الفهرس 
مفهوم الإيمان تطوره وموقف العقيدة الإسلامية منهيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 216 |  |  |
| | | from | 216 | | |
المستخلص
يعد البحث في قضية الإيمان بالله أجل موضوعات النظر وأعضلها، ولم يخل مذهب
فلسفي أو علمي من تناوله بالبحث، وكانت محاولات إثبات وجود الإلٰه أكبر ما شغل
علماء الأديان ومفكريها، ومن أهم ما تعرض له الفلاسفة والعلماء على السواء؛ وم رجع
ذلك إلى الأهمية الكبرى للموض وع في ذاته، وإلى ما يترتب على الاعت ا رف بوج ود الإلٰه،
أو الإنكار له، من نتائج نظرية عملية تتوقف عليها قيمة كل شيء.
ومع أن الأمم ذات الحضار بوجه عام، وجميع أهل التفكير العميق المتزن، متفقون
على القول لصانع قادر حكيم، صدرت عنه الأشياء، وهو يدبرها على مقتضى الحكمة،
ف ن الأمر لم يخل من أف ا رد ينكرون وجود الخالق، ويجدون من ينخدع بوقوالهم، وهم في
الأغلب من غير المحققين في العلم بهذا العالم، أو من الناكصين عن الاستجابة لما
يطلبه العقل من تفسير نهائي وصحيح وشامل للكون والحيا ، أو من المخالفين للحق على
علم به، أو الذين لا يريدون أن يسيروا في تفكيرهم وحياتهم بحسب ما تقتضي به المعرفة
بالإلٰه وحكمته، أو المتظاهرين بكياسة ا زئفة، أو المغلوبين على أمرهم، أو نحو ذلك من
ظروف الإلحاد وأسبابه التي لا حصر لها.
ونظ ا ر لأن الاستدلال على وجود الإلٰه الحق سواء تفكر الإنسان في الكون أو رجع
إلى التفكير في نفسه، أشبه بالاستدلال المباشر الذي لا يدفع أساسه أو نتيجته إلَا مكابر
معاند لحكم العقل، ف نه يمكن الشك في إخلاص المنكرين لوجود الله فيما يقولونه، كونهم
يجحدون بشيء يؤمنون به في ق ا رر نفوسهم.
ولما كان الإيمان بالإلٰه الحق هو أسا العقيد في الأديان المنزلة ف ن المفكرين
سلكوا في بحثهم لهذه القضية طرق ا كثير ومتنوعة فوخذوا في رصد المفاهيم لكلمة الإيمان،
وعلى هذا ف ن ذكر الإيمان سواء جاء على لسان علماء اللغة أو أقوال المفسرين أو
الفلاسفة أو المتكلمين هو ذكر الأفهام التي صدرت عن العقل الإنساني من وحي تفكيره.
وهذا لا يتعارض مع استنار العقول بالهدى الذي جاء من عند الله وكان للعقل مي ا زن ا
وحافظ ا من الزلل.