأخير يلجأ إلى الوكالة باعتبارهـا مهنيا محترفـاً؛ لكـي يـشـتـري رحـلـة يحصـل مـن خلالهـا عـلى المتعـة أو الترفيه، أو العلاج، أو الاستفادة العلمية، أو الدينية، فإنـه يـرغـب - إضافة إلى تحقيـق هـذا الـغـرض – في ضمـان الـعـودة إلى وجهتـه التـي انطلـق منهـا سـليمـاً معـافيً غـيـر مـصـاب بـأذى في بدنه ، ولهذا السبب فقـد حـاز الالتزام بضـان السلامة عـلى اهتمـام القضاء والمشرّع في فرنسا، فأصبـح مـحـوراً أساسـيّاً مـن محـاور المسؤوليّة المدنيّة لوكالات السياحة والسفر.