Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
سيمياء التوتر في الخطاب الشعري الجاهلي :
المؤلف
أبو زيد، محمد أحمد عبد الراضي .
هيئة الاعداد
باحث / محمد أحمد عبد الراضي أبو زيد
مشرف / سليمان محمد سليمان
مشرف / بهاء محمد محمد عثمان
مناقش / فريدعبد الظاهر سعيد
مناقش / شهير أحمد دكروري
الموضوع
الخطابة العربية سيمياء التوتر
تاريخ النشر
2023 م.
عدد الصفحات
262 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/11/2023
مكان الإجازة
جامعة سوهاج - كلية الآداب - اللغة العربية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 287

from 287

المستخلص

يعد الشعر الجاهلي من أرسخ الأركان في بنية الأدب العربي، ففيه التاريخ واللغة، وفيه المآثر والمفاخر، وفيه الفن والجمال، وإذا كانت الشعوب القديمة تعد الشعر فنًا من فنون الحياة، فقد أوشك عرب الجاهلية أن يعدوه الحياة بكل ما تحمل الكلمة من معانٍ وما تحتمل من تأويل، فأفرغ فيه الجاهلي أيامهم وأنسابهم ومثلهم وقيمهم، وصوروا به حربهم وسِلمهم، فإذا تناقلته العصور أحسّ فيه الأحفادُ روح الأجداد .
ومن أبرز ما يميز الشعر الجاهلي إجادة شعرائه رسم صور لكل ما تجول به صدورُهم من مشاعرٍ وعواطفٍ، بكل ما تحمل من توترات ؛ ولذلك آثرتُ دراسةَ سيمياءُ التوترِ في الخطابِ الشعري الجاهلي ؛ للوقوف على استطاعةِ الشعراءِ التعبير عن الأشياء والأهواء وخاصة المعنويةُ منها، وكيف استطاعوا توظيفَ الصورةِ الفنيةِ واللغةِ والأساليب والموسيقى لإظهار هذه المشاعر النفسية المتوترة .
أسباب اختيار الموضوع :
أما عن أسبابِ اختيارِ موضوع سيمياءُ التوتر في الخطاب الشعري الجاهلي المعلقات أنموذجا وهو تطبيقُ منهجٍ جديدٍ وهو سيمياء التوتر على نصوص الشعر الجاهلي وقياس مدى شدة التوتر وظهور العلامات والشفرات الدالة على التوتر في أبيات الشعر الجاهلي محل الدراسة .
وهنا تكمن أهميةُ دراسة سيمياء التوتر في الخطاب الشعري الجاهلي في رسم فلسفة الشعراء الجاهليين في تصوير مشاعرِهم المعنوية التي ما تلبثُ أن تتحولَ من الخيال إلى واقع الملموس، ثم تتحولُ إلى مبادئٍ يعتنقها الجاهلي، ومن ثم تتحولُ إلى عاداتٍ حياتية مثل قضية الكرم أو الشجاعة وغيرهما من القضايا .
كذلك تكمن أهمية الموضوع في محاولة الموازنةِ بين المشاعرِ الإنسانيةِ المختلفة، والتي تتجلى بها سيميائيةُ التوتر واختلافُ التعبيرِ عنها من شاعرٍ لآخر، وذلك للتعرفِ على خصوصية التعبير واستكشاف بُنى النصِ الداخليةِ وما فيها من تحولاتٍ أو انحرافاتٍ في تركيب الجملة ؛ من أجل إدراك ما في النص من دلالاتٍ وشفرات
وقد اقتضت طبيعةُ البحثِ أن يكونَ تقسيمُه على النحو التالي :
تمهيد :
ويشمل المعنى اللغوي و الاصطلاحي للسيمياء، وكذلك المعلقات وآراء النقاد فيها وفي عددها وأصحابها.
ثم الفصل الأول : سيمياء التوتر في الوقوف على الأطلال:
وتناولت في هذا الفصل سيمياء التوتر من خلال الظواهر المعنوية في الوقوف على الأطلال ،وكان الحزنُ هو الظاهرةُ المسيطرةُ على الوقوفِ على الطلالِ واشتمل على العديدِ من الشفرات المعنوية مثل :
1- شفرة البكاء
2- شفرة التجلد والصبر
3- شفرة البقاء
4- شفرة التفاؤل وغيره من الشفرات
ثم تناول الباحث المخطط الانفعالى والمربعات السيميائية للعواطف المسيطرة على الشعراء في وقفاتهم الطللية
ثم كان الفصل الثاني بعنوان” سيمياء التوتر في لوحة الحب والهجر في المعلقات السبع :
وتحدث فيه الباحث عن شفرات مختلفة تدل على علاقة الشاعر بالمرأة مثل شفرة أسماء النساء، وسيميائية الجمال الانثوي ويشمل عدة شفرات معنوية تدل على الجمال وحاول من خلالها إظهار التوتر في تلك الشفرات ،مثل :
- شفرة اللون
- شفرةُ الروائحِ الخاصةِ بالنساء وجمالِهن
- شفرةُ الوصفِ الذي يعرضه الشاعر لمحبوبته
- شفرةُ العتابِ
- و شفرةُ الحبِ
ثم تناولَ الباحثُ بعدَ ذلك الخصائص التركيبية للعواطف في سيمائية الحب والجمال والمرأة، ثم المربع السيميائي لكريماص في محاولة للوصول إلى البنية العميقة للنص الشعري من خلال ما تحمله الأبيات في طيات بنيته السطحية .
ثم تناول الباحثُ الفصل الثالث وكان عنوانه : ” سيمياء التوتر في لوحة الصراع في المعلقات السبع ” :
ويشمل عدة ظواهر يتضح بها التوتر مثل :
ظاهرة الجود :
ظاهرة الشجاعة :
ظاهرة العذل :
ظاهرة الحزن
ظاهرة اليأس
ظاهرة الظلم
الخصائص التركيبية لهذه الظواهر وما بها من توترات واضحة .
ثم كان الفصل الرابع بعنوان سيمياء التوتر في الظواهر اللغوية الشعر الجاهلي
ويشمل دراسة العلاقة بين سيمياء التوتر وبعض الظواهر اللغوية مثل ظاهرة المفارقة وتعريفها ثم شفرة المفارقة بين الحياة والموت والمفارقة في قيم المجتمع، وظاهرة التناص بكل مستوياته، و ظاهرة التشاكل .
مـــنهـج الـدراســة :
يعتمد الباحث في دراسته على منهج سيمياء التوتر لدراسة الخطاب الشعري الجاهلي ؛ لأنه يعتبر من أبرز المناهج الحديثة التي تحاول فهم اشتغال العواطف في الخطاب الشعري، وقد اختار الباحث هذا المنهج ؛ لأنه يستطيع قراءة ما وراء النص من بنى عميقة تسهم في توضيح الدلالة، ويستطيع تقديم صورة واضحة لانفعالات الشاعر ومداها وشدتها .
1- صعوبة تطبيق منهج سيمياء التوتر في الأبيات الشعرية و تمثيل العواطف على المخطط الانفعالي للعاطفة ،خاصة مع عدم وجود دراسات عربية في هذا الموضوع .
2- صعوبة الوصول إلى البنية العميقة والشفرات الدلالية والمعنوية للأبيات التي تعبر عن التوتر، خاصة أن المنهج السيميائي يربط بين الشفرة وفهمها وبين البيئة والظروف الاجتماعية التي تحيط بالنص والمرسل والمتلقي؛ لذلك كان يعتمد الباحث على بعض المناهج التي تعين وتساعد المنهج السيميائي مثل المنهج التاريخي والاجتماعي والنفسي.
وبعد هذه الدراسة لسيمياء التوتر في الخطاب الشعري الجاهلي استطاع الباحث التوصل لعدد من النتائج كان من أهمها ما يلي :
- الشاعر الجاهلي كان يهتم بالمعنويات ويركز جلّ اهتمامه عليها أكثر من الماديات أو الوصف الحسي، وهو ما وضحته فصول الرسالة المختلفة خاصة إذا قارنا بين النوعين في أي ديون شعري أو كتاب خاص بأشعار القبائل أو غيره من مصادر الشعر .
- لغة الحرب مسيطرة على كل تفاصيل القصيدة حتى في الغزل، بل كانت القصة الغرامية أو الحب نفسه معركة تحتاج إلى تخطيط لتجاوز الأحراس
- كذلك عند المقارنة بين عدد الأفعال في المقدمات الطللية والمغامرات العاطفية في سيميائية المرأة والحب، نجد أن عدد الأفعال في سيميائية الحب والمرأة أكثر بكثير جدا من التي في المقدمة الطللية، والفعل بطبيعة الحال يدل على الحركة والحدث، فإن ذلك يدل على أن المعلقات كانت تبدأ بحركة هادئة ثم تزداد وتيرة الحركة في المغامرات العاطفية ؛ لتصل الحركة عند بعضهم ” مثل امرئ القيس ” إلى حركة تدميرية ” حركة السيل ”.
- كذلك يكشف الطلل عن زمانين : حاضر ،وماضٍ، ولكل منهما دلالته السيميائية ففي الزمن الحاضر يتجلى الطلل بخلوه من كل شيء سوى بعض آثار و بقايا الظباء والعين والآرام، فهو مجدب مقفر لا حياة فيه، وكأنه يوحي بموعد الرحلة إلى الموت، وكأن موت الطلل معادلا لموت الإنسان، فموت الطلل دفع الشاعر إلى البكاء، وكأنه يبكي حاله ويرثي نفسه .
- لعبت لغة الحوار السردي خاصة في أبيات ظاهرة العذل دورًا استراتيجيا في إضاءة الجانب الخفي من شعور الذات البخيلة _العاذلة _ وزاد حضورها بالإضافة إلى تقنيات السرد الأخرى الموجودة في قصائد الشعر والتي قاربت لغة الشعر من فن القصة، كل ذلك سهل لنا تتبع هذه الذات _ العاذلة _ ورسم مخطط العاطفة الخاصة بها، فالوحدات الكلامية تلعب دورا في الكشف عما ضمنته السريرة، وساهم في دفع الذات الى التحرك والانتقال من حالة إلى حالة أخرى، وبذلك تنهض بدور اتصالي بين الحالتين السابقتين _ حالة الشاعر وحالة العاذلة _ .
- لقد سمح لنا دراسة وتحليل القصائد الجاهلية في الوصول إلى أن مسار الدلالة يتخذ الثنائيات منطلق تتولد عن طريقه مختلف دلالات النص، وتبقى الجدلية التي تنعكس من خلال هذه الثنائيات القاعدة التي يبنى عليها كل عمل أدبي، وذلك ان العالم الخارجي نفسه بل الوجود قائما على أساس تناقضات تتشكل في ثنائيات مثل (الخير _الشر)، (الموت _ الحياة) ،... إلخ هذه التناقضات .
- تثير العاطفة في الخطاب الشعري التوترات الانفعالية وتتحكم في شدتها، وتكون هذه الشدة موزعة في درجات، وهى في حركة دائمة إما تصاعدية(إيجابية) وإما تنازلية (التوترات السلبية) أو تكون منعدمة .
- اتضح لنا من خلال التحليل السيميائي أن البلاغة كانت شفرة مهمة في التصوير الفني لدي الشعراء واستخدموا أكثر من شفرة في البيت الواحد، ورسمت صور التوتر التي تعاني منها النفس خاصة في لوحة الصراع التي كان الشاعر يعيش بها
- أننا نجد في معاناة طائفه حرمت من حقوقها، كالعبيد ،أن تحول ضمير الجمع إلي ضمير المفرد في القصيدة ،وذلك لأن أفراد هذه الطائفة كانوا في حاجة ملحة لجذب انتباه من حولهم إليهم كأمثال عنترة والسليك وغيرهما , وهو ما يعنى تحولا من الجماعية القبلية إلى الذاتية الفردية، وهو ما يزيد من حدة الصراع والتناقض على المربع السيميائي، ويجعل التوترات جليه على المخطط الانفعالي .
- لعب الرمز في صورته القصصية دورًا مهمًا في أغراض شعرية كثيرة , واستطاع الشعراء عن طريقه توضيح فكرة ما تلميحا دون تصريحا , وبذلك يمكننا القول بأن الشعر الجاهلي وجدت به ملامح عقلية , وبداية لفن القصة الشعرية , وتنوع للرمز حسب الغرض , وهو الأمر الذي يدفع فكرة سذاجة الشعر الجاهلي , ووقوفه عند الوصف الخارجي فقط.
وبعد فلا أدعي لنفسي الكمال، ولكن حسبي أنني حاولت بكل ما توافر لي من جهد بشري، وما وقع تحت يدي وبصري من مصادر و مراجع، أن أتناول موضوعي بدقةٍ واستقصاء، وتبقى في ذهني مقولةٌ جميلةُ ” لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان” أحببتُ أن أختم مقدمتي بها، قال فيها : ” فمن وقف على هذا الكتاب من أهل العلم ورأى فيه شيئاً من الخلل فلا يعمل بالمؤاخذة فيه، فإنّي توخيت فيه الصحة حسبما ظهر لي، مع أنه كما يُقال أبى الله أن يصحّ إلا كتابه ولكن هذا جهد المُقل، وبذل الاستطاعة وما يُكلفُ الإنسانُ إلا ما تصلُ قدرتُه إليه، وفوق كل ذي علمٍ عليم ”