Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الدور السياسي والحضاري للعلماء في بلاد الحرمين الشريفين
خلال العصرين الأيوبي والمملوكي (567- 923هـ /1171- 1517م) /
المؤلف
عبد السميع، أسماء رجب كامل.
هيئة الاعداد
باحث / أسماء رجب كامل عبد السميع
مشرف / عبد الباري مُحَمَّد الطاهر
مشرف / حسن أحمد عبد الرازق السمين
مناقش / حسن أحمد عبد الرازق السمين
الموضوع
qrmak
عدد الصفحات
757 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
11/1/2023
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - بقسم التَّاريخ الإسلامي والحضارة الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 551

from 551

المستخلص

المُقَدِّمَة
بِسم اللهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ وبه ثقتي وأستعين، والصَّلاة والسَّلام الأتَمَّان الأكْمَلَان الأعطَرَان الأزْهَرَان الأنوَرَان الأشرَفَان على الحبيب المحبوب رسول ربّ العالمين سيِّد ولد عدنان مُحَمَّد ﷺ قُرَّة العين، إمام الأنبياء والمرسلين، فاللَّهُمَّ صلِّ على سيِّدنا مُحَمَّد في الأولين، وصلِّ على سيِّدنا مُحَمَّد في الآخرين، وصلّ ِعلى سيِّدنا مُحَمَّد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.
وبعد:
فإن تاريخ بلاد الحرمين الشريفين (مكة المكرمة – المدينة المنورة) يعد من الموضوعات المهمة في التَّاريخ الإسلامي، فمنهما شع نور الإسلام وانتشر في مختلف أنحاء العالم شرقًا وغربًا.
وقد تمتعت بلاد الحرمين الشريفين بمنزلة عالية وشأن مرموق، وتركت أثرًا عظيمًا في نفوس المسلمين جميعًا؛ إذ احتوت أرضها الطاهرة على أم القرى مكة المكرمة مهبط الوحي، ومنبع الرسالة الخاتمة، ومأوى الأنبياء والمرسلين والأتقياء والصالحين، والمدينة النبوية الشريفة عاصمة الإسلام الأولى ودار هجرة الرسول المجتبى ﷺ.
كما أن لها مكانة كبيرة في قلوب المسلين؛ إذ إنها تضم مسجدين من المساجد الثلاثة التي لا تُشد الرحال إلا إليها المسجد الحرام ومسجد نبينا المصطفى ﷺ، كذلك كان للمكانة الروحية التي تتمتع بها بلاد الحرمين الشريفين أهمية خاصة لدى جموع المسلمين في كل أنحاء العالم.
فلا عجب أن تكون محط أنظار المسلمين عمومًا ومهوى أفئدتهم ومستقر رحالهم، فتوافد كثير من المسلمين إليها من مختلف البقاع الإسلامية لمكانتها الدينية، وتفضيل بعضهم للمُجَاوِرة فيها جعلها ملتقى علميًا وثقافيًا تتلاقى فيه الثقافات وتتلاقح فيه الأفكار، ويلتقي فيها العلماء والفقهاء والطلاب المسلمون من مختلف أنحاء العالم الإسلامي شرقًا وغربًا، إذ كانت ولا تزال تزخر بأهل الفضل والمعرفة؛ مما جعلها مركزًا من مراكز التأثير في العالم كله، وحلقةً من حلقات الاتصال بين المشرق والمغرب الإسلاميين.
ولعل المكانة الدينية لبلاد الحرمين الشريفين بشكل عام، وموقع مسجدهما: المسجد الحرام والمسجد النبوي بشكل خاص كان دافعًا أمام العلماء وطلبة العلم من مختلف بلدان العالم الإسلامي إلى الإقامة والمُجَاوِرة بها، حتى أصبحت تلك البلاد مركز إشعاع علمي وثقافي وفكري ومنارة دينية مهمة ينهل منها الشيوخ والأئمة والعلماء والفقهاء وطلبة العلم.
ولا يزال تاريخ بلاد الحرمين الشريفين محل اهتمام الباحثين والدارسين، رغبةً في بحث تاريخ هذا البلد المبارك، ولبلاد الحرمين الشريفين في العصرين الأيوبي والمملوكي أهمية كبرى، حيث شهدت البلاد ازدهارًا عَمَّ جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والفكرية.
وعلى الرغم مما امتاز به هذان العصران من نهضة علمية متميزة بوفرة ما صنّف فيهما من كتب التَّاريخ والجغرافيا، والخطط، والتراجم، والموسوعات مما ييسر للباحث العكوف على دراسته؛ غير أنَّ هذه المؤلفات على وفرة مادتها وتنوعها، لم يتم تصنيفها في زمن واحد، حتى يستطيع الباحث المقارنة بين ما ورد فيها من نصوص، وروايات، كيما يصل إلى ما يريد من حقائق، فضلًا عن اقتصارها على معالجة الأحداث الجارية من زاوية واحدة، وإغفال أشياء كثيرة يحتاج إلى استجلائها، ومنها موضوع: ”الدورُ السياسيُّ والحضاريُّ للعلماءِ في بلادِ الحرمينِ الشريفينِ خلالَ العصرينِ الأيوبيِّ والمملوكيِّ (567- 923هـ /1171 - 1517م)”
وهذا الموضوع لم يلق حظًا وافرًا من الباحثين، ولم ينل نصيبًا جيدًا من العناية، وهو موضوع من الأهمية بمكان.
أسباب اختيار الموضوع
ترجع أسباب اختيار الموضوع إلى:
1- جِدَّة الموضوع، حيث تخلو المكتبة التَّاريخية من دراسة متكاملة تتناول هذا الموضوع حَسَبَ علمي.
2- أهمية بلاد الحرمين الشريفين، ومكانتها في قلوب المسلمين.
3- بيان أثر الإسلام في الاهتمام بكافة طوائف المجتمع.
4- إظهار دور العلماء السياسي وأثرهم في ازدهار النواحي الثقافية والعلمية في بلاد الحرمين الشريفين.
5- تأثير المجتمع الحجازي في الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي للعلماء.
أهداف الدراسة:
1- تجلية الدور الذي قام به علماء بلاد الحرمين الشريفين خلال فترة الدراسة على المستوى السياسي والحضاري.
2- إبراز جهود حكام سلاطين الأيوبيين والمماليك ودعمهم للعلماء في نصرة المذهب السُّنِّي ومواجهة الفكر الشيعي.
3- إبراز الصلات الفكرية والثقافية بين بلاد الحرمين الشريفين والحواضر الإسلامية الأخرى.
4- إلقاء الضوء على العلاقة التي سادت بين العلماء والأمراء الأشراف، والحكام وكبار رجالات الدولة، كذلك العلاقة بين العلماء وبعضهم بعضًا، بالإضافة إلى العلاقة بين العلماء وعامة الناس.
خطة الدراسة:
قد اشتملت الدراسة على مقدمة وتمهيد وخمسة فصول، وخاتمة تعقبها الملاحق، ثم ثبت بقائمة المصادر والمراجع؛ أما المقدمة فقد تناولت فيها التعريف بموضوع الدراسة، وأهميته، وأسباب اختياره، وأهداف دراسته، كما تناولت خطة الدراسة، والمنهج المعتمد فيها، وحدود الدراسة، وتلا ذلك الحديث عن الدراسات السابقة التي تناولت الموضوع، كذا بينت أهم الصعوبات التي واجهتني أثناء إعداد هذه الدراسة، بالإضافة إلى عرض لأهم مصادر الدراسة ومراجعها.
وأما التمهيد فتضمن الحديث عن محورين: أولًا: الدور السياسي والحضاري للعلماء في بلاد الحرمين الشريفين قبيل العصر الأيوبي، ثانيًا: الأوضاع العامة في بلاد الحرمين الشريفين خلال العصرين الأيوبي والمملوكي؛ عرضت من خلال هذا المحور الأوضاع السياسية، ثم الأوضاع الاقتصادية، تلا ذلك الأوضاع الاجتماعية.
ثم تابعت تمهيد الدراسة بالفصل الأول، وجاء موسومًا تحت عنوان ”الدور السياسي والإداري للعلماء في بلاد الحرمين الشريفين خلال العصرين الأيوبي والمملوكي”؛ استعرضت فيه الحديث عن العلاقة بين علماء بلاد الحرمين والأمراء الأشراف خلال فترة الدراسة، كذا العلاقة بين علماء بلاد الحرمين وسلاطين الدولتين الأيوبية والمملوكية وكبار رجالها، كما تناولت الحديث عن تفاعل علماء بلاد الحرمين مع الأحداث السياسية، وتقلّد علماء بلاد الحرمين للمناصب السياسية والإدارية.
وجاء الفصل الثاني بعنوان ”الدور الاقتصادي للعلماء في بلاد الحرمين الشريفين خلال العصرين الأيوبي والمملوكي”؛ وفيه ثلاثة مباحث، تناولت في المبحث الأول منها: دور علماء بلاد الحرمين في بعض الحرف والمهن المرتبطة بالزراعة والصناعة، وفي المبحث الثاني: دور علماء بلاد الحرمين في الحرف والمهن التِجارية وبعض الحرف المرتبطة بالنواحي العلمية، أما المبحث الثالث فقد بينت فيه الدور الرقابي لعلماء بلاد الحرمين في المعاملات التجارية والمالية ”الحسبة”.
وأما الفصل الثالث فعنوانه ”الدور الاجتماعي للعلماء في بلاد الحرمين الشريفين خلال العصرين الأيوبي والمملوكي”؛ وقد سلطت الضوء فيه على إسهام علماء بلاد الحرمين في الأعمال الخيرية، كما أوضحت دور علماء بلاد الحرمين في إصلاح المجتمع وتعميره، وعلاقة علماء بلاد الحرمين بعضهم ببعض وعلاقتهم بعامة الناس، ورحلاتهم لطلب العلم والرزق، كما بينت مجالات الوظائف الدينية والعلمية التي تقلَّدها علماء بلاد الحرمين خلال الحقبة التَّاريخية للدراسة.
أما الفصل الرابع، جاء بعنوان ”جهود علماء بلاد الحرمين الشريفين في العلوم الدينية خلال العصرين الأيوبي والمملوكي”؛ وتناولت فيه الجهود العلمية الدينية لعلماء بلاد الحرمين في علوم القرآن الكريم، وعلوم الحديث النبوي الشريف، ثم علم الفقه وأصوله، وعلم الفرائض، كما أوضحت جهودهم في علم أصول الدين (علم الكلام)، وعلم التَّصوف والزهد.
أما الفصل الخامس والأخير؛ فقد أفردت القول فيه للحديث عن ”جهود علماء بلاد الحرمين الشريفين في علوم اللغة العربية وبعض العلومِ الإنسانية والتطبيقية خلال العصرين الأيوبي والمملوكي”؛ فتناولت فيه الحديث عن جهود علماء بلاد الحرمين الشريفين في علوم اللغة العربية، كذلك جهودهم في بعض العلومِ الإنسانية والتطبيقية التي أسهموا بها خلال فترة الدراسة التَّاريخية.
ثم أعقبت الدراسة بخاتمة أجملت فيها أهم ما توصلت إليه من نتائج، وأتبعت ذلك بملاحق الدراسة، ثم ثبت بقائمة المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها الدراسة.
منهج الدراسة:
اعتمدت في دراستي للموضوع على المنهج العلمي التَّاريخي، القائم على الوصف والتحليل والنقد؛ حيث قامت بجمع المادة العلمية من مصادرها المختلفة، ثم ترتيب هذه المعلومات وتحليلها بموضوعية، وتبويبها وتصنيفها، كما تم سرد الوقائع والأحداث والشواهد في تسلسل زمني تاريخي من الأقدم للأحدث، مع القيام بشرح الغريب من المفردات، والتعريف بالأعلام والأماكن الواردة، وعزو النصوص التَّاريخية إلى أصحابها.
حدود الدراسة:
أولًا: الحدود الزمانية: فترة الأيوبيين والمماليك (567- 923هـ/ 1171- 1517م).
(من سنة خمسمائة وسبعة وستين حتى سنة تسعمائة وثلاثة وعشرين هجريًا/ الموافقة لسنة واحد وسبعين ومائة بعد الألف حتى سنة سبعة عشر وخمسمائة بعد الألف ميلاديًا)
ثانيًا: الحدود المكانية: بلاد الحرمين الشريفين (مكة المكرمة – المدينة المنورة).
الدراسات السابقة: