Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الحرب النفسية ودورها في حربي الخليج الثانية والثالثة
في الفترة (1990-2003)م
/
المؤلف
عفيف , سليمان سعيد جمعان .
هيئة الاعداد
باحث / سليمان سعيد جمعان عفيف
مشرف / محمــد محـــمد شركــــــس
مشرف / مدحــــــت محمــــد عبد النعيم
مشرف / كرم حلمي فرحات أحمد
الموضوع
حرب الخليج.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
200ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
26/10/2023
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 217

from 217

المستخلص

شهد العالم خلال هذا القرن طفرات وثورات تكنولوجية هائلة سواء في مجالات الاتصال والمعلومات أو نظم التسليح واكبتها تطورات بالغة الأهمية والخطورة في مجال العلوم الإنسانية خاصة فيما يتعلق بالظواهر السلوكية (اجتماعية – نفسية – سياسية) سواء في النظرية أو التطبيق والتي تعني بشكل محدد استغلال نتائج ومردود ذلك التقدم وتوظيفه لمصلحة مفاهيم تطبيق العلوم المتعلقة بالظواهر الإنسانية والسلوكية وأسسها ووسائلها وأساليبها والتي من أبرزها المفهوم الشامل للعمليات النفسية.
يعتبر من أهم سمات التقدم العلمي والتكنولوجي وطبيعته إلقاء أعبائها الثقيلة علي عقل وفكر القادة والزعماء والعامة وآرائهم مما يتولد عنها تصاعد الضغوط الذهنية وتناميها على الأفراد والجماعات تقوى فيه التوترات وترتفع طموحات البشر فتنشأ بؤر لتفجر الأزمات والصراعات العسكرية وآلياتها التنفيذية والتي من أهمها العمليات النفسية.
العمليات النفسية ليست ظاهرة حديثة بل نشأت مع بدء الخليقة وتعلمها الإنسان الأول في الحياة من خلال ما يؤثر فيه نفسياً وعقلياً وتطورت معه عبر العصور لتواكب التطور الهائل والقفزة التكنولوجية في الحرب الحديثة.
أثبتت خبرة القتال أن الحرب النفسية سلاح فعال في المعركة وأن استخدامها يوفر كثيراً من الخسائر في الرجال والمعدات وطبيعي أن سلاح الحرب النفسية لا يمكن استخدامه كبديل للقتال ولكنه وسيلة مكملة لباقي وسائل النضال تعمل على تعجيل النصر واستغلال النجاح في ميدان القتال.
تقوم العمليات النفسية على قاعدة سيكولوجية تستهدف التأثير على اتجاهات وسلوكيات القوات المعادية ارتباطاً بعدة أهداف مترابطة وتركز فيها على الأهداف العسكرية بغرض فرض الإرادة على الخصم.
أثناء الصراع يتم تركيز العمل النفسي على خلق حالة من الذعر والذهول الجماعي لإثارة القلق واضطراب السلوك وبالتالي تدمير الروح المعنوية وإرادة القتال لدى العدو مرحلياً.
يتوقف نجاح قوات ووسائل العمليات النفسية على حجم المعلومات المتوفرة عن الهدف المخاطب ويتم ذلك من خلال تطبيق المبادئ الرئيسية للعمليات النفسية.
حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على توضيح أثر العمليات النفسية في الكثير من الأحاديث حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت وكان من شعراء الإسلام: (يا حسان أهج المشركين وجبريل معك إذا حارب أصحابي بالسلاح فحارب أنت باللسان). وقال أيضاً:(نُصرت بالرعب مسيرة شهر )(صحيح البخاري). كما قال: (إن المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه والذي نفسي بيده لكأن ما ترمونهم به نضح النبل) (نضح النبل أي رمى السهام).
يجب ألا نغفل عن المعادلة الإلهية لقوي الدولة الشاملة التي تجلت في قوله تعالي: ”وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُونَ”)سورة الأنفال آية60(.”فهي توجيه وتعريف إلهي متكامل الأركان بمفهوم العمليات النفسية الشاملة لما له من تأثير فعال ومباشر علي باقي قوى الدولة وهو ما يعني أهمية التوصيف المتكامل والشامل لقوى النفس المعنوية ( عمليات نفسية ) لدعم باقي القوى ومعاونتها في تحقيق أهدافها وغاياتها في مجابهة الأعداء وآخرون (أصدقاء –حلفاء – محايدون) لتنمية وتعظيم مشاعر الخوف لديهم.
تعريف بالموضوع:
ظهرت الحرب النفسية باعتبارها أهم أدوات حروب الجيل الثالث من الحروب المستخدمة في العصر الحديث ، ولعل أهم استخدام للحروب النفسية أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي والتي انتهت بتفكيك الاتحاد السوفيتي ، ولكن أهم تطبيقات تلك الحرب كانت في حرب الخليج الثانية والثالثة ذلك عندما استخدمت قوات التحالف تلك الحرب في تكوين شرخ نفسي للجنود العراقيين بأنفسهم من جهة وفي قياداتهم من جهة أخرى، فأصبح الجندي العراقي لا يثق نفسيا ومعنويا في أهدافه من احتلال دولة الكويت فأصبحت دفاعاته مكسورة قبل كسرها بالسلاح في حرب الخليج الثانية أو اصبح لا يثق في قادته واغراضهم الحقيقية في ما يلقنونهم من شعارات وطنية تهدف إلى الدفاع عن مقدرات العراق وسلامة أراضيه في حرب الخليج الثالثة ، والمتتبع لنتائج الحربين وبمقارنة تلك النتائج بالقوة البشرية والقوة التسليحية يجد أن السلاح العراقي كان يحمله جنود مكسورون ومشتتون نفسيا ، لا يدافعون عن قوة وعن ثقة . لذلك كانت الحرب النفسية في أقوى تجلياتها ظاهرة في حرب الخليج الثانية والثالثة.
الدراسات السابقة:
1. دراسة ابتسام الشوبكي، 2001:
بعنوان ”السمات الشخصية لمروجي الشائعات”، ”رسالة ماجستير غير منشورة فلسطين: جامعة القدس، غزة فلسطين.
هدفت الدراسة للتعرف على أكثر السمات النفسية والشخصية الخاصة بمروجي الشائعات، واستخدمت الدراسة عينة قوامها حوالي (650) فردا تتراوح أعمارهم بين 23-35 عاما، وتم تطبيق مقياس ترويج الشائعات عليهم وتم تطبيق مقياسا للشخصية عليهم، وتوصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها:
 أن مروجي الشائعات يميلون إلى الانبساطية عنها إلى الانطوائية.
 وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الجنسين في ترويج الشائعات، وكانت الفروق في اتجاه الإناث.
2. دراسة أحمد الفاروق، 2003:
بعنوان (الشائعات وعلاقات بتقدير الذات لدى عينة من المراهقين) رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، المملكة لعربية السعودية.
هدفت الدراسة إلى التعرف على التأثير النفسي للشائعات على تقدير الذات لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية من الجنسين، واستخدمت الدراسة عينة قوامها 450 طالبا وطالبة تتراوح أعمارهم بين 13-18 عاما، ومن أهم نتائجها:
 توجد علاقة ارتباطيه بين الشائعات وانخفاض تقدير الذات، حيث أن الشائعات السلبية التي يطلقها بعض المراهقين تجاه زملاءهم تساهم في خفض تقدير الذات لدى زملاءهم نظراً لقلة خبرتهم بالحياة وعدم إشباعهم عاطفياً.
 كما أن الإناث أكثر تأثرا بهذه الشائعات من الذكور، ولذلك اظهرن درجات منخفضة لتقدير الذات مقارنة بالذكور.
3. دراسة ولاء جمال، 2006:
بعنوان (الحرب النفسية وأدواتها، دراسة مقارنة بين الماضي والحاضر) رسالة دكتوراه غير منشورة. كلية الإعلام جامعة القاهرة، جمهورية مصر العربية.
هدفت الدراسة إلى التعرف على أهم أدوات الحرب النفسية من خلال استقراء الواقع ومقارنته بالماضي، وكان من أهم نتائجها:أن وسائل الإعلام أكثر أدوات الحرب النفسية استخداما في الوقت الحالي ، كما أن أكثر أساليب وسائل الإعلام استخداما في الحرب النفسية هي ترويج الشائعات.
مشكلة البحث:
لا شك أن الحرب النفسية تعد جزءًا من النشاطات السياسية والعسكريةوالاقتصادية والاجتماعية التي تتم خلال الحرب الفعلية أو الحرب الباردة ولذلك أثبتت علاقتها بالسياسة حيث تؤدي في نهاية المطاف لنجاحالعملية العسكرية المراد تنفيذهاوبالتالي خدمةالعمليةالسياسةفي الدول المصدرة لها والقائمة عليها، ولا شك أن سياسة الدولة المصدرة للحرب النفسية هي التي تضع الإطار والضوابط لهذه الحرب ونهايتها.
يشهد تاريخ الصراع بين الطوائف العنصرية من البشر منذ أمد بعيد، وكذا تاريخ الحروب دورا خطيرا للحرب النفسية، فقد عرفها الإنسان واستخدمها كأحد أسلحة الحرب النفسية في صراعاته العسكرية مع العدو.
كما كشفت بحوث عديدة عن التأثير بعيد المدى للحرب النفسية في السلموالذي تحدثه الشائعاتعلى الروح المعنوية القومية، فقد بينت هذه الدراسات أن الروح المعنوية العالية ترتبط بزيادة الإنتاج، وان الروح المعنوية المنخفضة ترتبط بانخفاض إنتاج الفرد.
فإذا كان العدو يلجأ إلى تدمير الروح المعنوية لأبناء الوطن بشكل مباشر من خلال نشر شائعاته، فإنه يستهدف في حقيقة الأمر التأثير غير المباشر على الكفاية العقلية والإنتاجية للإنسان، ولا تقف أهمية دراسة الشائعة عن حد تأثيرها على الروح المعنوية، بل لما تحدثه من تفكك بين أفراد الجماعة الواحدة، فقد بينت بحوث علم النفس الاجتماعي أن الجماعة المفككة تقل في إنتاجيتها عن الجماعة المتماسكة، كما بينت أيضاً أن نشر الشائعة لا يؤثر على الروح المعنوية للجماعة وتماسكها فحسب بل يؤثر أيضاً في بلبلة الرأي العام وتخلخله بسبب سرعة انتشارها، كذلك تستخدم الشائعة في بعض الأحوال لحجب الحقيقة عن الرأي العام، فيصعب على المواطنين أن يتبينوا في هذا الكم من الأنباء السرية المتضاربة حقيقة الأمر.
وكما أن للحروب النفسية آثار سلبية هدامة، فإنه يمكن استخدامها على نحو ايجابي يخدم أغراضا قومية، فقد تستخدم الشائعة لتقوية موقف الدولة أو مركزها في الظروف العصيبة أو للقضاء على البلبلة واهتزاز الرأي العام، أو لإشاعة الطمأنينة والحفز على الإنتاج في الظروف الأمنية الحرجة، فتلجأ إلى إطلاق شائعة ضد شائعة، كما تستخدم في جس نبض الجماهير قبل اتخاذ القرارات.
كانت حربالخليج الثانيةعام 1990 م حيث قامت القوات العراقية باحتلال الكويت ثم قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن حرب نفسية على العراق وشعبها من أجل اهتزاز ثقة الشعب العراقي في صدام حسين مما ينعكس على معنويات الجيش العراقي ومن ثم تكاثفت الجهود الأمريكية التي استمرت قرابة خمسة أشهر من أجل الحصول على قرارات ادانه وتوقيع عقوبات على العراق بسبب احتلالها للكويت والضغط عليها من أجل الانسحاب الكامل للقوات العراقية من الكويت في 15 كانون الثاني عام 1991 م و إلا سوفتضطر الولايات المتحدة للتدخل العسكري لإخراج القوات العراقية من الكويت.
وهناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى حمل العداء على صدام حسين، إذ يعود هذا العداء إلى رفض صدام حسين تخفيض سعر النفط العراقي وإتهامه للولايات المتحدة الأمريكية بتسليح إيران خلال حرب السنوات الثماني، إضافة إلى رفض الولايات المتحدة الأمريكية التأثير على الكويت حتى لا تسحب البترول من حقول العراق بإشراف أمريكي.
ثم تمثلت الحرب النفسية والأمريكية ضد العراق عام 2003 م في حرب الخليج الثالثة وكانت ترتيب استراتيجي طويل المدي تسعى إليه وان الهدف الاساسي منه تدمير دولة العراق ،حيثاتضح أن الحرب الأمريكية لغزو العراق (حرب الخليجالثالثة) ما هي إلا امتداد لحرب نفسية استراتيجية طويلة المدي مرت بعدةمراحل.
تساؤلات البحث:
- ما هي الحرب النفسية وما طبيعتها؟
- ما أهداف الحرب النفسية في حربي الخليج الثانية والثالثة؟
- ما الوسائل المستخدمة في الحرب النفسية في حربي الخليج الثانية والثالثة؟
- ما أنواع الحرب النفسية؟
- ما هي الاستراتيجيات المتبعة في الحرب النفسية في حربي الخليج الثانية والثالثة؟
- ما مرتكزات الحرب النفسية؟
- ما أساليب الإعلام الغربي للحرب النفسية في حرب الخليج؟
- ما مراحل الحرب النفسية الغربية في حرب الخليج؟
- ما أثر الحرب النفسية في حرب الخليج الثانية والثالثة على دول الخليج العربي؟
أهداف البحث:
يهدف هذا البحث إلى عدة أمور، ولعل أبرز هذه الأهداف يتمثل في الآتي:
- التعرف على أشكال وصور الحرب النفسية والاستراتيجيات التي تم اتباعها خلال حربي الخليج الثانية والثالثة.
- إيضاح الأهداف الخاصة بالحرب النفسية وذلك فيما يخص حرب الخليج الثانية وحرب الخليج الثالثة.
- بيان مدى تأثير الحرب النفسية في حربي الخليج الثانية والثالثة ودورها المساعد في حسم المعركة.
- معرفة كافة الأدوات والوسائل التي تم استخدامها في حربي الخليج الثانية والثالثة.
- إبراز كافة الأساليب التي استخدمها الإعلام الغربي فيما يخص الحرب النفسية الخاصة بحربي الخليج الثانية والثالثة.
- توضيح مراحل الحرب النفسية الغربية في حربي الخليج الثانية والثالثة.
أهمية البحث:
الأهمية النظرية:
1. نظرا لقلة عدد الدراسات والأبحاث التي تناولت بالبحث الشائعات والحرب النفسية يمكن لهذا البحث أن يوضح مدى تأثير تلك الحروب على الدول، تأثيراً نفسياً.
2. سوف يقدم البحث الحالي إطارا نظرياً جديدا لما يعقبه من دراسات في مجال الحرب النفسية.
3. يستمد البحث أهميته من الموضوع الذي يتناوله، لأنه يعد موضوعا مؤثرا بشدة في الكثير من المجتمعات والثقافات المختلفة.
4. يقدم البحث اكتشاف الأسلحة المعنوية التي يمكن أن ترفع من الروح المعنوية.
الأهمية العملية:
1- يمكن أن تفيد نتائج البحث الحالي الباحثين المهتمين بعلم النفس السياسي.
2- تفيد في تقديم الوعي للشعوب وأيقاظ الهمم تجاه سلاح الشائعات.
3- يمكن أن تفيد نتائج البحث الحالي مراكز الدراسات والبحوث السياسية، والتي تبحث في الغزو الحضاري، وتحريك الحروب الأهلية في البلاد.
4- بيان أثرها على تفكك الدول وانتشار الفوضى في البلاد.
5- يمكن أن تفيد نتائج البحث الحالي في الطريقة المثلى التي يمكن أن يتم التعامل مع الشائعات في المجتمع.
منهج البحث:
المنهج التاريخى المتضمن عنصري الوصف والتحليل.
هذا المنهج يعمل على وصف الظاهرة وصفًا دقيقًا والعمل على تحليلها بالإضافة إلى إبراز أهم الجوانب الخاصة بها للوصول للهدف المنشود وهو المتمثل في التعرف على الحرب النفسية ومدى تأثيرها في حربي الخليج الثانية والثالثة.
حدودالبحث:
- الحدود الموضوعية: الحرب النفسية ودورها في حربي الخليج الثانية والثالثة في الفترة (1990 بداية حرب الخليج الثانية -2003 نهاية حرب الخليج الثالثة).
- الحدود الزمانية: حدود الدراسة الزمنية تتراوح بين أعوام (1990- 2003)
- الحدود المكانية: تتمركز الدراسة في دول الخليج العربي.