Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
العقلانية العلمية وطبيعتها /
المؤلف
مولود، عبدالسلام أحمد.
هيئة الاعداد
باحث / عبدالسلام أحمد مولود
مشرف / عادل عبدالسميع أحمد عوض
مناقش / السيد محمد عبدالرحمن على خضر
مناقش / محمد أمين شاهين
الموضوع
العقلانية. الفلسفة. المذهب العقلي (فلسفة) العلم - فلسفة.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر إلكترونى (278 صفحة) ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 278

from 278

المستخلص

هناك طريقين مختلفين يمكن من خلالهما للفلسفة أن ترسی قواعدها على العالم، حيث يمكنها إما أن تقوم بعملية تأكيد أكثر نتائج العلم عمومية، بل أن بإمكانها أن تمنح هذه النتائج درجة أعلى من ””العمومية و الوحدة””، أو أن تتولى دراسة مناهج العلم بهدف تطبيق هذه المناهج واستخدامها في الحالات الفلسفية المختلفة. ويرى رسل أن أغلب الفلسفات التي استلهمت العلم قد استغرقها الاهتمام بنتائج العلم. ولكن ليست ””النتائج”” هي ما يجب الأخذ به واستخدامه في الفلسفة فحسب وإنما ””المناهج”” أيضاً. وللمنهج عنده له وجهين أحدهما ””فلسفي”” والآخر ””رياضي””. ونصل للأول منهما إما بتحليل التجربة والخبرة أو بتحليل ””اللغة”” بينما نحقق الثاني بتحليل المفاهيم والتصورات الرياضية و””ردها”” إلى مفاهيم منطقية، وأن النظريات التي توصل إليها في المنطق والفلسفة حصل عليها بتحليله لعناصر الخبرة والتجربة، ومن تحليله للغة. للعلم غرضان : أحدهما عملي وثانيهما نظري . أما الغرض العملي فهو ما يتصوره الرجل العادي والدي تعبر عنه عبارة فرنسيس بيكون المشهورة اصدق تعبير : ””المعرفة قوة”” .Knowledge is Power كان يقصد بيكون بعبارته أن النشاط العلمي والتقدم العلمي واكتشاف النظريات العامة كلها وسائل تمكننا من السيطرة على الطبيعة. نريد للعلم أن يحقق رفاهية الإنسان ومد حياته بأسباب الراحة والطمأنينة في حياته العملية ، وقد حقق لنا الكثير إذ نجد أمامنا السيارة والمذياع والتلفزيون والأدوات المنزلية والقطار والطائرة. ونجد أمامنا الآلات الصناعية التي تساعد الطبيب والمهندس وغيرهما على خدمة الإنسانية، بل أمكن لبعض الدول أن تجد وسائلها لإسقاط المطر إسقاطا صناعيا. ومن ثم نقول أن العلم حقق ذلك الفرض العملي وأصبح أداة طيعة للإنسان في سيطرته على مظاهر الطبيعة بما تنطوي عليه رفاهية الناس. مرت فلسفة العلم بفترات زمنية مثيرة للاهتمام. فمع تراجع الوضعية المنطقية، وزع ممارسوها أنفسهم على نطاق واسع من البدائل، مما أحيا الفلسفات التي أدانها الوضعيون وألقوا بها في غياهب الظلمة واللاعقلانية. ومن هنا كان الاعتراض القائل بأن المظهر الجديد هو مجرد عملية تجميلية أو، بطريقة أكثر جدية، أنه تم التخلي عن العقلانية من أجل أنماط فكرية أخرى مثل ما قبل عقلانية أو عقلانية، أو لاعقلانية. لكن، في حين أنه قد يكون من الصحيح أنه لم يعد من الممكن وصف وتبرير فلسفة العلم باعتبارها كتلة من المعرفة الراسخة، إلا أن حاصد الأرواح المتمثل في الوضعية لن يقضي على العقلانية بعد؛ فكلما فشل نوع من أنواع العقلانية، ظهر إلى السطح نوع جديد آخر. لو سلمنا بتصنيف الوضعيين المناطقة للقضايا فسوف نرفض الفروض العلمية التي ليست قضايا تحليلية ولا قضايا تأليفية، ومن ثم فأن الفرض قبل التحقق منه لا يدخل في مجال العلم وإنما يكون أقرب إلى الميتافيزيقا التي يرفضها الوضعيين المناطقة. ويؤدي مبدأ التحقق إلى الخلط بين المعنى القضية وتحقيق صدقها أو كذبها، أو بعبارة أخرى خلط الوضعيين المناطقة بين معنى القضية وصدقها. فقد توجد قضية لها معنى لكنها ليست صادقة، والتمييز بين المعنى والصدق تمييز ضروري. ولا نجانب الصواب لو قلنا أن الوضعية المنطقية عندما حاولت الهرب من الميتافيزيقا برفضها البحث في العالم وعلاقة الفكر بموضوعاته، تؤدي بها هذا الرفض إلى مناقشات ميتافيزيقية، فليست ””السيمانطيقا””، أي البحث في دلالات الألفاظ إلا نظرية ميتافيزيقية. بل أن التركيب اللغوي السليم من الناحية المنطقية لا يشهد بصدق المعني بالقياس إلى الواقع، والقول بوجود توافق بين المنطق والواقع يبدو مصادرة على المطلوب. بل أنهم يجمعون بين النزعة المنطقية الصورية والنزعة التجريبية الحسية من غير أن يدللوا على العلاقة بين المنطق والتجربة. بل أن من المحقق أن إخضاع التجريبي لما هو منطقي مسلمة ميتافيزيقية. بالإضافة إلى أن قول الوضعية بتهافت الميتافيزيقا تشكل تهديدا خطيرا على الدين، فأن كل عقيدة تتضمن لاهوتا يعتبر إلى حد ما نوعا من الميتافيزيقا ولذلك نهض المدافعون عن الدين للرد عليها، ولكن يمكننا أن نقول أن معظم هذه المناقشات انتهت إلى خصام انفعالی. استطاع جاليليو أن يوحد بين اللغة الرياضية والوقائع التجريبية والفروض الجريئة تمثيلا للمنهج العلمي الحديث ليكون صورة مثالية للعقل العلمي الحديث الناضج تماما. آمن بأن الرياضيات لغة العلم والواقع وعبر عن هذا الإيمان بمقولته الشهيرة كتاب الطبيعة المجيد مكتوب بلغة الرياضيات، وهي الفكرة الفيثاغورية الأفلاطونية القديمة، لكنها مع جاليليو أصبحت أساس علم ناضج بالطبيعة. رأي ديكارت أن العالم الخارجي هو مشكلة من مشاكل الميكانيكا، مضيفا إلى هذه الميكانيكا أبعادا فلسفية. وقام برد نشوء العالم إلى قواعد ميكانيكية صرف في كتابه ””العالم””، وله إنجازات في الرياضيات التحليلية، كما ساهم في وضع نظرية التكامل والتفاضل ؛ فالرياضة لديه هي المفتاح الوحيد للكشف عن فكرة الحركة. قامت فلسفة ديكارت على الفصل بين المادة والروح على نقيض فلسفة عصر النهضة التي وحدت بينهما، حيث تعبير الروح عن الكائن المفكر (أنا أفكر إذا أنا موجود)، فانطلق خلال ذلك لإثبات وجود الله والعالم المادي أيضاً. رأي هويجنز المعاصر لنيوتن رأى أن الضوء من طبيعة موجية إذ أدرك التشابه بين الضوء والصوت. يصلنا صوت الناقوس بتوسط الهواء في صورة اهتزازات سريعة أو موجات مغنطيسية كهربية، ينتقل الضوء أيضا بنفس الطريقة باستثناء أن الضوء يمر في الأثير كوسط وشبه هویجنز الضوء بماء يتموج في غدير يتحرك إلى أعلا وإلى أسفل حين تمر عليه موجات الهواء مرورا أفقيا. وكان نیوتن استند في جزيئية الضوء إلى ظاهرة الظل، حين يمر ضوء على جسم ما فإننا نجد له ظلا خلفه ولو كان الضوء موجات لما ظهر الظل. لكن هویجنز علق على ذلك بقوله حين يكون الجسم صغيرا نجد أن الأشعة تنحرف من حوله وتلتقي مرة ثانية من خلفه ومن ثم لا توجد منطقة من الظل الكامل. وتربط هذه الخاصة و انحراف الأشعة الضوئية - الضوء بالموجة لا بالقذيفة التي تكون جزيئا. ولقد كان للنظرية الموجية أنصار كثيرون حتى في عصر نیوتن، ذلك لأنها فسرت اختلاف ألوان الطيف السبعة باختلاف ذبذبة طول موجة كل لون، ولم تفسر نظرية نيوتن هذا الاختلاف (على الرغم من أن نیوتن هو مكتشف ألوان الطيف وبتحليله الشعاع الضوئي من خلال منشور زجاجي إلى ألوان مرتبة من الأحمر فالبرتقالي فالأصفر فالأخضر فالأزرق فالبنفسجي فالأسود). إن اهتمام نیوتن بترييض الطبيعة ، باعتبار أن الرياضة أمر من أمور العقل أو هي تاج العقل، جعلت العقلانية النيوتونية تتضح في صياغة المفاهيم الفيزيائية الرئيسية بلغة الرياضيات. أما الوجه الأخر لمنهجه العقلاني فهو الخبرة الحسية فإذا كان نيوتن قد وحد بين الرياضيات والطبيعة ووجد أواصر قربي بينهما ، وكان العلم لديه مرتبطا أيضا بقوانين ذات منزلة رياضية، هذه القوانين مستنبطة من الظواهر، وقابلة للتحقق منها بدقة مما جعله يقول بأن العلم هو صياغة رياضية دقيقة العمليات العالم الطبيعي، فإنه يؤمن أيضا بالعلية أو السببية، هذا الإيمان من هذه النتيجة هي التي توصل إليها نيوتن ليعلن ميلاد عقلانية علمية حديثة تستند على مبدأ واحد ووحيد حقق العلم الحديث من خلاله تقدما هائلا، أعني مبدأ الحتمية الذي كان يمثل الركيزة الأساسية التي أرتكز عليها العلم الحديث، وفي نفس الوقت كان هذا المبدأ هدفا منشودا يسعى العلماء والفلاسفة للوصول إليه وبين هذا وذاك، نجد أن هذا المبدأ كان المحك المعتمد من نقطة ارتكاز أولي ونقطة الارتكاز هذه هو مبدأ الحتمية المطلقة، ولولاه لقضي علي الإنسان وعقله أن يدور في دائرة مفرغة وألا يتعلم شيئاً. المصدر الأول للمعرفة عند رسل هو الإحساس، وهذا لا يخبرنا شيئاً عن الأشياء المستقلة كالمنضدة والشجرة بقدر ما يخبرنا عن مجموعة من الإحساسات على شكل أضواء أو غيرها، ويبقينا في وضع من اللاإرادية فيما يتعلق بحقيقة الشيء، أو هو يخبرنا عن حوادث متسلسلة على شكل مجاميع ولا يمدنا بمعرفة ما عما يقبع وراء هذه الأحداث، ويكتفي الحسيون باستبعاده خارج إطار المعرفة العلمية. وبما أن التصور الفلسفي لدى رسل لا يخرج عن حدود التصور العلمي، لذلك لم يجد رسل. في فلسفته مصدرة مشروعة التصورات من قبيل العلية والضرورة والوجوب والإمكان والوحدة وغيرها.