Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البعد الميتافيزيقي للمكان وأثره علي الطبعة الفنية =
المؤلف
كساب، نصر جودة محمد.
هيئة الاعداد
باحث / أميرة نصر جودة محمد كساب
مشرف / صلاح ابراهيم المليجي
مشرف / فاطمة عبد الرحمن
مشرف / فاطمة عبد الرحمن
الموضوع
الجرافيك.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
أ-دد،269 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الفنون البصرية والفنون المسرحية
الناشر
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة حلوان - كلية الفنون الجميلة - الجرافيك
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 325

from 325

المستخلص

إن إدراك الإنسان للمكان وعلاقته به تستمر معه طوال سِنِي عمره « فقد كان المكان أسبق في وجوده من الوجود الإنساني ؛ فقد خلق الله عز وجل الأرض وذلَّلها وسواها، وهيَّأها مثلما هيَّأ الكون كله على اعتباره المكان الأكبر لحياة البشرية، وعلى هذه الأرض التي هيَّأها الله عز وجل، وداخل هذا الكون، كان إدراك ووعي الإنسان لـ(الزمان) و(المكان)، وإن تباينت هيئة إدراكه ووعيه لكلٍّ منهما» ( )، فالمكان هو الكيان الاجتماعي الذي يحتوي على خلاصة التفاعل بين الإنسان ومجتمعه، فيشكل وعي الإنسان بوجوده، ويطبع فكره وهُويَّته، فشخصية المكان يرسمها الإنسان، وخصائص الإنسان وسماته تتحدد بنسب متباينة بالمكان.
لذلك، يعدُّ المكان من المتغيرات المهمة في حياة الإنسان، لاسيما الفنان، فهو الوعاء الذي تنفذ فيه المنجزات الإبداعية، وهو أحد أهم العناصر في العملية الإبداعية، وهو رمز ودلالة وإرشاد لعالم الفنان الذي يُشكلِّه، ويصوره، ويجسده حسَب أفكاره وأطروحاته واتجاهاته الفنية مع مجتمعه وبيئته، لاسيما فيما يتعلق بالطبعة الفنية.
ومما لاشك فيه أن المكان له علاقة وثيقة بالقيم الجمالية عند فناني الحفر والطباعة، واتخذ ﻤﺴﺎﺤﺔ ﻭﺍﺴﻌﺔ ﻤﻥ ﺇﻨﺘﺎﺠﻬﻡ ﺍﻟﻔﻨﻲ، ﻭﻗﺩ عثروا بداخله على ﻤﺎ يحتضن ﺍﻟﺫﺍكرة ﻭﺍﻟﺭﺅﻯ والتصورات، ﻭﻤﺎﻴﻭﻓﺭ ﻟﻬﻡ ﻓﻲ ﻨﻔﺱ ﺍﻟﻭﻗﺕ ﻤﻔﺭﺩﺍﺕ ﺒﺼﺭﻴﺔ فريدة ﺃﺴﻬﻤﺕ ﻓﻲ ﺇثراء ﺘﺠﺎﺭﺒﻬﻡ ﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺇﻨﻀﺎﺠﻬﺎ، كما أن تأثيرات المكان على الفنانين المبدعين تتباين من خلال آليات العلاقة الوثيقة مع التاريخ، وجغرافية المكان، والعقيدة القلبية الداخلية، «اعتمادًاعلى العلاقة بين كلٍّ من العلم والمعرفة والمكان وبين كيان ومضمون الإنسان ووجوده، مما دفعه إلى أن يتساءل عن ماهيته، ومنبعه، وحدوده؛ ولهذا أَرْسَت كلٌّ من هذه العلوم المعرفية نظرياتها عن مفهوم ومعنى المكان، كلًّا طبقًا لمعطياته وتوجهاته؛ حيث إن عقبة المكان من العقبات الفلسفية التي طالما وُضعَت ضمن إطار البحث البسيط حتى تتحول إلى معانٍ شديدة التعقيد، وتتشعَّب إلى مفاهيم ومعانٍ أخرى أكثر إثارةً للجدل من المكان نفسه، إلا أن مفهوم ومعنى المكان -عامةً- كان أكثر حظًّا في مجال الدراسات والأبحاث الفلسفية، والنقدية، والأدبية، والفنية خصوصًا، وهذا بالنظر إلى أسلوب تشكُّل وتصوير المكان، وما يتضمنه من دلالاتٍ مستوحاة من الصُّور والتخيلات الذهنية لكلٍّ من الفنان، والكاتب، والفيلسوف، وهذا يشير إلى تعالق مفهوم المكان أو نظرية المكان مع مفهوم الصورة الذهنية أو المُتخيَّلة» ( ).
ونحن بصدد التعمُّق في ماهية المكان الميتافيزيقي من الناحية الفلسفية والفنية فيما يخص تشكيله في الطبعة الفنية عند فناني الحفر والطباعة، فالبحث يحوي أربعة فصول رئيسة تنصب حول استخراج الدلالات الفلسفية التي يتضمنها مفهوم المكان الميتافيزيقي كأحد المثيرات في الطبعة الفنية، والتعرف على أهم الاتجاهات الفنية العالمية التي أثرت على مفهوم المكان الميتافيزيقي، بالإضافة إلى أهمِّ فناني هذا الاتجاه.
وتتطرَّق الباحثة للمكان الميتافيزيقي تحديدًا لإمكانية كشف الحقيقة الجوهرية للمكان والتخيل لظواهر الوجود بوصفه محققًا ووجودًا ميتافيزيقيًّا محرضًا للتأمُّل الإنساني بصفة عامة، وللفنان بصفة خاصة باستخدام العالم الواقعي كمصدر إلهام لكشف ماوراء الظاهر المادي، وذلك ليس عن طريق الأشكال بمفردها، أو الأفكار الذهنية، إنَّما يكون ذلك عن طريق كل هذه العناصر مجتمعةً إلى جانب التصورات والتخيلات الذهنية اللَّامحدودة المتكاملة.
إنَّ ميتافيزيقية المكان ألفت وجمعت بين التمثيل الواقعي والخيالي داخل العمل الفني، فصورت أماكن لا يمكن للمنطق البشري أن يتصوَّرها، لا وجود لها؛لأن ما يوجد بالفعل بالنسبة لنا هو فقط ما نعرفه، أو على الأقل الذي يمكن أن نتصور وجوده المحتمل في العالم المادي، بمعنى آخر:يتعارض المكان الميتافيزيقي مع الرؤية التقليدية الطبيعية للمكان الواقعي، والمحاكاة لشكله الظاهري، فيعلو به على نطاق الواقع والمألوف، فيتخطى حدود الزمن والتاريخ، ويصعب وَضْع قاعدةٍ لإدراكه وفهمه، حيث يضم أشكالًا مألوفةً وتراكبًا وعلاقات غير مألوفة (غير منطقية)، فيحدث نوع من إرباك الرؤية، ويمكننا القول:إنَّ هناك الكثير من الأعمال الفنية التي استلهمت المكان الميتافيزيقي الممتزج بالفكر الفلسفي، فيبدو المكان في طبيعته الجوهرية، وفي هيئته غير المُدرَكة.
فميتافيزيقية المكان عند الفنان عبارة عن إعادة تركيب للأماكن في الواقع المادي بأنماطٍ جديدةٍ من الصور الذهنية التي تتشكَّل من موضوعاتٍ وأحداثٍ، ويصبح المكان الميتافيزيقي مخترقًا ومتخللًا بحسٍّ غير واقعي، يدرك فقط من خلال الحَدْس الذي لا يمكن فهمه عن طريق المنطق.
وسوف تقوم الباحثة بطرح أعمال فنية توصل فيها الفنان إلى تكوين عالمٍ موازٍ للطبيعة، موجود خارج الأماكن المعروفة للروح البشرية لكشف العمق الروحي لنشاط الطبيعة وجوهرها الخالص، ولإنتاج أعمالٍ تحمل الظاهرة المكانية الميتافيزيقية في الطبعة الفنية.
• مشكلة البحث:
إن إشكالية المكان الميتافيزيقي لا زالت قائمةً بوصفها مفهومًا اصطلاحيًّا في الفن، فأغلب الدراسات التي اطلعت عليها في حدود ماتوفر لي ركزت جهدها في جزئية من جزئيات المكان المتمثل في المنظر الخلوي أو الطبيعي.
- لذلك لا يزال الالتباس قائمًا، ولم يظهر مصطلح: (المكان الميتافيزيقي) في حقول الدراسات الفنية، وذلك بسبب انصراف النقاد والباحثين للاهتمام والتركيز على أماكن أخرى، وبذلك لم يتَّخذ المكان الميتافيزيقي سياقًا منهجيًّا ثابتًا.
- ويشير البحث إلى كشف فلسفة المكان الميتافيزيقي، والأساليب ذات الصلة بالرؤية الذاتية للفنان، وفلسفته الخاصة في التشكيل.
وهو مايطرح بدوره مجموعةً من تساؤلات البحث الآتية:
1- ماهي ماهية المكان الميتافيزيقي؟
2- ماالفرق بين المكان الميتافيزيقي والمكان الديالكتيكي؟
3- هل يمکن الاستفادة من الأبعاد الفلسفية والمفاهيمية للمکان الميتافيزيقي في أعمال فناني الطبعة الفنية؟
4- هل المكان الميتافيزيقي يظهر بمستويات متباينة من التعبير عند كل فنانٍ؟
5- هل سعى بعض الفنانين ﻓﻲ ﺘﺄﺼﻴل ﺍﻟﺫﺍﺕ ﻭﺍﻟﻬُﻭﻴَّﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ عن طريق محاكاتهم لميتافيزيقية المكان؟
6- ماهي العلاقة بين الزمان والمكان الميتافيزيقي في العمل الفني؟
7- ما الاتجاهات والمذاهب الفنية التي عبرت عن ميتافيزيقية المكان؟
• فروض البحث:
1. يفترض البحث أن المكان الميتافيزيقي يوازن بين المفردات الواقعية والخيالية داخل العمل الفني.
2. احتلَّ المكان الميتافيزيقي في أعمال بعض فناني الطبعة الفنية موقعًا مهمًّا واضحًا في ممارستهم الفنية، وملهمًا لهم في اكتشاف مفردات بصرية فريدة أسهمت في إثراء تجاربهم الفنية.
• أهداف البحث:
1- طرح الأسس الفنية والفلسفية التي قام عليها المكان الميتافيزيقي، والتفرقة بينه وبين الأماكن الفنية الأخرى وَفقًا لفكروفلسفة الفنان التي يتضمنها داخل محتواه الفني.
2- الوقوف على البُعْد الفلسفي والمفهومي لميتافيزيقية المكان، وتتبع أثره عبر التاريخ الفني.
3- الإشارة إلى كيفية تداول وتوظيف فناني الطبعة الفنية لمفهوم المكان الميتافيزيقي في أعمالهم.
4- التعرُّف على العناصر الفنية لميتافيزيقية المكان، وآليات إظهاره في الطبعة الفنية.
• أهمية البحث:
1. توجيه النظر إلى التحولات التي عرفتها بعض المفاهيم الفلسفية المتعلقة بميتافيزيقية المكان، والمكانة الخاصة التي احتلَّها عند فناني الطبعة الفنية، وهذا يعطي بدوره انعكاسات ومؤشرات واضحة على أهمية المكان الميتافيزيقي.
2. ارتباط فلسفة المكان بالميتافيزيقا، وانعكاسه على نتاجاتٍ فنيةٍ ذات قيمةٍ تشكيليةٍ مهمةٍ ضمن الاتجاهات الفنية المختلفة.
• مُسلَّمات البحث:
1. القيمة الفنية والجمالية للأعمال التي ارتبطت بفلسفة المكان الميتافيزيقي.
2. فنانو الطبعة الفنية قدموا المكان الميتافيزيقي في موضوعاتهم بطرق متباينة تخضع للخلفية الفكرية والثقافية والاجتماعية.
• حدود البحث:
• الحدود المكانية:أوروبا- اليابان – أمريكا – مصر، بالإضافة إلى ما قد يؤدي إليه تشعُّب البحث من دول.
• الحدود الزمنية: من عصور ما قبل التاريخ حتى القرن الواحد والعشرين.
• منهج البحث:
- دراسة تحليلية وصفية.