الفهرس 
الباب الأول: الإطار المنهجي والنظري للدراسة
الفصل الخامس: دور البرامج الطبية في التوعية الصحيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 277 |  |  |
| | | from | 277 | | |
المستخلص
ملخص الدراسة
مشكلة الدراسة وأهدافها:
تعد القنوات الفضائية واحدة من أهم وسائل الإعلام التي تصل إلى جمهور واسع في مختلف الثقافات والمجتمعات، ومن أهم المجالات التي كان للفضائيات المصرية دور مهم فيها هو مجال المعرفة الصحية، حيث تؤدي البرامج الطبية دورًا حيويًّا في: توعية المشاهدين بالمسائل الصحية، وتحفيزهم على اتخاذ القرارات الصحيحة، ونشر المعلومات الصحية السليمة، وزيادة الوعي الصحي للجماهير، وترشيد عاداتهم وسلوكياتهم الصحية، وحثهم على المشاركة الإيجابية في حل المشكلات الصحية لمجتمعاتهم. لذا؛ ينبغي تصميم البرامج لتقديم المعلومات الطبية بشكل سهل ومبسط للجمهور المستهدف، وتشمل هذه البرامج مجموعة متنوعة من المحتوى الصحي؛ مثل: النصائح الغذائية، والتمارين الرياضية، والمعلومات عن الأمراض المزمنة، والوقاية من الأمراض، وغيرها من المواضيع ذات الصلة.
كما يجب دراسة مجال الإعلام الصحي واستشارة العديد من المتخصصين في مجال الصحة للدور الذي تؤديه البرامج الطبية التي تقدمها القنوات الفضائية المصرية في التوعية الصحية لدى مشاهدي هذه البرامج، ومعرفة اقتراحاتهم لتحسين وتطوير هذه النوعية من البرامج حتى تقوم بدورها على أكمل وجه. ومراعاة الدقة في المعلومات الطبية التي يتم تقديمها من أجل زيادة مستوى الثقة في البرامج الطبية وما تتضمنه من قضايا مهمة بصحة الإنسان وخاصة أمام هذا الوضع الصحي المتدني الذي يشهده المجتمع، ومن هنا أصبحت دراسة البرامج الطبية في الفضائيات المصرية ودورها في التوعية الصحية لدى المشاهدين ضرورة مهمة لتحديد أهم القضايا الصحية التي تتناولها هذه البرامج ومعرفة مدى اعتماد الجمهور على البرامج الطبية في زيادة الوعي الصحي.
لذا؛ تكمن مشكلة الدراسة في التعرف على دور البرامج الطبية التي تقدمها الفضائيات المصرية في التوعية الصحية لدى المشاهدين، وقياس مدى اعتمادهم عليها، وكيفية تصميمها وتقديمها بطريقة تتناسب مع توجيهات الصحة العامة، والتعرف على دوافع تعرض الجمهور للبرامج الطبية، والكشف عن معدلات اعتماد الجمهور على البرامج كمصدر للمعلومات ومصدر لاتخاذ قرار السلوك الصحي بالإضافة إلى التعرف على الموضوعات والقضايا التي يركز عليها القائم بالاتصال مع رصد أهم المعايير والمصادر التي يتم على أساسها تحديد نوعية القضايا الطبية بالبرامج الطبية المعروضة، والكشف عن أهم المعوقات التي تواجه القائم بالاتصال في عمله .
أهمية الدراسة:
تتحدد الأهمية النظرية في إثراء التراث النظري بالدراسات التي تناولت الإعلامي الصحي خاصة التي تقيس علاقة البرامج الطبية في الفضائيات المصرية ودورها في التوعية الصحية لدى المشاهدين.
وتمثلت الأهمية التطبيقية للدراسة في إلقاء الضوء على أهمية دراسة الثقافة الصحية بوصفها إحدى أهم القضايا المرتبطة بالتنمية البشرية التي لا تكتفي بتنمية الفرد اجتماعيًّا من حيث المعلومات والقيم والسلوك والاتجاهات، فمن خلال الاهتمام بالنواحي الصحية يمكن الإسهام في: الحد من تفشي الأمراض كجائحة كورونا، ورفع المستوى الصحي للمواطنين، ونشر الوعي الصحي والعادات الصحية السليمة.
تساؤلات الدراسة:
1- ما أهم البرامج الطبية التي يعتمد عليها المبحوثون (عينة الدراسة) في الحصول على التوعية الصحية؟
2- ما معدلات تعرض المشاهدين (عينة الدراسة) إلى البرامج الطبية التي تقدمها القنوات الفضائية المصرية؟
3- ما دوافع المشاهدين (عينة الدراسة) على متابعة البرامج الطبية التي تقدمها القنوات الفضائية المصرية كمصدر من مصادر التوعية الصحية؟
4- ما مدى اعتماد المشاهدين (عينة الدراسة) على تلك البرامج والمعلومات المقدمة خلال تلك البرامج في تشكيل وعيه الصحي؟
5- ما عوامل الجذب في عرض الموضوعات والقضايا والمعلومات الصحية على البرامج الطبية التي تقدمها القنوات الفضائية المصرية من وجهة نظر المشاهدين (عينة الدراسة)؟
6- ما مدى تفاعل المشاهدين (عينة الدراسة) مع المعلومات الصحية التي تقدمها البرامج الطبية على القنوات الفضائية المصرية؟
7- ما التأثيرات الناتجة عند تعرض المبحوثين للبرامج الطبية؟
8- ما درجة ثقة المبحوثين في المعلومات المقدمة بالبرامج الطبية بالقنوات الفضائية؟
9- ما المعايير التي يجب الحكم بها على جودة البرامج الطبية التي تنتشر في الفضائيات؟
10- ما المقترحات لتطوير البرامج والفقرات الطبية وضبطها على المستوى المهني من وجهة نظر الجمهور المشاهد؟
الإطار النظري للدراسة:
اعتمد البحث على إطار نظري يجمع بين نظرية أساسية وهى نظرية ”الاعتماد على وسائل الإعلام” بوصفها نظرية بيئية تنظر إلى المجتمع بوصفه تركيبًا عضويًّا تحكمه علاقة الاعتماد المتبادل بين وسائل الإعلام والنظم الاجتماعية والجمهور، وتتلخص الفكرة الأساسية لنظرية الاعتماد في قدرة وسائل الإعلام على تحقيق قدر أكبر من التأثير المعرفي والوجداني والسلوكي، وأن هذا التأثير سوف يزداد عندما تقوم هذه الوسائل بوظائف نقل المعلومات بشكل متميز ومكثف، افترضت النظرية أيضًا أن زيادة إمكانية تحقيق الرسائل الإعلامية أوسع نطاقًا من التأثيرات المعرفية والعاطفية والسلوكية، كلما قامت وسائل الإعلام بتوفير معلومات متميزة ودقيقة وكافية ولها التماس مباشر أو قريب من مصالحهم المباشرة وحياتهم اليومية. وهذا ما افترضته الدراسة؛ حيث إنه توجد علاقة ارتباطية ذات دلالة إحصائية بين درجة الاعتماد على البرامج الطبية في الحصول على المعلومات الصحية والتأثيرات الناتجة عن هذا الاعتماد، بالإضافة إلى الاعتماد على نموذج الحصول على المعلومات الصحية.
منهج الدراسة والعينة:
المنهج المسحي: تعتمد هذه الدراسة على المنهج المسحى survey بشقيه الوصفي descriptive والتحليلي analytical ، فالمسح ينصب على دراسة أشياء موجودة بالفعل وقت إجراء الدراسة، في مكان معين وزمان معين، الأمر الذي يساعد على فهمها أو إصدار الأحكام بشأنها، وقد تم اعتماد المسح الوصفي التفسيري، أما بالنسبة للجزء الكيفي فيستخدم لتعميق الدراسة الميدانية، وقد استخدمت الباحثة في هذه الدراسة المنهج الوصفي بشقية الكمي والكيفي.
أ - عينة الدراسة الميدانية: (الجمهور)
سوف تقوم الباحثة بتطبيق عينة الدراسة الميدانية على عينة عمدية قوامها ”400” مفردة من الجمهور المشاهد للبرامج الطبية على الفضائيات المصرية، ممن تزيد أعمارهم على 18 عامًا، وتم اختيارهم من (المراكز والعيادات الطبية، والجامعات الحكومية، والنوادي الرياضية) وقد روعي في اختيارها أن يكونوا من متابعي البرامج الطبية محل الدراسة، وراعت الباحثة الخصائص الديموغرافية لديهم والتماثل العددى عند التطبيق.
ب- عينة الدراسة من القائمين بالاتصال:
عينة الدراسة، القائم بالاتصال: تم تطبيق عينة عمدية قوامها 6 أفراد من فرق إعداد البرامج الطبية على الفضائيات المصرية سواء كان (الطبيب ذاته أو إعلامي أو محاور) لتلك البرامج.
أدوات جمع البيانات:
تم تطبيق الاستبيان على الجمهور المتابع للبرامج الطبية، وتم تطبيق أداة دليل المقابلة على القائم بالاتصال ( أفراد فرق الإعداد) البرامج الطبية في الفضائيات المصرية.
وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها:
• كشفت نتائج الدراسة أن المصدر الرئيسي للحصول على الموضوعات الصحية بالقنوات الفضائية المصرية هو فرق الإعداد ورؤساء التحرير ومالكي القنوات الفضائية، وذلك من خلال قيامهم بالبحث عن ”الترند” الجديد في المجال الطبي الذي يهم أكبر عدد من الجمهور، وتتفق هذه النتيجة مع فرضية نظرية ”الاعتماد على وسائل الإعلام” في أن زيادة إمكانية تحقيق الرسائل الإعلامية أوسع نطاقًا من التأثيرات المعرفية والعاطفية والسلوكية، كلما قامت وسائل الإعلام بتوفير معلومات متميزة ودقيقة وكافية ولها التماس مباشر أو قريب من مصالحهم المباشرة وحياتهم اليومية.
• أكدت النتائج أنه لا يوجد أجندة إعلامية معينة خاصة بالقائم بالاتصال؛ بل يعدّ أجندتهم هو الاهتمام بالجمهور وإشباع احتياجاته، وذلك من خلال النزول إلى أرض الواقع وحضور المؤتمرات الصحية والندوات العلمية الطبية والحملات التي تنظمها وزارة الصحة، والعمل على تغطيتها؛ حيث يسعون لمعرفة أحدث الابتكارات والاكتشافات والدراسات السريرية التي تنشر في هذه الأحداث ثم وضعها في الأجندة الإعلامية، وعمل خطة استراتيجية طبية بها، ومحاولة تطبيقها في برامجهم الطبية.
• أشار العديد من عينة الدراسة إلى أن فترة جائحة كورونا بالفعل أدت إلى زيادة بث العديد من البرامج الطبية، وشراء ساعات هواء كثيرة للتحدث عن أعراض فيروس كورونا covid19) (، وكيفية مواجهته وطرق الوقاية منه، وانتشرت من بينها الإعلانات عن المنتجات الدوائية والوصفات الطبية العلاجية المنزلية الأمر الذي أدى إلى اهتمام الجمهور بمتابعة البرامج الطبية والحرص على مشاهدتها.
• أظهرت نتائج الدراسة تصدر الدوافع المعرفية قائمة دوافع مشاهدة الجمهور المصري ”عينة الدراسة” للبرامج الطبية بالفضائيات المصرية مقارنة بدوافع التوجيه والدوافع الطقوسية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الفائدة المعرفية للبرامج الطبية، حيث يعدُّ الاهتمام بالصحة والمعرفة الطبية من الدوافع المعرفية القوية لمشاهدة البرامج الطبية، فقد يكون لدى الأشخاص رغبة في معرفة المزيد عن الأمراض والعلاجات، وفهم كيفية العناية بصحتهم وصحة عائلاتهم بشكل أفضل، ومن هنا تساعد البرامج الطبية في تعزيز المعرفة الصحية وتوفير معلومات قيمة للمشاهدين؛ بينما تأتي دوافع التسلية والترفيه في مراتب متأخرة، فقد يجد القليل منهم الإثارة في مشاهدة عمليات جراحية أو تجارب طبية مبتكرة، ويستمعون لقصص المرضى والأطباء، كما أنه من الممكن أن تكون هذه البرامج مصدرًا للترفيه والإلهام لبعض المشاهدين.
• كشفت نتائج الدراسة اهتمام الجمهور بوسائل التواصل الاجتماعي (الإعلام الجديد) وارتفاع كثافة المشاهدة لها عن تلك البرامج الطبية التي تعرض على القنوات الفضائية (الإعلام التقليدي) وخاصة في أثناء جائحة كورونا، حيث يبحث الجمهور عن طرق الوقاية وطرق انتقال العدوى وارتفاع نسب الإصابات وانخفاضها ومعرفة الطرق الوقائية في أكثر من مصدر موثوق كموقع منظمة الصحة العالمية وبسرعة كبيرة دون الحاجة إلى إهدار الوقت.