Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادي في خفض التمويه الاجتماعيلدى عينة من المراهقات الذاتويات/
المؤلف
رشدي، كريمة سيد أحمد
هيئة الاعداد
باحث / كريمة سيد أحمد رشدي
مشرف / محمـــد رزق الـــبحيري
مناقش / عادل السعيد البنا
مناقش / أسماء عبدالعال الجبري
تاريخ النشر
2024
عدد الصفحات
ب-ص، 320ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس (متفرقات)
تاريخ الإجازة
1/1/2024
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الدراسات النفسية للاطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 348

from 348

المستخلص

تعد مرحلة المراهقة من أهم المراحل في حياة الإنسان، كما أنها أخطر فترة في فترات النمو، حيث يواجه المراهقون الذاتويون تحديات مماثلة للمراهقين غير الذاتويين بدرجة أكبر بسبب تشخيصهم باضطراب طيف الذاتوية وهو اضطراب نمو عصبي يتسم بضعف في التواصل اللفظي وغير اللفظي والتفاعلات الاجتماعية، والسلوكيات المقيدة والمتكررة.
ورغم أن مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة التي تتسم بالتجدد المستمر إلا أنها أكثر خطورة على المراهقات الذاتويات، اللاتي يجب عليهن التعامل مع كل الصعوبات الكامنة في مرحلة المراهقة وخاصة المرتبطة بتشخيصهن كذاتويات (Mandy et al., 2018)، ورغم ذلك ركزت معظم الدراسات على (الذكور) المراهقين الذاتويين، والدراسات التي شملت (الإناث) المراهقات الذاتويات تضمنت عينات مختلطة من الجنسين، مما منع الكشف عن القضايا الخاصة بالإناث (Cridland et al., 2014).
ويعاني المراهقون ذوو اضطراب طيف الذاتوية من مستويات أعلى من القلق والاكتئاب مقارنة بالعاديين. كما أن أحد العوامل التفسيرية لذلك هو استخدامهم لإستراتيجيات إخفاء سمات الذاتوية (Bernardin et al., 2021) لأنهم يواجهوا بيئة اجتماعية معقدة بشكل متزايد وغالبًا ما يكونوا أكثر وعيًا باختلافاتهم وصعوباتهم الشخصية (White et al., 2009).
ويتظاهر المصابون باضطراب طيف الذاتوية بأنهم ليسوا مصابين بهذا الاضطراب، ويبذلون جهدًا كبيرًا يوميًا في مراقبة وتعديل سلوكهم ليتوافق مع أعراف السلوك الاجتماعي غير الذاتوي. فيخفون سلوكياتهم الذاتوية الفطرية نتيجة المعاناة من ردود الفعل السلبية تجاه سلوكياتهم الاجتماعية الفطرية عند التفاعل مع الأشخاص العاديين وأيضًا للتوافق والتأقلم مع المواقف الاجتماعية، ويشار إلي هذه الظاهرة باسم الإخفاء، أو التمويه، والبعض حددها بمصطلح التمويه الاجتماعي (Beck et al., 2020; Jorgenson et al., 2020; Mandy, 2019; Tubío-Fungueiriño et al., 2021).
فالتمويه الاجتماعي واسع الانتشار لدى فئة اضطراب طيف الذاتوية خاصة بين الإناث ومن لديهم ذكاء متوسط أو أعلى؛ فهو مؤشر الخطورة للإصابة بالاضطرابات النفسية لدى المراهقين الذاتويين دون التأخر العقلي، والتمويه يتوسط العلاقة بين الضغوط الاجتماعية (مثل التنمر، وعدم قبول الذاتوية) والقلق والاكتئاب (Hull et al., 2021)، كما تعتبر القدرة على ”تمويه” الصعوبات الاجتماعية في المواقف الاجتماعية سمة رئيسة للنمط الظاهري للإناث ذوات اضطراب طيف الذاتوية(Allely, 2019; Downie et al., 2020)؛ لأن الإناث يحاولن أكثر ”التأقلم” اجتماعيًا عن طريق إخفاء سمات الذاتوية لديهن؛ ليبدين أقل ذاتوية في التفاعلات الاجتماعية، كما أشارت الدراسات (Brown, 2020; Cage & Troxell-Whitman, 2019; Cassidy et al., 2020) إلى وجود علاقة بين التمويه الاجتماعي والشعور بالضيق (الاكتئاب، أو القلق، أو التوتر) فالإناث اللواتي أبلغن عن مستويات أعلى في التمويه الاجتماعي ارتبط ذلك بأفكار حول الانتحار وصعوبات التواصل في الحياة اليومية، وارتبطت محاولة إخفاء سمات الذاتوية بمشكلات نفسية بغض النظر إذا كانت هذه السمات خفيفة جدًا أو أكثر حدة (Beck et al., 2020).
ولتأثير التمويه الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقات الذاتويات، ولآثاره السلبية على سلوكياتهن وتفاعلهن الاجتماعي مع الآخرين؛ لذا فقد أجريت هذه الدراسة للكشف عن فاعلية برنامج إرشادي في خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات.
مشكلة الدراسة:
تتسم الذاتوية كاضطراب في النمو بقصور في التواصل الاجتماعي والتفاعل والأنشطة المقيدة والمتكررة، ووجود تفاوت ثابت بين الذكور والإناث في نسب تشخيص اضطراب طيف الذاتوية حيث يتم تشخيص عدد أكبر نسبيًا من الذكور مقارنة بالإناث (American Psychiatric Association,2013).
ويتم تشخيص عدد متزايد من الأطفال بالذاتوية كل عام بسبب الفحص المبكر والوعي المجتمعي، ومع ذلك فإن التشخيص المتأخر (فوق 12 عامًا) أخذ في الارتفاع أيضًا مما يثير تساؤلات حول هذه الظاهرة؛ فقد يرجع التشخيص المتأخر إلى قدرة الطفل على التمويه حتى تحدث التغييرات الاجتماعية عند سن البلوغ (Brown,2020)، كما أن (70%) من المشاركين ذوي اضطراب طيف الذاتوية يتخفون باستمرار (Mandy,2019). ويؤدي التمويه الإجتماعي دورًا في زيادة نسبة الذكور الملحوظة في اضطراب طيف الذاتوية، لأن الإناث أكثر استخدامًا للتمويه الاجتماعي، وبالتالي لا يتم اكتشافهن وبالتالي عدم تشخيصهن لفترة أطول (Lai et al., 2016).
ويؤدي التظاهر بعدم المعاناة من الذاتوية إلى تآكل إحساس الذاتويين بالهوية وكأنهم لم يكونوا ”ذواتهم الحقيقية” والمعاناة من القلق والاكتئاب والإرهاق الجسدي والعقلي وإساءة فهم احتياجاتهم أو التغاضي عنها تمامًا (Cage & Troxell-Whitman, 2019; Hull et al., 2021), لأنه لن تتم إحالة المريض المكتئب الذي يبتسم إلى العلاج، وبالمثل فلا تتم إحالة المراهقات الذاتويات اللاتي ينجحن في التمويه الاجتماعي على أنهن مؤهلات اجتماعيًا (Beck et al., 2020)، وبالتالي لا يشخصن بالذاتوية في الوقت المناسب، ولا يقدم لهن الدعم المناسب ولا يعزز الشـعور الإيجابي بالهوية لديهن (Halsall et al., 2021).
ولاتفاق الدراسات السابقة على ارتفاع التمويه الاجتماعي لدى المراهقات الذاتويات (Cage & Troxell-Whitman, 2019; Downie et al., 2020; Mandy, 2019; Wing, 1981)، ولندرة الدراسات السابقة العربية والأجنبية -في حدود ما اطلعت عليه الباحثة- التي تناولت خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات؛ مما حرى بنا إجراء هذه الدراسة، وتثير مشكلة الدراسة السؤالين التاليين:
3- ما فاعلية البرنامج الإرشادي المقترح في خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات؟
4- هل ستستمر فاعلية البرنامج الإرشادي المقترح في خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات وذلك بعد توقف البرنامج بثلاثة أشهر؟
هدفا الدراسة:
هدفت هذه الدراسة إلى:
1- التحقق من فاعلية برنامج إرشادي في خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات.
2- التأكد من استمرار فاعلية البرنامج بعد القياس التتبعي في خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة الدراسة من المراهقات الذاتويات.
أهمية الدراسة:
تنقسم أهمية الدراسة إلي أهمية نظرية وأخرى تطبيقية:
أولاً- الأهمية النظرية:
1- إلقاء الضوء على المراهقات ذوي طيف الذاتوية باعتبارهن فئة تستحق المزيد من الدراسة بخصائصهن النمائية سواء اللغوية، أو الجسمية، أو العقلية، أو الاجتماعية، أو الانفعالية.
2- ندرة الدراسات التي تناولت خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات -في حدود ما اطلعت عليه الباحثة- في البيئتين العربية والأجنبية.
3- قد تزودنا الدراسة ببعض المعلومات عن كيفية خفض التمويه الاجتماعي لدى المراهقات الذاتويات.
4- قد تزودنا ببعض المعلومات عن كيفية استخدام الأفلام الكرتونية ونمذجة الفيديو للتخفيف من حدة التمويه الإجتماعي لدى المراهقات الذاتويات.
5- تعليم المراهقات سلوكيات تساعدهن على التغلب على الضغوط والمشكلات اليومية التي يتعرضن لها نتيجة سماتهن الذاتوية.
6- قد تساهم الدراسة في نشر الوعي لدى الآباء والأمهات والباحثين والأطباء النفسيين حول وجود التمويه الاجتماعي لدى المراهقات الذاتويات.
7- تناول فئة أصبحت كبيرة داخل المدارس وتعانى معها العديد من الأسر وهم فئة ذوى اضطراب طيف الذاتوية التي تتعرض إلى الضغوط والاضطرابات النفسية خلال المراحل العمرية المختلفة وأهمية خفض التمويه الاجتماعي لدى هذه الفئة.
ثانيًا- الأهمية التطبيقية:
1- خروج الدراسة ببعض التوصيات والمقترحات التي تفيد المراهقات الذاتويات ووالديهن والمتعاملين معهن.
2- تقدم الدراسة أداة لقياس التمويه الإجتماعي لدى المراهقات الذاتويات (تقدير المراهقة الذاتوية نفسها) (تقدير الأمهات) في البيئة العربية وقد تفيد الباحثين فيما بعد.
3- يمكن أن تفيد أدوات الدراسة والشخصيات المرشدة والأفلام الكرتونية وطرق التدريب عليها معلمي التربية الخاصة والأخصائيين النفسيين والاجتماعيين والمسئولين في وزارة التربية والتعليم في إعداد برامج إرشادية وعلاجية وتفعيلها بما يعود بالفائدة على المراهقات الذاتويات.
4- يمكن أن يفيد البرنامج الإرشادي من خلال أنشطته الجماعية في جعل المراهقات الذاتويات أكثر توافقًا اجتماعيًا ونفسيًا مع أقرانهم العاديين والمجتمع.
فروض الدراسة:
بعد الاطلاع على الإطار النظري والدراسات السابقة أمكن صياغة الفروض الآتية:
1- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقات الذاتويات على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات في القياس بعد تطبيق البرنامج، وذلك في اتجاه المجموعة الضابطة.
2- توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقات الذاتويات في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات، وذلك في اتجاه القياس القبلي.
3- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقات الذاتويات على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات في القياسين قبل وبعد البرنامج.
4- لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقات الذاتويات في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات.
منهج الدراسة وإجراءاتها:
1) منهج الدراسة:
اعتمدت الباحثة في هذه الدراسة على المنهج التجريبي والتصميم التجريبي ذو المجموعتين التجريبية والضابطة والقياس القبلي والبعدي والتتبعي.
2) عينة الدراسة:
بلغ حجم عينة الدراسة (ن=20) مراهقة، مقسمين بالتساوي بطريقة عشوائية لمجموعتين (ن=10) مراهقات للمجموعة التجريبية ومقسمة (ن=10) مراهقات للمجموعة الضابطة تراوحت أعمارهن مابين (16-18) عامًا وجميعهن من ذوي اضطراب طيف الذاتوية.
3) أدوات الدراسة:
استخدمت هذه الدراسة الأدوات الآتية:
‌أ- قائمة البيانات الأولية (إعداد: الباحثة).
‌ب- مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات (إعداد: الباحثة).
‌ج- مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات ”تقدير الأمهات” (إعداد: الباحثة).
‌د- مقياس ايشهيارا لعمى الألوان (تعريب: الباحثة).
‌ه- مقياس ستانفورد بينية للذكاء الصورة الخامسة (تعريب: محمود أبو النيل وآخرون، 2011).
‌و- مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي (إعداد: محمد سعفان، ودعاء خطاب، 2016).
‌ز- مقياس جيليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة اضطراب التوحد ”الإصدار الثالث GARS-3” (إعداد: عادل عبدالله، وعبير أبو المجد، 2020).
‌ح- برنامج إرشادي في خفض التمويه الاجتماعي لدى عينة من المراهقات الذاتويات (إعداد: الباحثة).
4) الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة وحساب الكفاءة السيكومترية لمقياس التمويه الاجتماعي، والتحقق من صدق فروض الدراسة واتساقًا مع عدد أفراد عينة الدراسة استخدمت الباحثة الأساليب الإحصائية التالية:
10- معامل ارتباط بيرسون.
11- معادلة سبيرمان - براون لتصحيح طول المقياس.
12- معامل ألفا.
13- المتوسطات.
14- الانحراف المعياري.
15- اختبار (ت) البارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة.
16- اختبار ويلكوكسون اللابارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المرتبطة.
17- اختبار مان ويتني اللابارامتري لدلالة الفروق بين المجموعات المستقلة.
18- قيم إيتا2 وحجم التأثير.
نتائج الدراسة:
لقد توصلت الدراسة الحالية إلي النتائج التالية:
1- تحقق صدق الفرض الأول بأنه ”توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة من المراهقات الذاتويات على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات في القياس بعد تطبيق البرنامج، وذلك في اتجاه المجموعة الضابطة”.
2- تحقق صدق الفرض الثاني بأنه ”توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقات الذاتويات في القياسين قبل وبعد تطبيق البرنامج على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات، وذلك في اتجاه القياس القبلي”.
3- تحقق صدق الفرض الثالث بأنه ”لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة الضابطة من المراهقات الذاتويات على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات في القياسين قبل وبعد البرنامج”.
4- تحقق صدق الفرض الرابع بأنه ”لا توجد فروق دالة إحصائيًا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية من المراهقات الذاتويات في القياسين البعدي والتتبعي لتطبيق البرنامج على مقياس التمويه الاجتماعي للمراهقات الذاتويات”.