الفهرس 
1/0 الإطار العام للبحثيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 131 |  |  |
| | | from | 131 | | |
المستخلص
شهدت البشرية عبر تاريخها الطويل الكثير من الأوبئة الفتاكة التي قضت على حياة مئات ملايين البشر، ولاسيما في المراحل التاريخية الأولى السابقة على عصر النهضة والتقدم العلمي، ومن امثلة تلك الأوبئة : مرض الطاعون الذي ظهر في شكل موجات، وكان أخطرها في القرن الثاني الميلادي، عندما انتشر ”طاعون أنطوني” في الإمبراطورية الرومانية، والذي قدر عدد ضحاياه خلال السنوات 165/180 (بعد الميلاد)، بنحو 5 ملايين شخص أيّ ما يعادل ثلث سكان الإمبراطورية آنذاك. ( 53 : 13 )
كما انتشر الوباء نفسه مرة أخرى في منتصف القرن الرابع عشر وعرف حينها باسم ”الموت الأسود”، وأودى بحياة نحو 200 مليون شخص بحسب بعض التقديرات ومن هذه الأوبئة أيضاً وباء الجدري الذي تسبب في وفاة حوالي 300 – 500 مليون شخص على مرّ التاريخ، ووباء الكوليرا الذي انتشر عدة مرات خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مُخلِفاً ملايين القتلى، وما زال المرض يقضي على ما يتراوح بين 21 ألف و143 ألف شخص سنوياً وفقاً لتقديرات منظمة الصحة العالمية.( 58 : 50)
ونذكر كذلك فيروس ”الإنفلونزا الإسبانية” الذي انتشر في عامي 1918/1919، وقدرت أعداد ضحاياه بما يتراوح بين 50 – 100 مليون شخص أي حوالي 5% من سكّان العالم، بالإضافة إلى إصابة نصف مليار شخص به، وغير ذلك الكثير من الأوبئة التي أكدت أنها مصدر تهديد أساسي على مر التاريخ لوجود البشر. ) 12: 62 )
وعلى الرغم من التحسن الكبير الذي شهدته البشرية في مجالات الصحة العامة وصناعة الأدوية بعد التطور العلمي الذي شهدته ولاسيما في القرنين التاسع عشر والعشرين، فقد استمر خطر الأوبئة قائماً، كما أصبح خطر انتشارها عالمياً أسرع مقارنة مع السابق بفضل تزايد الاتصال والترابط بين البشر وتطور وسائل الاتصال والمواصلات، فخلال العقدين الماضيين ظهرت العديد من الأوبئة الخطيرة، مثل وباء إنفلونزا الطيور الذي ظهر عام 2003 وتسبب في وفاة حوالي 450 شخص، وسبقه فيروس سارس الذي انتشر عامي 2002/2003، وأدى إلى وفاة 800 شخص في الصين والعالم، ووباء إنفلونزا الخنازير”إتش 1 إن 1” (H1N1) الذي اكتشف عام 2009، وأودى بحياة 18 ألف شخص حتى نهاية عام 2010، وفيروس الإيبولا الذي ظهر وانتشر في غرب أفريقيا وأودى بحياة حوالي 6 آلاف شخص عام 2013، وأكثر من 2200 شخص عام 2018، وأخر هذه الأوبئة هى فيروس كورونا – الذي عرف باسم ”متلازمة الشرق الأوسط التنفسية” أو ”كوفيد 19” والذي انتشر في معظم دول العالم.( 21 : 88)
شكل انتشار وباء فيروس كورونا (كوفيد-19) بالسرعة والقسوة التي شهدها العالم صدمة للانظمة الصحية والاجتماعية والسياسية في الدول سواء المتقدمة منها أو غيرها، وامتدت الازمة شيئا فشيئا حتي شملت أغلب دول العالم من النواحي الصحية والاقتصادية والاجتماعية. وسارعت الدول لتشكيل لجان صحية أو لجان أوبئة أو خلايا أزمة علي مستوي عالي من الصلاحيات والامكانيات للتعامل مع الازمة القائمة ولمحاولة علاج الآثار الناتجة عنها، ووصلت اعداد المصابين بالفيروس حتي اعداد هذه الدراسة نحو 276 مليون مصاب وما يقارب 5 مليون و37 الف وفاة في العالم في تزايد يومي كبير. وحاولت الحكومات الموازنة بين الوضع الصحي والوبائي فيها من جهة والحالة الاقتصادية من جهة اخري لتلافي أي اضرار بأي منهما، وقامت دول أخري بالمفاضلة بين أحد الجانبين الصحي أو الاقتصادي وعملت أخري علي رعاية الجانب الصحي بتعطيل كل أو بعض جوانب النشاط الاقتصادي، وفضلت دول أخري استمرارية النشاط الاقتصادي مع التعامل مع الواقع الصحي القائم. وشهدت مدن رئيسية في العالم لم يغب عنها البشر يوما تعطيل مظاهر الحياة فيها لأيام تخفيفا من حدة العدوي، وسارعت حكومات لوقف حركة التنقيل الداخلية في بلدانها وكذلك اغلاق منافذها مع العالم الخارجي ايضا. وما بين تعطيل القطاعات الانتاجية والتقليل من حركة النشاط الاقتصادي بغية تقليل الاحتكاك بين الناس نشأت آثار قاسية علي الاقتصادات منها تعطل صناعات واغلاق الاسواق التجارية وكساد بضائع نتيجة قلة الطلب عليها، وتوقف كامل للحركة السياحية واغلاق المطارات والحدود البرية والبحرية، وتوقف حركة النقل للسلع والبضائع أو تعثرها لوجود قيود صحية تؤخر عملية التخليص بالمنافذ الحدودية والجمركية، وكذلك ارتفاع البطالة وغيرها من الآثار. وفضلت دول اخري خاصة المتقدمة صناعيا عدم تعطيل عجلة الانتاج والصناعة والحياة الاقتصادية خشية انعكاس ذلك سلبا علي الوضع الاقتصادي في البلاد. (4 : 117 ، 118 )
تعتبر الصحة والمرض انعكاسا للوضع الاجتماعي والاقتصادي والبيئي والجسمي لأي فرد او مجتمع، ويرتبط تطورهما وتقدمهما، او تأخرهما وتخلفهما بتقدم او تأخر هذا المجتمع، والجانب الصحي لأي مجتمع يرتبط بالمواقف الانسانية والقيم والعادات ومستوي المعيشة الذي لامناص للطب من ان يأخذها في اعتباره لزيادة كفاءته وفاعليته ورفع المستوي الصحي والرعاية الصحية للافراد. ( 34 : 2)
نظرا لحدوث العديد من التغيرات البيئية والتي تتمثل في الموارد البيئية المحيطة، والتغيرات الاجتماعية والتي تتمثل في خضوع الفرد لدرجة من الضبط وفقدانه لبعض الاستقلالية، والتغيرات الثقافية وتتمثل في اختلاف اللغة الأصلية والوسط الديني وكذلك النظم التعليمية، فان الفرد يحتاج الي احداث تكيف ملائم مع الموارد المتاحة، فكل هذه التغيرات تؤثر في قيمته وقدراته، وبالتالي قد تنعكس علي سلوكه بشكل عام وهذا يتطلب التكيف والتأقلم مع ما هو جديد واكتساب المهارات والأساليب التي تساعده في ذلك.(46 : 2)
لا يمكن للإنسان أن يعيش بمفرده داخل بيئة ما، مليئة بالمثيرات المتنوعة التي تؤثر فيه ويتأثر بها بطريقة أو بأخري، فمن أساسيات الحياة التعامل والأخذ والعطاء بين الأفراد حتي تستمر، ومن هنا أصبحت العلاقات الانسانية غاية في الأهمية حتي تسير الحياة الاجتماعية بصورة سوية ومقبولة.(47 : 11)
ويعتبر التكيف الاجتماعي ضرورة لكل من الأفراد والجماعات ، فالحياة الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية علي درجة كبيرة من التعقد وهي في تغير مستمر مما يجعلها في حاجة ملحة الي عمليات التكيف أو اعادة التكيف الاجتماعي.(48 : 117)
فالتكيف الاجتماعي يصف تكيف الفرد مع بيئته الاجتماعية ، أو حالة تكيف الوحدات الاجتماعية، أو التنظيمات الاجتماعية نتيجة لعمليات التوافق، وهذا يوضح أن التكيف الاجتماعي هدف يسعي اليه الفرد والمجتمع علي السواء ممثلا في جماعاته وتنظيماته الاجتماعية ؛ لذلك تبدو ضرورة عملية التكيف بالنسبة للأفراد في كونه يساعد الفرد علي التكيف مع ظروف بيئته الاجتماعية، وما تفرضه هذه البيئة من قواعد ونظم تحتم علينا الخضوع لها؛ لكي نحافظ علي تماسك المجتمع وتوازنه في الوقت نفسه.( 9 : 13)
التكيف الاجتماعي أحد مظاهر التفاعل الاجتماعي ونمط من أنماط السلوك داخل التنظيم المؤسسي للرياضة سواء بين المؤسسات او الفرق او الأشخاص. ويظهر التكيف من عدمه عندما يحدث تغير في البيئة أو التنظيم وهنا يمكن أن يتكيف الفرد أو المؤسسة الرياضية مع التغير أو لا تتكيف وتستمر في حالة الجمود والتي دائما ما تؤدي الي التصدع الداخلي أو الصراع. ويجب ملاحظة ان تكيف اللاعب في المجتمع الرياضي تكيف غير كامل لأنه لا يستطيع التكيف مع كل ظروف المجتمع المعقدة فهو تكيف جزئي متغير باستمرار وفقا لطبيعة المنافسات والمصالح والضغوط الداخلية والخارجية التي تقع عليه ، ويلعب مستوي النضج الاجتماعي للاعب وخبراته دوراً كبيراً في التكيف أو سوء التكيف , ومن ناحية أخري فان عدم التكيف قد يسبب ضغطاً نفسيا وكثيراً من المشكلات التي تحول بين الفرد والبيئة التي يعيش أو يعمل فيها , فظهور الحالة النفسية السيئة دليل قاطع علي حالة سوء التكيف للفرد مع البيئة والأفراد الآخرين والتي تتجسد في سوء العلاقات الاجتماعية بالرغم من القيام بالمهام والأدوار المسندة للفرد كما يجب أن تكون ، والتكيف بذلك يعبر عن خلل بالدرجة الأولي في قدرة اللاعب أو المؤسسة الرياضية علي تكوين علاقات واتصالات مع الآخرين تتناسب مع طبيعة وأهداف الواقع الرياضي.(26 : 143 - 145 ).
Throughout its long history, humanity has witnessed many deadly epidemics that killed hundreds of millions of people, especially in the early historical stages prior to the Renaissance and scientific progress. The Plague of Anthony spread in the Roman Empire, and the number of its victims during the years 165/180 (AD) was estimated at about 5 million people, equivalent to a third of the population of the empire at the time. (53:13)
The same epidemic also spread again in the middle of the fourteenth century and was known at the time as the ”Black Death”, and killed about 200 million people, according to some estimates, and these epidemics also included the smallpox epidemic that caused the death of about 300-500 million people throughout history, and the cholera epidemic. Which spread several times during the nineteenth and twentieth centuries, leaving millions of dead, and the disease still kills between 21 thousand and 143 thousand people annually, according to estimates by the World Health Organization. (58: 50)
We also mention the “Spanish flu” virus that spread in 1918/1919, and the number of its victims was estimated at between 50-100 million people, or about 5% of the world’s population, in addition to the infection of half a billion people with it, and many other epidemics that confirmed that they A major threat throughout history to human existence. (12:62)
Despite the great improvement that humanity has witnessed in the fields of public health and the pharmaceutical industry after the scientific development that it witnessed, especially in the nineteenth and twentieth centuries, the threat of epidemics continued to exist, and the risk of their global spread became faster compared to the past thanks to the increase in communication and interdependence between humans and the development of means of communication During the past two decades, many serious epidemics appeared, such as the bird flu epidemic that appeared in 2003 and caused the death of about 450 people, and was preceded by the SARS virus, which spread in 2002/2003, and led to the death of 800 people in China and the world, and the swine flu epidemic “H. 1N1” (H1N1), which was discovered in 2009, and killed 18 thousand people until the end of 2010, and the Ebola virus that appeared and spread in West Africa and killed about 6 thousand people in 2013, and more than 2,200 people in 2018, and the last of these epidemics is Corona virus - known as the ”Middle East Respiratory Syndrome” or ”Covid 19”, which has spread to most countries of the world. (21:88)
The spread of the Corona Virus (Covid-19) epidemic, with the speed and cruelty witnessed by the world, shocked the health, social and political systems in countries, whether developed or otherwise, and the crisis spread little by little until it covered most of the countries of the world in terms of health, economic and social aspects. Countries rushed to form health committees, epidemic committees or crisis cells with a high level of powers and capabilities to deal with the existing crisis and to try to treat the effects resulting from it. Big day. Governments tried to balance the health and epidemiological situation in them on the one hand and the economic situation on the other hand to avoid any damage to either of them, and other countries made a trade-off between one of the health or economic sides, and others worked to take care of the health side by disrupting all or some aspects of economic activity, and other countries preferred continuity of activity Economic with dealing with the existing health reality. Major cities in the world that people have never missed, witnessed the disruption of life aspects for days in order to reduce the severity of infection, and governments rushed to stop the internal movement of transportation in their countries, as well as closing their outlets with the outside world as well. And between the disruption of productive sectors and reducing the movement of economic activity in order to reduce friction between people, severe effects have arisen on the economies, including the disruption of industries, the closure of commercial markets, the stagnation of goods as a result of the lack of demand for them, a complete cessation of the tourism movement, the closure of airports and land and sea borders, and the suspension or stumbling of the movement of goods and merchandise transportation. Due to health restrictions that delay the clearance process at border and customs ports, as well as high unemployment and other effects. Other countries, especially the industrially developed ones, preferred not to disrupt the wheel of production, industry and economic life for fear of negative repercussions on the economic situation in the country. (4: 117, 118)
Health and disease are a reflection of the social, economic, environmental, and physical condition of any individual or society, and their development and progress, or their delay and backwardness, are linked to the progress or backwardness of this society. The level of health and health care for individuals. (34: 2)
Due to the occurrence of many environmental changes, which are represented in the surrounding environmental resources, and social changes, which are represented in the subjection of the individual to a degree of control and his loss of some independence, and cultural changes represented in the difference in the original language and religious milieu as well as educational systems, the individual needs to make an appropriate
adaptation with the available resources. All of these changes affect his value and abilities, and therefore may be reflected on his behavior in general, and this requires adaptation and adaptation to what is new and acquiring skills and methods that help him in that. (46: 2)
It is not possible for a person to live alone within an environment, full of various stimuli that affect him and be affected by them in one way or another. One of the basics of life is dealing, giving and receiving between individuals in order to continue, and from here human relations have become very important so that social life proceeds in a normal and acceptable manner.( 47 : 11)
Social adaptation is a necessity for both individuals and groups. Social life and social relations are of a great degree of complexity and are in constant change, making them in urgent need of adaptation or social re-adaptation processes. (48: 117)
Social adaptation describes the adaptation of the individual to his social environment, or the state of adaptation of social units, or social organizations as a result of the processes of compatibility. Therefore, it appears the necessity of the process of adaptation for individuals in that it helps the individual to adapt to the conditions of his social environment, and the rules and regulations imposed by this environment necessitate that we submit to them; In order to preserve the cohesion and balance of society at the same time (9:13).
Social adaptation is one of the manifestations of social interaction and a pattern of behavior within the institutional organization of sport, whether between institutions, teams or people. Adaptation or not appears when a change occurs in the environment or the organization, and here the individual or the sports institution can adapt to the change or not adapt and continue in a state of stagnation, which always leads to internal rift or conflict. It must be noted that the player’s adaptation in the sports community is incomplete because he cannot adapt to all the complex conditions of society. It is a partial adaptation that is constantly changing according to the nature of competitions, interests, and internal and external pressures that fall on him. The player’s social maturity level and experiences play a major role in adaptation or maladaptation On the other hand, the lack of adaptation may cause psychological pressure and many problems that prevent the individual and the environment in which he lives or works. Assigned to the individual as it should be, and adapting to this expresses a defect in the first place in the ability of the player or the sports institution to form relationships and contacts with others commensurate with the nature and objectives of the sports reality. (26: 143 - 145)