Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الأخلاق الكوزموبوليتانية بين الاتجاه الواقعي والاتجاه المثالي :
المؤلف
حنا، مارينا مجدي جاد.
هيئة الاعداد
باحث / مارينا مجدي جاد حنا
مشرف / محمد سيد حسن
مشرف / فاطمة بكر سيد
مشرف / سماح عبد الحكيم سيد
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
285ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - كلية التربية - قسم الفلسفة والاجتماع
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 285

from 285

المستخلص

ملخص الدراسة
موضوع الرسالة ” الأخلاق الكوزموبوليتانية بين الاتجاه الواقعي والاتجاه المثالي: دراسة تحليلية نقدية لفلسفة كوامي أنتوني ابياه” وتشتمل على ثلاثة أبواب بمجمل ستة فصول وخاتمة، وتكمن الإشكالية الرئيسية في الأخلاق الكوزموبوليتانية عند ابياه في التعرف على الأسس الإبستمولوجية والأخلاقية والسياسية التي أسهمت في تشكيل فلسفة ابياه، واختبار مدى صلاحية نموذجه في تحقيق التعايش السلمي والقضاء على أشكال التعصب، العرقية، محاولا تجاوز كل أشكال التمييز التي تمنح بسبب الطبقة أو الجنس أو العرق. والسؤال الرئيسي هنا: إلى أي مدى استطاع مشروع ابياه الفلسفي تحقيق التعايش السلمي بين الهويات المختلفة، ومامدى الاتساق المنهجي لفكر ابياه في طرحه لنسق الأخلاق الكونية، وهل عانى تناقضا داخليا في ذلك؟.
وقد تم تناول موضوع الرسالة في إطار ستة أبحاث أساسية: أولا: جذور الفكر الكوزموبوليتاني لدي الفلاسفة السابقين على ابياه، لبيان الظروف والعوامل التي ساعدت على تشكيل رؤيته الفلسفية، ثانيا: نظرية المعرفة والأخلاق الكوزموبوليتانية في فلسفة ابياه، ثالثا: الأخلاق الكوزموبوليتانية والتنوع الثقافي، رابعا: أخلاق الهوية ومدى تأثيرها في أخلاق الفرد والعرق والجنس، خامسا: توضيح دور الأخلاق الكوزموبوليتانية في ضمان حقوق الإنسان، سادسا: وضع فلسفة ابياه في ميزان النقد، وأخيرا الخاتمة: تقييم نموذج ابياه الأخلاقي الفلسفي لمعرفة مدى صلاحيته في التطبيق واقعيا؟، ومن ثم كانت فصول الرسالة والخاتمة محاولة لتقديم الإجابة على التساؤلات الآتية: إلى أى مدى تستطيع حجج الفلسفة الواقعية الصمود أمام حجج الفلسفة المثالية بخصوص الأخلاق الكونية؟ هل أسس ابياه رؤيته الفلسفية على المذهب الواقعي أم أنه سيشهد تغيرات كيفية وتحولا في المنهجية؟ كيف انعكس ما هو أخلاقي على ما هو سياسي في تصور ابياه للأخلاق الكوزموبوليتانية؟ إلى أي مدى تشكل الهوية حرية الفرد؟ هل الولاء لجماعة ما يمثل الالتزام الأخلاقي للفرد أم أن الالتزام الأخلاقي مستقل ومتحرر من الجماعة؟ ما المقصود بالأخلاق التجريبية عند ابياه وهل تتعارض مع تصوره الواقعي للأخلاق؟ ما الدلالة الإبستمولوجية لطرحه التوجه المثالي وهل يتخلى عن الواقعية في مقابل المثالية أم أنه سيعطى بعدا جديدا للتصور المثالي ينصب في إطار رؤيته الواقعية؟ وما مدى انعكاس هذا الإجراء على اتساق ووحدة منهجه الفلسفي؟ وكثير من التساؤلات التي تحاول الدراسة الإجابة عليها.
وقد تم الاعتماد على منهجين أساسين في إنجاز هذا البحث وهما: المنهج التحليلي النقدي وذلك لتحليل الحج التي صاغها ابياه ومحاولة ربط حججه بالسياق الثقافي الذي شكل فلسفة ابياه. بالإضافة إلى استخدام المنهج التحليلي النقدي في محاولة تفنيد نموذج ابياه في الأخلاق الكونية ومحاولة استكشاف مدى اصالته في التقارب بين الشعوب وخلق حالة من التعايش السلمي. والمنهج التاريخي المقارن وذلك لإيضاح تطور فكرة الأخلاق الكوزموبوليتانية عبر العصور، بالإضافة إلى مقارنة النموذج الواقعي للأخلاق الكوزموبوليتانية بالنموذج المثالي عند كلا من كانط وهامبرس. وأخيرا تستخدم الدراسة المنهج التاريخي المقارن للوقوف على التطورات الإبستمولوجية والمنهجية التي طرأت على فلسفة كوامي انطوني ابياه.
وجاءت الرسالة مقسمة إلى ستة فصول، ومقدمة وخاتمة، مرتبة على النحو الآتي:
المقدمة: تم فيها التعريف بموضوع البحث وقضاياه الفرعية وأهميته وجدوى دراسته، بالإضافة إلى إشكالية البحث وتساؤلاته والمناهج المستخدمة في تناوله ودراسته.
الفصل الأول: عنوانه (تاريخ الأخلاق الكونية) ويركز هذا الفصل على الجذور الأولى للفكر الكوزموبوليتاني عند الفلاسفة السابقين على كوامي انتوني ابياه، وذلك بهدف الكشف عن المصادر التي شكلت رؤية ابياه حول مفهوم الأخلاق الكونية، وقد انقسم هذا الفكر عند العديد من الفلاسفة في ثلاثة عصور فلسفية: ـ
وأول هذه العصور تتمثل في رؤية العصور الهلينستية للأخلاق الكوزموبوليتانية والمتمثلة في المدرسة الرواقية التي ظهرت في العصر الهلينستي، وقامت بطرح إطار أخلاقي، مما جعل الرواقية تتحول في العصر الروماني إلى مذهب في الأخلاق، فقاموا بالتوحيد بين الفضيلة والسعادة. كما ظهر أشهر فلاسفة المدرسة الرواقية الذين سعوا لتأكيد فكرة المواطنة العالمية بداية من مذهب (سينكا) الأخلاقي الذي خفف فيه من حدة الأخلاق الرواقية القديمة، مرورا (بأبكتيتوس) الذي حدد أن غاية الفلسفة تكمن في إصلاح الأخلاق وانتهوا إلى وضع مفهوم (الجامعة الإنسانية) التي يندرج تحتها كل البشر لتعم روح الإخاء والتسامح على الإنسانية جمعاء. وثاني هذه العصور تتمثل في رؤية العصور الوسطى (المسيحية والإسلام) للأخلاق الكوزنوبوليتانية التي جاءت بمفهوم مدينة الله عند (القديس اغسطين) الذي رأي بأنها مدينة أخلاقية تسيطر عليها قوة الخير والسلام والتسامح، وجاءت -أيضًا- للإسلام بمفهوم المدينة الفاضلة عند (الفارابي) الذي أكد بأنها مدينة فاضلة تسود فيها السعادة بالتعاون مع أفراد المجتمع تتصف بها الأخلاق والعدالة. وثالث هذه العصور تتمثل في رؤية العصور الحديثة للأخلاق الكوزموبوليتانية عند (كانط) الذي أكد عن طريق تحقيق فكرة الواجب يتحقق السلام مع النفس ومع الآخر، وبالتالي على الجنس البشري بأكمله، كذلك (روسو) الذي صك مفهوم العقد الاجتماعي، و(مونتسيكو) الذي رأي بضرورة تطبيق القوانين من أجل العيش بسلام وإخاء، و(فولتير) الذي أكد على فكرة السلام والتسامح بمختلف لغات الأرض وكذلك تأكيد(هابرماس) في العصر الحديث على أهمية الأخلاق الكوزموبوليتانية من خلال نظرية التواصل الأخلاقية التي فيها يستطيع الفرد فهم معتقدات الآخر للتواصل معا بسلام وخلق مواطن عالمي.
الفصل الثاني: عنوانه (نظرية المعرفة والأخلاق الكوزموبوليتانية في فلسفة ابياه) ويهدف هذا الفصل إلى تسليط الضوء على نظرية المعرفة عند ابياه وتطورها، بالإضافة إلى إيضاح الجذور الإبستمولوجية التي أسس عليها تحليلاته الفلسفية التي انعكست على تصوراته الأخلاقية، والسياسية، والعلمية، كذلك توضيح أثر النزعة الواقعية التجريبية في الاهتمام بالجزئي وذلك في مقابل الفلسفات العقلانية التي دعت إلى الاهتمام بالكلي، ومحاولته لفهم الطبيعة البشرية من خلال الاهتمام بنتائج النظرية التطورية التي هدفت لفهم الطبيعة البشرية من خلال الملاحظة ومن خلال الاستعانة بالمنهج التجريبي للكشف عن هذه الطبيعة، لذلك يسعى ابياه لتقديم تصور عن الأخلاق التجريبية، وإذا كانت المذاهب المثالية غير صالحة لتقديم فهم لشكل الحياة اليوم وما تنطوي عليه من تعقيدات، فهل الأخلاق اتجريبية الواقعية تأتي بديلا عنها. وهو ما حاول ابياه الكشف عنه للوصول إلى وضع نموذج أخلاقي كوزموبوليتاني بناء على نظريته الإبستمولوجية.
الفصل الثالث: عنوانه (الأخلاق الكوزموبوليتانية والتنوع الثقافي) حيث يتناول هذا الفصل مفهوم التعددية الثقافية وعلاقتها بالأخلاق الكوزموبوليتانية، كما يقدم مجموعة من الخبرات الأخلاقية الدالة على وجود تقافة التنوع البشري، لتحقيق الهدف الأقصي من النسق الأخلاقي الكوزموبوليتاني بهدف الوصول لغاية الأخلاق. حيث كان ابياه دائم السعي لتأسيس أخلاق كونية بهدف تحرير الإنسان من مفاهيم العرق والهوية بما يسمح بتحقيق فكرة التعايش السلمي.
الفصل الرابع: عنوانه (أخلاق الهوية) ويتناول هذا الفصل نقاطا أساسية تدور في فكر وفلسفة ابياه، حيث يشير لضرورة احترام ممارسات ومعتقدات الآخر بما تسمح لنا بالتعايش معا في حالة من الانسجام بغض النظر عن (اللون – العرق – الجنس – الدين – المستوى الثقافي والاجتماعي)، فابياه في هذا الفصل يعالج قضايا مهمة لمجتمع ما بعد الحداثة تتعلق بالمسائل الفلسفية المرتبطة بالعرق والهوية، ومحاولة تأسيس نظرية أخلاقية تجد حلولا لتلك المسائل من منظور واقعي إجرائي وبالتالي قام بالربط بين النظرية والممارسة في الحياة الأخلاقية.
الفصل الخامس: عنوانه (الأخلاق الكوزموبوليتانية وحقوق الإنسان) يهدف هذا الفصل إلى محاولة الوصول إلى طريقة للتواصل والتعايش السلمي بين الشعوب وتقديم مساعدات تسمح لنا برفع المعاناة عن الآخر، وذلك من خلال تقديم نموذجا ممكنا للأخلاق الكونية، ولعل الطرح الذي قدمه ابياه في مشروعه الفكري يمثل نموذجا للتعامل مع الكوراث والأزمات العالمية التي عانى منها الإنسان: مثل الجائحة، تهميش حقوق الإنسان، عدم تقديم مساعدة حقيقية للمنكوبين، كذلك توضيح دور الديمقراطية الليبرالية في الحفاظ على تطبيق حقوق الإنسان من حيث إعطاء كل ذي حق حقه عن طريق المواد المنصوص عليها في الدستور والقانون.
الفصل السادس: عنوانه (الأخلاق الكوزموبوليتانية وفلسفة ابياه في ميزان النقد) حيث يكشف هذا الفصل عن الأسس الإبستمولوجية والأخلاقية والسياسية التي أسهمت في تشكيل فلسفة ابياه واختبار مدى صلاحية نموذجه في تحقيق التعايش السلمي والقضاء على أشكال التعصب، العرقية، وتجاوز كل أشكال التمييز التي تمنح بسبب (اللون – الطبقه – العرق) وتقويم المشروع الفلسفي لابياه واختبار مدى اصالته بوصفه فيلسوف أخلاق.
الخاتمه تشتمل علي: اختبار مدى صلاحية المشروع الفكري لابياه وجدارته كوسيلة لتحقيق التعايش السلمي، بالإضافة إلى نقد وتقييم النموذج الأخلاقي لابياه، مع بيان مدى نجاح الإشكالية الرئيسية في البحث، أي بيان مدى إمكانية تطبيق النموذج الكوزموبوليتاني واقعيا، وهل يستطيع هذا النموذج التعامل مع كل المتغيرات في عصرنا الحالي. أم أننا بصدد الحاجة إلى نموذج كوزموبوليتاني جديد. سيتم توضيح ذلك من خلال تقديم المشروع الفكري لكوامي انتوني ابياه باعتباره فيلسوفا أخلاقيا معاصرا نادى بالأخلاق الكوزموبوليتانية العالمية.