Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
البيروقراطية وإشكاليات التغيير السياسي في مصر :
المؤلف
زينب إسماعيل عبدالله على البقري،
هيئة الاعداد
باحث / زينب إسماعيل عبدالله على البقري،
مشرف / ناهد عز الدين.
مشرف / ابتسام علي مصطفي.
مناقش / مصطفي كامل السيد.
مشرف / شرين أبو النجا.
الموضوع
مصر - الاحوال السياسية 106536
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
220 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
العلوم السياسية والعلاقات الدولية
تاريخ الإجازة
22/5/2022
مكان الإجازة
جامعة القاهرة - كلية اقتصاد و علوم سياسية - العلوم السياسية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 224

from 224

المستخلص

تتناول هذه الإطروحة العلاقة بين البيروقراطية والتغيير السياسي، ويتمثل السؤال البحثي الرئيس في: ما الدور الذي لعبته البيروقراطية في التغييرات السياسية التي شهدتها مصر؟ تعتمد الدراسة على تعريف ”بيير بورديو” للدولة باعتبارها الحقل البيروقراطي؛ فالبيروقراطية عند ”بورديو” هي أهم آلية لنشوء الدولة القومية الحديثة، كما أن الدولة الحديثة تعد مجموعة من المخترعات البيروقراطية الصغيرة، لذا ينبغي فهم آليات عمل البيروقراطية ومناط قوتها وسلطتها لفهم سيطرتها في المجتمعات الحديثة. وقد قامت الدراسة بتتبع مسار البيروقراطية وأوضاعها وتفاعلها مع لحظات التغيير السياسي المحورية في التاريخ المصري منذ لحظة نشوء الدولة الحديثة وتأسيس الجهاز البيروقراطي مع التحديث في عهد محمد علي حتى قيام نظام 3 يوليو 2013.
واستعانت هذه الدراسة بمقولات ”خلدون النقيب” حول الدولة البيروقراطية التسلطية وكيف تؤثر على التغيير السياسي في الدول العربية، ووفقا لخلدون النقيب في كل مرحلة تغييرٍ سياسيٍّ محوريٍّ في المجتمع تفرز قوًى اجتماعيةً مختلفةً تدير صراعاتها داخل الجهاز البيروقراطي، وتفرض الدولة البيروقراطية التسلطية نمطًا ونموذجا معينًا للتغيير السياسي يعيد إنتاج السلطوية في المجتمع.
تمزج هذه الدراسة بين عدة منهاجيات مثل التحليل التاريخي لنشأة المؤسسات المصرية بالتوازي مع صعود الدولة الوطنية الحديثة، إلى جانب نظريات التغيير السياسي المنبثقة من حقل العلوم السياسية، بالإضافة إلى اقتراب الأدب. تستعين الدراسة بقراءة تحليلية في نصوص روائية تناولت ظاهرة البيروقراطية خلال فترات التغيير السياسي المحورية على مدار التاريخ المصري الحديث، وهي كالآتي: حديث عيسى بن هشام لــــــــ”محمد المويلحي”، ويوميات نائب في الأرياف لـــ”توفيق الحكيم” والعيب لـــ”يوسف إدريس”، وحضرة المحترم لــــ”نجيب محفوظ”، وذات لــــ”صنع الله إبراهيم”، بالإضافة إلى روايتي ”محمد ربيع” عام التنين وعطارد.
ولقد توصلت الدراسة إلى عدة استنتاجات رئيسية وهي:
أولًا: أن الجهاز البيروقراطي يقوم بدور مزدوج أثناء محاولات التغيير السياسي المتنوعة. هذا الدور المزدوج والمتناقض للجهاز البيروقراطي يتمثل في قدرته على إحداث التغيير السياسي من خلال تغيير بنية السلطة وهيكلتها وإعادة توزيع النفوذ والموارد وعلاقات القوة،
ثانيا: ما يمنح الجهاز البيروقراطي القدرة على الاستمرار والمقاومة لأي تغيير سياسي -مهما كانت الدولة ضعيفة أو رخوة- عناصر الحقل البيروقراطي وآلياته المخترعة التي تفرض تصوراتها وممارساتها على مواطني الدولة الحديثة. وتبني لاوعيهم البيروقراطي. كما تشكل الأدوات البيروقراطية تصور الدولة في الأذهان، ويتغلغل هذا التصور للدولة في أدق تفاصيل الحياة اليومية من ملئ الاستمارة البيروقراطية، وحمل بطاقة الهوية، وتوقيع شهادة الميلاد، وإلخ. تقوم الدولة ببناء النظام الاجتماعي نفسه من الجداول الزمنية ، وفترات الميزانية ، والتقويمات، الحياة الاجتماعية كلها منظمة من قِبل بيروقراطية الدولة.
ثالثا: فقد ساعد الاستعانة بالأدب على فحص آليات البيروقراطية، ورصد التفاعل بين الموظفين في المستويات الإدارية المختلفة داخل الجهاز البيروقراطي، وكشف عن شكل التفاعل اليومي في المؤسسات البيروقراطية في أوقات التغيير السياسي المحورية.
رابعا: إن إخفاق الثورات في مصر يرجع إلى حقيقة أن محاولات التغيير السياسي - سواء كانت في شكل ثورة أو انقلاب - لم تُحدث تغييرًا جذريًّا في بنية السلطة، إنما غيرت وجوهها ولم تبحث القوى الثورية عن بنية أخرى لصياغة علاقة الدولة بالمجتمع سوى بنية الدولة الحديثة؛ لتدير بأجهزتها البيروقراطية المجالات الحيوية في المجتمع؛ لهذا يقوم كل نظام سياسي بإعادة إنتاج منظومة الاستبداد دون القدرة على إسقاط آليات الاستبداد نفسها.