Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج تدريبي لتحسين الوعي الذاتي
لدى الأطفال ذوي التوحد :
المؤلف
هاشم، داليا رشاد محمد.
هيئة الاعداد
باحث / داليا رشاد محمد هاشم
مشرف / نعيمة جمال شمس
مناقش / آمال عبد السميع باظه
مناقش / عبد العال حامد عجوة
الموضوع
الوعى. الاطفال - علم النفس. الاطفال المعاقون - تعليم. الاطفال المعاقون. الاطفال الشواذ.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
368 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
علم النفس التنموي والتربوي
تاريخ الإجازة
19/9/2023
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية التربية - علم النفس
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 368

from 368

المستخلص

لقد كان من نتائج البحث العلمي الحديث في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة اكتشاف وتحديد اضطراب طيف التوحد كفئة من الاضطرابات النمائية الدائمة عام (1943) على يد العالم الامريكي كانر؛ الأمر الذي دفع كثير من العلماء والباحثين – في الدول النامية والمتقدمة– إلى اجراء عدد من الأبحاث العلمية على الأطفال ذوي طيف التوحد بعد ان أدركوا ضرورة الاهتمام بهم في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعد رعاية الأطفال ذوي طيف التوحد من المشكلات المهمة التي تواجه المجتمعات حيث لاقت هذه الفئة الكثير من المعاملات؛ وقد استخدم العلماء والباحثون ومنهم إسماعيل بدر(1997)؛ سهي نصر (2001)؛ سيد الجارحي (2004)؛ رافت خطاب (2005)؛ أيمن البرديني (2006)؛ أشواق صيام (2007)؛ رشا حميدة (2007)؛ ريم فاضل (2015)؛ ميرفت مشهور (2016) طوال الوقت مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات العلاجية (العلاج السلوكي، طريقة لوفاس، برنامج تيتش، استخدام الرسم في العلاج، العلاج بالحياة اليومية) لتعليمهم أنماط السلوك الملائمة.
هذا وقد أكد (Morin, 2006)، (Rochat, 2003)، (Asendorpf, et al, 1996)؛ على ان الأطفال ذوي طيف التوحد يكتسبوا الوعي الذاتي والمعرفة من خلال التفاعل مع بيئتهم، وليس التعليم المباشر.
وقد أكد (Cohen, 2001, 174)؛ (Frith, and Happé, 1999, 8)؛ (Asendorpf, 1996, 313) على ان الطفل ذوي طيف التوحد لديه قصور في الوعي الذاتي؛ يتضح ذلك من خلال نقص القدرة على فهم عقول الآخرين، وعدم القدرة على التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم مثل الأطفال العاديين (فهم لا يعرفون متي يضحكون ومتي يبكون ولا يستطيعوا أن يعبروا عن مشاعر الغضب لديهم).
ويتفق معهم في ذلك (Duff & Flattery, 2014)؛ مريم أحمد (2014)؛ محمد الامام، فؤاد الخوالدة (2010)؛ سيد الجارحي (2004) على أن الأطفال ذوي طيف التوحد لا يستطيعون التعامل مع الآخرين مما ينتج عنه عدم قدرتهم على تنمية الوعي الذاتي لديهم.
ولهذا السبب جاءت فكرة الدراسة وهي كيف يساعد البرنامج التدريبي المستخدم الذي يتضمن فنيات (النمذجة، اللعب) في تحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد حيث تبين من نتائج بعض الدراسات كدراسة (Cardon & Wilcox, 2011)، (Burke, et al , 2013) أن استخدام (اللعب، النمذجة) يساعد على تحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد؛ يساعد في تحسين جميع سلوكياتهم – الاجتماعية، الوجدانية، العقلية - في الحياة، ويكون مفيدا للمحيطين والمتفاعلين معهم في حياتهم اليومية.
ويؤكد (Morgenthal, 2015)، محمد خلف (2016)، مرفت مشهور (2016)، محمد حمدان (2017)، حسن نصار (2017)؛ سهي أمين (2001) على أهمية اللعب في تنمية الوعي الذاتي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد وذلك لان اللعب ينمي وعيهم الذاتي مع المحيطين بهم؛ ويكون ذلك عن طريق اللعب في ظل العديد من المواقف الاجتماعية مما يؤدي إلى تحسين وعيهم الذاتي.
معني كلمة وعي (Awareness):
ويعرفه قاموس علم النفس (APA, Dictionary of Psychology, 2007) بأنه ”شعور داخلي او خارجي للأحداث أو التجارب”؛ هو ”شعور الكائن الحي بما في نفسه وما يحيط به”.
الفرق بين الوعي الذاتي والوعي بالذات:
أولا: الوعي بالذات: Self-awareness
وهو يختص بوعي الشخص بمشاعره وانفعالاته وأفكاره المتعلقة بهذه الانفعالات كما تحدث؛ وهو ما يعبر عنه بالاستبصار بهذه الانفعالات؛ والوعي بالذات هو أساس الثقة بالنفس لان الفرد يعرف مكامن قوته؛ وان لم ندرك انفعالاتنا فسيكون من الصعب إدراك مشاعر الآخرين.
ثانيا: الوعي الذاتي:
يؤكد (Mc-Geer, 2004) على أن الوعي الذاتي هو بأي حال من الأحوال مفهوم بسيط، ويفترض أن التفاعلات الاجتماعية هي الأساس لتنمية الذات وفهم دور الفرد في الشبكة الاجتماعية، واستجابات الطفل ووعيه بذاته يأتي من وجهة نظر الآخرين وتفاعله مع المجتمع المحيط.
ويتفق (Duff & Flattery, 2014)؛ (Morin, 2011)؛ (Mc-Geer, 2004)؛ Rochat, 2003, 731)) على أن الوعي الذاتي هو أساس الثقة بالنفس فنحن في حاجة دائماً لنعرف أوجه القوة لدينا وكذلك أوجه القصور ونتخذ من هذه المعرفة أساسا لقراراتنا؛ فهو عملية ديناميكية مستمرة ومتعددة وليست ثابتة.
ومما سبق يتضح أن الوعي الذاتي المقصود به (الذات العامة والخاصة)، أما الوعي بالذات فالمقصود به (الذات الخاصة)، وفي هذه الدراسة سنتحدث عن الوعي الذاتي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد وليس الوعي بالذات.
مشكلة الدراسة:
تؤكد دراسة (Solomon, et al, 2008)، (Noupuu, 2009)، (Cardon & Wilcox, 2011) على أهمية استخدام (النمذجة، اللعب) لتحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد لأنه غالبا ما تركز البرامج العلاجية لهم على زيادة الأداء المستقل، مهارات أنشطة الحياة اليومية، وأهداف النظافة الشخصية المتعلقة بغسل اليدين، وتنظيف الأسنان.
ويوجد العديد من الدراسات التي أكدت على ان الطفل ذو طيف التوحد لديه قصور في الوعي الذاتي ومن هذه الدراسات دراسة (Hobson, 1990)، (Frith & Happe, 1999)، (Raffman, 1999)، (Happe, 2003; 2015)، (Mcgeer, 2004)، (Frith, 2005)، (Morin, 2006)، (Williams, 2010)، (Shah, et al, 2016) حيث أكدت هذه الدراسات على أن الأطفال ذوي طيف التوحد لديهم قصور في الوعي الذاتي؛ وهذا ما دعا الباحثة للقيام بدراستها لألقاء مزيد من الضوء على أهمية استخدام (النمذجة، اللعب) لزيادة الوعي الذاتي لهم مما يساعدهم على زيادة أنشطة الحياة اليومية وزيادة مهارات الاتصال لديهم.
وقد أكد (Lind & Bowler, 2008)؛ (Happe, 2003)؛ (Nichols & Stich, 2002)؛ (Williams, 2010) على أن الأطفال ذوي طيف التوحد لديهم نقص أو فرط في الحساسية للألم؛ يفتقرون إلى الالية المعرفية (الطريقة التي يعبرون بها عن أفكارهم ومشاعرهم) لتمثيل أفكارهم ومشاعرهم كأفكار ومشاعر الآخرين؛ غير قادرين على التمييز بين أفعالهم الارادية واللاإرادية؛ الأطفال ذوي طيف التوحد لديهم ذاكرة بصرية قوية لرؤية التفاصيل ولا يدركون الشيء كله مثل (لا يرون أشكال أو أشخاص أو مشاهد كاملة ولكن يركزون على التفاصيل أكثر من التركيز على الكل).
وفي ضوء هذه الاعتبارات، بالإضافة إلى الندرة النسبية للدراسات في هذا المجال (القصور في الوعي الذاتي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد) على المستوي العربي –في حدود علم الباحثة-فان مشكلة الدراسة الحالية تبدو واضحة من خلال محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- هل توجد فروق بين درجات الأطفال ذوي طيف التوحد على مقياس الوعي الذاتي قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبي لصالح القياس البعدي؟
2- هل توجد فروق بين درجات الأطفال ذوي طيف التوحد على مقياس الوعي الذاتي بعد تطبيق البرنامج التدريبي والمتابعة بعد مضي شهر ونصف من انتهاء البرنامج التدريبي المستخدم؟
3- هل يسهم البرنامج التدريبي المستخدم (النمذجة، اللعب) في تحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد؟
هدف الدراسة:
1- تهدف الدراسة الحالية إلى اعداد برنامج تدريبي يساعد في زيادة الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد؛ اختبار فاعلية بعض الفنيات (النمذجة، اللعب) في زيادة الوعي الذاتي لديهم.
2- محاولة القاء الضوء على جانب أخر من جوانب القصور والضعف لدى الأطفال ذوي طيف التوحد (القصور في الوعي الذاتي)؛ ووصف الوعي الذاتي لهم والبدء في دمج المعرفة المتراكمة حول خصائص الوعي الذاتي لهم؛ ويوجد اختلافات فردية واسعة في الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد بسبب عدم تجانس (عدم تشابه) الحالات.
3- هذه الدراسة تقدم مستويات افتراضية مختلفة، وأبعاد مختلفة من الوعي الذاتي تم تحديدها من قبل العديد من النظريات كنظرية: التحليل النفسي، النظرية السلوكية، نظرية العقل، نظرية النمو المعرفي.
4- هذه الدراسة لا تدرس ماهية الوعي الذاتي فقط (لا تدرس تعريف الوعي الذاتي فقط) ولكن تدرس الجوانب الإجرائية والوظيفية للوعي الذاتي (تدرس وتحدد مستويات الوعي الذاتي وتدرس كيفية زيادة الوعي الذاتي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد).
أهمية الدراسة: تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية الموضوع الذي تتصدي لدراسته الباحثة؛ حيث تسهم هذه الدراسة في: أولا: الأهمية النظرية:
1- مد يد العون والمساعدة للأطفال ذوي طيف التوحد، حيث إن هذه الفئة لم تنل حظها من البحث والدراسة على حد علم الباحثة.
2- استخدام البرنامج التدريبي وفنياته (النمذجة، اللعب) لتحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد.
ثانيا: الأهمية التطبيقية:
1- الكشف عن أهمية استخدام (النمذجة، اللعب) لتعليم الأطفال ذوي طيف التوحد لكي يكونوا أكثر قدرة على ممارسة أنشطة الحياة اليومية.
2- ارتباط الأنشطة التي يقدمها البرنامج التدريبي المستخدم بممارسات وأساليب الحياة اليومية.
فروض الدراسة: وقد حددت الباحثة لهذه الدراسة الفروض التالية:
1- الفرضان السيكومتريان:
أ‌- توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذو طيف التوحد على مقياس الوعي الذاتي قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبي.
ب‌- لا توجد فروق دالة احصائيا بين متوسطات درجات الاطفال ذو طيف التوحد على مقياس الوعي الذاتي بعد تطبيق البرنامج التدريبي والمتابعة بعد مضي شهر ونصف من انتهاء تطبيق البرنامج.
2- فرض دراسة الحالة:
يسهم البرنامج التدريبي المستخدم في تحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد.

أدوات الدراسة:
تتحدد أدوات الدراسة بحسب طبيعة الدراسة، وأهدافها، وعينتها، ومستلزماتها، وبما أن الدراسة الحالية تهدف إلى استخدام برنامج تدريبي يساعد على تحسين الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد؛ فان تحقيق أهداف الدراسة يتطلب من الباحثة استخدام الأدوات الآتية:
1- استمارة دراسة الحالة للأطفال ذوي طيف التوحد. (اعداد الباحثة).
2- مقياس الوعي الذاتي. (اعداد الباحثة).
3- البرنامج التدريبي المستخدم (اعداد الباحثة) وهو قائم على فنيات (النمذجة، اللعب).
عينة الدراسة:
قامت الباحثة باختيار عينة الدراسة بطريقة قصدية، وقد تكونت عينة الدراسة من ست أطفال ذو طيف التوحد (كلهم أولاد) من مركز البسمة لذوي الاحتياجات الخاصة –بشبين الكوم-بمحافظة المنوفية أعمارهم تتراوح ما بين (8-12) سنة.
إجراءات الدراسة:
بعد أن أطمأنت الباحثة لأدوات الدراسة وصلاحيتها لتحقيق أهداف الدراسة من خلال أيجاد الخصائص السيكومترية لها من صدق، وثبات، وتجربة استطلاعية؛ قامت الباحثة بتطبيق أدوات الدراسة على عينة الدراسة كقياس قبلي لمعرفة مستوي الوعي الذاتي لديهم، وبعد ذلك قامت الباحثة بتطبيق جلسات البرنامج والتي تكونت من (64) جلسة بمعدل أربع جلسات في الأسبوع في الفترة من 1-4-2022 إلى 1-8-2022 ، وبعد الانتهاء من الجلسات (باللعب – النمذجة) قامت الباحثة بتطبيق مقياس الوعي الذاتي على عينة الدراسة للتأكد من فاعلية البرنامج التدريبي (اللعب – النمذجة) في تنمية الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد؛ وبعد فترة زمنية بلغت شهر ونصف من الانتهاء من القياس البعدي قامت الباحثة بتطبيق الأدوات لمعرفة أثر البرنامج التدريبي (اللعب – النمذجة) عليهم.

الأسلوب الإحصائي المستخدم:
استخدمت الباحثة العديد من الأساليب الإحصائية لمعالجة بيانات الدراسة حاسوبيا باستخدام برنامج الحقيبة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)، وهذه الوسائل على النحو التالي:
• معامل ارتباط بيرسون لحساب ثبات الاختبار والاتساق الداخلي.
• معادلة ألفا كرونباخ لإيجاد ثبات الأدوات باستخدام طريقة ألفا كرونباخ.
• اختبار ولكوكسن للعينات غير المستقلة (المرتبطة) لاختبار فروض الدراسة لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات أفراد العينة على الاختبارات الثلاثة قبل وبعد تطبيق البرنامج التدريبي، وكذلك في المقارنة بين القياس البعدي والتتبعي.
نتائج الدراسة:
أثبتت نتائج الدراسة أن البرنامج التدريبي (اللعب – النمذجة بالفيديو) يساعد في تنمية الوعي الذاتي (تقييم الذات – الوعي بالآخرين – الإفصاح عن المشاعر – إدراك الأفكار – توجيه السلوك) للأطفال ذوي طيف التوحد وأنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي طيف التوحد على مقياس الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد قبل وبعد البرنامج التدريبي لصالح القياس البعدي؛ وأنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات الأطفال ذوي طيف التوحد على مقياس الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد بين القياسين البعدي والتتبعي.
ان نتائج هذه الدراسة غاية في الأهمية فهي يمكن أن تكون بمثابة الوسيلة الإرشادية بالنسبة للذين يقومون بالعلاج عن طريق (اللعب – النمذجة بالفيديو) والذين يبدؤون عملهم لأول مرة مع الأطفال ذوي طيف التوحد؛ كما يمكن للمعالجين أن يستخدموا (اللعب – النمذجة بالفيديو) في مراجعة أفكارهم عن المشاكل المعقدة للأطفال ذوي طيف التوحد.
وإذا كان هناك المزيد من الأطفال ذوي طيف التوحد يمكن أن نستخدم معهم الجلسات (باللعب – النمذجة بالفيديو) بشكل منظم فانه من الممكن أن يجدوا فرصة كبيرة للتعبير عن أنفسهم.
ومن المهم أن نقوم بمزيد من الدراسات حول هذا الموضوع – استخدام اللعب والنمذجة في تنمية الوعي الذاتي للأطفال ذوي طيف التوحد -لكي يتم تحديد مزيد من البرامج التي تستخدم اللعب بصورة عامة في مساعدة الأطفال ذوي طيف التوحد، وان الجلسات (باللعب والنمذجة) تعتبر إضافة جديدة لبرامج التدخل المبكر التي تستخدم في تنمية الوعي الذاتي لهم.
إن الجلسات (باللعب – النمذجة) يمكن أن تكون عنصرا ايجابيا للفريق المعالج الذي يتعامل مع الأطفال ذوي طيف التوحد لان المعالج (باللعب – النمذجة) مشابهة جدا للناس الذين لا يتكلمون نفس اللغة ويحاولون جاهدين التواصل مع بعضهم البعض؛ ويجب أن يتمتع المعالج بنوع من المرونة والحساسية في أداء ذلك.
ثانياً: توصيات الدراسة:
في ضوء ما أسفرت عنه دراسة الحالات تتضح القيم العلاجية والنمائية (للعب –النمذجة) فالتعبيرات الفنية –عن طريق اللعب- للأطفال ذوي طيف التوحد تمثل سجلات مصورة عنهم يمكن عن طريقها الوقوف على الكثير مما يحدث أو حدث في حياتهم الخاصة فهي وسائل إسقاطيه لكثير من المكبوتات والتجارب الشخصية التي يعانون منها كما إنها تكشف عن دوافع وأسباب المشكلات السلوكية المصاحبة لهم ؛ فتكون بذلك مرشدا لمساعدتهم والأخذ بيدهم إلى طريق العلاج النفسي الأكيد الذي يتحقق بفضل دور العلاج (باللعب – النمذجة) في دفع جوانب النمو الحسي والإدراكي والانفعالي لهم فيتم الاتزان والتكامل في شخصياتهم إلى حد التوافق مع النفس ومع البيئة والاندماج فيها ومن هنا خلصت الباحثة بالتوصيات الآتية:
أن يكون اللعب دعامة أساسية في برامج رعاية الأطفال ذوي طيف التوحد بما يساعدهم على حسن التوافق مع الواقع وتقبل إعاقتهم والمشاعر المختلفة عنها ويعمل على النمو المطلق للطفل فيكون ذاته ويدرك حدوده وإمكاناته ويعطي له معني حقيقي للحياة؛ ويكون اللعب بمثابة مدخل تشخيصي وعلاجي للمشكلات المتعلقة بهم.
أن تتمركز أهداف الأنشطة الفنية للطفل حول نمو مهاراته الأساسية وتوافقه الشخصي وكفاءته المهنية ومساعدته على اتخاذ القرارات وحل المشكلات وتدريب الذاكرة وتنمية التفكير الترابطي؛ والبحث عن طرق ومداخل تثير وتنمي استعداداتهم الموجودة بالفعل إلى أقصى حد ممكن واستغلالها في صالحهم.
أن يراعي عند إعداد برامج العلاج باللعب للأطفال ذوي طيف التوحد أن تدور حول الطفل ذاته وعن حاجاته وعن قدراته الحالية كما يجب أن تتناسب مع المرحلة العمرية التي يمر بها مع الاهتمام بتطويع القدرات والمهارات المتوفرة له.
توظيف اللعب لتحسين مهارات التعليم عند الطفل خاصة في الحالات التي تكون بعض مناطق التعلم والتعبير مغلقة أو معطلة فيستخدم لتفسير قدرات التحصيل وإتقان المهارات الأكاديمية واللفظية إلى درجة دمجه وإعادته إلى البيئة الطبيعية لتعلمه مع الأطفال العاديين؛ ويجب أن تشمل الجلسات باللعب أنشطة متعددة وخامات وأدوات متنوعة.
على المعالج باللعب خلق عالم ملئ بالصور والرموز والتركيبات لتنشيط خيال الطفل فيصبح أكثر قدرة على تجاوز الواقع الذي يعيشه وأكثر استعداد لمواجهة ما يطرأ عليه من متغيرات؛ وإطلاق الحرية الكاملة للتعبير بتلقائية مما يساعد على الكشف عما يشغل الطفل وما يعوق نموه وتطوره والوصول إلى جوانب الضعف والقوة في شخصيته ككل.
أن تتضمن أنشطة اللعب للطفل على كل ما يمكن التعامل معه من أدوات وخامات يستطيع التحكم فيها بطرق آمنه؛ وأن يكون هناك وحدة فكرية بين المعالج باللعب والقائمين على رعاية الطفل بالمدرسة مثل الأخصائي الاجتماعي والنفسي ومدرس الفصل حتى تتكامل استراتيجية علاج الطفل وتقويمه.
أن يعد المعالج باللعب إعدادا أكاديميا مكثفا يؤهله للتعامل مع الأطفال ذوي طيف التوحد من خلال برامج للتربية الخاصة والعلاج باللعب وكل ما يتعلق بهم؛ وعدم تغيير معلمي هؤلاء الأطفال من مرحلة إلى أخري.
أن يكون هناك دورات تدريبية دورية للمعالج باللعب تمده بأحدث الوسائل والأساليب الفنية التي يمكن عن طريقها الاتصال بالطفل وتفهم السلوك الغير سوى ومشكلات الإدراك لديه.
اتاحة الفرصة الكاملة للطفل لممارسة الأنشطة الفنية والتربوية والموسيقية مع توفير البرامج التي تحتوي على أنشطة حسية وحركية فالدروس الأكاديمية يجب أن تسير جنبا إلى جنب مع الخبرات الحسية العملية.
ثالثاً: البحوث المقترحة
من خلال نتائج الدراسة الحالية ومن خلال تعامل وتفاعل الباحثة مع الأطفال فقد اقترحت الباحثة إجراء بحوث في النواحي التالية:
1- فاعلية برنامج التدخل المبكر على تنمية الوعي الذاتي لدى الأطفال ذوي طيف التوحد.
2- فاعلية اللعب الدرامي وتأثيره على تنمية الوعي الذاتي للطفل ذو طيف التوحد.
3- فاعلية برنامج إرشادي لآباء الأطفال ذوي طيف التوحد في تحسين الاتصال مع أطفالهم.
4- فاعلية برنامج سيكودرامي في خفض حده بعض الاضطرابات السلوكية لدى عينه من الأطفال ذوي طيف التوحد.
5- استخدام اللعب في تشخيص الطفل ذو طيف التوحد.