Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فعالية برنامج إرشادي لتحسين المناعة النفسية في إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم /
المؤلف
زايد، عبير حمدي اسماعيل
هيئة الاعداد
باحث / عبير حمدي اسماعيل زايد
مشرف / إبراهيم علي إبراهيم
مشرف / نرمين محمود عبده
مشرف / اسماء احمد عبد العزيز
الموضوع
ألامهات الأعاقة الفكرية
تاريخ النشر
2024.
عدد الصفحات
103 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الصحة النفسية
الناشر
تاريخ الإجازة
14/2/2024
مكان الإجازة
جامعة بني سويف - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 123

from 123

المستخلص

تعتبر الإعاقة الفكرية من أشد المشكلات خطورة في مرحلة الطفولة؛ حيث إن وجود طفل ذو إعاقة داخل الأسرة يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الحياة الطبيعية للأسرة وخاصةً عندما تفتقد هذه الأسرة لمساندة المجتمع والجهات المختصة بدعم وتلبية احتياجاتهم، وخفض ما يعانونه من ضغوط نفسية، وتعاني الأمهات من معظم هذه الضغوط لما يقع على عاتقهن من مسئولية تربية جميع أطفال الأسرة الأصحاء وذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تحمل العبء الأسري والأعمال المنزلية ومسئوليات العمل، وأيضًا ما تتعرض له أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية من مشاعر سلبية إثر معرفتهن بإعاقة أحد أبنائهن، والتي تبدأ بالصدمة الشديدة ثم مشاعر الرفض والإنكار وعدم تقبل الحالة، ثم الخوف والقلق ومحاولة التكيف مع الواقع وتقبله والسعي لإيجاد العلاج المناسب.
ويمثل وجود طفل ذو إعاقة عبئًا ثقيلًا على الأسرة في كافة النواحي المادية والنفسية والاجتماعية، حيث نجد بعض الأسر لا تستطيع تحمل الضغط الناتج عن وجود مثل هذا الطفل، وما يتعرضون له من مواقف يتخللها الحزن والإحباط والتشاؤم واليأس والغضب، وهذا ينعكس بالسلب على صحتهم النفسية والجسدية. وعلى صعيد آخر نجد أن هناك أسر تعاني من وجود طفل ذو إعاقة أيضًا، ولكن تفكر في مساعدة الطفل والارتقاء به بشتى الطرق إيمانا منها بأن هذا الطفل هو اختبار من الله سبحانه وتعالى، وتتقبل قدرها بنفس راضية، وقد يرجع هذا الاختلاف إلى مقدار ما تملكه الأسرة من مناعة نفسية (إيمان نبيل حنفي، 2016، 2).
فالمناعة النفسية هي إحدى أهداف علم النفس الإيجابي بل أهمها، وهي من النظريات العلمية التي ظهرت حديثًا، ولاقت قبولًا كبيرًا في الأوساط العلمية، وكشفت عن الكثير من أسباب القصور والضعف في النواحي الفكرية والنفسية والجسدية (سليمان عبدالواحد يوسف، 2016، 249).
وتعتبر المناعة النفسية هي جوهر الحياة، وهي السبب الحقيقي لجودتها النفسية، ولكن يختلف الشعور بها والتعبير عنها من فرد لآخر، بل ومن مرحلة عمرية إلى أخرى، ومن ثقافة إلى أخرى، وأكثر من ذلك، فإن مصادر المناعة النفسية قد تختلف من فرد إلى آخر، فقد يكون تأكيد الذات مصدرًا للمناعة النفسية لفرد ما، بينما يكون النجاح في الحياة الزوجية والدراسة والعمل قمة المناعة النفسية لدى آخر، في حين أن الشعور بالاستقرار والأمن والرضا عن الحياة هما المناعة النفسية بعينها لدى ثالث، ولذلك تظل المناعة النفسية قمة مطالب الإنسان في هذه الحياة بل ومن أهم أهدافه التي يسعى إلى تحقيقها (سليمان عبد الواحد يوسف، 2019، 222).
وتستند المناعة النفسية على أساس أن العقل والبدن لا ينفصلان، وأن الدماغ يؤثر على جميع أنواع العمليات النفسية والفسيولوجية لدى الفرد، وأن الذات الإنسانية معرضة للضعف والمرض الجسمي والنفسي بسبب طريقة تفكير الفرد نفسه، وإذا استطاع الفرد أن يكون أكثر مرونة في تغيير طريقة تفكيره إلى الأفضل فإنه يمد جهازه المناعي بطاقة تساعد في جعل العمليات الطبيعية داخل الجسم تقوم بتأدية وظائفها على نحو صحيح، وتقوي عقله وجوهره، لهذا يستوجب على الفرد أن يجاهد من أجل زيادة كفاءة مناعته النفسية من خلال تنمية قدرته على الصمود والتحمل أمام الأزمات ومقاومة الأفكار التي تؤدي به إلى اليأس والقلق والفشل (إيمان حسنين محمد، 2016، 10).
وللمناعة النفسية دور هام في حياة الأسرة، حيث أكدت دراسة إيمان حسنين محمد (2013) ودراسة (2015) Bhardwaj&Agrawal أنها تساعدها على التعايش مع الصراعات الانفعالية، تحمل الضغوط، التكيف مع التغيرات البيئية، المرونة، العيش دون خوف أو قلق أو الشعور بالذنب وأيضًا تحمل المسئولية تجاه الأحداث المختلفة.
فالأفراد ذوي المناعة النفسية المرتفعة تكون لديهم القدرة على تحمل مختلف الضغوط، والتحكم في الانفعالات الناتجة عنها وإدارتها بشكل أفضل، ولعل من أبرز الانفعالات التي تواجه الأفراد عامةً وأسر ذوي الإعاقة الفكرية بشكل خاص هو انفعال الغضب، وهو يعد أحد الانفعالات الإنسانية التي يمكن التعبير عنها بطرق عديدة دون إلحاق الضرر والأذى بالآخرين، ولذلك إذا لم يتعلم الفرد كبح جماح غضبه والتعرف على احباطاته وتفسيرها بشكل سليم، فإنه يصبح غضوبًا لا يستطيع تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين وتكون حالته النفسية سيئة في معظم الأحوال، ويعني ذلك أنه في حالة الفشل في السيطرة على الغضب وإدارته بفاعلية قد يؤدي ذلك إلى العديد من المشاكل النفسية والجسدية في مختلف مجالات الحياة التي يعيشها الفرد، فلا يقصد بإدارة الغضب هو عدم الغضب أو عدم التعبير عنه، وإنما تعلم كيفية التعامل معه وعدم كبته، والتعبير عنه بشكل مناسب (إيمان نبيل حنفي،2016، 22).
ويشير مصطلح إدارة الغضب بوجه عام إلى الأساليب والطرق التي يتبعها الأفراد سريعي الغضب كي يستطيعون فهم وإدارة انفعالاتهم وكبحها (طه عبدالعظيم حسين، 2007، 114). ويعتبر جميع أفراد المجتمع في حاجة ماسة إلى إدارة غضبهم؛ حيث أن الغضب من الانفعالات ذات التأثير الخطير على الجسم والتي تؤدي إلى إضعاف مناعته، ومن ثم حدوث الكثير من الأمراض السيكوسوماتية مثل أمراض ضغط الدم، السكر وأمراض القلب. وتعد أسرة الطفل ذو الإعاقة الفكرية من أكثر الأسر حاجةً إلى إدارة غضبهم لأنهم يتعرضون بشكل مستمر لمواقف الضغط والإحباط، فنجدهم بصورة لا إرادية يقعون في براثن المرض النفسي، وهذا ما أشارت إليه دراسة سامي عبدالقوي (2002) حيث أكدت على وجود تفاعل متبادل ومباشر بين الحالات العقلية والوظائف النفسية والمناعية، وجدير بالذكر أن مقاومة الضغوط والتكيف مع المواقف المحبطة وماينتج عنها من مشاعر سلبية كالعداوة والسخط والانتقام والغضب يؤدي إلى ضبط النفس والتحكم في الانفعالات وإدارتها بشكل مناسب وهذا ما أكدته دراسة إيمان نبيل حنفي (2016) حيث أشارت إلى وجود علاقة بين المناعة النفسية وإدارة الغضب لدى أسر الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية.
مشكلة الدراسة
تعد الإعاقة الفكرية من أكثر الإعاقات انتشارًا، وتتأثر نسبة انتشارها بالعديد من العوامل مثل المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في المجتمع (فاروق الروسان، 2006، 93).
ومما لاشك فيه أن وجود طفل ذو إعاقة داخل الأسرة يؤدي إلى حدوث انفعالات متعددة، ويعد هذا نتيجة طبيعية للصدمة التي تواجهها الأسرة عند اكتشاف إعاقة طفلها، ويعتبر الغضب أحد أشكال الانفعالات الشائعة لديهم، ويتباين الأفراد في مدى تحملهم لما يلاقونه من ضغوط واحباطات حيث أن لكل فرد مستوى معين من التحمل ويختلف مستوى مناعته النفسية عن الآخرين، فإذا زادت الضغوط النفسية عن قوة تحمله وصموده فقد ينهار ويأتي بسلوك لا يوافق عليه الآخرون.
وتشير الدراسات إلى أن الضغوط والانفعالات تؤثر سلبًا على الجهاز المناعي للفرد فيصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السيكوسوماتية، مثل دراسة Margret (2000) والتي كشفت عن وجود علاقة ارتباطية بين الأحداث الضاغطة والصحة النفسية، وأن قوة التحمل وأسلوب التعامل مع هذه الأحداث له أثر مباشر على الوظائف النفسية والجسدية، دراسة إيمان نبيل حنفي (2016) والتي أشارت إلى وجود علاقة بين مستوى المناعة النفسية وإدارة الغضب لدى أسر الأطفال المعاقين فكريًا، وأيضًا دراسة الحارث عبدالحميد (2000) التي أوضحت أن ضغوط الحياة كالحروب وسوء التكيف مع البيئة الاجتماعية تؤدي بالفرد إلى صعوبة مقاومة وتحمل الأمراض الجسمية.
وعلى صعيد آخر أكدت بعض الدراسات أن الإقبال على استخدام البرامج المختلفة في تحسين المناعة النفسية للأفراد يساعدهم على إقامة علاقات ناجحة مع الآخرين وتجنب رؤية الضغوط والأزمات على أنها مشكلات لا يمكن التخلص منها وتوضح تأثير ذلك على أسرهم، ومن هذه الدراسات دراسة ماجدة حسين (2011) والتي أكدت على فعالية برنامج ارشادي لتحسين أحد أبعاد المناعة النفسية (الصلابة النفسية) لأمهات المعاقين عقليًا وبيان أثره على مستوى تقدير الذات لأبنائهم، دراسة إيمان نبيل حنفي (2019) والتي أشارت إلى وجود تأثير لبرنامج في تحسين المناعة النفسية للأمهات على مستوى الكفاءة الاجتماعية لأبنائهن ذوي الإعاقة الفكرية، كما أثبتت الدراسات فعالية البرامج التدريبية بوجه عام لتحسين المناعة النفسية مثل دراسة أمل محمد (2021)، دراسة حمادة محمد (2020)، وأيضًا دراسة مروان مسعد (2020).
وبناءً على نتائج جميع هذه الدراسات، وبالإضافة إلى ندرة الدراسات التى تناولت المناعة النفسية وأثرها على إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال المعاقين فكريًا القابلين للتعلم، جاءت الدراسة الحالية محاولة الإجابة عن الأسئلة التالية:
1- ما فعالية برنامج إرشادي في تنمية المناعة النفسية وما أثره على إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم؟
2- ما مدى استمرارية فعالية البرنامج الإرشادي في تنمية المناعة النفسية وأثره على إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم؟
أهداف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية إلى:
1- التعرف على فعالية برنامج إرشادي لتنمية المناعة النفسية وأثره على إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
2- التأكد من بقاء أثر البرنامج الإرشادي لتنمية المناعة النفسية على إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم؟
أهمية الدراسة
تتمثل أهمية الدراسة الحالية في جانبين أساسيين هما:
1- الأهمية النظرية
‌أ- يمكن أن تفيد الدراسة في تقديم قدر من المعلومات النظرية عن مفهوم المناعة النفسية.
‌ب- تقدم الدراسة بعض المعلومات النظرية عن مفهوم الغضب وكيفية إدارته.
‌ج- الحاجة الملحة إلى تقديم مثل هذه الدراسات لكثرة ما تتعرض له هذه الفئة (أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية) من ضغوط ومشكلات نفسية واجتماعية نتيجة وجود طفل ذو إعاقة لديهن.
‌د- توفير معلومات نظرية عن البرامج الإرشادية وأهمية الاستعانة بها في تحسين المناعة النفسية لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية.
2- الأهمية التطبيقية
‌أ- تقديم مقياس للمناعة النفسية لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
‌ب- تقديم مقياس لإدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
‌ج- تقديم برنامج إرشادي لتنمية المناعة النفسية ومعرفة أثره على إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
‌د- مساعدة المتخصصين والمهتمين بهذا المجال على الاستفادة من برنامج الدراسة في تنظيم دورات إرشادية للأمهات مما قد يؤثر على تفكيرهم ويجعلهم أكثر إيجابية.
محددات الدراسة
1- محددات منهجية:
تعتمد الدراسة الحالية على المنهج التجريبي ذو المجموعة الواحدة، بحيث يتم تطبيق القياسين القبلي والبعدي على نفس العينة.
2- محددات بشرية:
تتكون عينة الدراسة الحالية من(8) من أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم المترددين على بعض جمعيات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بمحافظة بني سويف، وتتراوح أعمارهن بين (25-34) عامًا.
3- محددات مكانية:
تقوم الباحثة بتنفيذ إجراءات الدراسة من تطبيق المقاييس والبرنامج الإرشادي داخل جمعية النور والأمل لذوي الاحتياجات الخاصة بشارع عبدالسلام عارف بمحافظة بني سويف.
أدوات الدراسة
1- مقياس المناعة النفسية لأمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
2- مقياس إدارة الغضب لأمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
3- برنامج إرشادي لتنمية المناعة النفسية ومعرفة أثره في إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
فروض الدراسة
في ضوء البحوث والدراسات السابقة التي تم عرضها، يمكن صياغة فروض الدراسة على النحو التالي:
1- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات القياسين القبلي والبعدي على مقياس المناعة النفسية لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
2- لا توجد فروق بين متوسطات درجات القياسين البعدي والتتبعي على مقياس المناعة النفسية لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم
3- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات القياسين القبلي والبعدي على مقياس إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
4- لا توجد فروق بين متوسطات درجات القياسين البعدي والتتبعي على مقياس إدارة الغضب لدى أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم.
أساليب الدراسة الإحصائية
1- اختبار كا².
2- معامل ارتباط سبيرمان.
3- طريقة تحليل التباين الفا- كرونباخ.
4- معامل ارتباط بيرسون.
5- معادلة سبيرمان- براون للتجزئة النصفية.
6- معادلة جتمان.
7- اختبار ويلكوكسون Wilcoxon
نتائج الدراسة
يمكن تلخيص النتائج التي توصلت إليها الباحثة في الدراسة الحالية على النحو التالي:
1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم في القياسين القبلي و البعدي على مقياس المناعة النفسية لصالح متوسط رتب درجات القياس البعدي.
2- عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس المناعة النفسية.
3- وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم في القياسين القبلي و البعدي على مقياس إدارة الغضب لصالح متوسط رتب درجات القياس البعدي.
4- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أمهات الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية القابلين للتعلم في القياسين البعدي والتتبعي على مقياس إدارة الغضب.