Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
فاعلية برنامج قائم على طريقة ماكتون لتنمية التواصل غير اللفظي لدى عينة من الأطفال الذاتويين/
المؤلف
مصطفى، يارا الشحات محمد
هيئة الاعداد
باحث / يارا الشحات محمد مصطفى
مشرف / سعدية محمد علي بهادر
مشرف / محمد رزق البحيري
مناقش / معتز محمد عبيد
مناقش / هدى جمال محمد
تاريخ النشر
2023
عدد الصفحات
ب-ن، 168ص:
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم النفس الاجتماعي
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة عين شمس - معهد الطفولة - الدراسات النفسية للاطفال
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 192

from 192

المستخلص

يعتبر اضطراب الذاتوية اضطرابًا معقدًا بشكل كبير من حيث الأسباب والتشخيص وطرق العلاج، الذي يتطلب تدخلاً واعيًا لتقديم الدعم والمساعدة لتخطي إعاقة الذاتوية بشكل يتناسب مع كل طفل ذاتوي الذي يعد حالة فريدة بعينها، ويهدف العلاج تنمية نواحي العجز لديه بما يحقق له العيش بصورة آمنة وجيدة لا تمثل عبئًا على ذويه ولا تشكل ظلمًا للطفل ذاته بتحقيق حياة عادله له تمكنه من تلبية حاجاته ومتطلباته.
يحتاج الطفل الذاتوي إلى أن يتواصل مع الآخرين بما يتاح له من قدرات تمنحه شعور بالأمل ويكون لها مردود إيجابي يخفف من حدة التعارض والتناقض ووقوع الصراع بين الطفل وذويه، ويعد التواصل غير اللفظي أحد أدوات التواصل المتاحة لديه، فيمكن أن نقبل به كبداية ونقطة أساس لتنمية التواصل بشكل عام يدعم اللغة والكلام ويساعد هؤلاء الأطفال لإدراك الاتصال وقواعده وتنظيم المدخلات لديه والاستقبال الحسي وضبط المخرجات من أجل تكوين أفكار مترابطة وذات معنى عن البيئة المحيطة وتحقيق التكيف والتعلم عن طريق إقامة حوار مع الآخرين يمكنه مـن اكتساب المهارات الحياتية اللازمة له (عبداللطيف مهدي، 2008: 100).
يعد التواصل هو الأساس والقاسم المشترك بين جميع طرق التدخل والعلاج للطفل الذاتوي الذي يفتقده الطفل الذاتوي ويعد أحد الأعراض الثلاثة الرئيسية لتشخيص اضطراب الذاتوية إضافة إلى القصور الواضح في التفاعل الإجتماعي والطقوس السلوكية النمطية، فهو مفتاح النجاح لتقديم الدعم والمساعدة من أجل بث الرسائل المطلوبة واستقبالها وتعديل سلوكياته بشكل يؤمن له التفاعل والتكيف بشكل مقبول اجتماعيًا من خلال مستقبلات التواصل المتعددة: (الاستقبال البصري والاستقبال السمعي والاستقبال اللمسي والذوقي والبث الحركي والإيمائي) (قحطان الظاهر، 2009: 81).
ويعد التواصل غير اللفظي لغة بصرية ثانية بجانب اللغة الشفهية، وكما يعد الأساس الفعلي للتواصل بشكل عام ومبدئي فهو يعوض أية خلل في مجال التواصل اللفظي بل ويعد طريقة بديلة لتوصيل نفس الرسالة اللفظية سواء بحركات الجسم والإيماءات والإشارات من أجل إقامة حوار مع الآخرين بشكل كامل ومقبول.
وقد استخدمت برامج عديدة لتعليم الأطفال الذاتويين طرق بديله للتواصل اللغوي المفقود لديهم، لتوصيل نفس الرسالة سواء بالصور أو حركات الجسم أو الإيماءات أو الإشارات التي من شأنها أن تنمي مهارة التواصل لدى الأطفال الذاتويين مع المحيطين بهم مثل برنامج بيكس الذي يدعم التواصل بالصور، وبرنامج ماكتون الذي يدعم المهارات التواصلية بطرق متعددة، ويغطي عدة شرائح من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون من قصور لفظي وغير لفظي، حيث يقوم بدعم الجانب التواصلي بأبعاده المتعددة لديهم (محمود الشرقاوي، 2018: 314)
طور برنامج ماكتون على يد مارجريت ولكرMargert Walker في أوائل التسعينات وهي أخصائية النطق والتخاطب بكلية سان جورج بجامعة لندن، ثم شاع استخدامه في عديد من البلدان والدول الغربية والعربية بعد أن تم تعريبه، وقد قسمت مارجريت ولكر مفردات البرنامج (450) مفردة على ثمان مراحل ومرحلة إضافية، وقدمت قاموس مساند لمصادر المفردات يغطي حوالي (9000) مفهوم لغوي لكل جوانب الحياة - يقدم بشكل تدريجي من البسيط إلى الصعب حسب إمكانية الفرد التي تحدد عدد المفردات التي يمكن تعلمها في كل مرحلة.
أُعد برنامج ماكتون بشكل خاص لتحسين القصور التواصلي للأطفال الذاتويين معتمدًا على يد الطفل وإيماءاته وحركات جسمه كأدوات تواصل داعمة بجانب الكلمات لوصف ما يريد، ويعتمد على لغة الإشارة التي تقوم على يد الطفل كأداة تواصل مع الآخرين (قحطان الظاهر، 2009: 179).
مشكلة الدراسة:
يعاني الأطفال الذاتويين من كثرة المشكلات التواصلية ومشكلات أولية في دمج مدخلات الحواس المختلفة معًا، فيفتقدوا إلى عمل الحواس معًا بشكل متكامل يمكنهم من تكوين خبرات ثابتة في ذاكرتهم، فنجد زيادة للاستقبال الحسي للحاسة الواحدة، أو نقص في الاستقبال الحسي للحاسة الواحدة، فالحواس لا تعمل معًا، فنجد أنهم بحاجه إلى إدخال متعدد الأشكال ليتمكن من الرسوخ في ذاكرة الطفل الذاتوي (محمود الشرقاوي، 2018: 53).
وتتعدد أساليب التواصل (فهو طرق وأساليب متنوعة يتبادل بها الآخرين معلومات مشتركة فيما بينهم)، فالأطفال يتواصلون عن طريق النظر والسمع والبصر واللمس وحركات الجسد والإيماءات. فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه، فهو بحاجة ماسة للتواصل مع أفراد مجتمعه، فيعد التواصل بين الناس معيار من معايير السوية وكي يتم التواصل بشكل صحيح لابد له من مرسل، ورسالة، ووسيلة مناسبة لنقل الرسالة، ومستقبل، وظهور أي خلل فيما سبق يشكل اضطرابًا في التواصل ويسمي باضطراب التواصل التي تتضمن إعاقة اللغة والكلام، وتؤثر على النمو العقلي، الانفعالي، الاجتماعي، والنمو التربوي. وتتراوح اضطرابات التواصل في المدى من المتوسطة إلى الحادة، وقد تكون ولادية خلقية أو مكتسبة. وتشمل اضطرابات التواصل (النطق، الطلاقة، الصوت، اللغة) (أسامة فاروق، 2014: 16).
تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذاتويين بحاجة إلى تنظيم وتوضيح مبالغ فيه للمعاني والمفاهيم المحيطة به ليتحقق فهمه وانجذابه لما يدور حوله محققًا بذلك عميلة التواصل، فيواجه الأطفال الذاتويين مشكلات إدراكية متعددة، ويتجه البعض من المختصين والمعالجين للطفل إلى إكساب الطفل بعض التعبيرات الانفعالية المختلفة ولغة الإشارة اعتمادًا على استغلال حساسيتهم للمس والحركة وعدم حساسيتهم للكلام المنطوق (محمود الشرقاوي، 2018: 53).
تشير الدراسات أن صعوبات التواصل من أبرز الصعوبات التي يواجهها فئة الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية والتي تشكل عقبة كبيرة من عقبات التناغم بالحياة وتلبية الحاجات والمتطلبات وتنعكس نتائجها على الطفل والمحيطين به، كما أن افتقار الأطفال الذاتويين لمتطلبات التواصل يؤدي إلى ظهور مشكلات اجتماعية سلوكية متعددة وتوضح الدراسات أن صراخ الطفل الذاتوي وبكاءه ونوبات الغضب وإيذاء الذات ما هي إلا سلوكيات غضب ناتجة عن الصعوبات التي يواجهها الطفل الذاتوي في التواصل مع الآخرين.
ويوضح الأساس النظري والممارسة الإكلينيكية في اضطراب الذاتوية على أنه قائم على سمة العجز عن الدراية أو المعرفة عن التواصل البشري، فيعد العجز اللغوي والتواصلي من السمات المبكرة المرتبطة باضطراب الذاتوية خصوصًا القدرات المعرفية ذات الرتبة العالية مثل ما أشارت إليه نظرية العقل، وأن حالات اضطراب الذاتوية لديهم بروفيلات لغوية متميزة (محمود الشرقاوي، 2016: 93-95).
يعد برنامج ماكتون أحد البرامج الهامة التي تهدف إلى تنمية وتطوير مهارات التواصل بكافة أشكاله اللفظية وغير اللفظية من خلال مداخل سمعية وبصرية وتمثيلية لكل اسم أو فعل أو حرف لجذب حاسة البصر والسمع لتفسير وفهم معاني الكلمات القائم على جذب الحواس لتعزيز رغبة الطفل الذاتوي في التواصل فلا يكون هدف البرنامج تلقين الطفل الكلمات للطفل بل تمتد إلى تمثيل وتصوير الكلمة من خلال الإشارات، وتعميم الكلمة من خلال الرموز، ونطق الكلمة من خلال الصوت؛ لاكتشاف ما تحتويه كل كلمه أو مفردة من معان. (سلوى حسين، 2019: 378)، وفي ضوء ما سبق تتضح مشكلة الدراسة في السؤال الآتي:
هل لبرنامج ماكتون فاعلية في إكساب عينة من الأطفال الذاتويين القدرة على التواصل غير اللفظي؟
ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة الفرعية التالية:
1- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين في المجموعة التجريبية الذين تعرضوا لبرنامج ماكتون والذين لم يتعرضوا في المجموعة الضابطة للبرنامج في مستوى التواصل غير اللفظي؟
2- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين الذين تعرضوا لبرنامج ماكتون في المجموعة التجريبية قبل وبعد تطبيق البرنامج في مستوى التواصل غير اللفظي؟
3- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين (الإناث/ الذكور) في المجموعة التجريبية الذين تعرضوا لبرنامج ماكتون في مستوى التواصل غير اللفظي؟
4- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين (الأكبر/ الأصغر سنًا) في المجموعة التجريبية الذين تعرضوا لبرنامج ماكتون في مستوى التواصل غير اللفظي؟
5- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين (الأعلى/ الأقل ذكاءًا) في المجموعة التجريبية الذين تعرضوا لبرنامج ماكتون في مستوى التواصل غير اللفظي؟
6- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين (في المستوى الثقافي والاجتماعي المرتفع/ بمن في المستوى الاجتماعي الثقافي والاجتماعي الذين تعرضوا لبرنامج ماكتون في مستوى التواصل غير اللفظي)؟
7- هل يختلف الأطفال الذاتويين ذو المستوى الحاد في الذاتوية عن غيرهم في المستوى البسيط في الذاتوية في مستوى التواصل غير اللفظي؟
8- هل يختلف مستوى الأطفال الذاتويين الذين تفاعلوا مع برنامج ماكتون بعد مضي شهر كامل من التفاعل مع برنامج ماكتون؟
هدف الدراسة:
تهدف الدراسة الحالية إلى التحقق من فاعلية برنامج ماكتون لتنمية التواصل غير اللفظي لدى عينة من الأطفال الذاتويين.
أهمية الدراسة:
تحددت أهمية الدراسة في:
أولاً- الأهمية النظرية:
1- أهمية دراسة اضطراب الذاتوية وخصائصها بشكل عام وصعوبات التواصل غير اللفظي لديهم بشكل خاص من حيث أثره على كافة متطلبات الحياة وتقديم طرق للتشخيص والعلاج تتناسب مع فئة الأطفال الذاتويين.
2- إلقاء الضوء على طريقة ماكتون لتنمية التواصل لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية.
ثانيًا- الأهمية التطبيقية:
1- تقديم برنامج ماكتون لتنمية التواصل غير اللفظي واستخدامه مع الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية.
2- تقديم مقياس التواصل غير اللفظي بمكوناته (مهارة التعبير والفهم وتنفيذ الأوامر، مهارة التواصل البصري، مهارة التقليد، مهارة الإشارة إلى ما هو مرغوب فيه) للأطفال ذوي اضطراب الذاتوية.
3- إمداد العاملين في المجال للمهتمين ببرنامج قائم على طريقة ماكتون لتنمية التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية.
4- التأكيد على أهمية وفاعلية برنامج ماكتون وفاعليته وفلسفته ومفرداته المقدمة على مراحل.
محددات الدراسة:
1) منهج الدراسة: استخدام المنهج شبه التجريبي ذو المجموعتين التجريبية والضابطة والقياس القبلي (القبلي/ البعدي/ التتبعي) للمجموعتين، وذلك لتحديد فاعلية برنامج ماكتون (المتغير المستقل) وأثره في تنمية التواصل غير اللفظي (المتغير التابع) لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية (عينة الدراسة).
2) محددات العينة: تتألف العينة من عينة مقصودة مكونة من (20) طفل من الذكور والإناث، تراوحت أعمارهم ما بين (6-10) سنوات.
3) المحددات المكانية: تطبيق إجراءات الدراسة بمركز التوحد بمجمع خدمات الإعاقة بعين شمس.
4) المحددات الزمانية: استغرقت إجراءات تطبيق الدراسة ثلاث شهور وتكون البرنامج من (29) جلسة وتم تطبيقها بواقع ثلاث جلسات أسبوعيا، وتتراوح زمن كل جلسة بين (25-30) دقيقة.
5) الأساليب والمعالجات الإحصائية المستخدمة: تمت معالجة البيانات إحصائيا باستخدام مجموعة من الأساليب الإحصائية المناسبة حيث استخدمت الباحثة الرزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية من خلال تحليل البيانات باستخدام الاختبارات الآتية:
1. اختبار الثبات من خلال معامل ألفا لاختبار ثبات بنود المقياس.
2. معامل الارتباط بيرسون لحساب الاتساق الداخلي لبنود المقياس.
3. معامل جتمان للتحقق من ثبات الأداة.
4. اختبار مان ويتني لعينتين مستقلتين للتحقق من صدق الأداة وصحة الفروض.
5. اختبار ويلكوكسون لعينتين مترابطتين للتحقق من صحة الفروض.
6. اختبار الثبات من خلال معامل ألفا لاختبار ثبات بنود المقياس.
7. معامل الارتباط بيرسون لحساب الاتساق الداخلي لبنود المقياس.
8. معامل جتمان للتحقق من ثبات الأداة.
9. اختبار مان ويتني لعينتين مستقلتين للتحقق من صدق الأداة وصحة الفروض.
10. اختبار ويلككسون لعينتين مترابطتين للتحقق من صحة الفروض.
6) أدوات الدراسة:
استخدمت هذه الدراسة الأدوات الآتية:
‌أ- قائمة البيانات الأولية (إعداد: الباحثة، اقتباس سامي السعداوي، 2018).
‌ب- مقياس جليام التقديري لتشخيص أعراض وشدة التوحد الإصدار الثالث (إعداد: عادل عبدالله محمد وعبير أبو المجد محمد، 2020).
‌ج- مقياس التواصل غير اللفظي (إعداد: الباحثة).
‌د- برنامج ماكتون (إعداد: مارجريت ولكر1987، تعريب: دولة الكويت 1998: إدخال البيئة المصرية: عصمت السيد، 2011).
‌ه- مقياس المستوى الاقتصادي الاجتماعي الثقافي (إعداد: محمد سعفان ودعاء خطاب، 2016).
نتائج الدراسة:
1- عدم وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية والعينة الضابطة في القياسين القبلي للدرجة الكلية لمقياس التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية.
2- وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية والعينة الضابطة في القياسين القبلي والبعدي للدرجة الكلية لمقياس التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية، في اتجاه القياس البعدي.
3- عدم وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية الذكور/ الإناث في القياس البعدي لمقياس التواصل غير اللفظي.
4- عدم وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية الأكبر/ الأصغر سنًا لمقياس التواصل غير اللفظي.
5- عدم وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية الأعلى/ الأقل ذكاءًا لمقياس التواصل غير اللفظي
6- عدم وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية مستوى اجتماعي ثقافي مرتفع/ منخفض لمقياس التواصل غير اللفظي
7- عدم وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية مستوى ذاتوية حاد/ بسيط لمقياس التواصل غير اللفظي.
8- وجود اختلاف بين متوسطات درجات العينة التجريبية في القياسين البعدي والتتبعي للدرجة الكلية لمقياس التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي اضطراب الذاتوية في اتجاه القياس التتبعي.