Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
القاضى أبوبكر بن العربى وجهوده فى البحث التاريخى والحضارى :
المؤلف
عبدالنعيم، ياسر مدحت محمد.
هيئة الاعداد
باحث / ياسر مدحت محمد عبدالنعيم
مشرف / كرم حلمى فرحات
مشرف / مسعد محمد عبدالله
مشرف / اسامة سيد على
الموضوع
التاريخ والحضارة.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
150ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة قناة السويس - كلية الاداب - التاريخ والحضارة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 156

from 156

المستخلص

تُعدّ الدراسة العلمية الشاملة عن المؤرخين بشكل عام دراسةً مهمةً ، وتزداد أهميتها إذا كانت
عن الأعلام من المؤرخين المسلمين؛ لأنَّها تمكّننا من الإطلاع على جزءٍ مهمٍّ من ماضي الأمَّة،
وعلى تدبر هذا الماضي بشكل جاد، إضافةً لكونها نبراسًا هاديًا للأجيال الحاضرة من الباحثين
والدارسين المهتمين باستكشاف الماضي وإعادة تقويمه بشكل يتحول معه هذا الماضي وتراث
الأمَّة إلى قوة خلاّقة من حاضرها، وتزداد أهمية هذه الدراسات مع قلة البحوث المتخصصة
في هذا المجال مقارنة بالبحوث المتوفرة في الموضوعات التاريخية العامّة منها والخاصّة.
ومع أنَّ المؤلفات الأولى من التاريخ الإسلامي قد نالت عنايةً لا بأس بها، إلا أنَّ جُلّها توقف
عند مطلع القرن السادس الهجري بسبب فهم شائع خاطئ مفاده أنَّ المؤلفات المتأخرة تتمثل
فقط في الشّروح والمختصرات أو الجمع الموسوعي الخالي من الابتكار والجدّة، سواءً تمثل
ذلك في المادة أو المنهج، وتفنيدًا لتلك المفاهيم الخاطئة، وإبرازًا للأصالة والابتكار والجدّة في
تلك المؤلفات والدّراسات، وتقديمًا لمادّة تاريخية أصيلة يعتمدها الباحثون في البناء التاريخي،
لابدّ من دراسة منهجيّة متأنّية للعمل الواحد أي لكل عملٍ بمفرده حتى يمكن فهم منهجه
وأغراضه، ومِنْ ثَمَّ تقديمه وعرضه بشكلٍ تُتوخّى فيه الأمانة العلمية، وينأى فيه عن التحيّز
لفكرة معينة، وعن التنكّر لبعض الحقائق التي قد تتعارض مع أفكار الباحث؛ لأنَّ هذا المنهج
يساعد الباحث على كشف كثيرٍ من الحقائق والأحداث التاريخية على حقيقتها وفهمها على
وجوهها الصحيحة، مما يمكّنه من الانطلاق وفق رؤية واضحة تجعله يقوّم الأمور وينقدها نقدًا
مؤسّسًا صحيحًا.
وهذا الاتجاه في الدراسات التاريخية له أهميّة كبيرة، والحاجة إليه ماسّة، نتيجة كونه يتيح
الفرصة لتقييم مصادر التاريخ الإسلامي، ومؤلّفيها تقييمًا عادلا بمعايير علميّة دقيقة ووفق أسسٍ
منهجيّة متفق عليها، نخرج منها بفائدةٍ جيّدةٍ، وهي كشف حقائق علميّة مهمّة عن أولئك
المؤرخين ومؤلفاتهم، وما يتميّز به كلّ منهم، والملحوظات التي عليه، ودرجة الثّقة به،
والجوانب التي يمكن الإعتماد عليه فيها، والجوانب التي ينبغي الحذر فيها عند الرجوع إليه،
أو عدم قبولها منه، بحيث تضع كل مؤرخ وكل مصدر في مكانه المناسب، وتكشف لمن يريد
أن يأخذ عن هذا المؤرخ أو ذاك مدى موضوعيّته وحياده، وطبيعة توجهاته الفكرية والسياسية،
وبالتالي تحمي الباحث من الإنزلاق في إصدار أحكام تاريخية بعيدة عن الواقع إنسياقًا وراء
ما يرد في بعض المصادر غير الموثوقة .
إنَّ هذا المنهج في غاية الأهمّية، نظرًا لحاجة التاريخ الإسلامي إليه، حيث إنَّه يمثّل الخطوة
الأولى في الاتجاه الصحيح لتحقيق ما يسعى إليه الباحثون في التاريخ الإسلامي، ويطمحون إلى
8
تحقيقه، وهو تنقية تاريخ الأمّة الإسلامية ممّا داخله وممّا ألصق به.
إضافة إلى ما سبق فإنَّ هذا النّوع من الدراسات يتيح للباحث إعمال ما لديه من مواهب في
مجالات البحث التاريخي، كالتحليل والاستقراء، والاستنتاج والمقارنة، والنقد والتقييم، مما يدفعه
للتعامل مع كتب التراث والمصادر القديمة بعين الفاحص والناقد والمحلل؛ ليخرج من الأسلوب
الضعيف الذي يعتمد على الجمع والنقل إضافة إلى الاستشهاد بأجزاء محدودة، وهذا النوع الأخير
يقع فيه كثير من الباحثين. ونخلص ممّا سبق إلى أنَّ هذا النّوع من الدراسات التاريخية يُنمّي لدى
الباحث ملكة النّقد ويصقلها، ويزيده خبرةً في مجال التحليل والاستنتاج، إضافةً إلى إصدار
الأحكام المبنية على قواعد علمية، كما أنَّ الحاجة إليه ماسّة؛ من أجل إعداد باحثين في التاريخ
الإسلامي يحظون بمثل هذه الصفات والقدرات.
ويُعدّ أبو بكر محمد بن عبد الله بن العربي المعافري الأشبيلي )ت 543 ه – 1147 م( من
المؤرخين البارزين الذين بذلوا جهودًا علمية كبيرة، وأورثوا مؤلفات تاريخية عظيمة، فقد اهتم
بالتاريخ وبرع فيه، وصرف له من وقته الكثير حتى بلغ فيه مبلغًا كبيرًا، وتبوأ منزلةً عاليةً، فهو
يرى أنَّ التاريخ وعلم الأولين مكمل لما حصله من العلوم الشرعية واللغة العربية، مقتديًا في
ذلك بمن سبقه من العلماء الأفاضل، ويعدّه نفلاً من العلوم بعد أن تمّ له تحصيل الفروض منها.
تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن دور أبو بكر بن العربي المعافري في كتابة التاريخ، وتحاول
التعرف إلى مادته التاريخية ونواحي اهتمامه ومصادره وخطوط المنهج الذي سار عليه في
مؤلفاته، مركِّزة بشكل أساسي على كتابه ”العواصم من القواصم”.
قدّم أبو بكر بن العربي المعافري أعمالاً تاريخية ضخمة تمثلت في أربعة مصنفات هي:
”العواصم من القواصم”، وهو في التاريخ العام . و”ترتيب الملة في ترغيب الرحلة” الذي كرّسه
لأخبار رحلته إلي المشرق . و” أعيان الأعيان ” و ” فهرست شيوخه .
استفاد أبو بكر بن العربي المعافري من مصادر متنوعة، وهي تشمل المصادر المكتوبة من كتب
ورسائل شخصية ووثائق رسمية، ثم المصادر الشفوية وشهود العيان، وكذا مشاهداته واتصالاته
الشخصية في أحداث عصره. لذا جاءت جهوده متميزة، وشكلت تطوراً في خطوط الكتابة
التاريخية عند المسلمين في القرنين الخامس والسادس الهجريين / الحادي عشر والثاني عشر
الميلاديين.
والقاضي أبو بكر بن العربي المعافري من أشهر علماء الإسلام في بلاد الأندلس علما وفقها
وقضاء، ممن كان لهم بصمات تربوية وعلمية نحو إنشاء مجتمع إسلامي فريد، كما طاف بلاد
العالم الإسلامي شرقا وغربا، فجمع من العلم ما لم يجتمع لغيره من أهل زمانه، فكان من أهل
التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع لها . وحظى باهتمام العديد من المؤرخين في الشرق
والغرب ، بحيث يمكن القول إنه لم يعد هناك مجال لمزيد من الدراسة ، بيد أن هناك وجهة أغفلها
معظم الدارسين، وهى؛ جهوده في البحث التاريخي والحضاري ومنهجه في الكتابة التاريخية
.وهذا مما دفعنى وحفزنى على الكتابة حول القاضى أبي بكر بن العربي المعافري و جهوده فى
البحث التاريخى والحضارى.
الدراسات السابقة :
أما عن الدراسات السابقة فى المجال التاريخى والحضارى فبقدر ما وسعني القيام به من البحث
فلم أعثر علي دراسة تناولت منهجه التاريخى والحضارى من قريب أو بعيد ، إلا أن هناك بعض
الدراسات التي تناولت موضوعات غير تاريخية.
9
أهداف الدراسة :
تتمثل أهداف هذه الدراسة في بيان الأمور التالية :-
-الدافع الذاتي والرغبة في التعرف علي القاضي أبي بكر بن العربي المعافري والمتمثل في