Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
معجم المنَوِّر (عربي -إندونيسي)
دراسة تقابلية
/
المؤلف
عبد الظاهر، ولاء علي عمر .
هيئة الاعداد
باحث / ولاء علي عمر عبد الظاهر
مشرف / محمد محمد إمام داود
مشرف / شمس الهادي
مشرف / السيد مصطفى عبيد
الموضوع
اللغة العربية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
357ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
الناشر
تاريخ الإجازة
5/6/2022
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 421

from 421

المستخلص

مما لاشك فيه أن اللغة هي المُعبر الأهم عن ثقافة المجتمع، فاللغة وسيلة من وسائل التواصل ونقل الفكر والثقافة، بل ذهب البعض إلى أن اللغة والثقافة وجهان لعملة واحدة.ويُّعَدُ المعجم عنصرًا هامًا من عناصر اللغة والثقافة فهو الوعاء الذى تُصب فيه اللغة لحماية التراث الإنساني وثقافته.
إنَّ المتفحص للتراث اللغوي لأى ثقافة يجده زاخرًا بالأعمال المعجميَّة المتنوعة،فكل نوع من هذه المعاجم توضع لأهداف مختلفة ومآرب شتى فبعضهالغوي،وبعضها علمي، وبعضها ثقافي،وآخر تخصصي، وتفاوتت أحجامها بين الكبير والمتوسط والصغير، لذلك يُعَدُّ المعجم المرجع الذي لا غنى عنه، ويُعَدُّ ضالة كل إنسان استغلق على فهمه لفظة أو كلمة معينة، فهو الزَّادوالذخيرة والثروة التي تحتفظ بها كل أمة لمعرفة تراثها.
وتجدر الإشارة إلى أن امتلاك أى أمَّةللمعاجم وانتشار استعملهابين الأفراد لدليل على حيويتها وحيوية لغتها.ومن هنا تتضح أهمية المعاجم في الحفاظ على هُويَّة اللغة فهيالمرجع الهام للصناعة المُعْجَمِيَّة بشكل خاص؛ للتواصل مع ألفاظها، قديمها وحديثها وإزالة الحواجز بين مستعملي اللغة ولغتهم بالإضافة إلى إكسابها عنصر الحياة حتى لا تُهمل وتُهجر وهذا ما يؤدي إلى جعل اللغةمواكبة للعلوم والفنون ومتداولة بين جميع أفراد الأمة.
وبما أن المعجم هو أداة للحفاظ على هويَّة الأمَّة وثقافتها نجد انصباب اهتمام الأمم السابقة بإعداده، فبداية بزوغه تعود إلى أقدم عصور التاريخ، فقد احتل المكان الأكبر من عناية الأمم الغابرة، تعزيزًا لقوميتها، وإبرازًا لشخصيتها، فبداية ظهورها ارتبط إمَّا بسبب الاختلاط والاحتكاك الثقافي والتجاري كما ظهر عند الأشوريين أو يعود إلى الباعث الديني للحفاظ على الكتاب المقدس والوقوف على دقائق معانيه كما عند الهنود والعرب.
إذن فالمعجم نتاج جهد بشرى يهدف إلى حفظ مفردات اللغة لأغراض معينة، كالغرض الديني، والعلمي، والتعليمي أو لأغراض أخرى.
كما يُمثل المعجم مستوى من مستويات اللغة، فوحداته المعجمية لا تقتصر على المفردات فحسب بل تشمل التراكيب؛ حيثُ تقوم بوظائف لغويَّة على مستوى التركيب، وبالنظر في دلالة هذه الوحدات وصيغها وأصواتها ومواقعها يمكننا الحكم على صحة التراكيب النحويَّة؛ ولذلك تظهر أهمية النحو في ملازمته لعملية تصنيف مادة المعجم عند اختيار مداخله، التي تجمع بين المداخل المفردة والمركبة.
إذن فالمعجم لا يُستغنى عن النحو، فهو يعرض الصيغ في صورة نحوية – عادة – يعتبر النحو والمعجم قسمان مهمان من أقسام البنية اللغوية، ويرى الدكتور على القاسمي ” أن القواعـد النحويَّة تشمل معاني من أنماط بنيوية محددة ولواحق تصريفيَّة ومورفيمات اشتقاقيَّة، وتأتى أهميتها للمعجم في تزويده بمعطيات شكليَّة للمفردات والتراكيب في صور محددة تثمن سلوكها البنيوي”.( )
فالمعجم من هذا المنطلق يمتاز بتركيب هيكلي، متكون من أبنية لغوية ذات دلالات عامة، تتحدد داخل الحقول المعجمية، ودلالات جزئية، تتحدد بعد إقامتها فيعلاقات(تركيبية) إلى جانب السياق الذي لا تقل أهميته في توجيه دلالة الوحدات المعجَمِيَّة ووظائفها، في صورة من التكامل الضروري بين أنظمة اللغة المختلفة.
إذن فالمعجم نظام مفتوح يتضافر معه عناصر لغوية مختلفة من وحدات صرفيَّة ونحويَّة وسياقيَّة؛ لذلك لا يمكن دراسة المعجم بمنأى عن النحو وقواعده.
ومع وجود عنصر الدلالة والسياق كمكون أساسى من مكونات المعجم؛ فذلك يعرض المعجم للتبدل والتغيير،والمعروف أن المعنى من أكثر المكونات اللغويَّة تعرضًا للتغيير” ولذلك يعتبر المعجم العنصر الأكثر تغيرًا في اللغة، وهو الذي يتأثر بقوة الظروف الخارجيَّة الاجتماعيَّة لحياة اللغة، أو التطور الحضاري الذي تكون هذه اللغة أداته المُظهِرة له.” ( )
ولا يتوقف المعجم على العناصر اللغويَّة بل يمتد أيضا إلى جُلَّ مفاتيح العلوم والفنون فيشمل على معلومات موسوعية وتاريخيَّة وعلميَّة وثقافيَّة، ونظرًا لتعدد مادته وتنوعها نجد أن الاتجاه إلى الصناعة المعجمية النظرية لم يظهر قديمًا، لأن الباعث الأساسى هو الحفاظ على الدين والتراث ولذلك لم توجه أنظارهم للدراسة المعجميَّة في حد ذاتها، أمَّا في العصر الحديث، فقد شهدت مواقف مختلفة ومأرب شتى بين مؤيد لدراسة المعجم ومعارض لها()، فقد بدا لهم أن المعجم المدون يطرحإشكالات كثيرة، مثل: اختلاف نمط الوحدات المعجميَّة التي تمثل مداخل المعجم، وتعدد المعنى المعجمي وكثرة احتمالاته، وبسبب هذه الإشكالات تعرض المعجم لفترات طويلة للإقصاء عن مجال الدرس اللساني.
ورغم هذا الإقصاء الذي شهده المعجم في المراحل الأولى من الدرس اللساني الحديث، ظهرت نظريات لسانية جديدة تحاول إعادة الاعتبارإليه، وبيان أهميته في التحليل اللساني، فقد عُدَّ مستوى من مستويات التحليل اللغوي؛ ولذلكلا يمكن دراسة اللغةبمنأى عنه.
وبمرور الوقت أصبح علم المعجم علمًا واسعًا ذا جوانب عديدة، وأصبح له نظريات تتناول أسس صناعته، وأصبحـت الدراسات المعجميَّة تحتل حيزًا كبيرًا من الدراسات اللغويَّة