الفهرس 
عبد الخالق ابراهيم.
مستخلصيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 246 |  |  |
| | | from | 246 | | |
المستخلص
على الرغم من التوجهات العالمية نحو التحضر و التوسع في إنشاء المدن الحضرية الذى يمثل انعكاس للتطور التكنولوجي إلى أن أغلب هذه المدن أصبحت مصدر للكثير من المشاكل البيئية في العالم وذلك نتيجةالنمو الحضري السريع الذي يحمل عبئ على البيئةبسبب ضعف المتابعة المستمرة لنموها وتأثيراتها البيئة والاجتماعية والاقتصادية، حيث تستهلك المدن أكثر من 75%من استخدام الطاقة في العالم وتسبب في 70% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وذلك بسبب نمط الحياة الحضرية الاستهلاكي والضغط الكبير على النظم الإيكولوجية مما تسبب خطر على تحقيق أهداف الاستدامة والحفاظ على حقوق الاجيال القادم وانحراف هذه المدن عن تحقيق اهدافها الرئيسية Barles, 2010). )
وتسلك مصر في خططها الإستراتيجية التوجه اقتحام الظهير الصحراوي من خلال عدد من أجيال المدن الحضرية الجديدة لتكون بمثابة وسيلة رفع الأعباء عن المدن القائمة التي اصبها العجز واصبحت غير قادرة على تلبية احتياجات سكانها، حيث تعتبر مصر من البلدان المهددة بقضايا العجز الغذائي ،حيث يبلغ عدد سكانها حوالي 100مليون نسمة وبمعدل نمو 2.5%،ويعتمد الاقتصاد المصري على الموارد الطبيعية الضعيفة والقابلة للاستنزاف ويتركز الضغط الشديد على الموارد الطبيعية المحدودة وخاصة المياه، ويتزايد هذا الضغط بسبب آثار تغير المناخ وزيادة التوسع العمراني والاستغلال المفرط لدلتا النيل وعدم كفاءة إدارة أو متابعة تدفقات الموارد خلال النمو العمراني للمدينة.(منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحددة)
من هنا أهتم البحث بتناول إشكالية المتابعة البيئية لمراحل نمو اجيال المدن المصرية الجديدة كونها الأجيال الشابة المقدر لها حمل الأعباء السكانية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والعمرانية عن المدن القائمة، وحيث أن المدن الجديدة بدأت بالفعل في مراحل نموها، أصبح من الأهمية متابعة تدفقات الموارد خاصة موارد المياه والطاقة خلال مراحل نموها. ويتم ذلك من خلال تطبيق مدخل العمليات الحيوية للعمران الحضري urban metabolism الذي بدوره يقوم على متابعة وقياس تدفقات موارد المياه والطاقة لمراحل نمو المدن كما ولو كانت كائن حي ينمو ويحتاج في مراحل نموه لمتابعة مستمرة، مرتكزًا على قياس مجموعة من المؤشرات الخاصة بمدخلات ومخرجات المدينة المتغيرة مع مراحل نمو المدينة وتغير أعداد سكانها وخصائصهم (Kennedy et al.,2007)، وذلك من خلال إطار عام يتم تطبيقه من اجل تحديد نقاط القوى والضعف للعلاقة بين التدفقات القطاعية خلال مراحل نمو المدينة.
ويتم ذلك من خلال استعراض تطور مدخل العمليات الحيوية للعمران والإطار النظري العام للمدخل، واستعراض مجموعة من التجارب العالمية التي طبقت مدخل العمليات الحيوية على نمو المدن لتكون نتيجة دراسة كلاً الدراسات النظرية والعملية الوصول الى الإطار العام لمدخل العمليات الحيوية ومجموعة المؤشرات والاليات الخاصة بتطبيقه، وعليه يتم اختبار تلك المؤشرات مع مجموعة من الخبراء والمتخصصين للوصول الى الاطار العام وقائمة المؤشرات الملائمة لحالة المدن المصرية الجديدة في ضوء متابعة كفاءة تدفقات موارد المياه والطاقة لمراحل نمو المدن المصرية الجديدة وتحقيق أهدافها التنموية المستدامة.