Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج إرشادي قائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية لدى المعاقين بصريا /
المؤلف
شرف الدين، ايمان فتحى عشماوى.
هيئة الاعداد
باحث / إيمان فتحي عشماوي شرف الدين
مشرف / أ.د. نعيمة جمال شمس
مشرف / د. حنان محمد الجمال
مشرف / محمد عبد الرؤوف عبد ربة
الموضوع
الذات. الارشاد النفسى. المكفوفين. المعوقون - علم نفس.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
170 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الصحة النفسية
تاريخ الإجازة
11/9/2023
مكان الإجازة
جامعة المنوفية - كلية التربية - الصحة النفسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 188

from 188

المستخلص

يعدّ الاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة من أهم المعايير التي يقاس بها تقدم المجتمعات وتحضرها، ومؤشرًا مهمًا يمكن من خلاله الحكم على مدى تقدمها ورقيها. ومع تزايد مكتسبات العصر وإنجازاته، تزايدت الأخطار والحوادث والأزمات التي أصبحت تعاني منها المجتمعات البشرية جمعاء، وتهدد صحة أفرادها -خاصة فئة المعاقين بصريًا، والتي حددت منظمة الصحة العالمية أن نسبتهم تقدر بحوالي 75 مليون نسمة من سكان العالم، يعيش90% منهم بالدول النامية- والذين هم في حاجة ماسة إلى خدمات الرعاية المتكاملة والتأهيل.
لذا يجب علينا العناية بالمعاقين بصريًا من خلال تفاعلهم في مواقف حياتهم اليومية، ومحاولتهم المستمرة للتكيف مع واقعهم المتغير وما يفرضه هذا التفاعل من ضرورة إكسابهم المهارات اللازمة للتعامل مع مواقف الحياة بأساليب جديدة ومتطورة من خلال بعض البرامج أو الاستراتيجيات كما أن نجاح الفرد المعاق بصريًا في حياته يتوقف -بقدرٍ كبيرٍ- على ما يمتلكه من مهارات وخبرات. ومن هنا تأتي أهمية تأكيد الذات، على اعتبار أنه مهارة أساسية للحياة من أجل استمرار التقدم وتطوير أساليب معايشة الحياة في المجتمع.
والكفيف هو الذي يعاني من فقد كليّ في القدرة على الرؤية أو التمييز بين الأشياء، ويصاحب هذه الإعاقة بعض السمات الاجتماعية أهمها نقص تأكيد الذات، مثل التواصل مع الآخرين والتفاعل الاجتماعي، والتعبير عن الرأي والحقوق دون الإضرار بالآخرين، والمشاركة الاجتماعية الإيجابية. لذا؛ وجب على المختصين وضع برامج وأنشطة لتنمية تأكيد الذات لدى المعاق بصريًا حتى يتمكن من تحقيق نجاحات على المستوى الاجتماعي.
ومن المهارات الاجتماعية التي يعاني الكفيف من تدنيها لديه نظرًا لإعاقته انخفاض تأكيد الذات، والذي يتمثل في عدم قدرة الفرد الكفيف على التعبير عن مشاعره السلبية والإيجابية بصورة ملائمة، ومقاومة للضغوط التي يمارسها الآخرون لإجباره على إتيان ما لا يرغب، أو الكفّ عن فعل ما يرغب، والاستمرار في التفاعلات الاجتماعية والدفاع عن حقوقه ضد من يحاول انتهاكها شريطة عدم انتهاكه حقوق الآخرين. (طريف شوقي، 1998، 59؛ غريب عبد الفتاح، 1995، 42)
كما يعد مفهوم السلامة النفسية من المفاهيم التي لاقت اهتمامًا حديثًا –نسبيًا- في دراسات علم النفس الإيجابي في الآونة الأخيرة، لأنه مفهوم محوري ورئيسي في علم النفس الإيجابي. ومن العلماء الذين درسوا مفهوم السلامة النفسية -ولكن تحت مسميات أخرى- روجرز (1961)، والذي عبر عن سعادة الفرد في تحقيق أقصى استفادة للكائن الحي وتحقيق إمكاناته الخاصة.
وتوضح الباحثة أن الإرشاد الجماعي هو طريقة مناسبة للمراهقين المكفوفين لحاجة هذه الفئة للبيئة الاجتماعية لإشباع حاجاتهم النفسية والاجتماعية دون الإضرار بالآخرين، إذ إن إقامة علاقات اجتماعية والاستمرار فيها هو الطريق للسلامة النفسية.
كما أثبتت دراسات كلٍ من (شاهندة محمد، 2008، سمر السيد، 2015، خضر بشير، 2016، أمل أحمد، 2018) فاعلية برامج تأكيد الذات في تنمية المهارات الاجتماعية وخفض الخجل وتنمية السلوك التوكيدي لدى المراهقين المكفوفين من خلال تأكيد ذاتهم والتعبير عن حقوقهم دون انتهاك لحقوق الآخرين، وأثبتت بعض الدراسات وجود علاقة موجبة بين تأكيد الذات والسلامة النفسية مما دعا إلى تطبيق برنامج إرشادي قائم على تأكيد الذات لتحقيق السلامة النفسية للمكفوفين.
مشكلة البحث:
من خلال قيام الباحثة بزيارات لمدارس المعاقين بصريًا في مرحلة المراهقة وجدت أن السلوك الاجتماعي لدى الأطفال المعاقين بصريًا يتأثر بالعديد من العوامل نتيجة كف البصر من جهة ومن تأثير البيئة الاجتماعية من حوله من جهة أخرى، فكف البصر يحرمه من رؤية العديد من الأنشطة والمهارات الاجتماعية التي يتعلمها الأطفال عن طريق حاسة البصر مباشرة مما يفقده القدرة على اكتساب هذه المهارات مثل الأطفال العاديين ويؤخر نمو المهارات الاجتماعية بالمقارنة مع العاديين. وطبقا لما أثبتته الدراسات التي أجراها كلٌ من (خضر بشير، 2016)، (رقية عبد الله، 2015)، التي توضح انخفاض تأكيد الذات لدى المكفوفين, ودراسات كلٍ من (بنيامين Bunyamin Ates, 2016)، (فاطمة حسين، 2017), وباري وآخرين (Parry et al., 2017) ، (إيناس محروس وآخرين، 2020) التي أظهرت وجود علاقة بين تأكيد الذات والسلامة النفسية، بحيث كلما ارتفع مستوى تأكيد الذات أسهم ذلك في تنمية السلامة النفسية. وفي ضوء ما سبق، فإن الباحثة تسعى لتحسين السلامة النفسية لدى المكفوفين من خلال البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات، وجاء البحث لتلبية توصيات البحوث السابقة.
وبناءً على ما سبق، فإن مشكلة البحث تتحدد في السؤال الرئيس التالي:
1. ما إمكانية تنمية السلامة النفسية من خلال برنامج قائم على تأكيد الذات لدى المعاقين بصريًا أعدّ خصيصًا لهذا الغرض؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية:
1. إلى أي مدى يسهم البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية لدى أفراد عينة البحث؟
2. إلى أي مدى يستمر تأثير البرنامج الإرشادي المستخدم في تنمية السلامة النفسية لدى المعاقين بصريًا بعد انتهاء فترة المتابعة -ومدتها شهر ونصف- لأفراد عينة البحث؟
أهداف البحث:
1. التعرف على فاعلية البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات واثره على السلامة النفسية لدى المعاقين بصريا.
وينبثق من الهدف الرئيسي الأهداف التالية:
1. التعرف على فاعلية البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية واستمرارية هذا التأثير لدى المعاقين بصريًا.
2. الكشف عن ومعرفة أثر البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية لدى أفراد عينة البحث.
3. تحديد مدى استمرارية البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية لدى المعاقين بصريًا بعد انتهاء فترة المتابعة لعينة البحث بشهر ونصف.
4. التوصل إلى مجموعة من التوصيات التي يمكن أن تعين من يتعامل مع المعاقين بصريًا على تحقيق نتائج أفضل.
أهمية البحث:
أ‌. الأهمية النظرية:
1. تظهر أهمية البحث من اهتمامه بفئة المعاقين بصريًا، وهي الفئة التي لم تنل قدرًا كافيًا من اهتمام المجتمع، رغم ما تعانيه من مشكلات عديدة نظرًا لإعاقتها.
2. وتظهر أهمية البحث من خلال المرحلة العمرية التي يتناولها البحث وهي مرحلة المراهقة والتي تعد من أخطر المراحل في تكوين الشخصية وتشكيلها.
3. كما تظهر أهمية البحث من خلال تسليط الضوء على متغير مهم هو تأكيد الذات، وهو يشكل السلوك ويحدد ملامح الشخصية والسلامة النفسية وهو مفهوم أساسي في علم النفس الإيجابي.
ب‌. الأهمية التطبيقية:
1. إعداد برنامج إرشادي قائم على تأكيد الذات لتنمية السلامة النفسية للمعاقين بصريًا حتى يكونوا أكثر قدرة على التعامل مع الآخرين والتعبير عن حقوقهم، وبالتالي تحقيق السلامة النفسية.
2. أن الدراسة الحالية قد تسفر عن نتائج يمكن الاستفادة منها في إعداد برامج أخرى تطبق على عينة من المعاقين سمعيًا أو المراهقين غير المعاقين.
حدود البحث:
أدوات البحث:
1. الوجود النفسي الأفضل Psychological Well-being لرايـــــف (ترجمـــــة: نعيمة شمس وعماد السكرى 2009)، تعديل إيمان فرحات.
2-البرنامج الإرشادي المستخدم (إعداد الباحثة).
أ-الحدود البشرية:
عينة البحث الاستطلاعية: تم تطبيق أداة البحث (مقياس السلامة النفسية) على عينة استطلاعية عددها (15) مراهقة معاقة بصريا بمدرسة النور بشبين الكوم في سن من (12- 15) سنة.
عينة البحث الاساسية: تكونت عينة الدراسة الاساسية من (30) مراهقة معاقة بصريا بمدرسة النور بشبين الكوم تم تقسيمهم إلى مجموعتين (15 طالبة مجموعة ضابطة، 15 طالبة مجموعة تجريبية) بمدرسة النور بشبين الكوم تتراوح اعمارهم بين (12-15) سنة , بمتوسط حسابي (13,57) سنة وانحراف معياري (1,089) سنة.

ب-الحدود المكانية:
1. تم تطبيق أدوات البحث على العينة الاستطلاعية بمدرسة النور للمكفوفين بشبين الكوم، محافظة المنوفية.
2. تم تطبيق أدوات البحث والبرنامج الإرشادي على العينة الاساسية بمدرسة النور للمكفوفين بشبين الكوم، محافظة المنوفية.
ج – الحدود الزمنية:
تم تطبيق البحث في الفترة من الثامن عشر من شهر أكتوبر حتى التاسع عشر من شهر نوفمبر 2020 بواقع 3 جلسات أسبوعيًا ومدة كل جلسة 90 دقيقة.
الوسائل الاحصائية المستخدمة:
1. للتحليل الإحصائي لبيانات البحث استخدمت الباحثة الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية المعروفة باسم SPSS: Statistical Package for the Social Sciences v.18
2. التحليل الإحصائي الوصفي المتوسطات الحسابية والانحراف المعياري وأكبر درجة وأصغر درجة.
3. معاملات الارتباط وألفا كرونباخ لدراسة الصدق والثبات للأداة
4. استخدمت الباحثة التمثيل البياني بالأعمدة.
5. اختبار مان ويتني للفرق بين مجموعتين مستقلتين واختبار ولكوكسون لدلالة الفرق بين درجات مجموعتين مرتبطتين (لا تتوافر بهم شروط القياس البارا متري)
6. اختبار التحليل البعدي لقياس حجم الأثر.
إجراءات البحث
بعد التأكد من صدق وثبات المقياس وذلك بهدف التحقق من ضبط أداة البحث وتقنينها للتحقق من صلاحيتها للتطبيق، بعد تطبيق أداة البحث (مقياس السلامة النفسية) علي العينة الاستطلاعية وعددها (15) طالبة معاقة بصرية. ثم تم تطبيق (مقياس السلامة النفسية) على العينة الاساسية وعددها (30 مراهقة معاقة بصريا في سن من (12-15) سنة (15 طالبة مجموعة ضابطة و15 طالبة مجموعة تجريبية) بمدرسة النور بشبين الكوم، تم تطبيق البرنامج الذي يشتمل على (15) جلسة تم تطبيقها بمعدل 3 جلسات أسبوعيًا، وبعد الانتهاء من التطبيق للجلسات قامت الباحثة بتطبيق أداة البحث (مقياس السلامة النفسية) على المجموعة التجريبية والضابطة للتأكد من فاعلية البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات وتأثيره في تنمية السلامة النفسية، ثم قامت الباحثة بتطبيق مقياس السلامة النفسية على المجموعة التجريبية فقط بعد شهر من القياس البعدي للتأكد من استمرار فاعلية البرنامج المستخدم. توضيح النتائج وتفسيرها ومناقشتها مع توضيح التوصيات والبحوث المقترحة.
نتائج البحث:
1- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (عند مستوي 0.01) بين متوسطي رتب درجات المجموعتين التجريبية والضابطة في التطبيق البعدي لمقياس السلامة النفسية لصالح المجموعة التجريبية.
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية (عند مستوي 0.01) بين متوسطي رتب درجات عينة البحث في التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس السلامة النفسية ككل ولأبعاده الفرعية لصالح التطبيق البعدي.
3- لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات عينة البحث في التطبيقين البعدي والتتبعي لمقياس السلامة النفسية.
تعليق عام على نتائج البحث:
1- أوضحت نتائج البحث فاعلية البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية.
2- أسهم تأكيد الذات في ارتفاع مستوى السلامة النفسية لدى المسترشدين المعاقين بصريًا نظرا لما يحتويه البرنامج من فنيات وأنشطة متنوعة ومتعددة ومناسبتها لهذه المرحلة العمرية (المراهقة) ومناسبتها للمعاقين بصريا.
3- أثبتت نتائج البحث استمرارية فاعلية فاعليه البرنامج الإرشادي القائم على تأكيد الذات في تنمية السلامة النفسية لدى المراهقات المعاقات بصريا بعد شهر من تطبيق البرنامج، حيث اظهرت النتائج عدم وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي رتب درجات القياس البعدي والتتبعي للسلامة النفسية.
توصيات البحث:
1- إعادة النظر في المناهج الجديدة للمعاقين بصريا لتتضمن بها أنشطة عن مهارات تأكيد الذات.
2- إجراء دورات تدريبية لمعلمي المعاقين بصريًا لتبصيرهم بتأكيد الذات وفنياته حتى تساعدهم على اكساب هذه المهارات للمعاقين بصريا.
3- تقديم برامج تدريبية قائمة على تأكيد الذات للمعاقين بصريا بصورة مستمرة تساعدهم على تعديل سلوكيتهم واستمرارها.
4- توجيه النظر لفئة المعاقين بصريًا ودراسة مشاكلهم النفسية والاجتماعية وعرض الطرق المناسبة لحلها.
5- إجراء برامج إرشادية قائمة على تأكيد الذات بطرق مبتكرة للأطفال المعاقين بصريًا حتى تتيح لهم فهم معنى تأكيد الذات وكيفية اكتساب مهاراته وفنياته في سن مبكر.
البحوث المقترحة:
في ضوء نتائج الدراسة الحالية التي أوضحت فاعلية البرنامج في تنمية السلامة النفسية للمعاقين بصريا، وفي ضوء الاطار النظري والدراسات السابقة تقترح الباحثة إجراء بحوث أخري مثل:
1. تطبيق البرنامج الإرشادي المطبق في الدراسة الحالية على فئة الأطفال المعاقين بصريا.
2. تطبيق البرنامج الإرشادي المطبق في الدراسة الحالية على فئة المراهقين الذكور المعاقين بصريا.
3. إجراء بحوث توضح العلاقة بين تأكيد الذات و(الهدف في الحياة أو الاستقلالية) لدى المعاقين بصريا.
4. تطبيق البرنامج الإرشادي المطبق في الدراسة الحالية على فئة المراهقات المعاقات بصريا والمراهقات المبصرين دراسة مقارنة.
5. إجراء دراسات عديدة تتطرق لمشكلات المعاقين بصريًا وكيفية التغلب عليها والتعامل معها.
6. تطبيق البرنامج الإرشادي المطبق في الدراسة الحالية على فئة المراهقين الذكور والاناث المعاقين سمعيا.
7. تطبيق برامج قائمة على تأكيد الذات للمراهقات المبصرات والمراهقين