الفهرس 
مـــــــدخــــــــــل الــــدراســـــــــــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 199 |  |  |
| | | from | 199 | | |
المستخلص
أولًا: ملخص الدراسة باللغة العربية المقدمـــــــــــة: مقياس تقدم الأمم ورقيها يعتمد على مستوى الرعاية والاهتمام بالأطفال ونموهم، حيث يعد الأطفال هم الدعامة الأساسية لبناء مستقبل الأمة، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب علينا دعم الأطفال وحمايتهم وتوجيههم في مسار صحيح. كما تحتوي المجتمعات على أطفال متنوعين في تطورهم وتصرفاتهم، بما في ذلك الأطفال العاديين وأولئك الذين يعانون من الأوتيزم، وكلُّ من هذين النوعين من الأطفال لديه نمط فريد من السلوك والتطور الذي يميزه عن الآخر، والتعرف على هذه الفروق الفردية يمكن أن يساعد في فهم ودعم احتياجات الأطفال وتوفير الدعم اللازم لهم. خاصة عندما يكون هؤلاء الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يحتاجون إلى مساعدة ومعاملة خاصة ممن حولهم لمساعدتهم على التعايش، لذلك كان من الضروري رعاية الأطفال، ليس فقط من الأسرة، ولكن من المجتمع ككل. ويُعتبر الأوتيزم من أشد الاضطرابات النمائية صعوبة حيث أنه خطر صامت يهدد أطفال العالم ويؤثر على شخصية الطفل بأسرها جسميًا وعقليًا واجتماعيًا وانفعاليًا (هشام الخولي، 2008).كما يعتبر الأوتيزم من أكثر الفئات غموضًا لأنه يشكل ضعفًا في جميع جوانب الأداء العقلي في مرحلة الطفولة ، بما في ذلك الانتباه والإدراك والتعلم واللغة والمهارات الاجتماعية والتفاعل مع الواقع (عبد العزيز الشخص، 2002).والانتباه يعتبر أحد العناصر الأساسية في نشاط الإنسان بشكل عام وفي الجانب التربوي بشكل خاص. فهو الأساس الذي تقوم عليه جميع العمليات العقلية مثل (الإدراك، والتذكر، والفهم) فبدون الانتباه، يصعب على الإنسان أن يلاحظ الأشياء أو أن يتذكرها أو يتخيلها(Mundy & Newell, 2007).والانتباه المشترك هو شكل أكثر تقدمًا من أشكال الانتباه للوجه ويعتبر علامة نمائية فارقه وهو القدرة على تنسيق الانتباه بين الشخص وشيء ما في السياق الاجتماعي أو هو ارتباط بين شخصين أو أكثر في آن واحد في التركيز الذهني على نفس الشيء الخارجي وأثناء محاولات الانتباه المشترك يعي كل شخص أن الآخر يركز انتباهه على نفس الشيء (O’Madagain & Tomasello, 2021).ويُعد ضعف الانتباه المشترك من أكثر المشاكل التي يعانى منها الكثير من أطفال الأوتيزم والتي يمكن ملاحظتها عليه. كما أن أطفال الأوتيزم لا يستطيعون تطوير مهارات الانتباه المشترك بنفس الطريقة التي يشارك فيها الأطفال العاديين كالانتباه للمعلم أو لوالديهم أو مع الأخرين وهذه المشكلة تُؤثر على اكتساب عده مهارات منها المهارات المعرفية والمهارات اللغوية والتي تتمحور في الأساس في ضعف أو قصور هؤلاء الأطفال على التواصل والتفاعل الاجتماعي مع الأخرين (جنان أمين وحيزير سارة, 2018).ومع الإصرار على تقديم خدمات لهذه الفئة فإن المتخصصين يبحثون عن استخدام كافة التدخلات التي تساعد على تحسين مهارات هؤلاء الأطفال ومنها التدخلات القائمة على التكنولوجيا حيث يتم تطوير منصات للتدخل مع هذه الفئات وذلك لإمكانيه تحقيق أو تلبيه احتياجات كل طفل، مع الأخذ في الاعتبار أن يكون مناسبا من حيث التكلفة المادية بحيث يصبح في متناول عامه الناس، ويقدم تدخلا مكثفا لمعالجه بعض مناطق الضعف لدي طفل الأوتيزم (Ganz, 2007; Goodwin, 2008).وانطلاقا من أهميه توظيف التقدم التكنولوجي وخاصة الأجهزة اللوحية وتوظيف التقنيات المساعدة الحديثة والتطبيقات الذكية مع أطفال الأوتيزم في المؤسسات التعليمية المختلفة اهتم الباحث في تلك الدراسة بمعرفة فاعلية استخدام الأجهزة اللوحية لتحسين الانتباه المشترك لدى أطفال أوتيزم.مشكلة الدراسة:بدأ إحساس الباحث بالمشكلة أثناء التدريب الميداني بإحدى المدارس، وكان أكثر ما لفت انتباه الباحث هو لهفة أطفال الأوتيزم على التليفون المحمول (الموبيل) وتمسك الأطفال به بطريقة كبيرة، وعندما تعامل الباحث مع هؤلاء الأطفال بدأوا يتوددون إليه ويتواصلون معه بل ويبدأون تفاعلًا اجتماعيًا معه حيث أنه كان يسمح لهم بأخذ الموبيل للعب به والتقاط الصور معه، كان هذا بمثابة ومضة أضاءت في ذهنه وجعلته يفكر في كيفية جعل هذا الموبيل أو الأجهزة التكنولوجية الحديثة مصدرًا من المصادر التي يعتمد عليها في تحسين وتطوير أطفال الأوتيزم، كما يمكن استثمار هذا الجهاز في اكسابهم مهارات جديدة وتحسين مهاراتهم. وبالبحث عن أكثر المشاكل التي يعاني منها أطفال الأوتيزم، كان الانتباه المشترك هو أكثر الأشياء التي أثارت الدافعية لدى الباحث في أن ينمى ويطور هذه المهارة عند أطفال الأوتيزم، حيث أنها من المهارات التي تلعب دورا حاسمًا في تطور كثير من المهارات الأخرى لدى أطفال الأوتيزم مثل تطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، بالإضافة إلى مهارات تنظيم العاطفة، وتطوير اللغة، والتخيل، والعمل التعاوني.وقد قام الباحث بعمل دراسة استقصائية حول عدد من أطفال الأوتيزم بسؤال بعض المختصين في التعامل مع أطفال الأوتيزم وبعض أولياء الأمور لأطفال الأوتيزم وسؤالهم عن أهم المشكلات التي يعاني منها هؤلاء الأطفال كانت الإجابة أنهم يعانون من مشاكل في الانتباه وخاصة الانتباه المشترك، ومشاكل في التواصل، ومشاكل في اللغة والنطق، ومشاكل تتعلق بالنمطية التكرارية، وعن سؤال الباحث للمختصين وأولياء الأمور حول تعلق أطفال الأوتيزم بالأجهزة اللوحية والهواتف المحمولة، كانت الإجابة أن الأطفال شديدي التعلق بهذه الأجهزة.ونتيجة لما سبق كان لدي الباحث دافع كبير لمعرفة فاعلية استخدام الأجهزة اللوحية لتحسين الانتباه المشترك لدى أطفال أوتيزم.ومن هنا يمكن بلورة مشكلة الدراسة في السؤالين التاليين:• هل يمكن تحسين الانتباه المشترك لدى أطفال الأوتيزم عينة الدراسة باستخدام الأجهزة اللوحية؟• هل يمتد تأثير البرنامج التدريبي لتحسين الانتباه المشترك لدى أطفال الأوتيزم عينة الدراسة إلى ما بعد انتهاء البرنامج التدريبي بفترة زمنية محددة (شهر)، فترة المتابعة.هدف الدراسة:هدفت الدراسة الحالية إلي التحقق من فاعلية استخدام الأجهزة اللوحية لتحسين الانتباه المشترك لدى أطفال الأوتيزم عينة الدراسة.أهمية الدراسة:3- الأهمية النظرية• تقديم اضافة للتراث السيكولوجي حول الانتباه المشترك، وتحسينه عن طريق استخدام الأجهزة اللوحية.• إثراء البحث العلمي في مجال الأوتيزم والتدخلات التي يمكن أن تحدث نتائج إيجابية مع هذه الفئة.• توفير أدلة قوية وتطبيقية لفاعلية استخدام التكنولوجيا مع أطفال الأوتيزم، وتحسين فهمنا ومعرفتنا بعملية الانتباه المشترك لدى هذه الفئة من الأطفال.• تساهم الدراسة في دفع التطور التكنولوجي والابتكار في مجال توفير الأدوات والتقنيات المبتكرة لأطفال الأوتيزم.• إلقاء الضوء علي أطفال الأوتيزم وعرض بعض خصائصهم، وفهم احتياجاتهم؛ وذلك للتوصل إلى أفضل الطرق لتحسين وتنمية مهاراتهم، وقدراتهم.• إلقاء الضوء على الأجهزة اللوحية، وكذلك التطبيقات التي تعمل عليها والتي من شأنها أن تدعم أطفال الأوتيزم، وتحسن مهارات الانتباه المشترك. 4- الأهمية التطبيقية• الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في تحسين الانتباه المشترك لأطفال الأوتيزم عينة الدراسة عن طريق استخدام الأجهزة اللوحية بمساعدة المعلمين وأولياء الأمور.• يتبدى تحسين الانتباه المشترك في تحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي لدى أطفال الأوتيزم.• مشاركة الأسرة في عملية تعليم أطفالهم من ذوي الأوتيزم، وتنمية مهاراتهم، عن طريق استخدام الأجهزة اللوحية مع أطفالهم في المنزل، بالتعاون مع المعلمين في المدارس أو المراكز.• تقديم طرق جديدة لمراكز ذوى الاحتياجات الخاصة؛ للاستعانة بها في تعليم وتنمية أطفال الأوتيزم.• إزالة المخاوف العالقة بذهن الآباء بشأن السلبيات المترتبة على استخدام الأجهزة اللوحية مع أطفالهم الأوتيزم، عن طريق إبراز الإيجابيات والسلبيات وتقديم طرق سليمة لاستخدام الأجهزة اللوحية دون التأثر بسلبياتها.المفاهيم الإجرائية للدراسة:الأوتيزم :Autismيُعَرَّف بأنه اضطراب نمائي عصبي، يصيب بعض الأطفال ربما مع بدايات حياة بعض الأطفال، إلَّا أنَّه يَظهر جليًا قبل أنْ يكتمل عُمْرُ الطفل ثلاث سنوات، وله العديد من الأسباب المتباينة، وليس هناك أدلة يقينية عن تحديد السبب الرئيس، ويتبدى في العديد من الصور، ويتسم بالضعف في القدرة على التفاعل والتواصل الاجتماعي، وضعف الانتباه وخاصة الانتباه المشترك، وضعف في اللغة والكلام، وعدم القدرة علي اللعب وخاصة اللعب التخيلي التلقائي واللعب الاجتماعي، واللعب الرمزي، ومقاومة التغيير، وعدم القدرة علي استخدام تعبيرات الوجه، والإيماءات الجسدية، والاشارة، إلى جانب السلوكيات النمطية أو التكرارية، ويتم التعرف عليه من خلال الدرجة التي يحصل عليها الطفل علي قائمة تشخيص أعراض الأوتيزم (إعداد/ هشام الخولي، 2018).الانتباه المشترك Joint Attention:هو القدرة على تعَمُّد مشاركة ونقل الانتباه بين شيء ما وشخص أو أكثر عن طريق فهم وإدراك توجه الشريك الاجتماعي، مع استخدام مجموعة من مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي، مثل القدرة على جذب وتوجيه انتباه الآخرين؛ وذلك بتبادل النظرات، والإشارة، والإيماء، وإصدار الأصوات، واستخدام تعبيرات الوجه، ومشاركة المشاعر والوجدان، والتقليد، والاستجابة لإشارة الآخرين، كما ينبغي أن يكتسبَه الرضيع في المراحل الأولى من عمره، ويمكن قياسه إجرائيا بالدرجة التي يحصل عليها المفحوص علي مقياس الانتباه المشترك (إعداد الباحث).الأجهزة اللوحية:Tablets هي عبارة عن أجهزة الكترونية ذكية، تتكون من شاشات مسطحة مختلفة المقاسات تعمل بلمسات الأصابع أو بالأقلام الإلكترونية، وبطارية، ووحدة معالجة، وذاكرة تخزين، مزودة بإمكانية الاتصال الخلوي، و(Wi-Fi) للاتصال بالإنترنت، وكاميرا لالتقاط الصور وتسجيل الفيديو، لها القدرة علي القيام بالعديد من الوظائف، منها ما يعمل بنظام الأندرويد (ANDROID)، ومنها ما يعمل بنظام (IOS)، منها ما هو صغير الحجم يحمل بيد واحدة، ومنها ما هو كبير الحجم يحمل بكلتا اليدين، ومنها ما يستخدم بشكل فردى أي يعمل عليها شخص واحد مثل التابلت، والآيباد، والموبيل، ومنها ما يستخدم بشكل جماعي أي يعمل عليها عدة أفراد مثل المنضدة اللوحية، يعمل عليها تطبيقات الكترونية (APPS)، وألعاب الكترونية، والتي من شأنها أن تساعد المعلم أو الأخصائي على تحقيق أهدافه بصورة أكثر كفاءة وفاعلية بما تقدمه من حلول مبتكرة يصعب على المعلم القيام بها (الباحث).منهج وإجراءات الدراسة: منهج الدراسة:استخدم الباحث في الدراسة الحالية المنهج التجريبي، بتصميم المجموعة الواحدة، مع القياس القبلي والبعدي والتتبعي. عينة الدراسة:عينة من أطفال الأوتيزم عددهم (5) أطفال تتراوح أعمارهم من (7: 9) سنوات. أدوات الدراسة:استخدم الباحث في الدراسة الحالية الأدوات الآتية:1- استمارة المقابلة الشخصية وجمع البيانات (إعداد: الباحث).2- قائمة المظاهر السلوكية لأطفال الأوتيزم (إعداد: هشام الخولي 2018).3- مقياس الذكاءات المتعددة لجاردنر (تقنين: الباحث).4- مقياس الانتباه المشترك لأطفال الأوتيزم (إعداد: الباحث)5- برنامج قائم على استخدام الأجهزة اللوحية لتحسين الانتباه المشترك لدى أطفال أوتيزم (إعداد: الباحث). الأساليب الإحصائية:تم استخدام الأسلوب الإحصائي اختبار ويلكوكسون (Wilcoxon Test) للدلالة الإحصائية للعينتين المرتبطتين، وذلك باستخدام برنامج الرزم الإحصائية SPSS - V.18.فروض الدراسة:• الفرض الأول للدراسة: ”توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أطفال عينة الدراسة في القياسين: القبلي والبعدي على مقياس الانتباه المشترك لأطفال الأوتيزم، وذلك لصالح القياس البعدي.• الفرض الثاني للدراسة: ”لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أطفال عينة الدراسة في القياسين: البعدي، والتتبعي (بعد مرور شهر كمتابعة) على مقياس الانتباه المشترك لأطفال الأوتيزم”.نتائج الدراسة:أسفرت نتائج الدراسة عن:• توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أطفال عينة الدراسة في القياسين: القبلي والبعدي على مقياس الانتباه المشترك لأطفال الأوتيزم، وذلك لصالح القياس البعدي.• لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أطفال عينة الدراسة في القياسين: البعدي، والتتبعي (بعد مرور شهر كمتابعة) على مقياس الانتباه المشترك لأطفال