Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الجداريات في فيتنام بين القديم والحديث ” دراسة تاريخية وتقنية ”=
المؤلف
الجوهرى، دنيا مدحت مبارك .
هيئة الاعداد
باحث / دنيا مدحت مبارك الجوهرى
مشرف / صفاء احمد عبدالسلام
مشرف / محمد عبدالسلام عبدالصادق
مناقش / حمدى احمد عبدالله
الموضوع
فيتنام - الجدرايات .
تاريخ النشر
2016.
عدد الصفحات
312 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
3/9/2016
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الفنون الجميلة - التصوير
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 238

from 238

المستخلص

تحتوي منطقة جنوب شرق آسيا على العديد من الثقافات والحضارات العريقة، وتمثل حضارات وفنون جنوب شرق آسيا
أهمية خاصة، حيث تميزت فنونها بكثير من التفرد والخصوصية والجمال، بل وكان لها تأثيرٌ قويٌ على ثقافاتٍ أخرى على
المستوى العالمي، فقد ضمت هذه المنطقة أقوى وأقدم الحضارات الشرقية في قارة آسيا والممثلة في الصين والهند واليابان،
والتي كان لكل منها تميزها تاريخي ا وفنيا،ً حيث جمعت بين الانسجام والوحدة وبين التميز والتفرد.
قد تميزت دول جنوب شرق آسيا بطابعها الفني والمعماري الخاص، وعلى سبيل المثال فيتنام بالفيتنامية Việt Nam أي
فيت الجنوبية، ورسميا جمهورية فيتنام الاشتراكية، تقع في أقصى جنوب شرقي آسيا، تحديد ا شرق شبه جزيرة الهند الصينية
على خليج تونكين وبحر الصين، تحدها من الشمال الصين ومن الشرق خليج تونكين، ويحدها من الغرب لاوس وتايلاند
وكمبوديا، عاصمتها هانوي، وأكبر مدنها مدينة هوشي منه أو سايغون سابق ا.ً من الأنشطة الرئيسية فيها الزراعة فهي من
البلاد الاستوائية تتميز بتنوع تضاريسها، فمن جهة تجد الأراضي الجبلية ومن جهة أخرى ترى الأراضي السهلية والغابات
كثيفة الاشجار.
يعود تاريخ فيتنام للعصر الحجري الحديث حوالي 10,000 قبل الميلاد. تأثرت فيتنام خلال تاريخها الطويل بحضارات
وثقافات مختلفة شملت الثقافة المحلية وثقافات منطقة جنوب شرق آسيا المتنوعة، والثقافة الغربية الأوروبية، وذلك بصور
مختلفة منها الهجرات والتجارة والاستعمار وغيرها، إذ نجحت فيتنام في النهاية باستيعابها جميعًا ضمن ثقافاتها الخاصة
دون أن تفقد جذورها الفيتنامية الاصلية.
ألقت الرسالة الضوء على تاريخ ومقومات الحضارة في فيتنام كسبيل لفهم طبيعة الفنون المنتمية للأمة الفيتنامية وخاصة
التصوير الجداري. ومن أبرز المؤثرات في الحياة الثقافية والفنية في فيتنام كان تأثير الثقافة الصينية على الفنون والعمارة
والحرف اليدوية المختلفة حتى بعد الاستقلال، بل ظل العمل بالنظام الصيني في الحكم والإدارة، والتعليم، والثقافة والدين،
كما ظلت اللغة الصينية هي اللغة الرسمية، واستخدمت في علوم الأدب والشعر والتعليم والحكم.
تعد من المؤثرات الهامة على الفن والثقافة حضارة شعب ال تشام أيضا، الذين جاءوا في الأصل من جزر تقع جنوب منطقة
الهند الصينية، حيث جلبوا معهم التقاليد والثقافة الهندية وخاصة أساليب بناء المعابد وما ارتبط بها من فنون كفن النحت،
الذي تميز بالتنوع والغنى في الطابع والشكل، حيث اكتسب مع الوقت خصائص ميزته قليلا عن خصائص العمارة والفنون
الهندية والحضارات المجاور المشابهة كحضارة الخمير في كامبوديا، مؤكدا بذلك قدرة وتأثير البيئة الجديدة على تغير
الأنماط الأصلية والطابع الخاص بكل ثقافة.
بالإضافة لذلك اتصال فيتنام بالثقافة الغربية خاصة بعد احتلال فرنسا لفيتنام 1858 ميلاديًا حيث انفتحت فيتنام على فكر
حضاري وثقافي جديد، شمل جميع نواحي الحياة، فظهرت المعالم والمباني الفرنسية في أرجاء فيتنام، وانتقلت معها العمارة
نقلة نوعية في المساحة والخامات وطرق البناء والمعالجات المعمارية المرتبطة بها، ومع الوقت اندمجت الطرز المعمارية
المختلفة بصورة تعكس نجاح فيتنام في تطويع كل ما هو جديد، والخروج به في حلة فيتنامية مميزة وفريدة.
بطبيعة الحال تمثل العمارة عنوانًا حاضنًا للتصوير الجداري باعتبار أن العمارة السطح الحامل للتصوير الجداري، ومن
خلال العمارة تبرز هوية التصوير الجداري وتتأكد وظيفته، وبالأخذ في الاعتبار للحقيقة المؤكدة بأن البيئة الطبيعية واحدة
من أهم الأسباب الرئيسية التي تحدد مدى تطور وثقافة الإنسان، فإن الطبيعة الخلابة الممتدة عبر الأفق والبيئة المحيطة
بتنوع تضاريسها وألوانها البراقة مثلت بلا شك مصدر إلهام كبير للتصوير الجداري بشكل خاص ولشتى أشكال الفنون في
فيتنام بشكل عام.
تميز التصوير الجداري بالتنوع في التقنيات والغنى في الموضوعات، حيث ساهم في ذلك التنوع الحضاري والثقافي في
المنطقة، بالإضافة إلى ما ساهمت فيه حركات التجارة والهجرة، والاستعمار في نقل العديد من الخبرات المتصلة بالتصوير
الجداري.
شمل تنوع الموضوعات التي يتناولها التصوير الجداري: موضوعات من الديانات منها مثلا حياة بوذا ومناسك الحج
والطقوس الدينية، وموضوعات من الأساطير والعقائد الموروثة مثل التنين وطائر العنقاء وموضوعات من الحياة اليومية
مثل الزراعة ومشاهد البيع والشراء والألعاب والاحتفالات الشعبية، وغيرها.
شمل تنوع تقنيات التصوير الجداري: التصوير باللاكية والتصوير الحائطي على السيراميك، التطعيم، والفسيفساء، والنحت
البارز، وقد ساهمت البيئة الفيتنامية المحلية بوفرة المواد الخام التي عمل الفيتناميون في توظيفها جيدا في أعمال التصوير
الجداري مثل الخزف والصدف واللاكيه والأخشاب، وغيرهما.
في النهاية تناولت الدراسة التحليلية دراسة مثالين بارزين، حيث تناولت الدراسة الأولى مقبرة الإمبراطور خاي دينه وقد
اشتملت المقبرة على اعمال فسيفساء وتصوير حائطي ونحت بارز، حيث جمع طراز المقبرة بين الطابع الشرقي والطابع
الغربي ، فقد صممت المقبرة علي الطراز الفرنسي، بينما جاءت الموتيفات مثل التنين والنباتات والكائنات الأخرى من
الثقافة الصينية واليابانية ، ولكن الجمع بين المواد والأساليب المختلفة أنتج أسلوب ا للفسيفساء في فيتنام لا نظير له، فقد
استخدمت قطع السيراميك وأواني البورسلين وزجاجات النبيذ المكسورة بشكل مجمع ومصفوف لإبراز وتجسيم الرسوم
والموتيفات؛ وقد غطى الفسيفساء جميع أركان المقبرة والضريح فيما عدا السقف الذى نفذ بأحد أساليب الفريسك.
بينما جاء المثال الثاني عن جدارية فسيفساء هانوي أطول جدارية في العالم كمثال يجمع في موضوعه وحجمه عراقة وغنى
التاريخ والثقافة الفيتنامية، هذا غير الدعم والرعاية المحلية والعالمية لهذا المشروع التي عكست الوعي القومي بمجال
التصوير الجداري ودورة في المجتمع، وهى فكرة الفنانة التشكيلية الفيتنامية توي تو نجوين، ويعد العمل من أكبر المشاريع
القومية التي تم تنفيذها في مجال التصوير الجداري ليس فقط في فيتنام بل على مستوى العالم ، فقد دعمت الحكومة الفيتنامية
المشروع وجهات دولية أخرى منها اليونسكو، وقد سُجلت فسيفساء هانوي في موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأطول
جدارية فسيفساء في العالم بلغ طولها على الامتداد الأفقي 4 كم.
لقد أرادت الفنانة توي تو نجوين Nguyễn Thu Thủy من خلال هذا المشروع أن ترى فيتنام في عيون فناني العالم
بمختلف ثقافاتهم وحضاراتهم المتنوعة لتعبر عن أصالة التراث والثقافة الفيتنامية بأسلوبٍ معاصر وبسيط يجمع بين نضج
الرؤى الفنية وبين بساطة الأسلوب ، لذلك أقامت الفنانة توي ورشة عمل كبيرة لوضع خطة للتصميمات المقترحة للتنفيذ ،
بدعوة عدد اً من الفنانين على مستوى العالم حيث تم تقسيم المساحة الكلية للجدارية إلى أجزاء متساوية لكل فنان بما يقرب
من 100 م أفقي، بالإضافة لمشاركة الأطفال برسومهم المليئة بالطفولة والتعبير والتي نفذت بأيديهم.
نتيجة الفكرة التي تم بها طرح وتنفيذ العمل ، نتج تنوع هائل في الموضوعات والأساليب ، فنجد موضوعات تعبر عن
الحياه اليومية الشعبية للمجتمع وخاصة المزارعين وموضوعاتٍ أخرى تعبر عن الطرز المعمارية للمعابد الفيتنامية وعناصر
مستقاة من التراث والعقائد الدينية أو وحدات زخرفية مستقاة من الأقمشة والأنسجة وموضوعات عن الثروات الطبيعية التي
تمتلكها فيتنام من مناظر طبيعية خلابة وموضوعات تعبر عن مظاهر العمار والتقدم الحضاري بالإضافة للموضوعات التي
صاغها أطفال فيتنام والتي عبروا بها عن حضارتهم بأسلوب مليء بالفرحة والحيوية
يختم الباحث دراسته بتثبيت لبعض المصطلحات الفنية الخاصة بموضوع البحث، ثم انتهى الباحث بالتوصيات والنتائج.
The