Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
التوظيف السياسي للعقائد الوضعية في الصين الكونفوشيوسية ”نموذجاً” /
المؤلف
محمد،إسماعيل أحمد على.
هيئة الاعداد
باحث / إسماعيل أحمد على محمد
مشرف / عبد القادر البحراوي
مشرف / محمود على صالح السوسي
مشرف / ثروت حسين محمد سالم
الموضوع
التوظيف السياسي - الصين. العقائد الوضعية - الكونفوشيوسية.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
193ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/9/2023
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم دراسات وبحوث الأديان المقارنة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 214

from 214

المستخلص

لقد شكلت الكونفوشيوسية موضوع نقاش جاد بين المثقفين الصينيين منذ نهاية القرن التاسع عشرحول ماهيتها، أدين هي؟ أم مذهب فلسفي يستمد مضامينه من المرجعيات الأخلاقية التي استقاها ”المعلم” من واقع المجتمع الذي عاصره أو اطلع عليه من خلال قراءاته الغزيرة والمتنوعة،تقدم الكتابات المتخصصة في تاريخ وفكر الصين، أو التي اهتمت بتاريخ الأديان والعقائد والمذاهب كونفوشيوس كمعلم وكمربٍ سلك سلوك الحكماء وليس سلوك الأنبياء، فكان مقنعاً ليس داخل الصين فحسب بل أن تأثيره تخطى الحدود الجغرافية ”لإمبراطورية الوسط” ليمس دول الجوار مثل اليابان وكوريا وفيتنام، بل ووجد من المدافعين عن نسق تفكيره داخل أوروبا عصر الأنوار نفسها.أما الكونفوشيوسية، فقد جاء تقديمها كمنظومة أخلاقية وفلسفية في نفس الآن، ولو أن الجانب الأخلاقي هو الغالب، ذلك أن انشغالاتها انصبت على الإنسان بدرجة أساس في محاولة منها نحت نموذج مثالي لهذا الإنسان لكن دون سلبه طبيعته العملية، لأن المجهود ككل يندرج ضمن تصوّر متكامل يتوخى بناء الفرد باعتباره اللبنة الأساس لبناء الأسرة أو المجتمع أو السلطة. وقد يصل هذا التصور درجة الالتزام حين يجعل من الأخلاق نقطة الارتكاز لصقل شخصية الإنسان في بعده الاجتماعي أو السياسي. ولعل هذا ما يفسر استمراريتها كفكر مؤطر للجوانب الروحية والسلوكية للصينيين بصفة ملموسة على الأقل حتى بداية القرن العشرين.
فالسياق التاريخي الذي عاصره كونفوشيوس إذن، هو سياق انعدمت فيه الجوانب الأخلاقية اللازمة للحفاظ على النظام والاستقرار السياسي والاجتماعي بشكل أساس، مما جعله يُلح في تعليمه على ضياع التفويض السماويوضياع ”الطاو” أي الطريق - ليس بمفهومه الطاوي، الذي يُحيل على ذلك الارتباط الروحي الذي يربط في الأصل المخلوقات بالأشياء أي، الإنسان بالطبيعة وبالتالي وجب البحث عنه سعياً للكشف عن الحقيقة، حقيقة الكون والخلود، وإنما ذلك الطريق الذي يعنيه ”الحكيم” أي: طريق القدماء أولئك الملوك الحكماء الذين تأنس بسيرتهم الميثولوجيا الصينية بدايات التاريخ الصيني. فهم يمثلون بالنسبة لكونفوشيوس النموذج المثالي الذي يحتذى به، لأنهم يجسدون الأخلاق والنظام والتناغم فيلسوفاًوسياسياًصينياًفيفترةالربيعوالخريفيعتبرنموذجاًتقليدياًللحكماءالصينيين،تدعمتعاليمكونفوشيوسوفلسفتهثقافةومجتمعشرقآسيا،وظلتمؤثرةفيجميعأنحاءالصينوشرقآسياحتىيومناهذا
اعتبركونفوشيوسنفسهمرسلاًلقيمالفتراتالسابقةالتيادعىأنهتمالتخليعنهافيعصره،أكدتتعاليمهالفلسفية،المسماةالكونفوشيوسية،علىالأخلاقالشخصيةوالعامة،والعلاقاتالاجتماعية،والعدالة،واللطف،والإخلاص،تنافسأتباعهمعالعديدمنالمدارسالأخرىخلالعصرالمدارسالمائةالفكرية،فقطليتمقمعهملصالحالقانونيينخلالعهدسلالة” تشين” ،بعدانهيارسلالة ”تشين” وانتصارسلالة ”هان” علىتشو،تلقتأفكاركونفوشيوسموافقةرسميةفيالحكومةالجديدة, خلالسلالتي” تانغوسونغ ”،تطورتالكونفوشيوسيةإلىنظاميعرففيالغربباسمالكونفوشيوسيةالجديدة،وبعدذلكباسمالكونفوشيوسيةالجديدة،كانتالكونفوشيوسيةجزءًامنالنسيجالاجتماعيالصينيوطريقةالحياة, بالنسبةللكونفوشيوسيين،كانتالحياةاليوميةساحةالدين.
يعودالفضلإلىكونفوشيوستقليدياًفيتأليفأوتحريرالعديدمنالنصوصالكلاسيكيةالصينية،بمافيذلكجميعالكلاسيكياتالخمسة،لكنالعلماءالمعاصرينحذرونمننسبتأكيداتمحددةإلىكونفوشيوسنفسه،تمتجميعالأمثالالمتعلقةبتعاليمهفيتعاليمكونفوشيوس،ولكنبعدسنواتعديدةفقطمنوفاته.
لذلككانتالكونفوشيوسيةنظاماًعقائدياًسياسياًبشكلواضح،يركزعلىالحفاظعلىالنظامفيالعلاقاتعلىالعديدمنالمستويات،لكنهكانأقلاهتماماًبالإلهيوالصوفي،ويقالإنكونفوشيوسادعىأنهنظرالأنالبشرلميفهمواهذهالحياةبعد،فإنهملايستطيعونحقاًمعرفةأيشيءماهوأبعدمنذلك،ولميتمالتفكيركثيرافيمفاهيممثلالسماء،الجحيم،والتناسخ. بدلامنذلك،ركزكونفوشيوسوأتباعهعلىالشؤونالعمليةوالدنيوية،مثلالحفاظعلىالانسجامفيالأسرةوالحكومةوالمجتمع.
يجمعالمعنيونبمقارنةالأديانعلىأنالكتبالكونفوشيوسيةالمقدسةتحملطابعاًيميزهاعنمثيلاتهافيالدياناتالمختلفة،ويرجعذلكإلىأنحديثالأرواحالسماوية- ولاترجعكذلكإلىمؤسسهاالذيطالماأكدأنهليسبمبتدعفيتعاليمه , بلأكدأنحكمهمستقاةمنتراثالأجدادالزاخر،وأنتعاليمهماهيإلاإحياءلسننسابقيهعليه،ولميصرحبأنهيأتيهالخبرمنالسماءإلافيشذراتمحدودةيراهاالبعضانتحالاعليهمنقبلبعضتلاميذهالذينغالوافيتبجيله،فزعمواأنهمفوضمنالسماءلهدايةالبشرية،ووسموهبانه ”معلمالجنسالبشري”،واعتبرواكتابهالمنتخباتبمنزلةالإنجيلالكونفوشي،وفسرواوصيتهلتلاميذهبحفظحكمهوتبليغهامنبعدهباعتبارهاوصيةنبي .
أماالعقيدةالكونفوشيةفقدجاءتممثلةفيمجموعتينأساسيتينمنالكتببمافيهاالتعليقاتوالشروحوالتلخيصات،المجموعةالأولىتسمىالكتبالخمسةالقديمة،والثانيةتسمىالكتبالأربعةلكونفوشيوس.
وهذهالكتبلاتدخلولاتتدخلكثيرافيمايصحأننسميهالإلهيات،ولاتبحثفيالألوهيةوالخلقأوفيماوراءالطبيعة،بقدرمانجدهاتتجهإلىالأحداثوالوقائعأوالأخلاقأوالسياسة،فالمجتمعوإدارتهونظامهوالحكموالقضاءوالعدلهيالأمورالتيتدورحولهافيالأغلبهذهالكتب
.تعنيسياسةالتسامحواستراتيجيةالتهدئةأوالمصالحةالمطروحتانهنا،مواجهةتحدياتالعولمةوالموقفالراهنالجديدالذيأفرزهعالممابعدالحداثة. ويمكنتطبيقهماعلىالموقفالدوليالراهن،ولاسيماعلىالثقافةالصينية،وأثقأنالديناميكيةفيهذهالثقافةقادرةعلىتجاوزبيئتها،والانطلاقنحوالآخرينعلىتعددهم،ولكننيلاأزالعاجزاًعنالقول: إنالصيناليومتمارسسياسةالتسامحأوالمصالحة.
وإذاصحالقوليمكنناالتأكيدأنهناكأعذاراًعديدةودفاعاتعنالذات،تعتمدعلىبعضالسماتالمحددةللثقافةالصينيةوتاريخهافيالماضي،فيقضايامنشاكلةحقوقالإنسان،والاهتمامبالبيئة،والديمقراطية. ولانرىحتىالآناهتماماصينياكبيرا،بنموذجالقيمالعالميةاليوم،مثلالمواطنةالعالمية،والبيئةالعالمية،والسلامالعالمي،وحتىلوكانذلكصحيحابمعنىمعين،فإنسياسةالتأثيرالمتبادل،والاعترافبالآخر،إنهماإلابدايةفيالصيناليوم. وتلعبالصينفيالوقتالراهن،لعبةالسياسةالعالميةللقوىالعظمى.
وعلىأيةحاليصبحالمرءعظيماًوكبيراًمنخلالالعطاءوالتسامحمعالآخرينفيالعالمفقط،ولابدللصينأنتتعلمأكثرمنالآخرينعلىتعددهم،وأنتكونأكثرتسامحاًنحوالآخرينعلىتعددهم،وأنتصبحأكثرتوافقاًمعالآخرين،بترجمةأوجهالاختلافالمتزايدةلديهمإلىأشياءمألوفة،وبعبارةأخرى،منخلالتجاوزذاتهاإلىالآخرين،بتسامحفطريوغيرمشروط.تخرج كونفوشيوس على التعاليم الدينية التي كانت سائدة عند الصينيين الأقدمين، فقد لقنها صغيراً، ولذا أحيا التعاليم الدينية القديمة، ودون أصولها ولم يتعرض في دراسته الخاصة لمناقشتها، ولم يكن له مذهب فيها يدعو إليه، ويحث الناس على اعتناقه، بل كل عنايته كانت تقوم على السلوك المستقيم والدعوة إليه، ولم يكن مدعياً لرسالة، ولم يكن رسولاًمبعوثاً بل كان حكيماً فيلسوفاً يبشر بمذهب في الأخلاق، أما عقيدته فهي ما كان يعتقده الصينيون القدماء، ولا تزال آثاره في عقيدة أكثر الصينيين المعاصرين.
صحيح أن الكونفوشيوسية قدمت تصوراً طوباوياً ومثاليًا للإنسان والمجتمع والسلطة، لكنها ”طوباوية واقعية” حين جعلت من الواقع أرضية وأفقا في نفس الوقت، فحاولت تغييره والارتقاء به. ربما كان الهاجس التصحيحي والإصلاحي وراء إصرارها على قيمة التربية، بشقيها المعرفي والأخلاقي هو ما جعلها تتجاوز الجوانب القانونية التنظيمية لثقتها الكبرى في قدرة الأخلاق على خلق الضوابط الكفيلة بإحلال النظام.لكن رغم عدم إنتاجها للقوانين، وتكريسها لفكرة الواجب والخدمة على حساب الحقوق والمنفعة، فإنها كانت وراء إنتاج نسق قيمي ذي بُعد إنساني يضمن لها الاستمرارية. وقد أضحى هذا النسق اليوم جزءاً من التفسيرات المقدمة للدينامية التي تشهدها المجالات الأسيوية ذات الحيوية الاقتصادية العالية أي العمل والإخلاص والكفاءة والروح الجماعية والانضباط واحترام التراتبية مما يجعل الإشكالات ”الفيبرية” حول علاقة الدين بالاقتصاد إشكالات بالغة الأهمية على الأقل فيما يتعلق بالحالة الآسيوية.
اعترفالصينيونمنذأقدمعصورهمبوجودحاكمأعلىواحدفوقكلالأرواح،وفوقكلالناساسمه (شانجتي) وهوالقوةالعلياالمسيطرةعلىالعالم،وقداعتقدواالعدلفيهلدرجةأنهمهماصليلهالأشقياءفلنيقبلالعفو،عنهمأبداً،وعلىالرغممنذلكفإن ”شانجتي” لميكنالإلهالأعلىوالأعظم،فالإلهالأعظمسيدكلالآلهةاسمه ”تيان” وهوالسماء .
أماعنعباداتهمفكانوايعبدونالشمسوالقمروإلهالسماءوالسياراتالخمسوأسلافهم (الأموات) ,وكانتطقوسعباداتهمغناءًاورقصاًوموسيقىلإدخالالسرورعلىقلبالإله،وتعدهذهالطقوسمنأركانالعبادات. كماكانتعباداتالآلهةمرتبطةبالممالكونشأتهافلكلملكإله،وطريقخاصبالعبادة،فإذاسقطالملكسقطتآلهتهوعبادته،ونشأتعبادةوآلهةمغايرةللسابقة،ولميكونوايعتقدونبالشيطانولابالجحيم،وجاءوقتاحتكرفيهالحكامعبادةالإلهلأنفسهمبصفتهموارثيهعلىالأرض .
وهناكأسطورةقديمةعندقدماءالصينيينعنبدءخلقالكونترىأنهقبلخلقالعالملميكنهناكشيءواستمرذلكطويلاً،ضمظهرشيء،ومنذلكالشيءخلق ”بانكو” ولميذكرتاريخالصينكمعاش ”بانكو” ولكنيقولونإنهغايةفيالقوة،لهرأستنينوجسدأفعىوانهاستطاعأنيشكلالعالمحواليعام (229,000، 2ق.م) بعدأنظليكدحفيعملههذاثمانيةعشرألفسنة،وعندماماتتجمعتأنفاسهفصارتريحاًوسحباًوأضحتأناتهالأخيرةالرعد،وأصبحالدمفيعروقهالأنهار،وعرقهالأمطار،وعظامهالصخور،وأسنانهالمعادن،وشعرهالغاباتوالأشجارولحمهالأرض،ورأسهالجبال،وأصبحتعينهاليسرىالشمسواليمنىالقمر،أماالحشراتالتيكانتتعلقبجسمهفأصبحتالآدميين.
.