الفهرس 
مفهوم المدارس المجتمعيةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 327 |  |  |
| | | from | 327 | | |
المستخلص
أولا: مشكلة الدراسة:
يعد التعليم من أهم محركات التنمية؛ لأنه بمثابة الاستثمار الأمثل للموارد
البشرية، وهو جوهر تلك العملية وهدفٌ قوميٌ باعتباره حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان،
وهذا ما نصت عليه المادة (19) من دستور 2014.
ولكن مع زيادة معدلات الفقر وسوء الأوضاع الاقتصادية وضعف المستوى
المعيشي للأسر الفقيرة، خاصة في المناطق الريفية والمناطق النائية، تفشت ظاهرة
عمالة الأطفال، وأصبحت واحدة من أهم المشكلات الاجتماعية الخطيرة التي تواجه
المجتمعات الإنسانية، وخاصة في المجتمعات النامية، وأن هذه الظاهرة باتت تشكل
تحديا تنمويا كبيرا، لذلك أولت المنظمات والهيئات المحلية والدولية اهتماما كبيرا،
وعمدت إلى تبني استراتيجيات وسياسات وبرامج تهدف إلى مواجهة الظاهرة، والحد
منها حيث أصبح القضاء عليها أمرا ملزمًا، وليس اختيارًا.
وعليه وجب التعاون بين الدولة مع شركاء التنمية والمنظمات الدولية للقيام
بمشاريع، وبرامج تعمل على تمكين وحماية أسر الأطفال العاملين، ورفع المستوى
الاقتصادي والاجتماعي؛ لكي لا يضطروا للعمل لسد احتياجات الأسرة، وتحقيقًا
للاستثمار الأمثل في الموارد البشرية تتضافر كافة الهيئات والمؤسسات القائمة
الحكومية والأهلية من أجل تحقيق هدف قومي، وهو التنمية والحد من عمالة الأطفال،
وذلك لحماية الطفل من خطر العمالة والمحافظة على صحته، وهذا ما أكدت عليه
صندوق الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "اليونيسيف" في توجيه مزيدٍ من الاهتمام نحو
الطفولة من خلال عمليات التمكين الاقتصادي للأسر أطفال مدارس التعليم المجتمعي؛
لضمان حقهم في التعليم عن طريق التعبئة المجتمعية وتظافر كافة الجهود من الدولة
لتحقيقها.
واستنادا على ما سبق تسعى الباحثة من خلال الدراسة الحالية إلى توضيح
العلاقة التكاملية بين التمكين وتفعيل المدارس المجتمعية؛ للحد من عمالة الأطفال من
خلال (مشروع دعم سبل العيش المستدام لأمهات الأطفال في المدارس المجتمعية)
حيث كانت بداية المشروع بناءً على مذكرة التفاهم المبرمة بين وزارة التضامن
الاجتماعي، وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بجمهورية مصر العربية في
10/3/2015 بشأن تنفيذ مشروع تعزيز إتاحة الفرص التعليمية ومكافحة عمالة
الأطفال، وعلى الاتفاقية الموقعة بين المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي وبرنامج
الأغذية العالمي بتاريخ 23/11/2016 بشأن تطبيق دعم الأنشطة المستدامة لتعزيز
الإتاحة لتعليم الأطفال ومكافحة عمالة الأطفال في مصر.
حيث هدف المشروع إلى تمكين الأسر الفقيرة محدودة الدخل من خلال
إتاحة فرص توليد الدخل؛ لضمان استثمار الأسر في صحة وتعليم أطفالهن واستهداف
أمهات الأطفال المدرجين في المدارس المجتمعية عن طريق إعدادهن وتأهيلهن لإدارة
مشروعات متناهية الصغر، بالإضافة إلى إتاحة فرص لهن للحصول على قروض
متناهية الصغر من خلال المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي، بالتعاون مع منظمة
العمل وبرنامج الغداء العالمي تحت مظلة وزارة التضامن الاجتماعي.
ويتحدد النطاق الجغرافي للمشروع في10 محافظات شمال الصعيد وهي
(محافظات الجيزة، القليوبية، الدقهلية، كفر الشيخ، الغربية، البحيرة، مرسي
مطروح، قنا، المنيا، الفيوم) ليصبح إجمالي عدد المستفيدات من المشروع على
مستوى الجمهورية، كما أكدت وزارة التضامن أن البروتوكولات التي وقعت تستهدف
التمكين الاقتصادي لما يزيد على 33.000 امرأة ريفية، يشملن صاحبات الحيازات
الصغيرة والنساء اللاتي لا يمتلكن أراضٍ والمشاركات في زراعة البساتين والتصنيع
الغذائي والزراعي، مما يمكن السيدات من تنفيذ أنشطة مدرة للدخل ورفع مستوى
معيشة أسرهم ومجتمعاتهم، وتستهدف هذه الاتفاقيات تنفيذ مشروعات لزيادة الانتاج
الزراعي للمحاصيل البستانية، من خلال إنشاء صوب زراعية لإنتاج الشتلات
والخضر، ومشروعات تربية وتسمين الاغنام والماعز والبط، ومشروعات إنتاج
الألبان، بالإضافة إلى مشروعٍ صغيرٍ لسلاسل القيمة المضافة من تصنيع غذائي وتعبئة
وتغليف، وعشرة مطابخ لتحسين الوعي الغذائي بما يتوفر في بيئة المجتمعات
المستهدفة.
وارتكز المشروع على خمسة أهداف أساسية، وهي كالتالي: استمرارية
الطفل في التعليم، حماية الطفل من التعرض للخطر، الحد من عمالة الطفل، الحفاظ
على صحة الطفل، تمكين من خلال مشروعات صغيرة مدرة للدخل.
وتأسيسا على ما سبق تتركز مشكلة الدراسة على قياس مدى فاعلية
مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال مدارس التعليم المجتمعي في تحقيق أهدافه؟
وذلك من خلال:
1- فاعلية المشروع في ضمان استمرارية الأطفال في التعليم بالمدارس المجتمعية.
2- فاعلية المشروع في حماية الأطفال من المخاطر.
3- فاعلية المشروع في الحد من عمالة أطفال الأسر المستفيدة من المشروع.
4- فاعلية المشروع في ضمان استقرار صحة الأسرة.
5- فاعلية المشروع في تمكين الأمهات لإدارة المشروعات الصغيرة ومتناهية
الصغر.
ثانيا: أهمية الدراسة:
تتحدد أهمية الدراسة فيما يلي:
1- ما ناشدت به المنظمات الدولية مثل "اليونيسيف" وبرنامج الغذاء العالمي بالتعاون
مع ووزارة التضامن الاجتماعي والمؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي لإتاحة
الفرص التعليمية ومكافحة عمالة الأطفال في مصر.
2- تناول المدارس المجتمعية كصيغ تساعد على الحد من ظاهرة عمالة الطفل،
وإرساء حق الطفل في التعليم من خلال مشروعات صغيرة تمكين الأمهات من
توفير لسد احتياجاتها وعدم الزج بالطفل إلى سوق العمل للمساعدة في كفاية
أسرته.
3- ازدياد أعداد مدارس التعليم المجتمعي على مستوى الجمهورية لتصبح 1598،
كما زاد عدد تلاميذ التعليم المجتمعي 185052 وزاد عدد فصول التعليم
المجتمعي عام 2021/ 2022 لتصبح 7121، فيما يشير إلى ضرورة تقييم تلك
المشروعات لما لها من أهمية لتناولها قضايا التعليم كأحد الحلول للقضاء على
(الفقر، والحد من عمالة الطفل) (الكتاب السنوي لوزارة التربية والتعليم
2021/2022).
4- تدعيم أهداف التنمية المستدامة في رؤية مصر 2030 التي تؤكد على: تحقيق
المساواة في الحقوق والفرص وتكافؤ الفرص التعليمية، وتحقيق العدالة المكانية،
وسد الفجوات التنموية الجغرافية؛ للوصول إلى المدارس المجتمعية في المناطق
النائية والمحرومة من التعليم للقضاء على عمالة الأطفال وحماية حقوق الطفولة
والحد من عمالة الأطفال.
ثالثًا: أهداف الدراسة:
1- الوقوف على فاعلية مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال المدارس المجتمعية
في تحقيق أهدافه.
2- التوصل إلى تصور مقترح من وجه نظر التخطيط الاجتماعي لزيادة فاعلية
مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال المدارس المجتمعية في تحقيق أهدافه.
رابعاً: تساؤلات الدراسة:
يتحدد التساؤل الرئيس الأول للدراسة في: ما فاعلية مشروع دعم سبل
العيش لأمهات أطفال المدارس المجتمعية في تحقيق أهدافه؟:
وينبثق من هذا التساؤل الرئيس الأهداف الفرعية التالية:
1- ما فاعلية المشروع في ضمان استمرارية الأطفال في التعليم بالمدارس المجتمعية؟
2- ما فاعلية المشروع في حماية الأطفال من المخاطر؟
3- ما فاعلية المشروع في الحد من عمالة أطفال الأسر المستفيدة من المشروع؟
4- ما فاعلية المشروع في ضمان استقرار صحة الأسرة؟
5- ما فاعلية المشروع في تمكين الأمهات لإدارة المشروعات الصغيرة ومتناهية
الصغر؟
كما يتحدد التساؤل الرئيسي الثاني للدراسة في : ما المعوقات التي تواجه
مشروع دعم سبل العيش المستدام في تحقيق أهدافه ؟
خامساً: الإجراءات المنهجية:
نوع الدراسة:
تنتمي هذه الدراسة وفقا لأهدافها إلى نمط الدراسات التقويمية التي تستهدف
قياس فاعلية مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال المدارس المجتمعية في تحقيق
أهدافه.
المنهج المستخدم:
اعتمدت الدراسة على استخدام المنهج الوصفي باستخدام طريقة المسح
الاجتماعي بالعينة العشوائية البسيطة للمستفيدات من مشروع دعم سبل العيش لأمهات
أطفال المدارس المجتمعية بمركز الفيوم بمحافظة الفيوم وعددهن (300) مفردة.
مجالات الدراسة:
(1) المجال المكاني:
المجال المكاني للدراسة في المؤسسة العامة للتكافل الاجتماعي فرع الفيوم،
وهي المشرفة على مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال المدارس المجتمعية
بمحافظة الفيوم، حيث تم حصر المستفيدات من المشروع، وبلغ عددهم (4433)
مفردة حيث تم تنفيذ المشروع في المراكز التابعة لمحافظة الفيوم.
(2) المجال البشري:
تمثل المجال البشري للدراسة عينة عشوائية بسيطة تبلغ (300) مفردة من
المستفيدات من مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال المدارس المجتمعية بمركز
الفيوم بمحافظة الفيوم.
(3) المجال الزمني:
تمثل المجال الزمني للدراسة في فترة جمع البيانات من الميدان والتي بدأت
من شهر أغسطس 2022 وحتى شهر أكتوبر 2022.
أدوات الدراسة:
استبار للمستفيدات من مشروع دعم سبل العيش لأمهات أطفال المدارس
المجتمعية بهدف الوقوف على مدى تحقيق المشروع لأهدافه.
سادسًا: النتائج العامة للدراسة:
توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج التي تجيب على التساؤلات التي
حددتها مسبقا، والتي تتفق وأهداف الدراسة، وهي كالتالي:
1- إجابة التساؤل الفرعي الأول للدراسة: ما مدى فاعلية المشروع في ضمان
استمرارية الأطفال في التعليم بالمدارس المجتمعية؟
توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى فاعلية المشروع في ضمان
استمرارية الأطفال في التعليم بالمدارس المجتمعية ذات مستوى مرتفع.
2- إجابة التساؤل الفرعي الثاني للدراسة: ما مدى فاعلية المشروع في حماية
الأطفال من المخاطر؟
توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى فاعلية المشروع في حماية الأطفال
من المخاطر ذات مستوى مرتفع.
3- إجابة التساؤل الفرعي الثالث للدراسة: ما فاعلية المشروع في الحد من عمالة
أطفال الأسر المستفيدة من المشروع؟
توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى فاعلية المشروع في الحد من عمالة
أطفال الأسر المستفيدة من المشروع ذات مستوى متوسط.
4- إجابة التساؤل الفرعي الرابع للدراسة: ما فاعلية المشروع في ضمان استقرار
صحة الأسرة؟
توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى فاعلية المشروع في ضمان استقرار
صحة الأسرة كما تحدده المستفيدات.
5- إجابة التساؤل الفرعي الخامس للدراسة: ما فاعلية المشروع في تمكين
الأمهات لإدارة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر؟
توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى فاعلية المشروع في تمكين الأمهات
لإدارة المشروعات الصغيرة ومتناهية ذات مستوي متوسط.
6- إجابة التساؤل الرئيس للدراسة: ما فاعلية مشروع دعم سبل العيش لأمهات
أطفال المدارس المجتمعية في تحقيق أهدافه ككل؟
توصلت نتائج الدراسة إلى أن مستوى فاعلية مشروع دعم سبل العيش
لأمهات أطفال المدارس المجتمعية في تحقيق أهدافه ككل ذات مستوى متوسط.
كما توصلت الدراسة إلى تصور مقترح من وجهة نظر التخطيط الاجتماعي
لزيادة فاعلية مشروع دعم سبل العيش للأمهات أطفال المدارس المجتمعية في تحقيق
أهدافه.