الفهرس 
منهج أبو بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش، ومصادرهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 282 |  |  |
| | | from | 282 | | |
المستخلص
الحمد لله الذى أظهر الحق بوحيه، وأنار الطَّريق إليه بنبيه - صلى الله عليه وسلم-، ورضي الله عن صحابته، وآله الطيبين الأخيار، أمَّا بعدُ:
فَمنْ أخطرِ الكتبِ على شبابِ المسلمينَ كُتبُ الخوارجِ؛ لِمَا تضمنتُهُ من تفسيرٍ مُضَّلِلٍ لتاريخٍنَا الإسلاميِّ منْ خلالِ قراءاتٍ سياسيةٍّ واجتماعيةٍّ لهُ، ومحاولةِ ربطِ هذا التفسيرِ بالكتابِ والسنةِ والقرونِ الثلاثةِ المفضلةِ، فيقعُ الشابُ الغافلُ عما يرادُ بهِ في حبائلهمْ؛ لقلةِ علمْهِ بالوحيينِ وتاريخِ الإسلامِ، فيتبنى الثوراتِ والخروجَ على حُكَّامِ المسلمينَ، والتآمرَ على الشعوبِ المسلمةِ كطريقٍ للإصلاحِ والتغييرِ.
ولو تُرك الشَّبابُ لهؤلاءِ المفسدينَ لاستْولَوْا على عقولِهمْ، واستخدموهُمْ كأداةِ فسادٍ وإفسادٍ للمجتمع المسلمِ.
ومن أهمِ الكتبِ التي تحملُ في طياتِها سموماً فكريةً لشبابنا - كتابُ إدارةِ التوحشٍ لأبي بكرناجي، هذا الكتابُ الذى يُعدُ دعوةً صريحةً إلى إسقاطِ الدُولِ والأنظمةِ والحكوماتِ وتحويلِها إلى منطقةِ توحشٍ يتحكمُ فيها قانونُ الغابِ فيحتاجُ الناسُ إلى إدارتهم؛ لنشرِ الأمنِ الداخليِّ وتوفيرِ الطعامِ والعلاجِ، ثم بعدَ ذلكَ يتمُ الترقي للوصولِ لشوكةِ التمكينِ والتهيؤِ لقطفِ الثمرةِ و إقامةِ الدولةِ كما يأملونَ.
فجاءَ هذا البحثُ بنقدِ قضايا التكفيرِ والقتلِ التي وردتْ في هذا الكتابِ ونقضِهَا، بِعُنوانِ (قضايا التكفيرِ والقتلِ عندَ تنظيمِ الدولةِ الإسلاميةِ في العراقِ والشام(داعش) من خلالِ كتابِ إدارةِ التوحشِ لأبي بكر ناجى) ”دراسةٌ تحليليةٌ نقديةٌ”.
أولًا -إشكالية الدراسة:
تكمن إشكالية الدراسة فيما يواجهُهُ العالمُ العربيُ، والإسلاميُ منْ وجودِ تيارٍ فكريٍ مسلحٍ يدَّعي زوراً وبهتاناً نسبَتهُ إلى الإسلامِ؛ فكانتْ هذه الدراسةُ بمنزلةِ تقييمٍ علميٍ ونقدٍ منهجيٍ لهذا التيارِ، كما أنَّ كتابَ إدارةِ التوحشِ يقُومُ على فكرةٍ واحدةٍ، وهي كيفيةُ صُنْعِ مناطقِ التوحشِ، يعنى بذلكَ تحويلَ العَالمِ إلى غابةٍ متوحشةٍ، فكانتْ هذه الدراسةُ بمنزلةِ نقضٍ لقضايا التكفيرِ والقتلِ التي اعتمد عليها المؤلفُ؛ لإخراجِ هذا المشروعِ وإلصاقهِ بالإسلامِ زورًا وبهتانًا.
ثانيًا أهداف الموضوع:
تهدف الدراسة إلى الآتي:
(أ): التعريف بمبادئ الجماعات التكفيرية، وبخاصةً جماعة داعش.
(ب):بيان أهم خطط وتنظيمات تيار داعش من خلال كتاب إدارة التوحش.
(ج): مناقشة أفكارهم والرد عليهم رداً علمياً.
ثالثا- أهمية البحث:
ترجع أهمية البحث إلى ما يأتي:
(أ) :خطورة تيار داعش على الفرد والمجتمع.
(ب): تقليل الفكر المتطرف وأهدافه ومظاهره.
(ج): بيان موقف الإسلام من التيارات الفكرية المنحرفة وأصولهم الفكرية.
رابعا- تساؤلات الدراسة:
(أ): ما الأسباب التي دعت إلى ظهور هذا التيار وأمثاله؟
(ب): ما مخاطر ظهور هذا التيار على الفكر والمجتمع؟
(ج): هل مفهوم الجهاد في الإسلام كما يصوه تيار داعش؟
خامسا- أسباب اختيار الموضوع:
(أ): تسلسل الفكرة لدى أبي بكر ناجي في التخطيط والتنظيم لإقامة مشروعه الإرهابي يجعل دراسته ومواجهته من الدراسات الواجبة في الوقت الحالي.
(ب): الكتاب على مواقع التواصل الاجتماعي؛ يستدعي دراسة تحليلية علمية لمواجهته.
(ج): إنَّ دراسة الفكر المتطرف الذي يبين الجماعات المتطرفة ويحللها ويفندها من الدراسات المهمة في الوقت الحالي؛ لما ترتب من تشويه صورة الإسلام، ونشر صور عدائية للإسلام والمسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تلك الجماعات.
في هذه الدراسة مواجهة حاسمة للفكر المتطرف والرد عليه.
سادسا- الدراسات السَّابقة:
هناك دراسات لها صلة بالموضوع بصفة عامة، ودراسات لها صلة بالموضوع بصفة خاصة.
(أ): الدراسات التي لها صلة بالموضوع بصفة عامة:
تعددت الدراسات التي لها صلة بهذا الموضوع بصفة عامة، فشملت رسائل علمية، ومؤلفات حول هذا الفكر وما نتج عنه من إرهاب؛ بسبب التكفير الخاطئ.
ومن أمثلة هذه الدراسات:
1- {نقض أصول التكفير عند الخوارج و الاتجاهات المتأثرة بهم في العصر الحديث دراسة نقدية، محمد برعي حسن (رسالة ماجستير)، أشرف عليها الدكتور، أحمد إسماعيل أبوشنب، كلية الآداب جامعة المنوفية، نوقشت بتاريخ 24/يناير2021م. ويدور البحث في هذه الرسالة عن الأسباب والسبل التي سلكتها الخوارج ومن تأثر بهم في العصر الحديث في بناء أحكامهم، وإبطال أدلتهم المزعومة في تكفير المسلمين.
(ب): الدراسات التي لها صلة بالموضوع بصفة خاصة:
لم أقف على رسائل علمية قدمت دراسة تخص كتاب (إدارة التوحش لأبي بكر ناجي)؛ غير أنني وجدت كتابيين تعرضا لهذا الكتاب هما:
1- كتاب المخالفات الشرعية والسياسية في كتاب إدارة التوحش لأبي بكر ناجي، تأليف الدكتور أسامة ناصف( ).
حيث قام الكاتب بتتبع الأفكار الرئيسة في كتاب إدارة التوحش نقداً وتحليلاً من الناحيتين السياسية والشرعية؛ لكن هذا النقد والتحليل جاء بطريقة المقال الصحفي على نمط كتاب إدارة التوحش، بعيدا عن ذكر الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية وغيرهما على صحة ما يقول.
أما دراستي فتبين قضايا التكفير والقتل التي أسس عليها أبوبكر ناجي مشروعه الإرهابي، وننقضها من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية وفعل الصحابة، مع ذكر الأدلة الشرعية على براءة الإسلام من هذا التيار الداعشي، وإثبات أن هذا التيار قرن من قرون الخوارج، كما أن دراستنا تخضع لضوابط البحث العلمي، بإشراف أساتذة أفاضل ولجنة تحكيم موقرة.
2- كتاب ”إدارة الوحشية كيف غذت دولة الأمن القومي الأمريكي صعود القاعدة وداعش ودونالد ترمب للكاتب ماكس بولمنثال (Max Blumenthal)( ).
وقد تطرق الكاتب إلى ما يأتي في كتابه:
الفرق بين دراسة ماكس بلومنثال وما سأقدمه في دراستي:
الكاتب اهتم بالجانب السياسي والعسكري والاقتصادي، ودور الولايات المتحدة الأمريكية مع الجماعات التكفيرية الجهادية في دعمها ضد الاتحاد السوفيتي، وكذلك دورها في فتح الآفاق أمام التوحش الذى يريده أبو بكر ناجي عن طريق تدريب العناصر الجهادية في أفغانستان وسوريا وليبيا والعراق، وإسقاط أنظمة هذه الدول؛ حتى أصبحت أرضاً خصبة لنمو (داعش).
أما دراستي فتتناول الموضوع من الناحية العقدية والدينية وتأثيرها على أفكار وعقول شباب الأمة من خلال نقض قضايا التكفير والقتل التي اعتمد عليها في تنفيذ مشروعه ونسبة ذلك زورًا وبهتانًا إلى الشريعة الإسلامية، كما سأبين حقيقة التيار الداعشي، وكيفية ظهوره، وبراءة الإسلام منه ومن أفكاره، وكذا آثار كتاب أبي بكر ناجي منذ ظهوره إلى يومنا هذا.
سابعاً- منهج البحث:
نظراً لطبيعةِ البحثِ اقتضتْ الدراسةُ أنْ تسلكَ منهجين:
(أ):المنهجَ التحليليَ، المتمثلَ في دراسةِ تلكَ القضايا والأفكارِ التي تمَّ جمْعُهَا من خلالِ كتابِ إدارةِ التوحشِ وتحْلِيلِها تحليلاً علميًا.
(ب):المنهجَ النقديَ، المتمثلَ في الردِ العلميِ والنقاشِ المنهجيِ لهذه القضايا والآراءِ التي جاءتْ في كتابِ إدارةِ التوحشِ.
المنهج التحليلي، والمتمثل في دراسة تلك القضايا والأفكار التي تم جمعها من خلال كتاب إدارة التوحش وتحليلها تحليلاً علميًا.
2- المنهج النقدي، المتمثل في الرد العلمي والنقاش المنهجي لهذه القضايا والآراء التي جاءت في كتاب إدارة التوحش.
ثامناً- خُطة الدراسة:
تقتضي خطة البحث إلى أن هذا الموضوع ينقسم إلى مقدمة، وتمهيد وثلاثة، فصول، وخاتمة.
أما المقدمة: فقد اشتملت على عنوان البحث- مشكلة الدراسة- أهداف الموضوع- أهمية البحث- تساؤلات الدراسة- أسباب اختيار الموضوع- الدراسات السابقة- منهج البحث- إجراءات البحث، وخطة الدراسة.
وأما التمهيد: فتضمن (التعريف بكتاب إدارة التوحش، ومؤلفه، ومصطلحاته)
أولاً: التعريف بالمصطلحات.
ثانياً- التعريف بكتاب إدارة التوحش، ومؤلفه:
(أ): التعريف بكتاب إدارة التوحش.
(ب): التعريف بأبي بكر ناجي مؤلف كتاب إدارة التوحش.
(ج): أثر الكتاب في دول العالم المستهدفة مع أهم مبادئ الكتاب.
ثالثاً: نشأة الفكر التكفيري في التاريخ الإسلامي، وأثره في العصر الحاضر:
(أ): الفكر التكفيري في عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
(ب):الفكر التكفيري في عصر الصحابة.
(ج): الفكر التكفيري في العصر الحاضر.
(د): دور المودودي؛ وسيد قطب في ظهور الفكر التكفيري في العصر الحاضر.
الفصل الأول: منهج أبو بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش، ومصادره، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: منهج أبو بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش.
المبحث الثاني: أهم المصادر التي اعتمد عليها أبو بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش.
المبحث الثالث: موازنه بين منهج الخوارج الأولين، ومنهج أبي بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش.
الفصل الثاني: تنظيم الدولة الإسلامية(داعش) على خارطة التيارات الفكرية الإسلامية السياسية المعاصرة, وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: موازنة بين تيار الإخوان المسلمين، وحركة الجهاد، وتنظيم الدولة (داعش) ، من حيث النشأة، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: نشأة الإخوان المسلمين.
المطلب الثاني: نشأة حركة الجهاد.
المطلب الثالث: نشأة تنظيم الدولة (داعش).
المبحث الثاني: موازنة بين تيار الاخوان المسلمين، وحركة الجهاد، وتنظيم الدولة (داعش)، من حيث أهم الآراء والأفكار والأهداف، وفيه مطالب:
المطلب الأول: أهم أراء وأفكار وأهداف الإخوان المسلمين.
المطلب الثاني: أهم أراء وأفكار وأهداف حركة الجهاد.
المطلب الثالث: أهم أراء وأفكار وأهداف تنظيم الدولة (داعش).
المبحث الثالث: موازنة بين تيار الاخوان المسلمين، وحركة الجهاد، وتنظيم الدولة (داعش) ، من حيث أبرز الشخصيات، وفيه مطالب:
المطلب الأول: أبرز شخصيات الإخوان المسلمين.
المطلب الثاني: أبرز شخصيات حركة الجهاد.
المطلب الثالث: أبرز شخصيات (داعش).
الفصل الثالث: قضايا التكفير والقتل في كتاب إدارة التوحش، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: مفهوم التكفير بين وسطية الإسلام، وانحراف أبي بكر ناجي وفيه مطلبان:
المطلب الأول: مفهوم التكفير في الإسلام.
المطلب الثاني: مفهوم التكفير عند أبي بكر ناجي.
المبحث الثاني: أبرز آثار التكفير عند أبي بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: العالم الإسلامي وحكامه في نظر أبي بكرناجي.
المطلب الثاني: تصور الجهاد عند أبي بكر ناجي.
المطلب الثالث: ضرورة التوحش، لإقامة الدولة عند أبي بكر ناجي.
المبحث الثالث: أبرز قضايا التكفير والقتل عند أبي بكر ناجي في كتاب إدارة التوحش، وفيه قضايا.
تاسعاً- الخاتمة: واشتملت على أهم نتائج البحث التي توصلت إليها الدراسة،
ومنها: -
1- 1-أبوبكرِ ناجي اسمٌ حركيٌ، ولا ندرِي ما اسمُهُ الحقيقيُّ، وما ذُكِرَ في تحديدِ شخصيَّتِهِ يُعَدُّ من بابِ التَّخْمِينِ.
2- كتابُ إدَارَةِ التوحشِ من أخطرِ الكتبِ التي صدرتْ عن الجماعاتِ التكفيريةِ إن لَّمْ يَكُنْ أخْطَرُهَا
3- خلُوُّ الكتابِ منْ مَصَادرِ الوَحْيَيْنِ تقريباً، وكانَ جُلُّ اعتمادِهِ علَى كُتُبِ الخوارجِ، وكتبِ حربِ العصاباتِ،/وهذا يُنبِئُ عنْ ضَعفِ المُؤَلِّفِ، وَضَحَالةِ الكِتابِ، وبُعْدِهِ عن التَّحْقِيقِِ والتَّحريرِ.
4- وقعَ أبو بكرِ ناجي في حقِّ النبي- صلى الله عليه وسلم- لمَّا زَعمَ أنَّهُ المؤسِّسُ الحقيقيُّ لإدَارَةِ التَّوحشٍ،/وكذا وقعَ في الصَحابةِ لمًا جعلَ جهادَهُم في سبيلِ اللهِ شدةً وغلظةً وإرهابًا وتشريدًا وإثخانًا في الأرض.
5- 5-التطابقُ الكاملُ بين فكرِ أبي بكرِ ناجي والخوارجِ الأوَّلِينَ،/ فكلاهُمَا فَسِّرَ الإِسْلامَ تَفْسِيراً سِيَاسِياًّ مستندًّا إلى الهَوَى والجهلِ.
6- قدَّمَ أبو بكرِ ناجي مشْرُوعًا يُصَادِمُ الشَّرِيعَةَ وعِمَارَةَ الأَرْضِ تَحْتَ غِطَاءِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ. وأعْظَمُ ثمَارِهِ، تَحقِيقُ أهدَافِ الغَربِ في العالمِ العربِيِّ والإسْلامِيِّ، حيثُ حققَ الفَوْضَى الخَلاقَةََ التي يَسعَى إليها الغَرْبُ في تحقيقِ أَهدَافِهِ وَأطْماعِهِ.
7- براءةُ المُسْلِمينَ حُكًّامًا ومحكومينَ مِمَّا رماهُمْ بِهِ أبو بكرِ ناجي منَ الحُكْمِ عليْهمْ بالرِّدَةِ، وبراءةُ العالمِ الإسلاميِّ منْ الحُكْمِ عليه بأنَّهُ دارُ كفرٍ؛ فالأرضُ ليستْ بالجُدْرَانِ، وإنَّما بالسُّكَّانِ.