Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الكونفوشيوسية وفلسفة التدين في كوريا الجنوبية /
المؤلف
شبايك، رفعت سعيد عبد الله السيد.
هيئة الاعداد
باحث / رفعت سعيد عبد الله السيد شبايك
مشرف / عبد الباسط السيد المرسي
مشرف / هانى المهدي
مشرف / هانى المهدي
الموضوع
دراسات وبحوث الأديان المقارنــة. الأديان المقارنــة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
198 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
الأدب والنظرية الأدبية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الزقازيق - معهد الدراسات والبحوث الأسيوية - قسم دراسات وبحوث الأديان المقارنــة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 227

from 227

المستخلص

ليست الكنفوشيوسية ديانة مُنظمة بالمعنى الحصري كما هي المسيحية أو اليهودية أو الاسلام أو البوذية، ولم يدّعي مؤسسها ذلك ولا أحد من اتباعه. ولذلك قليلا ما تصّنف مع مجموعة الأديان العالميّة. ولكن بسبب السلوك الأخلاقي والسياسي والاجتماعي التي تحاول زرعه في أتباعها والتقاليد الفكرية والفلسفية والروحية التي تركتها منذ ما يقرب من 2500 سنة، نجد من الضروري احتوائها في هذه القائمة من الأديان والمذاهب العالمية.
نشأت الكنفوشيوسية في الصين بين القرنين السادس والخامس قبل الميلاد من قبل (كونغ فو تسو) والمشهور في اللغات اللاتينية(كونفوشيوس). وهي تدعو الى إحياء التقاليد والطقوس الدينية القديمة التي ورثها الصينيون عن أجدادهم مع تنظيمها وتوجيهها فلسفيا وأخلاقيا من دون إلغائها أو نسيانها. وتؤكد دائما على التثقيف وممارسة العلم وتقديس الإرث الروحي للآباء والأجداد.
وانتشرت الكنفوشيوسية في كوريا واليابان وفيتنام بعد أن ركزت وجودها في الصين. وهي الآن تأخذ مكانتها في العالم الغربي كمذهب فلسفي واجتماعي وديني وسياسي، ولاسيّما في الولايات المتحدة الأمريكية، منذ بدايات القرن العشرين بعد دخول العمالة الصينية، وبعد زيادة الترجمات الكثيرة للأعمال الفلسفية والفكرية الصينية. وهي ليست مذهب إلحادي كما كان يُعتقد، وإنما تؤمن بوجود بالله أو بالآلهة وتقوم على عبادة السماء (تيان) أو الرب الأله الأعظم (بان كو).
وتؤمن كذلك بعبادة الطبيعة كأغلب الشعوب القديمة مع عبادة الأرواح الكامنة فيها وتقديس خوارقها وصورها الرهيبة والمُخيفة وإجلال ما فيها من الشمس القمر والنجوم والكواكب والأمطار والنار والرياح والأشجار والجبال والحيوانات. وتؤمن كذلك بالأرواح الخيّرة والشريرة (الملائكة) و(الشياطين)، وعبادة أرواح الآباء والأجداد وتقديم القرابين لها في شعائر خاصة.
كنفوشيوس:
ولد كونفوشيوس في عهد سلالة (تشو) التي حكمت بين السنوات( 1100 ق. م ـ 256 ق. م)، وفي 28 من شهر ايلول سنة 551 قبل الميلاد بالتحديد، في ولاية( لو)، ومات عام 479 قبل الميلاد، في نفس المدينة والتي تقع في شمال الصين وتدعى اليوم (شانتونغ)، بجوار البحر الأصفر. كان كونفوشيوس من عائلة (جونج) الأرستقراطية الغنيّة. ويترجم أسمه الى (كونفوجي) أو(كونفوزي ـ كونغ فو تسو)، وتعني الكلمة (كونغ ـ المعلم).
تُعدّ الكتب الفلسفيّة الكونفوشيوسية من أعظم الكتب الفكرية في الشرق قاطبة. والتي أصبحت الأساس الأخلاقي والتربوي والأجتماعي والفكري للحضارات الآسيوية ولقرون عديدة.
وتُعد كتابات كونفوشيوس ولاسيّما (الكتب الخمسة). وكانت تدّون هذه الكتب على شرائح من الخيزران تشد بعضها الى بعض بمشابك متحرّكة، وكان يبلغ إتساعها حوالى بوصة وطولها قدمين، وتربط كلها بخيوط من حرير. وكان الصينيون يُدوّنون كل شىء تقريبا ويُقدّسون كل ما يكتبون. وكان كونفوشيوس أحد الرجال المؤهلين لذلك العمل، إذ شرع بتدوين عدد من الكتب الطقسيّة والقانونية والإدارية عن نظام الكون وقوانينه من دون التركيز على الأمور الآلهية والروحيّة الميتافيزيقية كثيرا.
وأما عن القائمة الكتابية للكنفوشيوسية فهي تتكون من تسع كتب مُدوّنة يتوارثها الكنفوشيوسيون عن المعلم كونفشيوس وأتباعه، والتي تمت كتابتها أثناء فترة حكم سلالة (تشو). ويمكن تقسيم هذه الكتب إلى قسمين رئيسين:
- الكتابات الخمس التقليدية (وو- جينغ)
- الكتابات الأربع (سيشو).
وأما عن الكتب الخمسة فهي الكتب التي اشترك كونفوشيوس في تدوينها نقلا عن كتب الأقدمين وهي:
(1) كتاب الشعر أو الأغاني (شيه جينج): ويحتوي على أكثر من 300 أغنية إلى جانب ستة تواشيح دينيّة ترنم بمصاحبة الموسيقى. وكان كونفوشيوس قد أقتنع أن الإنسان إذا ما تلا الشعر يومياً فإنه يُصبح حكيما حقيقيا يتجنب الخطأ. وهو أيضا كتاب الأناشيد الذي قام بترتيبه وتبويبه هو نفسه، مع شرح مختصر لكنه الحياة والمبادئ الأخلاقية الفاضلة.
(2) كتاب التاريخ (شوو جينغ): وفيه وثائق تاريخية تعود إلى التاريخ الصيني السحيق، من القرن التاسع قبل الميلاد الى القرن السادس قبل الميلاد.
ويوضح فيه الرؤيا الفكرية للكونفوشيوس مع الأسس الأخلاقية والإنسانية للحكومات المدنية. وفيه كذلك أهم الأحداث التي وقعت في مدينته (لو)
(3) كتاب التغييرات (لي شي): وهو سجل المراسيم أو كتاب القواعد القديمة من آداب اللياقة، والأسس الدقيقة لتكوين الأخلاق ونضجها، بما يساعد على استقرار النظام الاجتماعي. مع الفلسفات التطورية حول الحوادث الإنسانية. وقد حوّله كونفوشيوس إلى كتاب علمي لدراسة السلوك الإنساني ويرجع في تاريخه الى ما قبل ثلاثة وثلاثين قرناً قبل الميلاد. ويبحث كذلك عن الطاقة الكونية والتفسيرات والشروحات السلوكية والأخلاقية اللازمة للحكماء من البشر، مع الذيول والتعليقات اللازمة.
(4) كتاب الربيع والخريف (شوون شوي): كتاب تاريخ يؤرخ الفترة الواقعة بين 722 - 481 ق.م. ويؤكد على التاريخ والفرد والمجتمع المدني، حيث جُمع فيه أهم وأرقى ما وجده كونفوشيوس وتلاميذه في حكم الملوك الأولين من الحوادث والقصص.
(5) كتاب الطقوس(لي شي): فيه وصف للطقوس الدينية الصينية القديمة مع معالجة النظام الأساسي لأسرة ” تشو” 1027)ـ 402) ق.م، التي لعبت دوراً هاماً في التاريخ الصيني العريق. ويحتوي ايضا على التعاليم الأخلاقية والوجدانية التي تتخللها الشعائر والطقوس الأحتفالية التي جُمعت لكي تساعد الناس في تقديم العبادة والقرابين، لغرض خلق مجتمع مُنظم مؤسس على المبادىء المثالية الأربعة: التعلم والزراعة والحرفة والتجارة.
وأما الكتب الأربعة، فهي مجموعة من الكتب والأحاديث والحوارت التي سجلها كونفوشيوس في حياته معلما ومفسّرا للعلم والأخلاق والأمور السياسية والأدارية، والتي شارك في تدوينها أتباعه وتلاميذه وجُمعت فيها أقواله مع بعض التفسيرات أو التعليقات بإيجاز ووضوح منقطع النظير وهي تمثل فلسفته
تأسست الكنفوشيوسية بعد وفاة كونفوشيوس
وعلى مقربة من نهر(استس) حيث قبر المؤسس في شمال مدينة(كونج)، والتي أسست تخليدا لذكراه في سنة 479 ق.م. وأخذ أتباعه بتنظيم الندوات العلميّة والتثقيفية قرب قبره الذي أصبح مكانا مقدسا يحجّون اليه الوزراء ورجال الحكومة الكبار.
وهذه بعض الحوادث التاريخية في تطور الكنفوشيوسية عبر التاريخ:
• إدخال وإدماج التعاليم الأخلاقية الكنفوشيوسية في القوانين الصينيّة في سنة 210 ق.م، مع إعلان كونفوشيوس مُشتركا في الألوهة مع الآلهة الأخرى.
• مرور الكنفوشيوسية بفترة عصيبة لم تشهدها من قبل وذلك في عهد الامبراطور( تشي إن شهّوانج)، بين سنة 212 ق.م الى 207 ق.م. والذي أعلن بقتل الكنفوشيوسيين العلماء والفلاسفة وإحراق كتبهم وتحريم الحج الى قبر المعلم الأكبر. واستمرار الاضطهاد والقتل والتشريد الى أن قام الشعب بثورة شاملة ضد الإمبراطور في سنة 207 ق.م.