الفهرس 
IntroductionOnly 14 pages are availabe for public view
 |  | from | 114 |  |  |
| | | from | 114 | | |
Abstract
تعد ظاهرة التلطف في الكلام من أهم الظواهر اللغوية الاجتماعية التي تسهم في تشييد العلاقات وتوطيدها بين المتكلمين، وتسهم في دعمها بحيث يلجأ المتكلم إلى صياغة عبارة ملطّفة لينة ذات وقع أقل في نفس المتلقي، لاسيما في الأوقات العصيبة، فقد شهد العالم تحول غير مسبق مع بداية عام 2020، وتحديدًا منذأواخر ديسمبر2019، حيث انتشر وباء عالمي يعرف بكوفيد 19، أو كما يطلق عليه بالعربية فيروس كورونا المستجد، انتشر بشتى بقاع الأرض فلم يترك دولة أو مدينة،من شرق الأرض إلى غربها، ليكون حديث الساعة لأيام بل لشهور وربما لسنوات فلم تخلو جريدة أوبرنامج إذاعي أوقناة تليفزيونية، عربية كانت أو أجنبية، من الحديث عن هذا الفيروس المستجد، فتارة تحذر الشعوب من عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية وتارة أخرى تقوم بنشر التوعية عن أعراض الفيروس وكيفية التعامل مع المصابين. فقد سعت وسائل الإعلام إلى نقل كل جديد حول الفيروس و متابعة المستجدات خطوة بخطوة من خلال تقديم العديد من المقالات والنشرات الإخبارية والبرامج الحوارية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد لنجد أنفسنا أمام كم هائل من المصطلحات الجديدة والأساليب اللغوية التى لا يمكن أن نغض الطرف عنها دون محاولة تحليلها وفهمها.
على الرغم من أنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها العالم خطر الإصابةبفيروس قاتل كفيروس كورونا،إلا أنهالفيروس الوحيد الذي استطاع الهيمنة علىوسائل الإعلام بشكل غير مسبق.فمنذ مطلع القرن الواحد والعشرين، كتم العالم أنفاسه لأكثر من مرة تزامناً مع ظهور العديد من الأمراض التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا، كمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (السارس)الذي انتشر في أكثر من عشرين دولة في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وآسيا، بحسب مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ، ووباء أنفلونزا H1N1 (انفلونزا الخنازير) الذي قدرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيات الناجمة عنه بأكثرمن 18,449 خلال العام الأول من انشاره، و فيروسH5N1 (انفلونزا الطيور)الذيأحدث قلقاً وضجةبسبب سرعة انتشاره وارتفاع معدلات وفياته، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) و هو مرض تنفسي ناتج عن فيروس كورونا لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS-CoV)ظهر لأول مرة في المملكة العربية السعودية عام 2012، ومرض فيروس إيبولا الذي يعد مرضا نادرا ولكن شديد الخطورة وغالبا ما يكون مميتا. بمقارنة هذه الأوبئة مع فيروس كورونا المستجد نجد أنه لم يحظى أي منها بهذا القدر الهائل من الاهتمام الإعلامي الذي حظى به فيروس كورونا.