Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الاتجاه الرمزي في تفسير القرآن الكريم بين القبول والرفض
في ضوء أصول التفسير :
المؤلف
خليل، على سيد على.
هيئة الاعداد
باحث / علي سيد علي خليل
مشرف / عماد حسن مرزوق
مشرف / محمد أبو الفتوح العفيفي
مناقش / حسن السيد خطاب
مناقش / امانى كمال غريب
الموضوع
القران - تفسير. علوم القرآن.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
396 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
19/12/2023
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية الآداب - قسم اللغة العربية تخصص الدراسات الاسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 396

from 396

المستخلص

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب جليًا ناصعًا ليس به عوج أو ميل، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المُبلِّغ عن ربه -جل وعز- الوحي، الصادعِ بالحق أنّى حلَّ وارتحل، وبعد:
فإن القرآن الكريم هو كلمة الله الأخيرة لأهل الأرض ﱡ ...ﲽ ﲾ ﲿ ﳀ ﳁ..... ﱠ [الأحزاب: 40]، ﭐﱡﭐ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ.... ﱠ ]سبأ: 28] فقد أُرسِل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس أجمعين بعد أن كان يُرسَل النبي لقومه فحسب. . وقد تلقى المسلمون هذا الكتاب المقدس بكل حفاوة وتكريم وبكل خدمةٍ له، فبذل علماء الإسلام طاقاتهم بيانًا له وتفسيرًا، ونهضوا لذلك العمل المُنيف وجرّدوا قلمهم ووقتهم وأبلوا نفوسهم وأفنوا أعمارهم حفظًا وصيانة لذلك الكتاب العزيز، وأنشأوا علومهم تَحُفُّ هذا الكتاب العزيز تشرحه وتخدمه في جميع مناحيه، ومن تلك العلوم علوم القرآن والتفسيرِ، فنشأت في ذلك الاتجاهات التفسيرية المتعددة، وناطوا بها تفسير كتاب الله، فانقسمت هذه الاتجاهات من حيث القبول والرد من قِبل علماء المسلمين إلى نوعين، نوع تلقوه بالقبول، كالاتجاه البلاغي الذي يُعنى أكثر ما يُعنى بالجوانب البلاغية التي تتجلى في الآيات والجمل القرآنية، ومنها الاتجاه اللغوي الذي يُعنى أكثر ما يُعنى بمعاني الكلمات وإعرابها وميزانها الصرفي، ومنها الاتجاه الفقهي الذي يُعنى أكثر ما يُعنى بآيات الأحكام والفروع الفقهية. والاتجاه العقدي الذي يُعنى فيه أكثر ما يُعنى بآيات العقيدة والأحكام الأصولية. ونوع اختلف فيه العلماء بين قابلٍ له ورادّ، كالاتجاه الرمزي.
وهذا الاتجاه لا يندرج تحت قسم من الأقسام، بل هو نظير لغيره كالاتجاه البلاغي واللغوي والفقهي. وربما أدرجتُه تحت الاتجاه الإشاري المَعنِيّ بالمعنى الثاني للفظ دون الأول. وهذا الاتجاه الرمزي اختلف عليه العلماء بين قابلٍ له ورادّ ومنهم من قَبِلَ منه جانبًا دون آخر. هذا الاختلاف جاء نتيجة ما رأوه من آراء وأفكار عدها بعضهم غلوًّا وخروجًا عن مراد الله في كتابه ولِما رأوا فيه من حيف عن المعاني الصريحة للنصوص وخروج عمّا أجمع عليه العلماء من نفي ظواهر النصوص وتأويلها بالرمز أو بالباطن، وعدم انضباطه بأصول التفسير التي قررها العلماء. وقد قَبِلَه بعضهم جملة واحدة أو في بعض جوانبه، فهو عندهم اجتهاد في تفسير القرآن الكريم، فالاتجاه الصوفي مثلًا المؤوَّلُ بالرمز ليس مردودًا في جملته، بل المردود منه ما جاء مخالفًا لِما تَقرر في الشريعة.
هذا وقد جاء أصحاب هذا الاتجاه على درجات فيه، فمنهم المؤول لكتاب الله كله أو جلّه بالرمز، فحكم عليه جمهور العلماء والمفسرين بأنه غير عابئٍ بأصول التفسير والتقيد بها، التي منها عدم معارضة التفسير لصريح النص سواء عن الله -تعالى- أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، ومنها الوقوف عند ما أجمعت عليه الأمة من أحكام فلا يَعدوها، وغير ذلك من الأصول التفسيرية. فحكم العلماء على مثل هذا التفسير بالغلو. وقد جاء تطبيق هذا الاتجاه الرمزي -كما رأى الناقدون له- على درجات من أصحابه، فمنهم من طبقه في جميع الآي ووجده صالحًا لها طُرًا، ومنهم من اتخذه بيانًا لبعضٍ منها دون بعض، ومنهم من اشتد غلوّه في تطبيقه ومنهم من توسط ومنهم من سَهُلَ فلم يخرج بتأويله عمّا استقر من عقيدة وشريعة. وبيان هذا الاتجاه بجوانبه كلها مع نسبتها لأصحابها هو موضوع هذا البحث، من خلال ما يُمَثِّله من تفاسير سيقوم الباحث بتحليلها ومناقشتها استظهارًا لمدى التزام كاتبه بأصول التفسير وما ترتب عليه من غلو أو عدمه، وإن كان فيه غلوّ فلاستظهار درجته من إفراط وتوسط وسهولة. وأسألُ الله –تعالى- أن يوفق صاحب هذا البحث لإصابة الحق والحكم بالمَعْدَلة، وأن يكون إضافة للعلم ولَبِنة في صرحه السامق.
وهناك عدة نقاط لا بد من بيانها في هذه المقدمة، وهي كما يلي:
• مشكلة الدراسة:
الباحث يرى تطبيق الاتجاه الرمزي في تفسير القرآن الكريم، بنفيه للظاهر وإثباته للباطن، قد أحدث نزاعًا وإشكالًا كبيرًا بين العلماء، فمنهم المعارض له لما يحمله من طمس لجلاء القرآن وإلغاءٍ لظاهره، وإثبات معانٍ أخرى جاءت مناصرة لتوجه أصحابه، ومنهم المؤيد له سواء كلًّا أو بعضًا، بلا تأثم أو حرج، بل رأوه يخدم كتاب الله ويكشف عن كنوز مطمورة خلف ستار الظاهر.
وهذه المشكلة القائمة في علم التفسير، سيقوم البحث بإلقاء الضوء عليها ودراستها ومناقشتها.
• هدف الدراسة:
تهدف الدراسة إلى النظر في الاتجاه الرمزي، والتفاسير المؤوِّلة به المنتحلة له، ومدى تطابقها مع أصول التفسير، وذلك من أجل الحكم على مدى صحته وصلاحيته في تفسير كتاب الله –تعالى-.
• أهمية الدراسة:
تأتي أهمية الدراسة في الحكم على الاتجاه الرمزي، سواء باعتماده اتجاهًا سليمًا في تفسير كتاب الله، أو بعدم اعتماده، وفي ضوء هذا الحكم يمكن فهم التفاسير الرمزية والحكم عليها صحة وغلوًّا. وذلك رغبة وتشوفًا لأن يكون البحث حجرًا في زاوية قد وضع في صرح شامخ يخدم كتاب الله تعالى.
• منهج الدراسة:
المنهج الذي طبقه الباحث في الدراسة هو المنهج التحليلي الذي يتميز بتحليل الظاهرة ونقدها، بيان صحيحها من خطأها، وسيقوم من خلاله بالنظر في تفسير هؤلاء العلماء المؤوّلين بالرمز، على اختلاف مذاهبهم وتوجهاتهم، وبيانِ أدلتهم التي اعتمدوا عليها، وسوّغوا به ذلك الاتجاه، وبتتبع ما قالوه تفسيرًا لكتاب الله، ومن خلاله يمكن الحكم على مدى موافقته لأصول التفسير وصحة معناه، وعلى درجة غلوّه إن جاء غاليًا، وذلك من خلال مناقشة تلك التفاسير وعرضها على أصول التفسير والنظر إلى مدى التزام المفسر لها، وتنظيرِ كلامه بكلام غيره من العلماء، وذلك من أجل اجتلاء الحكم على أقواله بالصحة والقبول أو الغلو والشرود عن تلك الأصول، ومن خلال اجتلاء الحكم على التفاسير الرمزية أو الباطنية ـ كما يُعبَّر به أحيانًا ـ يمكننا الوصول إلى الحكم على هذا الاتجاه رأسًا بالقبول له مُفسِرًا للقرآن الكريم أو بردّه.
• الدراسات السابقة:
قد تناولتْ دراساتٌ سابقة الاتجاه الرمزي في تفسير القرآن الكريم، منها:
1-الاتجاهات المنحرفة في تفسير القرآن الكريم، للدكتور محمد حسين الذهبي
عقد فيه الدكتور الذهبي كتابه في الاتجاهات التفسيرية التي لم تقم على أصول التفسير السليمة. وفيما تعرض له فيه التأويل الرمزي، وذلك في ثنايا سطوره، دون تفصيل أو بيان جوانبه وموضوعاته ونماذجه عبر العصور سلفًا ومعاصرةً.