Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
ظاهريات التأويل عند حسن حنفي /
المؤلف
ملك ابراهيم عبداللطيف المتبولى
هيئة الاعداد
باحث / ملك ابراهيم عبداللطيف المتبولى
مشرف / عادل محمود عمر بدر
مشرف / هشام أحمد محمد إبراهيم
مناقش / صلاح الدين بسيونى رسلان
مناقش / عبدالعال عبدالرحمن عبدالعال
الموضوع
الفينومينولوجيا. التأويل - مناهج. التراث.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (157 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2023
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة.
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 157

from 157

المستخلص

”المستخلص
يعد حسن حنفي واحد من منظّري تيار اليسار الإسلامي، وتيار علم الاستغراب، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية. مارس التدريس في عدد من الجامعات العربية ورأس قسم الفلسفة في جامعة القاهرة. ومما لا شك أن المتتبع للحركة الفكرية المعاصرة في العالم العربي الإسلامي اليوم. يدرك أن المفكر العربي الكبير ””حسن حنفي”” بمشروعه الفلسفي والحضاري الضخم ””التراث والتجديد”” يعد من القلة القليلة بين المفكرين العرب الذي يجمعون في منهجيتهم الفكرية والنقدية بين التفكير الفلسفي المحترف والدعوة العملية للتغير الاجتماعي واستبدال الواقع المعاق بواقع طموح. فالفكر النظري في فلسفته لا ينفصل عن الفكر العملي كما لا ينفصل التنوير عن التحرير، ولا غرو في ذلك، فمشروعه الفكري متعدد الجهات والأهداف ويحمل الكثير من التحديات على شاكلة ””إما أن تكون أو لا تكون””.
لقد تأثر حسن حنفي بالهرمنيوطيقا ””التأويل”” تأثرًا كبيرًا حتى عده تلميذه حامد أبو زيد هيرمينوطيقيا لأنه قد تتلمذ على يد أحد أشهر ممثلي الهرمنيوطيقا في العصر الحاضر وهو ””بول ريكور””، الذي يريد أن يعيد بهذه الهرمنيوطيقا خط أسلافه الذين يجمعهم التأويل المعاصر، ولقد وجد حسن حنفي هدفه لتحقيق أبرز أهداف مشروعه ””التراث والتجديد”” وهو آنسنة الدين كما يقول أي إعطاءه مضامين إنسانية أرضية تأتي بها من عند نفسه، أي تحويل العلوم العقلية القديمة إلى علوم إنسانية وأن يصبح علم الكلام والفلسفة والتصوف والأصول كل منها علم إنساني، وهذا كله لا يتأتى إلا بقراءة تأويلية جديدة للتراث الإسلامي ونظرًا لأن مناهج التفسير المعروفة عند المسلمين لا تسعفه في هذا فقد استعان بالهرمنيوطيقا.
ينتهج حسن حنفي التأويل العقلي والتماس الاعتزال الفكري من خلال نزعته العقلانية كونه يعتمد على حقيقة ومجاز وقابل للتأويل انطلاقا من جدل عقلي لإثبات حقيقة دينية. يتسم حنفي بازدواجية في النظر، لذلك يقال عنه ””غربي الفكر وشرقي الهوى”” من خلال أنه أشعري الفكر معتزلي السياسة وهذا ما يتجلى في مقدمة علم الاستغراب.
والتأويل عند حسن حنفي يصب فعله وفاعليته على النص الغامض كونه يقوم بعملية استقراء واستنطاق للنص، بغية الكشف عن الحقيقة العميقة والأصيلة التي يتضمنها النص، ويشير حنفي إلى حل أمثل بغية الخروج من بوتقة وأسر وأحكام اللاهوتيين ومتاهة التأويل، أنه يجب الاهتداء بالمنهج الطبيعي باعتبار أنه يرتكز على الملاحظة والتقييم ورصد الحيثيات اليقينية للموضوع باعتماده على النور الفطري لفهم النصوص. أن حسن حنفي من أنصار الاتجاه التحرري، وهو الاتجاه الذي حاول الربط بين التراث والتحرر. حيث يري أن التنوير ””هو الانتقال من التراث إلى التحرر”” أو ””من الماضي إلى الحاضر أو من القديم إلى الجديد””، ويري أن هذا حدث في بدايات النهضة الإسلامية، عندما حمل المعتزلة الأوائل لواء الفكر الحر، وكانوا أول المدافعين عن الأصالة والمتمثلين للمعاصرة، حتى أتت المحنة في القرن الثالث الهجري””، وحسن حنفي لا يجد نمطًا واحدًا لتحديث التراث، ولا طريقًا واحدًا للانتقال من التراث، أو من التقاليد إلى التحرر، وإنما الأمر، حسب رأيه، يتوقف على اللحظة التاريخية التي يمر بها أي مجتمع، أو أي حضارة، فإذا كان التراث، في حضارة ما مركزًا حول الله، فإن تحديثه يكون بالانتقال إلى مركز آخر، هو الإنسان، وإذا كان التراث مركزًا حول الخلود، فإن تحديثه يكون بنقل المركز إلى الزمان، لذلك نراه يقول: ””نحن الآن في محاولة تأصيل تراثنا العقلي القديم، وإحياء نماذجه الفريدة، لا يهمنا الترويج للعقل التبريري، والمثالية الحديثة بقدر ما يهمنا العقل الجذري عند سبينوزا مثلاً””. والبداية في مشروعه حسب قوله: ””التراث، ليس التجديد، لكون ذلك طريقًا يؤدي إلى المحافظة على الاستمرار في الثقافة الوطنية، وتأصيل الحاضر ودفعه نحو التقدم، والمشاركة في قضايا التغير الاجتماعي، أما التجديد لديه، فيتمحور حول إعادة تفسير التراث طبقًا لحاجات العصر””.
حيث يعتقد حسن حنفي بأن لكل ””جديد أصل قديم يمكن تطويره في جديد””، لذا أتت رؤيته لإشكالية الأصالة والمعاصرة باعتبارها قضية تبرز ””بصورة حادة في لحظات تحول المجتمعات، وانتقالها من مرحلة إلى أخرى تمامًا كما حدث في المجتمع العربي أثناء نزول الوحي، وتلقي رسالة الإسلام، وانتقاله من مرحلة الجاهلية –كما اعتاد المفكرين تسميتها- إلى مرحلة الإسلام والمجتمع الجديد، وهي تظهر في اللحظة الحضارية التي نمر بهات اليوم، وكأنها المنطق الذي لا غني عنه في كل مرحلة، انتقال من عصر إلى عصر””.
وعلى الرغم من الانتقادات التي تعرض لها مشروع ””التراث والتجديد”” وتعرضت لها فلسفته يبقي المشروع الذي يتصدر الواجهة على الساحة الفكرية والفلسفية المعاصرة في العالم العربي والإسلامي، لأن فيه تعبير عن الموقف الطبيعي في الإنسان وفي حياته، فالماضي مرتبط بالحاضر في الشعور ووصف الشعور وتحليل والوعي وهو ذاته وصف التراث وتحليل الماضي في تفاعله مع الواقع المعاصر، وتجديد التراث هو تحرير الطاقات المختزنة لدي الجماهير من كل ما يعيقها نحو التفجر والإسهام في تحريك التاريخ وبناء الحضارة،
ولما كان المشروع يحمل هذه الدلالات والمعاني والقيم الإنسانية التاريخية الماضية والحاضرة ويسعي إلى ترسيخها في منطلقاته ومبادئه ومناهجه ومضامينه وتوطيدها في أهدافه وغاياته ومراميه فهو يستحق بحق كل تقدير، كما يحتاج إلى العناية اللازمة والاهتمام المطلوب بحثًا ودراسة وتحليلاً ونقدًا لا عرضًا على الواقع والتاريخ والعصر اختبارًا له واستثمارًا لقيمه.
إن لحظة المنهج عند حنفي هي ”” الفينومينولوجيا”” وهي تعني عنده اللغة وتشكل خصوصية التأويل التراثي للموقف الحضاري لديه، ولأن اللغة لدينا قاصرة لأنها تشخيصية وتنزيليه لدنيه، لذا وجب تفجيرها لتجاوز التقصير الشعوري وإعطاء المبادرة لوظيفة التأويل، فأسبقية اللغة في المنهجية لدى حنفي معناها أسبقية الوظيفة الدلالية، وهنا يتضح هدف الفينومينولوجيا عنده هو: دمج الذات بالموضوع، عبر الشعور المؤسس على اللغة باعتبارها توسطا، وهنا نسجل سؤالا على حنفي: متى كانت اللغة متحررة من ربقة القوانين الاجتماعية والسياسية حتى تقوم بدورها ذاك؟ حيث إن البعد الظاهرياتي للغة يكون بعدا خارجيا حسب تعبير فوكو، أي بعد لا يمكن من خلاله التعرف على الذات والعودة إليها عودة أصيلة، ووفقا لما تقدم يمكن تجديد الموروث القديم- حسب حنفي- عن طريق كشف مستويات حديثة للتحليل (الشعور) ما زالت مطوية فيه، حيث توجد مستويات عامة ومشتركة بين العلوم الموروثة يمكن الكشف عنها وتعد إحدى مقتضيات العصر، أن المستويات الحديثة للتحليل تعطينا ميدانا خصبا تظهر فيه خصوبة التراث، ومستويات التحليل هذه موجودة ضمنا داخل العلوم التقليدية نفسها
وفى النهاية يتضح لنا إن المنهج الفينومينولوجي عند حسن حنفي هو منهج للرؤية الذهنية، إنه مسيرة العقل إلى الأشياء ذاتها، إدراك مباشر لماهيات الأشياء عنها. رؤية ذهنية واستبصار لحقيقة الشيء، ينهار معها الجدار التاريخي بين الظاهر والواقع. وقيمته في الإدراك الماهوي هذا لأن الماهيات هي شروط الوجود الحقيقي الثابت، كما أنها توجد في صورة خالصة مستقلة غير معتمدة على الوقائع المتغيرة. والمنهج الفينومينولوجي يتكون من ثلاث خطوات أساسية: تعليق الحكم، البناء، والإيضاح، والخطوتان الأوليتان موجهتان للخطوة الثالثة.