Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر الوسائط الإلكترونية على الخصائص البصرية
فى رسوم الكتب العلمية =
المؤلف
عبد الهادي، ابراهيم محمد إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / إبراهيم محمد إبراهيم عبد الهادى
مشرف / زينب مراد الدمرداش
مشرف / ريم وجدى مصطفى كامل
مناقش / رانية الحصرى
مناقش / مها درويش محمد
الموضوع
الوسائط الالكترونية - صور توضيحية. الكتب التعليمية - رسوم توضيحية.
تاريخ النشر
2013.
عدد الصفحات
225 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
تربية فنية
تاريخ الإجازة
1/1/2013
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الفنون الجميلة - التصميمات المطبوعة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 225

from 225

المستخلص

لقد لعبت الوسائط الالكترونية المستحدثة دور هام فى اخراج رسوم الكتب العلمية بشكل أكثر فاعلية مستعيناً الفنان بالمؤثرات البصرية من خلال إستخدام الحاسب الآلى وامكاناته الهائلة فهو وسيط له لغته ومفرادته الخاصة به، يحركه فكر الفنان المبدع ويطوعه لتنفيذ رؤيته الفنية فيبرز من خلالها شخصيته وأسلوبه الفنى، وينشأ الاختلاف من قدرة كل فنان على استثمار هذه المفردات بطريقته كما هو الحال مع الأدوات والوسائط التقليدية. إن الوسائط الالكترونية هى وسائط مستحدثة تحاول أن تثبت ذاتها فى عالم الفن ورسوم الكتب، وبالرغم ما يقال عن افتقار الوسائط الإلكترونية الرقمية لمعانٍ كالمباشرة والانفعالية والذاتية... الخ الشىء الذى يميز الوسائط التقليدية، إلا أن ما يميز التقنيات الالكترونية عن مثيلاتها التقليدية هو قدرتها على توليد نوعية مختلفة من المعلومات حول معالجات متنوعة أبعد من حدود عملية معالجة الأصل ذاته. كتعبيره عن المؤثرات البصرية وما يتميز به من امكانات تخيلية، والدقة المتناهية فى إنتاج نوعيات خاصة من التصميم ثلاثية الأبعاد التى يصبح محاولة مضاهاتها من قبل المصممين والفنانين عمل بدائى.
وبذلك أمكن لكثير من الفنانين استخدام الحاسب الآلي كوسيلة إبداعية وأداة للبحث والتجريب؛ لاكتشاف كل ما تتيحه من إمكانات مختلفة يمكن تطويعها لخدمة أعمالهم الفنية، ومن ثم فإن النتائج التي توصلوا إليها كانت تعبر عن أفكار الفنان وأصالته وتحقق من خلالها قيم جمالية خاصة بهذا الفن، فعمد الفنانون للاستفادة من تعدد النظم الجمالية للأشكال الهندسية والعضوية والامكانات التشكيلية للون والخط والمساحة والملمس والتكوين، واستخدام الوسائل المتعددة وذلك لخدمة احتياجاتهم الإبداعية، فتعددت الأساليب وتنوعت واحتوى كل عمل على مضمون تعبيري مختلف كما هو الحال في الأعمال الفنية المنفذة يدوياً، ويجب أن نشير إلى أن هناك بعداً هاماً عند ممارسة العمل الفني عن طريق الحاسب الآلي ألا وهو البعد الجمالي. فإن الصور المنتجة بالحاسب الآلي تعكس صفات وخصائص بصرية لأشكال وعناصر وألوان وخطوط وملامس وتصميمات نفذت تقنيات خاصة لتصبح عوامل مساعدة لتفهم مثل هذه النوعية من الأعمال الرقمية.
وقد أوضحت الدراسة التاريخية التطورات العديدة التى مرت بها الصورة بعامة أو الرسوم العلمية بخاصة التى استخدمها الانسان فى التعبير منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا، فى التعبير وبأشكال متنوعة منفردة أو مصاحبة لنص، والتى كشفت عن اعتمادها على مادة تشكيلها. وفهمنا لدور هذه الصور والرسوم العلمية يعتمد بدوره على فهم هذه المواد والوسائط من الناحية الأدائية ولغتها. أن ما يميز الرسوم العلمية عن الأدبية والتعبيرية هو الغرض التعليمى فإن وظيفة هذه الرسوم الإضافة إلى مخزون المعرفة ,فطالما كانت هى المصدر الرئيس فى تقديم المعرفة العلمية على مدى التاريخ. فلا يمكن تصور المعاجم وكتب العلوم والجغرافيا بدون الخرائط أو خالية من الرسوم البيانية والصور، فقراءة وصف لطائر أو حيوان أو نبات أقل قوة وتأثيراً من الوصف التوضيحى لهذا الكائن؛ مما يساعد على تكوين صورة ذهنية فنية صحيحة. وقد تطرقنا لنشأة الرسوم العلمية، من خلال إنتاج صور وصفية تمثيلية تتسم بالدقة المتناهية ، توضح غموض اللغة وهى من العوامل الأساسية فى تحقيق التواصل الدقيق. فلم تنتج هذه الرسوم فقط لغرض التزيين بل للوصف العلمى أيضاً، مما استوجب اتسام فنان هذه النوعية من الرسوم العلمية بالميل للدقة وتقدير التفاصيل للحصول على النتائج المرجوة.
وقد رأينا من خلال سردنا التاريخى حول نشأة الرسوم العلمية العديد من النماذج التى امتزج فيها الفن بالعلم وأوضحت أدق التفاصيل التى أوصلتنا إلى نتائج مذهلة غير قابلة للتحقيق من خلال وسائل التصوير الفوتوغرافى وأخرى لا يمكن تحقيقها إلا بالوسائط الإلكترونية .
فلكل فنان أسلوب معين وتقنيات خاصة به تميزه عن غيره أقرانه من الفنانين، وبمرور الزمن وتطور الفن واعتماده على التقنيات الحديثة أصبح الأهتمام بالدرجة الأولى بقضية التعبير كيفما كانت الوسيلة وكيفما كان الأسلوب والتقنية. ومع ظهور الحاسب الآلي ظهرت برامج الرسم الرقمى والتى ساعدت فى إنتاج أعمال فنية يمكن أن تحاكى الأعمال التشكيلية التى اعتدنا عليها من أمور حسية يدوية كاللوحات الزيتية على الخشب أو القماش، ويمكن أيضاً محاكاة العديد من السطوح الملموسة والألوان المتنوعة أو المنسابة على أسطحها بإستخدام عدد من الوسائط المتنوعة مثل الأكريلك والألوان الزيتية والباستل وما إلى ذلك .
وقد أصبح الفن الحديث حقل تجارب لعرض الكثير من الأتجاهات الفنية الجديدة حيث اهتم الفنان بالبحث والتجريب, وأصبحت اهتماماته أكثر من مجرد الجلوس أمام الطبيعة لمحاكاة كل مظاهرها المرئية والسبب أن الفن أصبح يتطلب حلولاً جديدة للجوانب التشكيلية الفنية المختلفة. وقد تأثر القرن العشرين ببعض الاتجاهات الفنية لتحقيق عنصر الزمن فى الفنون التشكيلية بواسطة الحركة, وهذه الاتجاهات حققت متغيرات فنية أفصحت عن أشكال وصور متعددة فى الفنون البصرية المتنوعة وظهرت تيارات فنية جديدة لعبت على التأثير فى المشاهد بالألوان والأشكال؛ ليصبح الفن الحديث يجسد بالصور المحسوسة ما تصوغه الفلسفة من تصورات وأفكار مجردة. ففى ﻣﺠﺎل الرسوم التوضيحية المصاحبة للنصوص العلمية ﻓﺈن ھﻨﺎك ﻣﺠﺎل ھﺎم ﯾﺴﺘﻮﺟﺐ اﻟﺒﺤﺚ واﻻﺳﺘﻘﺼﺎء ﻣﺘﻤﺜﻼً ﻓﻲ ﻧﻈﺮﯾﺔ اﻟﺘﻌﻠﯿﻢ واﻟﺘﺼﻤﯿﻢ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺠﺪﯾﺪ اﻟﻤﺘﺄﺛﺮ ﺑﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﯿﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺮﻗﻤﯿﺔ، وﯾﻼﺣﻆ أن اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻤﺠﺎل ﯾﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮة ﻓﻲ اﻟﺘﺼﻤﯿﻢ وﺗﻄﺒﯿﻖ اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻛﻲ ﺗﺼﺒﺢ ذات أھﻤﯿﺔ ﻛﺒﯿﺮة؛ لتقديم ﻣﺪى واﺳﻊ ﻣﻦ المعلومات للمتلقى واﻟﻔﺮص اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ ﻟﻠفنانين واﻟﻤﺼﻤﻤﯿﻦ اﻟﺬﯾﻦ ﯾﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮭﻢ اﻟﻘﯿﺎم بأﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﺘﻄﺒﯿﻖ.
ومن أهم التطورات التى أحدثتها التكنولوجيا الرقمية هى ظهور الكتاب العلمى الإلكترونى والتى تعتمد الخصائص الرئيسة له من حيث الشكل بناء على الوسيط المختار لنشره، ويمكن أن يؤثر وسيط نشر الكتاب من حيث ”الشكل والهيئة”، وسعته وإتاحته وتفاعله وأنواع المعلومات التي يتضمنها والسهولة التي تمكن المستخدمين من تبادل محتوى الكتب العلمية الإلكترونية مع بعضها البعض. فقد استطاعت التكنولوجيا الرقمية أن تجعل عملية التعديل فى المحتوى الفنى الرقمى سهلاً وبسيطاً وقد اتاحت أيضاً للفنان امكانية دمج العديد من الوسائط Multimedia مثل (النص والصوت والرسوم والصور المتحركة والفيديو والتطبيقات التفاعلية). ولربط العديد من الوسائط مثل الصور والفيديو والصوت فى عمل فنى واحد.يكون من خلال البرامج المتخصصة والتى قدمت للفنان أيضا العديد من المعالجات الفنية للرسوم العلمية والتى منها أدوات للتحكم فى الألوان والإضاءة والشفافية والمزج بين الصور والرسوم وبذلك يستطيع الفنان التحكم والتعديل فى محتوى الرسوم العلمية. ويمكننا القول أن الكثير من البرامج قد ساعدت الفنان على التعامل معها في مجال الرسم العلمى المنفذ بالحاسب الآلى.
وقد يحكم الفن مبادئ عامة وثوابت تتضح عبر الوسائط المختلفة ولكن كل وسيط يتميز بخصائص محددة تجعله فريداً ومتميزاً عن غيره من الوسائط. من أهم الخصائص التى تجعل الوسيط الرقمى متميزاً عن أى وسيط آخر هى التفاعل والوصول والتغيير. وطريقة عرض الفن الرقمى تكون من خلال بيئة الحاسب الآلى، و كون هذا النوع من الفن ”رقمى” هذا لا يقلل مطلقاً من قيم ومبادىء الفن.
ويشتمل البحث على بابين ويحتوى الباب الأول على ثلاث فصول والباب الثانى على أربعة فصول. ويسبق الباب الأول مقدمة تم من خلالها عرض مشكلة البحث وهى إحياء القيم الجمالية والتعبيرية فى رسوم الكتب العلمية، حيث أنها أصبحت مجرد رسوم توضح وتفسر النص فقط وغاب عنها محتواها الجمالى الذى عهدناه عندما كان يقوم بتنفيذها المصورين والفنانين الأكادميين، وبخاصة فى عصرنا الحديث، و فى ظل الوسيط الرقمى الذى أفسح المجال لفئة من الرسامين غير الأكادميين لدخول هذا المجال نظراً لأتقانهم إستخدام هذا الوسيط التكنولوجى الجديد، كما أنها حددت أهداف البحث التى تمثلت فى الوصول إلى الأبعاد الحقيقية وراء افتراضية أن الوسائط والتقنيات المرتبطة بها، تجعل من عملية الادراك البصرى أكثر فعالية وتدعيماً للقيم الجمالية فى تنفيذ الرسوم العلمية. والتعرف على موقف الحاسب الآلى كوسيط تعبيرى فى تنفيذ الرسوم العلمية وإلقاء الضوء على ما يتمتع به من قدرات تخيلية ومعالجات فنية ومؤثرات بصرية، قد تصبح محاولة تقليدها يدوياً من قبل الفنان العادى درب من الخيال. كما أشارت المقدمة لأهمية البحث والتى تبلورت فى الكشف عن مميزات وعييوب التقنيات والوسائط الإلكترونية مقارنة بميثلاتها التقليدية. والتأكيد على أن الوسائط الإلكترونية يمكن للفنان أن يبرز من خلالها ذاتيته وأسلوبه وشخصيته الفنية كما هو الحال مع الوسائط التقليدية.
كما تعرضنا من خلال المقدمة للمناهج المستخدمة للتعامل مع المادة العلمية المقدمة. وهما كما سبق أن ذكرنا المنهج التاريخى والوصفى فى الباب الأول والثانى، كما يتبع البحث المنهج التجريبى فى التجربة العملية التى يقدمها الباحث. ويلقى الباب الأول الضوء على المحتوى الجمالى والمعرفى لرسوم الكتب العلمية. متصدياً الفصل الأول إلى نبذة تاريخية حول نشأة رسوم الكتب العلمية فى ظل وسائط كل عصر بداية من رسوم الكهوف واللفائف المصرية القديمة والمخطوطات اليونانية والرومانية، والمنمنمات الإسلامية ورسوم الكتب المخطوطة فى العصور الوسطى وصولاً إالى عصر النهضة. هذا بالإضافة إلى سردنا التاريخى حول نشأة الرسوم العلمية وعرض العديد من النماذج التى امتزج فيها الفن بالعلم وأوضحت أدق التفاصيل التى أوصلتنا إلى نتائج مذهلة غير قابلة للتحقيق من خلال وسائل التصوير الفوتوغرافى وأخرى لا يمكن تحقيقها إلا بالوسائط الإلكترونية .
أما الفصل الثانى فيطرق إلى الأساليب والأنواع المختلفة للرسوم التوضيحية المصاحبة للنصوص العلمية. فإن كل أسلوب من أساليب الرسوم العلمية يعالج نوعاً معيناً من المعلومات. وقد كشفت الدراسات عن تلك الأساليب المتنوعة والتى منها الرسوم العلمية الوصفية كتسجيل للواقع المرئى، والرسوم الخاصة بتصور الرسوم العلمية المتخيلة، وأيضاً الرسوم العلمية الرمزية والرسوم التعبيرية. كما تطرقنا فى هذا الفصل إلى الأنواع المختلفة للرسوم التوضيحية العلمية .فالنوع الأول هو الرسوم التوضيحية الطبية والذى ارتبط برسوم الفنان فى مجال الطب وقدرته على خلق مواد بصرية ترصد وتنشر وتسجل المعرفة الطبية والبيلوجية ، والنوع الثانى وهو الرسوم التوضيحية النباتية والحيوانية. أما النوع الثالث فو يمثل فى الرسوم التوضيحية التقنية والتى تهتم بإنتاج الرسومات الهندسية والنماذج ثلاثية الأبعاد التي يمكن تنفيذها وتطبيقها على برامج التصميم، وهناك أنواع أخرى كالرسوم العلمية الفلكية والخاصة بالفضاء والرسوم التخطيطية البيانية. أما الفصل الثالث يوضح تأثير الوسائط التقليدية والإلكترونية ودورها فى تشكيل المفردات البصرية لرسوم الكتب العلمية، وهذه الوسائط بجميع أنواعها تجسد عمله الفنى من خلال المادة أو الوسيط المستخدم، وتتحكم أيضاً طبيعة الوسائط فى حرية الفنان وفى فنه وإمكانات تعبيره. فقد دار هذا الفصل فى علاقة الفنان بالمادة التى يستخدمها فى تنفيذ رسومه.
ويختص الباب الثانى بدراسة الخصائص البصرية لرسوم الكتب العلمية فى ظل التقنيات والوسائط الإلكترونية من خلال الفصل الأول والمتمثل فى موقف الحاسب الآلى كوسيط أدائى فى تنفيذ رسوم الكتب العلمية ناقشنا ما يتميز به الحاسب الآلى من قدرات فى فن التصميم ورسوم النشر أو الفنون البصرية بعامة وتطرقنا إلى الكتاب الإلكترونى من مميزات وعيوب، وذلك من خلال التأثيرات الكبيرة للوسائط والتكنولوجيات الحديثة. كما تطرقنا إلى أهم التطورات التى أحدثتها التكنولوجيا الرقمية وهى ظهور الكتاب الإلكترونى والذى يتميز بتفاعلية نصوصه وليس ثبتها كالكتاب المطبوع على الورق. كما تعرضنا لتأثير وسائط العرض المختلفة فى إحداث إختلافات جوهرية فى رسوم الكتب العلمية الإلكترونية المعروضة على شاشة الحاسب الإلى.
كما ألقى هذا الفصل التطورات الهامة التى حدثت مؤخراً والمتمثلة فى أحتواء البرامج على تقنيات تحاكى الوسائط التقليدية من خلال استخدام البرامج المستحدثة للحاسب الآلي والأدوات الخاصة به للوصول إلى أساليب وطرق مبتكرة. والذى بدوره سيجعلنا نتطرق إلى أنظمة التصوير أحد التطورات التى أحدث نقلة فى مجال الرسوم الجرافيكية بعامة والعلمية بخاصة.
وتطرقنا فى الفصل الثانى إلى تقنيات الرسوم الرقمية (الإلكترونية) وكذا أهم التقنيات في عالم الرؤية ثلاثية الأبعاد والاتجاهات والتقنيات الحديثة في مجال تطبيقات الحاسب الآلى؛ مما أتاح الفرصة لإثراء العمل الفنى والرسوم العلمية من حيث رؤية العناصر بإمكانات وايهامات بصرية هائلة فى مستوى عرض الصور؛ ومما يؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشراً فى عملية الإبداع الفنى وتلقى تلك الرسوم العلمية. واستخدام التقنيات المبتكرة في أنظمة البيانات التفاعلية وتقنيات التجسيم وطرق المحاكاة بالحاسب الآلى وتشكل هذه البيئة الإفتراضية مكون ضرورى للواقع الافتراضى، فهى التى تنقلنا إليه، فنرى ونستشعر كل شئ ثلاثى الأبعاد.
أما الفصل الثالث وعنوانه رسوم الكتب العلمية كمكملات بصرية للنص. فيتناول ﺃﺴﺱ ﻭﻋﻨﺎﺼﺭ ﺍﻟﺘﺼﻤﻴﻡ وأثرها على ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺒﺼﺭﻯ لصفحات الكتب الإلكترونية والمطبوعة، والتى تساعد فى تنفيذ الصفحات المحتوية على متن متداخل مع العناصر التيبوغرافية الأخرى من صور ورسوم وعناوين وغير ذلك، وكذلك التحكم في كل عنصر من العناصر على حدة. هذا بالإضافة إلى المعالجة الإلكترونية بواسطة برامج الحاسب الآلى لإحداث العديد من التأثيرات وإنجاز عديد من الأعمال الفنية ومن أمثلة هذه البرمجيات: برامج معالجات الكلمات، وبرامج إنتاج إنتاج العناصر الجرافيكة من رسوم وصور ومعالجتها ، ونستطيع بواسطة هذه البرامج تكوين رسوم بسيطة أو معقدة حسب برنامج الرسم المستخدم. هذا غير برامج تصميم الصفحات القائمة على النظام الشبكى وتاثيرها على تصميم الكتب العلمية ومفرداتها التيبوجرافية والتعرض لمبادئ وأسس التصميم، والتى لها القدرة على تنظيم المحتوى لتناسب وتكامل العناصر على الصفحات.
وأخيراً تناولنا من خلال الفصل الرابع الإطار التطبيقي للدراسة والتجربة للباحث الذى ارتكزت على الأسس النظرية، والدراسات التاريخية للوساءط المتنوعة وإمكاناته البصرية والتعبيرية التى سبق استعرضها من خلال الباب الأول والثانى وتناولت الدراسة التطبيقية نماذج من الرسوم التوضيحية العلمية المتنوعة الموضوعات والتى منها ما يرتبط بالنبات والفلك والهندسة.....إلخ والتى تم تنفيذها باستخدام إمكانات وسيط الحاسب الآلى وبعض وسائط الرسم والوسائط التصويرية. وذلك للحصول على قيم ملمسية وظلية ومساحية وخطية وكذلك لونية، اضفت طابعاً بصرياً وتعبيرياً على تلك الرسوم .
ومما سبق حول ما ناقشناه من قضايا وعناصر يخلص البحث إلى عدة نتائج تؤكد على أهمية ترسيخ فكرة البحث والتى تتمثل فى :
1. تبين لنا أنه على مدى العصور كان هناك العديد من الوسائط التى اعتبرت تكنولوجيا مستحدثة فى عصرها طوعها الفنان وأصبحت أداة من أدواته ووسائطه. وكحال كل جديد ما بين معارض ومؤيد إلا أن التكنولوجيا الحديثة دائما ما تثبت ذاتها. وهو ما رأيناه عند استخدام الطباعة كوسيط لتنفيذ رسوم الكتب، وكيف أنها أفتقرت إلى جماليات المخطوط. وكذا ما حدث من اكتشاف التصوير الضوئى وما ارتبط به من تقنيات طباعية فوتوغرافية وظهور مفاهيم كالآلية والعودة إلى جمال الكتاب جميعها تكنولوجيا ووسائط مستحدثة فى عصرها. أيدها البعض فاستخدمها كوسيط لتنفيذ رسومه، ورفضها بعض آخر فأحيا الوسائط التقليدية، وتعتبر الوسائط الإلكترونية فى هذه المرحلة الجدلية .
2. اتضح أن ما يميز التقنيات الالكترونية عن مثيلاتها التقليدية هو قدرتها على توليد نوعية مختلفة من المعلومات حول معالجات متنوعة أبعد من حدود عملية معالجة الأصل ذاته. كتعبيره عن المؤثرات البصرية وما يتميز به من امكانات تخيلية، والدقة المتناهية فى إنتاج نوعيات خاصة من التصميم ثلاثية الأبعاد التى يصبح محاولة مضاهاتها من قبل المصممين والفنانين درب من الخيال.
3. كما اتضح لنا أن الوسائط الالكترونية هى وسائط مستحدثة وتكنولوجيا جديدة فى عصرها. تحاول أن تثبت ذاتها فى عالم الفن ورسوم الكتب بعامة والعلمية بخاصة.كما حاولت العديد من الوسائط التكنولوجية سابقاً وكيف أن الفنان طوعها وأدخلها ضمن أدواته لتحقيق رؤى جمالية وابداعية وفنية منفردة.
4. وتبين لنا أن الحاسب الآلي أداة لا تستطيع أن تصنع عملاً فنياً بمفردها إلا بعد أن تكون يد الفنان قد امتدت إليه فجعلته أداة للتعبير عن كل ما هو مألوف في العالم الواقعي بطرق مستحدثة، فغيرت الامكانات الأدائية من خلال النظام الديناميكي للتوالد اللانهائي للأشكال المكونة للعمل الفني، مما أدى إلى تحقيق معالجة إبداعية تركيبية متطورة للتصميم باستخدام الحاسب الآلي.