Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تأثير ميثولوجيا آلهة الصيد على الفن اليوناني والروماني :
المؤلف
عبد الله، سمر محمود محمد.
هيئة الاعداد
باحث / سمر محمود محمد عبد الله
مشرف / عزت زكي حامد قادوس
مشرف / تونى طالب عبد السلام تونى
الموضوع
الاثار الفرعونية.
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
229 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم الآثار
تاريخ الإجازة
27/1/2024
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الآثار
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 256

from 256

المستخلص

يُطلق مفهوم الميثولوجيا على علم الأساطير، وهو ذلك العلم الذي يتناول بعض القصص التاريخية الأسطورية المتعلقة بثقافات ومجتمعات قديمة، فالأساطير تُعد ثمرة جهود الإنسان في فهم طبيعة الكون، وهي تسمية ظواهره وتحديد أماكنه، إلا أنها كانت ولفترة طويلة تُعد مصدراً مهماً من مصادر المعرفة لا غنى عنها لمن يريد فهم حياة القدماء وإبداعاتهم. وقد أعطت أساطير الحضارات القديمة - ومنها اليونانية والرومانية - العالم الإلهي منزلة متميزة، وتأكيدًا لمكانة الآلهة السامية مُثلت الأساطير على العديد من الآثار كالأواني الخزفية والفخارية وعلى الرسوم الجدارية والفسيفساء. فلم تقتصر الأساطير على تسجيلها أدبياً بل امتد لتسجيلها فنياً، فصورت المعبودات المختلفة، والقصص التي تحدث بينهم في أعمال فنية غنية زينت فنونه المختلفة، إذ أنها بقيت على مر الزمن لتكون إلى يومنا هذا مزاراً أثرياً وسياحياً هاماً في كل البقاع التي شملها العالم اليوناني والعالم الروماني كأعمال فنية رائعة رائدة، وتتناول الدراسة ميثولوجيا آلهة الصيد، سواء الكبرى منها أو الصغرى خلال العصرين اليوناني والروماني، والتأثير الفني الذي أحدثته ميثولوجيا آلهة الصيد على الفنون المختلفة كفن النحت من خلال التماثيل، وكذلك اللوحات الجدارية والفسيفساء، والفخار.1. دراسة مشاهد الصيد فى الفن اليوناني والروماني سواء صورت على فخار، أو رسومات جدارية أو تماثيل وما تحمله من أسلوب فني وإبراز التأثيرات الفنية بها واختلافها باختلاف مادة ونوعية الأثر.
2. الكشف عن تطور تصوير هذه المشاهد منذ النشأة مروراً بفترات فنية متلاحقة، سواء احتفظت بطابعها المحلي أم اعترتها تأثيرات خارجية.
3. معرفه مدى تأثير الفكر الإنساني والمجتمعي والديني على تصوير هذا الكم الهائل من المشاهد.
تحتل الأسطورة حيزاً مهماً من تراث الإنسانية ومجتمعاتها كافة، ولا يخلو مجتمع أو حضارة من أساطير ترتبط بتراثهما جنباً إلى جنب مع الأشكال الأدبية والفنية الأولى التي تميز ثقافة ذلك المجتمع كالحكايا والخرافات وقصص التراث والسير الشعبية والموضوعات الفنية المختلفة. ولما كانت موضوعات الأساطير وشخصياتها وأساليب روايتها كثيرة ومتنوعة فمن الصعب إعطاء حكم عام عن طبيعتها. وتدل تفاصيل الأساطير عامة على الكيفية التي يصور فيها شعب ما ثقافته وحضارته.
يعد الفن أحد أهم الوسائل المهمة التي يعبر بها الإنسان عن ما بداخله تجاه المجتمع أو أي مظهر من مظاهر الحياة، ويُشكل الفن اليونانى والرومانى مجموعة من الإبداعات البشرية، والذى تجسدت من خلاله تجليات العقل البشرى فى فنون النحت والعمارة والتصوير... وغيرها من الفنون التى عبرت عن العديد من الأفكار، ومثلت لكل ما يرثه الإنسان خلفًا عن سلف من فنون الحياة المختلفة، والقيم الإنسانية، وعقائده، ومدى صلة الحاضر بالماضي.
وتعد الأسطورة أحد المقومات الفنية المهمة التي لعبت دوراً مؤثراً في الحضارات القديمة، حيث تُعد مقوماً رئيساً من مقومات الحياة الفكرية للإنسان القديم، الذي كان له الدور الرئيس في توجيه وتشكيل وجه الحياة ومسارها، فقامت كل حضارة من الحضارات القديمة بنسج الأساطير لما يتوافق مع معطيات بيئتها ومجتمعها، والتي من شأنها إضفاء طابع على النتاج الحضاري؛ ومن ثم لا يتسنى لدارس أى حضارة من الحضارات القديمة أن يفهمها من دون الإلمام بأساطيرها، فدراسة النتاج الحضاري لأي شعب من الشعوب القديمة، لابد من أن يوضح التوجيهات الفكرية لهذا الشعب، التي تقوم في أساسها على مجموعة الأساطير التي آمن بها، إذن فالأساطير تساعدنا على فهم آثار الحضارات القديمة في الوقت الذي تساعدنا فيه تلك الآثار على معرفة جوانب مختلفة من الأساطير.
يشير علم الأساطير أو الميثولوجيا الإغريقية إلى مجموعة من الأساطير التي آمن بها اليونانيون القدماء، والمهتمة بآلهتهم، وشخصياتهم الأسطورية، وطبيعة العالم، وتُعد أساس ممارساتهم الدينية والطقسية. وكانت الميثولوجيا جزءاً من الدين في اليونان القديمة، وجزء من الدين في اليونان المعاصرة.
وأخد الرومان مفاهيم اليونانيين حول الألوهية واستوردوا ألهتهم وسموها بأسماء رومانية، لذا يهتم العلماء المعاصرون بدراسة هذه الأساطير لفهم الحياة الدينية والسياسية في اليونان القديمة إضافة إلى معرفة نشأة هذه الأساطير بحد ذاتها.
فقد نسج الفكر الإغريقي مرويات وسرديات وتفاصيل كثير ومتنوعة، وبمعالم مختلفة، فلكل جيل روايته التى تكشف عن الفكر الفلسفي الذي يميزه من غيره من الأجيال الأخرى، فلكل جيل أسطورة يتبناها بما يناسب عاداته ومعتقداته، وهذا يفسر تنوع الأساطير واختلافها المتعدد حول ظهور العالم والخلق والولادة.
إن الأساطير اليونانية الرومانية من الينابيع الهامة والتي أثرت منذ القدم وما زالت تؤثر بشكل كبير في عقول الكثير من الأدباء والفنانين في كل أنحاء العالم لكونها تخلق فكرة أو تلهم قصة أو لوحة أو قصيدة شعر أو مسرحية أو تمثال، حيث تناولها الكثير في أعمال خالدة ما زالت تدور في عقول الكثيرين لتقدم بطريقة أو بأخرى في شتى المجالات بالرغم من أنه يمكن عد المئات من الموجودات التي يمكن أن تعتبر معبودات حسب التصورات القديمة، إلا أن حضور أكثرها أقتصر علي جوانب هي أشبه بالفولكلور منها إلي ممارسات دينية. وقد سعي الإنسان منذ القدم إعطاء إجابات مقنعة للاستفسارات التي تطرح من خلال خلق الأساطير، مستعيناً بقوة خياله، وذلك بهدف التخلص من دوامة الشك والحيرة التي تعتريه، وما الفلسفة والأدب وبعض الأديان إلا نتاج الأساطير التي كان لها دور هام في حياة الإنسان الفكرية.وكان قدماء اليونان يعبدون معبودتهم الأسطورية، ويقدمون لها القرابين.
كما كان لتصور الإغريق آلهتهم على هيئة البشر أثر في تحرير عقولهم، إذ كان تعبيراً من الإغريق عن تمجيدهم للإنسان رغم قصور طاقاته وعدم اختلافه عن الآلهة في النوع بل في الدرجة فقط.كانوا يرون أن آلهتهم كالإنسان طبيعةً وشكلاً، إلا أنها تختلف عنه في أنها جميلة خالدة قوية، جمالاً وخلوداً وقوة يخشع لها الإنسان، فجاءت أكثر ارتباطا بالواقع من غيرها. وقد اتخذوا منها مثلاً أعلى فحاولوا أن يتشبهوا ببعض صفاتها ليكتسبوا بذلك الشهرة والمجد وليستطيعوا تحقيق إنجازات شبيهة بإنجازاتها.
نستطيع أن نقول أن اليونانيون صنعوا الأسطورة ليناقشوا من خلالها مشاكل الحياة وتجارب الإنسان، وقد نجحوا في ذلك حتى أصبحت الأسطورة أحد مناهجهم التعليمية الهامة، فقد كان الناس يجدون فيها تفسيراً للكثير مما يعرض لهم من مشاكل، وأهم ما فعله اليونانيون في مجال الأسطورة أنهم كانوا يتناولونها بالتطوير والتعديل حتى يضمنوا لها حياة متصلة ونضارة دائمة.بينما اختفت ديانتهم القديمة مع أنها كانت الأصل فقد ظلت أساطيرهم تؤدي دورها.
ولم تقتصر الأساطير اليونانية الرومانية على تسجيلها أدبياً فقط بل امتد تسجيلها فنياً فصورت المعبودات المختلفة والقصص التي تحدث بينهم وتحولات المعبودات على اللقى الأثرية المختلفة كما اسلفنا الذكر مثل الأواني الفخارية والفسيفساء والموزاييك والنحت وعلى غيرها من اللقى الأثرية المختلفة.