Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
النداء في ديوان أبي فراس الحمداني:
المؤلف
محمد، محمود شعبان.
هيئة الاعداد
باحث / محمود شعبان محمد
مشرف / السيد إسماعيل سروي
مشرف / حسام الدين سمير عبدالعال
الموضوع
النحو.
تاريخ النشر
2023.
عدد الصفحات
212 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
8/5/2023
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية دار العلوم - النحو والصر ف والعروض
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 211

from 211

المستخلص

تناولت هذه الدراسة جملة النداء من حيث الجانب النظري والجاب التطبيقي مرورا بما سطره النحاة والبلغاء في كتبهم والمسائل الكتب دارت حول جملة النداء إلى تطبيق تلك المسائل والاختلافات على ديوان شاعر من القرن الرابع الهجري.
حاولت في الجانب الأول توضيح الأحكام النحوية التي دارت حول مسائل النداء، ومناقشة آراء النحاة في المسائل التي اختلفوا فبها، حيث مال البحث مع قول ابن الطراوة: بأن المنادى منصوب بالقصد إليه.
وَجاءَ الْبَحْثُ فِي مُقَدِّمةٍ وَتَمْهِيدٍ، وَفَصْلَيْنِ، وَخاتِمةٍ وَقائِمة بِالمَصادِرِ وَالَمراجِعِ وَالْفَهارِسِ الْفَنِيّةِ
تَناوَلْتُ فِي الْمُقَدِّمةِ أَهَمِيّةَ المَوْضُوعِ وَأَسْبابِ اخْتِيارِهِ وَالدِّراساتِ السّابِقةِ.
وَتَناوَلْتُ فِي التَّمْهِيدِ تَرْجمةً مُخْتَصرةً لِلشّاعِرِ، لِأَنَّ كُتُبَ التَّراجُمِ فَقَدْ فاضَتْ بِتَرْجَمَتُهِ.
وَحُقَّ لَهُ ذَلِكَ، فَهُوَ فارِسُ الْقَلَمِ وَالْجَوادِ، نسيب الشعر والشعراء، يتحدر من بيت الشعر، لم يقض من حياته إلا الشباب، لكنه خلد اسمه وخير شاهد على ذلك أنه بين أيدينا الآن.
وَيَحْتَوِي الْفَصْلُ الْأَوَّلُ عَلَى مَبْحَثَيْنِ:
الْمَبْحَثُ الْأَوَّلُ: تَناوَلَ تَرْكِيبَ النِّداءِ فِي الدَّرْسِ النَّحْوِيِّ وَالْبَلاغِيِّ، وفِي ذَلِكَ الْمَبْحَثِ الْقضايا الَّتِي دارَتْ حَوْلَ أَحْكامِ النِّداءِ، بَدْءًا بِالتَّعْرِيفِ، ثُمَّ حُروفِ النِّداءِ وَمَعانِيها وَأَنْواعِها، ثم جُمْلةِ النِّداءِ، وَحُكْمِ الُمنادَى، وَمَوْقِعِهِ، وَأَقْسامِهِ، وَما يَلْزَمُ النِّداءَ، وَما لا يَصْلُحُ لِلنِّداءِ، ثُمَّ أَحْكامِ تابِعِ الْمُنادَى، مَعَ مُناقَشةِ آراءِ الْعُلماءِ مُعْتَزًّا بآرائهم وَكَوْنِها تَقْبَلُ الْاجْتِهادَ مِمَّنْ كانَ أَهْلًا لِذَلِكَ.
وَفِي هَذا الْمَبْحثِ يَظْهَرُ ما اخْتُصَّ بِهِ بابُ النِّداءِ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَبْوابِ، مِنْ جِهةِ التَّرْكِيبِ وَأَسْماءٍ لا تَصْلَحُ إِلا مَعَ النِّداءِ، وَكَثْرةِ الْحَذْفِ فِيه، وَتَعَدُّدِ لُغاتِهِ.
الْمَبْحَثُ الثّانِي: تَناوَلَ أَغْراضَ النِّداءِ الَّتِي تَتَنَّوَعُ بَيْنَ أَسالِيبَ نَحْوِيةٍ كالاستغاثة وَالنُّدْبةِ التَّرْخِيمِ وَبَلاغِيّةٍ كالْمَدحِ وَالذَّمِّ، وَأَغْراضٍ أخرى لَيْسَ لَها تَرْكِيبٌ تُعْرَفُ بِهِ، ذَكَرْتُ بَعْضَ هَذِه الْأَغْراضِ، غَيْرَ أَنَّها لا حَصْرَ لَها، تُعْرَفُ مِنَ الْمَقامِ وَالسِّياقِ، مِمّا يَدُلُّ عَلَى سِعةِ بابِ النِّداءِ، وَمُرونَتِه فَهَذِهِ الْأَغْراضُ تَنْشَأُ عَنْ تَبادُلِ أَدْوارِ أَدْواتِ النِّداءِ، وَتَبادُلِ التَّراكِيبِ النَّحْوِيّةِ وَالْمَواقِعِ الدِّلالِيّةِ.
وَالْفَصْلُ الثّانِي: الَّذِي مَثّلَ الْجانِبَ التَّطْبِيقِيَّ لِمسائِلِ النِّداءِ وَجاء فِي ثَلاثةِ مَباحِثَ:
المبحث الأَوَّلُ: تَناوَلَ الظَّواهِرَ الإِعْرابِيّةَ فِي دِيوانِ أَبِي فراسٍ الْحَمْدانِي وَالدِّلالةِ عَلَى الْمَسائِلِ الإِعْرابِيّةِ الْمُقَرَّرةِ فِي الْفَصْلِ الْأَوَّلِ مِنَ الدِّيوانِ مِنْ: حُكْمِ الْمُنادَى وَحُكْمِ وَصْفِهِ، وَنَوْعِ جُمْلةِ النِّداءِ، وَاخْتِياراتِ الشّاعِرِ فِي اسْتِعْمالِ أَدَواتِ النِّداءِ، وَضَبْطِ آخِرِ الْمُنادَى الْمُرَخَّمِ، وَالْمُضافِ لِياءِ الْمُتَكَلِّمِ.
واتضحت أَهَمِيّةُ الْإِعْرابِ فِي ذَلِكَ الْمَبْحَثِ مِنْ خِلالِ تَحْدِيدِ نَوْعِ الْمُنادَى مِنَ نَكِرَةٍ وَمَعْرِفةٍ، وَعَلَيْهِ يُبْنَى الْمَعْنَى مِنْ تَعْيِينِ النَّكِرةِ أَوْ تَنْكِيرِ الْمَعْرِفةِ، بَلْ أَهَمِيّةُ الْإِعْرابِ تَتَّضِحُ فِي تَحْدِيدِ وُجُودِ تَرْكِيبِ النِّداءِ مِنْ عَدَمِهِ.
الْمَبْحَثُ الثّانِي: وَتَناوَلَ الْظَواهِرَ التَّرْكِيبِيّةِ فِي دِيوانِ أَبِي فِراسٍ الْحَمْدانِيِّ، وَفِيهِ بيان مَدَى أَهَمِيّةِ عِلْمِ النَّحْوِ، وَأَنَّهُ غَيْرُ قاصِرٍ عَلَى مَعْرِفةِ الْخَطَأِ وَالصَّوابِ، وَلا يَقِفُ عِنْدَ حُدُودِ الْمِعْيارِيّةِ، بَلْ يَضُمُّ الظَّواهِرَ التَّرْكِيِبّةَ وَمِنْها الْحَذْفُ وَالرُّتْبةُ وَالتَّعْيِينُ، الَّذِي أَثْبَتَتْ صِحّةَ نَظَرِيّاتِهِ أَحْدَثُ النَّظَرِيّاتِ الْغَرْبِيّةِ وآخِرُها النَّظَرِيّةُ التَّحْوِيلِيّةُ، فَعِلْمُ النَّحْوِ لَيْسَ مُسْتَوًى مِنْ مُسْتَوياتِ الدِّلالةِ فِي النَّظَرِيّةِ الْوَصْفِيّةِ بَلْ هُوَ الْعُمْدَةُ فِي الدِّلالةِ، فَلا تَقُومُ دَلالةٌ إِلّا بِتَرْكِيبٍ، وهذه الظَّواهِرُ التَّرْكِيِبّةُ وَهِيَ التَّعْلِيقُ عِنْدَ عَبْدِ الْقاهِرِ الْجُرْجانِي، الَّتِي تُمَثِّلُ مَرْكَزِيّةَ النَّحْوِ، وَهِي التَّراخِيصُ أَوِ الْأَسَالِيبُ الْعُدُولِيّةُ فِي النَّظَريّةِ الْوَصْفِيّةِ، وَهِي الْعِلاقةُ بَيْنَ الْبِنْيَةِ الْعَمِيقةِ وَالْبِنْيَةِ السَّطْحِيّةِ فِي النَّظَرِيّةِ التَّحْوِيلِيّةِ، حَتَى غَدا عِلْمُ النَّحْوِ يُعْرَفُ باسْمِ عِلْمِ التَّراكِيبِ، وَأَنَّ قَصْرَ النَّحْوِ عَلى عِلّةِ اْلإِعْرابِ انْحِرافٌ بِهِ عَنْ وَظِيفَتِهِ.
الْمَبْحَثُ الثّالِثُ: وَتَناوَلَ الظَّواهِرَ الدِّلالِيّةَ فِي دِيوانِ أَبِي فِراسٍ الْحَمْدانِيِّ، وَفِيهِ دِراسةُ دِلالةِ التَّرْكِيبِ أَوِ الدِّلالةِ النَّحْوِيّةِ لِلتَّرْكِيبِ النِّدائِيِ مِنْ خِلالِ جُمْلَتِهِ فِي الدِّيوانِ، وَمَدَى صِلةِ عِلْمِ النَّحْوِ بِالدَّلالةِ الَّتِي هِيَ مِنْ مَقاصِدِ عِلْمِ النَّحْوِ لأن الدِّلالةَ لا تَنْشَأُ إِلّا بِمُضامّة الأَلْفاظِ بَعْضِها إِلَى بَعْضٍ ِفي صُورةِ تَرْكِيب ومعرفة الدلالة مِنْ أَسْبابِ وَضْعِ عِلْمِ النَّحْوِ، ووظيفتِهِ التي هي دِراسةُ دِلالةِ التَّراكِيبِ،
حاوَلْتُ فِي هَذا الْمَبْحَثِ الْوُصُولَ لِدِلالةِ النَّصِّ مِنْ خِلالِ الدِّلالاتِ الْمُحِيطةِ بِالشّاعِرِ، وَهَذا الْمَبْحَثُ يَضُمُّ صَوْتَهُ لِصَوْتِ الدُّكْتُورِ حَماسةَ عَبْدِ اللَّطِيفِ فِي أَهَمِيّةِ اجْتِماعِ النَّحْوِ وَالدِّلالةِ، تَحْتَ اسْمِ الدِّلالةِ النَّحْوِيّةِ، بَلْ عِلْمُ النَّحْوِ يُوَجِّهُ شِراعَ عِلْمِ الدِّلالةِ مِنْ دِراسةِ دِلالةِ الْأَلْفاظِ إِلَى دِراسةِ التَّرْكِيبِ.
وَعِلْمُ الدِّلالةِ لَمْ يَكُنْ بِدَعًا مِنَ الْعُلُومِ، بَلْ كانَ مَوْجُودًا فِي كُتُبِ التُّراثِ مِنْ غَيْرِ هَذِهِ الْفَواصِلِ الَّتِي بَيْنَ مُسْتَوياتِ الدِّلالةِ، تَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ كُتُبُ حُرُوفِ الْمَعانِي وَالْمَعاجِمِ وَالْفُرُوقِ اللُّغَوِيّةِ وَعِلْمِ الصَّرْفِ غَيْرَ أَنَّها كانَتْ مُتَفَرِقّةً فِي كُتُبِهِمْ، بَلْ إِنَّ الْقُدَماءَ أَضافُوا وَذَكَرُوا أَنْواعَ الدِّلالاتِ، بَلْ كانَ عِلْمُ الدِّلالةِ شُغْلَ الْقُدماءِ الَّذِينَ راحُوا يَبْحَثُونَ عَنْ مَكْنُوناتِ الْمُعْجِزةِ الْخالِدةِ (القرآن) الَّتِي جاءَتْ تَتَحدَّاهُمْ فِي أَعَزِّ ما يَبْرَعُونَ فِيهِ وَهُوَ اللِّسانُ، غَيْر أَنْ أَبْناءَ تِلْكَ اللُّغةِ لَمْ يُكَلِّلُوا تِلْكَ الْجُهُودِ، بالبحث ونشر علوم سلفهم، وجمع ما تفرق في كتبهم، وتقديمه للعالم كله غضا طريا، وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي.