Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أسلوب الإيغال في آيات القرآن الكريم:
المؤلف
مخلص، منى عبد الكريم محمد.
هيئة الاعداد
باحث / منى عبد الكريم محمد مخلص
مشرف / محمد أحمد الشنواني
مشرف / شعبان إبراهيم حامد
مناقش / كمال سيد احمد
الموضوع
القرآن - تفاسير.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
290 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
26/8/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الدراسات الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 291

from 291

المستخلص

فالقرآن الكريم هو الكتاب المُبِين، وحبل الله المَتِين، والصراط المستقيم، والنور الهادي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم، بهر الله به الألباب ببلاغته، وسلب به العقول والأبصار بفصاحته، فكل كلمة منه في موقعها اللائق بها بحيثُ تكونُ كلماتُه مُتناسبةً يأخذ بعضها برقاب بعض، يصل الكلمة بما يلائمها، ويعطف الجملة على ما يناسبها، كالبناء المحكم المتلائم الأجزاء، فلو أدير لسان العرب كله على أن يأتوا بكلمة هي أفضل وقعا ونظما ومعني من كلمة القرآن لأعجزهم ذلك، فلا تكاد تَمرُّ بك كلمة منه إلا وجدتَها محكمة الوضع، سبيكة النظم، فلا يمكنك أن تشير إلى جملة من جمله أو كلمة من كلماته أو حرف من حروفه وتقول: ليتها جاءت على غير هذا الوضع، أو تقول لو استبدل بها كلمة أخرى لكانت الجملة أشد انسجامًا، وأصفى ديباجة، وأبهى لفظا، وأحلى معنى. فضلا عما فيه من التشابيه البارعة، والأمثال الرائعة، والاستِعارات الطريفة، والمَجازات والكنايات اللَّطيفة، فلم يملكوا أنفسهم أمام ذلك كله إلا أن يقروا بالعجز والقصور، وفي ذلك غاية التربية ونهاية المصلحة، ولما كانت الْجِهَةُ الْمُعْجِزَةُ فِي الْقُرْآنِ تُعْرَفُ بِالتَّفَكُّرِ فِي عِلْمِ المعاني والبديع والْبَيَانِ، ولما كان من أعظم وجوه الإعجاز في القرآن الكريم بلاغته التي وصلت إلى مرتبة لم يعهد لها مثيل، وكانت بلاغة الكلام ما دلت موارده على مصادره، وكشف أوله عن آخره، كان هذا الموضوع المعنون بأسلوب الإيغال في آيات القرآن الكريم ” دراسة تفسيرية تحليلية من أول سورة الرعد وحتى آخر سورة مريم، وكان الهدف من ذلك إظهار وجه من وجوه إعجاز القرآن الكريم من خلال النكات البلاغية والتفسيرية التي تفهم من خلال النظر في نظمه، وتأمل تراكيبه، ومطالعة ما قاله العلماء: سلفا، وخلفا، وإبراز قوة الترابط بين حروف القرآن الكريم، وكلماته، وجمله وآياته، مع إظهار رقي هذا الأسوب، وانسجامه تحليليا مع أهداف السورة، والسياق الذي ورد فيه، وإبراز دور المفسرين وإبداعهم في تفسير القرآن الكريم واقتضت طبيعة هذه الدراسة أن ينهج فيها الباحث المنهج الاستقرائي: وهو تتبع قضايا جزئية للوصول إلى قضية كلية، والمنهج التحليلي: هو منهج يقوم علي دراسة الاشكاليات العلمية المختلفة تفكيكاً ” تفسيراً ” ، أو تركيباً ”استنباطاً”، أو تقويماً ” نقداً، وقد قمت باستقراء القدر المحدد من القرآن الكريم من أول سورة الرعد إلى آخر سورة مريم؛ وذلك للوقوف علي الآيات القرآنية التي هي من قبيل الإيغال، ثم تناولت هذه الآيات بالدراسة والتحليل؛ للوقوف على موطن الإيغال، وأبتدأ بذكر مناسبة الآية، وربط أجزاء الآية الواحدة بعضه ببعض، وجعلت العزو في آخر الكلام ما لم أنص على المنقول منه مرتبة للمصادر على حسب وفاة مؤلفيها، ثم ألحقت النظير بالنظير، ثم عزوت الآيات القرآنية إلي مواضعها من سورها، ثم خرجت الأحاديث النبوية الشريفة من مصادرها، مع تحقيق نسبتها إلي النبي - صلي الله عليه وسلم - من حيث الصحة والضعف، ثم ترجمت للأعلام غير المشهورين الوارد ذكرهم لأول مرة في صلب الرسالة ترجمة مختصرة من كتب التراجم المعتمدة، ثم وضحت الألفاظ الغريبة، والمصطلحات العلمية من مصادرها الأصلية، ثم ضبطت بالشكل ما يحتاج إلي ضبط مما تشكل قراءته ويلتبس نطقه، ثم إذا نقلت من المرجع لأول مرة ، سوف أكتب اسمه ، واسم مؤلفه، واسم المحقق - إن وجد - ، ومكان الطبع، ورقم الطبعة ، وسنة الطبع - إن وجد - ، ثم إذا نقلت منه مرة أخري ، لم أذكر سوي اسم الكتاب كاملاً أو مختصراً ، ورقم الجزء والصفحة، ثم اقتضت طبيعة هذا البحث أن يكون فيه مقدمة، وتمهيد، وأربعة فصول، وخاتمة، وفهارس، التمهيد: ويشتمل على: تعريف الأسلوب في اللغة والاصطلاح. الفصل الأول: أسلوب الإيغال وعلاقته بالإعجاز والفاصلة وفيه مبحثان: المبحث الأول: أوجه الإعجاز في القرآن الكريم، وعلاقته بالإيغال. المبحث الثاني: تعريف الفاصلة وما يتعلق بها. الفصل الثاني: الإيغال وما يتعلق به، وفيه مباحث: المبحث الأول: تعريف الإيغال في اللغة والاصطلاح. المبحث الثاني: أغراض الإيغال. المبحث الثالث: أسماء الإيغال. المبحث الرابع: الفرق بين الإيغال وبين التتميم. المبحث الخامس: الفرق بين الإيغال وبين التذييل. الفصل الثالث: شواهد الإيغال في آيات القرآن الكريم من أول سورة الرعد وحتى سورة النحل، وفيه ثلاثة مباحث: المبحث الأول: شواهد الإيغال في سورة الرعد. المبحث الثاني: شواهد الإيغال في سورتي إبراهيم والحجر. المبحث الثالث: شواهد الإيغال في النحل. الفصل الرابع: شواهد الإيغال في آيات القرآن الكريم من أول سورة الإسراء وحتى سورة الكهف، وفيه مبحثان: المبحث الأول: شواهد الإيغال في سورة الإسراء. المبحث الثاني: شواهد الإيغال في سورتي الكهف ومريم. ثم الخاتمة: وتشـتمل علـى أهـم النتائـج والاقتراحـات، ثـم الفهـارس الفنيـة. ، وقد خلص البحث إلى أن أسلوب القرآن نسيج وحده متفرد عن غيره من أساليب العرب في حديثهم، وبلغ الذروة من الكمال البياني، واعتلى سنام الفصاحة، فكان هو ملتقى نهايات الفضيلة البيانية على تباعد ما بين أطرافها، وأن تقسيم العلماء للفاصلة إلى تمكين وتصدير وتوشيح وإيغال ليس دقيقا؛ لأن التمكين صفة ملازمة للفاصلة لا تنفك عنها بحال، فلا يدرج في أنواع الفاصلة، وأن بعض علماء البلاغة يتساهلون في اطلاق المصطلحات العلمية على بعض المسميات مع كونها ترجع إلى معنى واحد مما أوقعهم في بعض الإشكالات، ثم إن الإيغال أسلوب معروف عند البلاغيين، وورد على طريقته كثير من آيات الذكر الحكيم، وفى القرآن من ذلك ما لا يكاد ينحصر، والإيغال باب من علم المعاني كثير المحاسن، وافر اللطائف، جم الفوائد، والمتحدث في عوز له في جل مظان التفصيل لإفادة معنى به. والإيغال دلالة الطبع ونفي للتكلف عن المتكلم. والإيغال يظهر بعض الوجوه التفسيرية للقرآن الكريم من خلال النظر في نظمه، وتأمل تراكيبه، ومطالعة ما قاله العلماء: سلفا، وخلفا. والإيغال يُظهر جودة سبك القرآن، وإحكام سرده، وترابط أجزائه، وتماسك كلماته، وتنوع مقاصده؛ إذ لم يرد في الآية القرآنية بطريقة عشوائية، توافق الألفاظ والأوزان، بل جاء متسقا مع معنى الآية وموضوعها. والإيغال دلالة تمكن من الكلام، ورعاية للسياق، ووعي بموارد الألفاظ، وطول تفهم للمعاني. والإيغال القرآني ذو بلاغة زائدة على الإيغال في كلام البشر من حيثيات عدة، من أهمها عدم القدرة عن الاستغناء عنه بما قبله لفظيًا أو معنويا. والإيغال لا يأت في الكلام إلا لنكتة، إما لزيادة المبالغة، أو لدفع توهم غير المقصود. والإيغال ليس مقصورا على الشعر، وإنما هو يجيء في الشعر والنثر على حد سواء، ومجيئه في النثر المسجوع أكثر؛ وذلك لإتمام الفواصل وزيادة المعنى. ثم إن هذا الأسلوب لم يرد بتسميته في كتب المفسرين اللهم إلا في سبع مواضع في القرآن، وإنما ورد في كتبهم بالمعنى العام وهو التناسب، أو التذييل بالمعنى اللغوي، كما أن البلاغيين اكتفوا بأمثلة قليلة جدا؛ للدلالة على وجوده في القرآن، وكأنها إشارة إلى إعمال الفكر والنظر لاستخراج مواضعه من القرآن . والإيغال والتتميم متشابهان، فبينهما عموم وخصوص وجهي؛ وذلك لاجتماعهما فيما يكون في الأخر لدفع إيهام خلاف المقصود، وانفراد الإيغال فيما ليس فيه دفع الإيهام، وانفراد التتميم بما في الوسط. والإيغال والتذييل متشابهان، فبينهما عموم وخصوص وجهي، فالتذييل أَعم من الإيغال بِاعْتِبَار الْمحل، وأخص مِنْهُ بِاعْتِبَار النُّكْتَة.