الفهرس 
مدخــل الدراســــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 240 |  |  |
| | | from | 240 | | |
المستخلص
تُعد الأسرة بمثابة المناخ الفطري الأول الذى يشبع فيه الفرد احتياجاته البيولوجية والنفسية على حد سواء, والوسيط الأول المؤثر في سلوك الفرد وشخصيته, وفى تشكيل بنائه النفسي والاجتماعي؛ لذا فهي تُعد أحد أهم ركائز بناء الشخصية السوية المتوافقة, إلا أنه في بعض الأحيان قد يحدث ما يحول الأسرة دون القيام بدورها في عملية التنشئة الاجتماعية للفرد؛ وذلك بسبب وفاة أحد الوالدين أو كليهما, أو تصدع وتفكك الأسرة نتيجة طلاق الوالدين, وهنا يجد المراهق نفسه في صدد مواجهة خبرة اليتم القاسية بما تخلفه من نقص في إشباع الاحتياجات وتحديات وضغوطات هائلة تلقى على عاتقه في مرحلة حرجة كمرحلة المراهقة المليئة بالضغوطات والصراعات بطبيعة الحال.
لذا تُعتبر فئة المراهقين الأيتام من أكثر الفئات عرضة للمتاعب والاضطرابات النفسية والاجتماعية التي قد تؤثر على نظرتهم للحياة، ومن ثم فهي من أكثر الفئات بحاجة إلى تحقيق التوافق والتكيف السليم مع كم الضغوط الهائلة التي تواجهها، ولعل أبرز خصائص الشخصية فاعلية في مقاومة الضغوط وأثارها السلبية على صحة الفرد النفسية والجسدية هي سمة الصلابة النفسية.
تعد الصلابة النفسية أحد العوامل الوقائية الهامة التي تقوم بدور فعال في مواجهة الضغوط والتخفيف من أثارها السلبية، وتحقق التوافق الذاتي والاجتماعي للفرد على نحو إيجابي سليم؛ لذا تهتم الدراسة الحالية ببحث الصلابة النفسية لدى فئة المراهقين الأيتام، وعلاقتها لكل من التوجه نحو الحياة، ودافعية الإنجاز.
مشكلة الدراسة:
تنطلق مشكلة الدراسة بعد الاطلاع على الأدبيات والدراسات السابقة، والملاحظة أثناء العمل مع فئة الايتام ممن هم في مرحلة المراهقة؛ حيث تتحدد مشكلة الدراسة في السؤال الرئيسي التالي:
ما طبيعة العلاقة بين الصلابة النفسية وكلاً من نحو الحياة ودافعية الإنجاز لدى المراهقين الأيتام؟
ويتفرع من هذا السؤال عدة أسئلة فرعية:
(1) إلى أي مدى تُساهم الصلابة النفسية في التنبؤ بالتوجه نحو الحياة لدى المراهقين الأيتام؟
(2) إلى أي مدى تُساهم الصلابة النفسية في التنبؤ بدافعية الإنجاز لدى المراهقين الأيتام؟
(3) هل توجد فروق دالة إحصائيًا في مستوى كلاً من الصلابة النفسية، والتوجه نحو الحياة ودافعية الإنجاز تعزى لمتغير (النوع، ومكان الإقامة)؟
أهدف الدراسة:
هدفت الدراسة إلى التعرف على طبيعة العلاقة بين الصلابة النفسية وكل من التوجه نحو الحياة ودافعية الإنجاز لدى المراهقين الأيتام.
أهمية الدراسة:
• الأهمية النظرية:
- إثراء الادب السيكولوجي بدراسة جديدة حول متغيرات الدراسة الصلابة النفسية, التوجه نحو الحياة, ودافعية الإنجاز؛ مما يُساهم في توفير قاعدة بيانات علمية دقيقة حول تلك المتغيرات.
- تنتمى هذه الدراسة إلى ميدان علم النفس الإيجابي, أحد فروع علم النفس الهامة في عصرنا الحالي، لما يقوم به من تعزيز وتدعيم قدرات الفرد في مواجهة الضغوط والتحديدات التي تسود الحياة بصفة عامة وعصرنا الحالة بصفة خاصة, واستخدام المرونة في التفكير والمثابرة؛ مما يُساعد الفرد في إنجاز أهدافه, والتوجه نحو المستقبل بإيجابية وتفاؤل.
- كما تستمد الدراسة أهميتها من أهمية الشريحة التي تسلط عليها الضوء في الدراسة وهى شريحة الأيتام, فهي شريحة مهمة في المجتمع تواجه كم لا يستهان به من الضغوط والتحديات لذلك لا ينبغي التغافل عنها.
- وكذلك لتناول هذه الدراسة مرحلة مهمة من حياة الفرد وهى مرحلة المراهقة.
• الأهمية التطبيقية:
- إن مفهوم الصلابة النفسية يشير إلى التكيف الإيجابي للأفراد مع المحن والضغوطات والأزمات المؤلمة, وبالتالي أصبح البحث عن مؤشرات الصلابة النفسية ذا أهمية للعلاج والوقاية من العديد من الاضطرابات النفسية، وتحقيق التوافق النفسي والاجتماعي وبصفة خاصة لفئة الأيتام التي تعانى من كم هائل من الضغوطات والتحديات الحياتية.
- مساعدة المرشدين التربويين والمسئولين في دور الرعاية والأسر البديلة في رعاية المراهقين الأيتام استنادًا إلى معرفة خصائصهم ومطالب نموهم وحاجاتهم.
- الاستفادة من نتائج الدراسة الحالية في تصميم برامج إرشادية تربوية وتوعوية للمراهقين الأيتام من أجل العمل على تنمية الصلابة النفسية لديهم, ومن ثم مساعدتهم في التوجه نحو المستقبل ببعض من المرونة في التفكير والإيجابية والتفاؤل, والمثابرة من أجل تحقيق أهدافهم في الحياة.
فروض الدراسة:
في ضوء هدف الدراسة وما توفر للباحثة من بحوث ودراسات ذات صلة بموضوع الدراسة يمكن صياغة الفروض التالية:
(1) توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين الصلابة النفسية والتوجه نحو الحياة لدى المراهقين الأيتام.
(2) توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائيًا بين الصلابة النفسية ودافعية الإنجاز لدى المراهقين الأيتام.
(3) يمكن التنبؤ بالتوجه نحو الحياة من خلال الصلابة النفسية لدى المراهقين الأيتام.
(4) يمكن التنبؤ بدافعية الإنجاز من خلال الصلابة النفسية لدى المراهقين الأيتام.
(5) توجد فروق دالة إحصائيًا في كلاً من الصلابة النفسية، والتوجه نحو الحياة، ودافعية الإنجاز بين أفراد عينية الدراسة تعزى لمتغير (النوع).
(6) توجد فروق دالة إحصائيًا في كلاً من الصلابة النفسية، والتوجه نحو الحياة، ودافعية الإنجاز بين أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير (مكان الإقامة).
إجراءات الدراسة:
• منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة الحالية على المنهج الوصفي الارتباطي، لمناسبته لأهداف الدراسة.
• عينة الدراسة:
أُجريت الدراسة على عينة من المراهقين الأيتام المقيمين في المؤسسات الإيوائية، وآخرين مقيمين في أسرهم الممتدة بمحافظة بنى سويف، وتكونت عينة الدراسة من( 117) مراهق ومراهقة من الأيتام، تراوحت أعمارهم الزمنية من(15-18) سنة.
• أدوات الدراسة:
بعد أن أكملت الباحثة الدراسة النظرية، وبعد الاطلاع على الدراسات السابقة المتصلة بموضوع الدراسة قامت الباحثة بتحديد الأدوات التي سوف تستخدمها في هذه الدراسة؛ وهي:
(1) مقياس الصلابة النفسية (إعداد: أمين، 2019).
(2) مقياس التوجه نحو الحياة (إعداد: الباحثة).
(3) مقياس دافعية الإنجاز (إعداد: الباحثة).
• خطوات الدراسة:
(1) إعداد الإطار النظري للدراسة من خلال الاطلاع على العديد من المراجع العربية والأجنبية والدراسات السابقة المرتبطة بمتغيرات الدراسة.
(2) إعداد مقياس التوجه نحو الحياة.
(3) إعداد مقياس دافعية الإنجاز.
(4) اختيار عينة الدراسة والمجانسة بينهم باستخدام الأدوات اللازمة.
(5) تطبيق أدوات الدراسة.
(6) معالجة البيانات إحصائيًا باستخدام الأساليب الإحصائية البارامترية.
(7) استخلاص النتائج وتفسيرها.
(8) تقديم التوصيات والبحوث المقترحة.
نتائج الدراسة:
(1) توجد علاقة ارتباطية إيجابية دالة إحصائيًا بين الصلابة النفسية والتوجه نحو الحياة لدى المراهقين الأيتام.
(2) توجد علاقة ارتباطية إيجابية دالة إحصائيًا بين الصلابة النفسية ودافعية الإنجاز لدى المراهقين الأيتام.
(3) إسهام الصلابة النفسية في التنبؤ بكلاً من نحو الحياة، ودافعية الإنجاز لدى أفراد عينة الدراسة.
(4) عدم وجود فروق دالة إحصائيًا في كلاً من الصلابة النفسية، والتوجه نحو الحياة، ودافعية الإنجاز بين أفراد عينة الدراسة تعزى لمتغير (مكان الإقامة)
(5) عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين أفراد عينة الدراسة في الصلابة النفسية، والتوجه نحو الحياة، ودافعية الإنجاز تعزى لمتغير (النوع).