Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أصحاب الأعذار الجسديَّة ودورهم السياسيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ في الدولة الإسلاميَّة
عصر الخلفاء الراشدين وبني أمية
(11هـ ــ132هــ / 632 م ـــ 750م) /
المؤلف
حسين، سيد حسين محمد.
هيئة الاعداد
باحث / سيد حسين محمد حسين
مشرف / عبد الباري محمد الطاهر
مشرف / حسن أحمد عبد الرازق السمين
مناقش / حسن أحمد عبد الرازق السمين
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
217 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية دار العلوم - التاريخ الإسلامي والحضارة الأسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 216

from 216

المستخلص

فإن أصحاب الأعذار في الدولة الإسلاميَّة كان لهم جهود في شتَّى مناحي الحياة سياسيَّة كانت أو حضارية، أسهموا من خلالها في الأحداث السياسيَّة والمجالات الحضارية؛ ومِن ثَمَّ فإن تسليط الضوء على هذه الفئة وعلى جهودها السياسيَّة والحضاريَّة يعد أمرًا ذا أهميَّة؛ حتى يقتدى بهم أمثالهم فضلًا عن الأصحاء المعافين، ومن هنا وقع الاختيار على هذا البحث الذي (بعنوان):
أصحاب الأعذار الجسديَّة ودورهم السياسيّ والثقافيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ في الدولة الإسلاميَّة- (عصر الخلفاء الراشدين وبني أمية (11هـ ــ132هــ / 632 م ـــ 750م)
لقد أرسل الله سبحانه وتعالى رسوله (صلى الله عليه وسلم) للناس كافَّة ورحمة للعالمين فهو القائل: ”وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ”( ).
ومن معاني الرحمة أن اهتم الإسلام بأصحاب الأعذار فخفف عنهم من التكاليف ووعدهم النبي () بالمغفرة فقال فيما رواه الترمذي عن أبي هريرة (): ”لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقي الله سبحانه وتعالى وما عليه خطيئة”( ).
وقد بلغ كثير من أصحاب الأعذار علي مر التاريخ ما لم يبلغه عامَّة الأصحاء وقد شاركوا في جميع المجالات في الدولة، فنجد منهم الأمراء من أمثال ”عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب - رضي الله عنه (ت 110هـ) -الذي كان واليًا علي الكوفة من قبل أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز _ رضي الله عنه_ وكان به عرج( ).
كما منهم العلماء من أمثال ”سليمان بن ربيعة الباهلي _ رضي الله عنه_ (ت 31 هـ) الذي ولاه عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وكانت خلافته من (13هـ ــ25هـ /634 ــ646) قضاء الكوفة، وقد جلس الناس شهرين فلم يتقدم إليه خصمان لصلاح الزمان وإصلاح الناس، وكان به عرج( ).
ومنهم المحدثون من أمثال أبَان بن عثمان بن عفان (رضي الله عنه) (ت 105هـ)، وكان مؤرخًا من كبار التابعين الذين بدأوا التدوين في السيرة النبويَّة، وكان من أعلم أهل عصره بالحديث، ومن الثقات وولاه عبد الملك بن مروان المدينة (65 ــ 85هــ /684 ــ 705م) سبع سنين، وكان به حول( ).
ومنهم الحكماء أمثال ”الأحنف بن قيس (رضي الله عنه) (ت67هـ) الذي بعث به عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في حرب الفرس وكتب إلى قائده أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) (ت44هــ) يقول: ”أما بعد فأدنِ الأحنف منك وشاوره واسمع منه،وكان به عرج”( )0
ومنهم القادة الفرسان الشجعان الذين فتحوا البلاد وسطر لهم التاريخ سطورًا من ذهب من أمثال موسى بن نصير(رضي الله عنه) فاتح الأندلس (ت 98 هـ) وكان به عرج( ). وسيرد تفصيل ذلك في موضعه بعون الله.
حدود البحث:
سوف يتناول هذا البحث أصحاب الأعذار الجسديَّة في الدولة الإسلاميَّة من سنة (11 هـ ــ 132 هـ / 632م ــ 750 م).
أهميَّة البحث:
وترجع أهميَّة البحث إلى محاولة التعرُّف على حياة هذه الفئة من الناس، ومدى اهتمام الإسلام بها؛ حيث جعل لها أحكامًا وتشريعات خاصَّة بهم فمن ذلك رفعُ الحرج عنهم في مشقة الحرب، فقال تعالي: ”لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ”( ).
كما أن النبي () أحسن التعامُل معهم حيث اهتم بهم اهتمامًا بالغًا، ووصى بهم كثيرًا، فقد روى الإمام البخاري (ت256هـ /870م) عن عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما) عن النبي () أنَّه قال: ”لعن الله من كمُّه الأعمى عن السبيل”( ).
هذا بالإضافة إلى تعامل الصحب الكرام (رضي الله عنهم) ومن بعدهم الخلفاء والأمراء معهم، فنجد أن عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) الذي كانت خلافته (99 ــ101هــ / 717 ــ720م) كان إذا كثر عنده أرقاء الخُمس( ) خص كل مُقعدين بغلامٍ يخدمهما، ولكل أعمى غلام يقوده( ).
وإذا كان الإسلام قد اهتم برعاية هؤلاء؛ فإنهم في الوقت نفسه لم يكونوا عالة على المجتمع، بل كانت الإعاقة دافعًا لهم للتميز في مجالات كثيرة، فكان منهم الأمراء، والعلماء، والفقهاء، والمحدثون، والشعراء وغير ذلك، الأمر الذي جعل فئة مؤثِّرة في المجتمع الإسلامي عبر التاريخ على المستوى السياسيّ والحضاري.
ومِن ثَمَّ كان تسليط الضوء على هذه الفئة وإسهاماتها السياسيَّة والحضاريَّة من الأهمية بمكان، تحفيزًا لهم وتشجيعًا لأبناء الأمة على التفوق والسعي من أجله كل في مجال تخصصه، فالمسلم الحق يقهر الأعذار، فلا يعوقه عائق عن التميُّز والتفرد، بل يسعى دائمًا أن يكون في المقدمة عملًا بقوله تعالى: ”وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا”( )
أهداف البحث:
تهدف هذه الدراسة إلى إبراز مجموعة من الحقائق، والدروس منها:
ـــ بيان مدى اعتناء الإسلام بأصحاب الأعذار في الدولة الإسلاميَّة.
ـــ معرفة السياسة الداخليَّة تجاه هذه الفئة في المجتمع.
ـــ مدى تأثير أصحاب الأعذار في المجتمع المسلم وتأثرهم به وانعكاس هذا علي الحياة السياسيَّة والحضاريَّة.
ـــ بيان أن هذه الفئة لم تكن عالة على المجتمع.
ـــ إعطاء صورة مشرفة عن سماحة الإسلام وفقه المعاملة داخل الدولة الإسلاميَّة.
ـــ توظيف الطاقات وفق الحدود المتاحة.
أسباب اختيار البحث
ـــ عدم وجود رسائل الإسلامي تناولت أصحاب الأعذار الجسديَّة ودورهم في الحياة السياسيَّة والحضاريَّة إذ أن كل ما كتب عن أصحاب الأعذار في الأعم الأغلب يتعلَّق بالنواحي الفقهيَّة الخاصَّة بهذه الفئة.
ـــ بيان رعاية الدولة الإسلاميَّة لأصحاب الأعذار، الأمر الذي ساعد على نبوغ كثير منهم.
ـــ معرفة الجهود التي بذلها أصحاب الأعذار، وإسهاماتهم على المستوى السياسيّ والحضاري.
ـ تعلقي بهذا الموضوع، وحبي لدراسة أحوال وحياة أصحاب الأعذار، والوقوف على السمات البارزة في حياتهم، وإخراج هذه السمات للمجتمع من حولنا.
الدراسات السابقة
لم أجد فيما توفر لدى من معلومات بعد البحث في قوائم رسائل الماجستير والدكتوراه في الجامعات العربيَّة رسالة تناولت الحديث عن أصحاب الأعذار وجهودهم السياسيَّة والحضاريَّة، وإنَّما هناك بعض الأبحاث التي تناولت بعض الجوانب المتعلِّقة بهذه الفئة، دون أن تركز على إسهاماتها من النواحي السياسيَّة والحضاريَّة، ومن هذه الأبحاث:
بحث بعنوان (المعاق في الفكر الإسلامي)
إعداد / ماهر حامد الحولي .
وهو بحث مقدَّم لليوم الدراسيّ بعنوان (معاقونا مشاكل وحلول) الذي تنظمه الجمعيَّة الفلسطينية لتأهيل المعاقين، المنعقد يوم الأربعاء (5/12/2007م).
تحدث فيه عن: معنى ذوي الاحتياجات الخاصَّة (المعاقون) في اللُّغة والاصطلاح، وعن الوقاية من الإعاقة في الإسلام، ثم عن صور ووجوه رعاية الدولة المسلمة لذوي الاحتياجات الخاصَّة؛ مثل: تفعيل وتكثيف برامج التوعية لأفراد المجتمع، وتوفير العلاج المناسب لهم.
بحث بعنوان (رعاية المعاقين في الفكر التربويّ الإسلامي في ضوء المشكلات التي يواجهونها.
إعداد الباحث / رائد محمد أبو الكاس إشراف/ محمود خليل أبو دف
وهي رسالة مقدَّمة استكمالًا لمتطلَّبات الحصول على درجة الماجستير في أصول التربية تخصص تربية الإسلاميَّة سنة (1429 / 2008م)
تهدف الرسالة إلى: بيان رعاية المعاقين في الفكر التربويّ الإسلامي في ضوء المشكلات التي يواجهونها، وذلك من خلال الوقوف على الأسباب التي تؤدِّي للإعاقة والتوجيهات النبويَّة للوقاية منها.
بحث بعنوان (الرعاية الصحيَّة والطبيَّة في القرن الأول الهجري)
دراسة مقدمة لاستكمال نيل درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي.
إعداد الطالبة / أسماء يوسف أحمد آل ذياب
إشراف / سلامة محمد الهرفي البلوي. لسنة (1432هــ /2011م).
وتهدف الرسالة إلى: إبراز أهم القيم الثمينة التي تضمنتها الحضارة الإسلاميَّة وكيف أسقطت هذه القيم والتوجيهات في الواقع المعيش، من خلال تتبُّع ما قام به النبي (صلى الله عليه وسلم) والخلفاء الراشدون، والأمويون حتى نهاية حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز - رحمه الله.
4ــ رسالة بعنوان (حقوق المعاق وواجب الأمة نحوه في التشريع الإسلامي) ورقة علميَّة مقدمة إلى مؤتمر: المسؤوليَّة الاجتماعيَّة والأخلاقيَّة والقانونيَّة تجاه رعاية وتمكين ذوي الإعاقة في المجتمع الفلسطيني، جامعة القدس المفتوحة /فرع دوار / بتاريخ 1(1435هـ /3/2014م).
إعداد: /إسماعيل محمد شندي / محمد محمد الشلش
ويهدف هذا البحث إلى: التعرُّف على موقف التشريع الإسلامي من ذوي الإعاقة من حيث الدعوة إلى معاملتهم بالحُسنى، واعتبار ذلك من الأخلاق الفاضلة التي يجب على المسلم أن يتحلى بها، وبيان التشريعات الإسلاميَّة التي تدعو إلى تأهيلهم، وتعمل على دمجهم في المجتمع.
عرض لأهم المصادر التي اعتمد عليها البحث:
تصنيف مصادر الدراسة:
لقد اعتمد البحث على المصادر الأصليَّة للتاريخ الإسلامي.
ولقد تنوعت مصادر تلك الدراسة تنوعًا كبيرًا، بالرغم من اعتمادها بالأساس على دراسة استقرائيَّة لكتب التاريخ، والطبقات، إلا أنَّنا نستطيع أن نصنف مصادر الدراسة إلى ما يلي:
_النوع الأول من مصادر الدراسة: القرآن الكريم، وكتب التفاسير، وكتب السُّنَّة النبويَّة المشرفة ”الحديث”.
ولقد أشار القرآن الكريم إلى أصحاب الأعذار في عديد من الآيات حيث جعل لهم أحكامًا خاصَّة في بعض من التشريع الإسلامي، مثل الجهاد، وخفف عنهم في العبادات مثل الصيام، فقد اعتنى القرآن بأصحاب الأعذار فهم فصيل من المجتمع لا يقل مكانة عن غيره، كما حدَث القرآن في شأن عبد الله بن أم مكتوم (رضي الله عنه) عندما عاتب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيه وأُنزلت سورة في هذا الشأن (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى)( ).
ـــــ كتب التفاسير:
ومن أهم كتب التفاسير التي اعتمد عليها البحث:
تفسير الطبري ”جامع البيان عن تأويل القرآن” لأبى جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفَّى سنةَ 310 هـــ ــ922 م والطبري هو أبو جعفر محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الطبري، ولد سنة 224 هــ ــ838 م.
قال أبو بكر الخطيب: ”كان أحد أئمة العلماء، ويحكم بقوله، ويرجع إليه، لمعرفته وفضله، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظًا لكتاب الله، عارفًا بالقراءات، بصير بالمعاني، فقيهًا في الأحكام، عالمًا بالسنن وطرقها عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله كتابه المشهور في التفسير ”جامع البيان عن تأويل القرآن” لم يصنف أحد مثله”( ).
ونلاحظ أن لتفسير الطبري أوليَّة زمانيَّة وموضوعيَّة، فهو من أوائل الكتب التي صنفت في التفسير، كما اشتمل على ألوان من التفسير، وإن اعتمد على التفسير بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، كما اهتم بالقراءات القرآنيَّة، ووجوه اللُّغة، والآراء الفقهيَّة، وقد اتبع منهج المحدثين في إيراد رواياته التاريخيَّة - وأخص عصر النبوة- حيث يذكر سند الروايات المختلفة، كما كان كثيرًا ما يرجح أو يصوب أو يوجه بعض الروايات أو الآراء الفقهيَّة لدليل يظهر لديه.
ولقد جاءت النسخة التي اعتمدت عليها من هذا الكتاب” تفسير الطبري” في ست وعشرون جزءًا تحقيق: محمود محمد شاكر، أحمد محمد شاكر، الناشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة، الطبعة الثانية بدون سنة طبع، وقد اعتمدت عليه في بحثي كثيرًا خاصَّة في المجال الثقافيّ لأصحاب الأعذار في ذكر إبراهيم النخعي رضي الله عنه وجهوده في التفسير.
الجامع لأحكام القرآن والمبين لما تضمنه من السنة واي الفرقان: للإمام القرطبي، أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري القرطبي، ولد أواخر القرن السادس الهجري، وقيل: مستهل القرن السابع الهجري، رحل إلى مصر واستقر بها، تُوفي سنة إحدى وسبعين وستمائة من الهجرة، قال عنه الذهبي: إمام متقن في العلم له تصانيف مفيدة تدل على إمامته وكثرة اطلاعه ووفرة فضله( ).
ويُعَدّ كتاب الجامع لأحكام القرآن من أهم التفاسير وأشهرها، يقول عنه السيوطي: ”التفسير المشهور الذي سارت به الركبان”( ).
ويلاحظ أن القرطبي انتهج في كتابه هذا ”الجامع لأحكام القرآن إلى إضافة الأقوال إلى قائلها، والأحاديث إلى مصنفيها وقد ضمنه كثيرًا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وهو مما يستفاد أيضًا من تسميته، وأهتم ببيان درجتها من الصحة والضعف، وأهتم بإيراد الروايات التاريخيَّة، وكان يرجح بين تلك الروايات المختلفة، إذا لزم الأمر، أو يجمع بينها، كما كان يذكر أسباب نزول الآيات، والقراءات المختلفة، وبيان الغريب من الألفاظ، وبيان الأحكام الفقهيَّة المستفادة من كل آية، وهذا مما أفاد منه البحث.
وقد جاءت النسخة التي اعتمدت عليها في هذا الكتاب في أربعة وعشرون جزءًا، تحقيق د. عبد الله بن عبد المحسن التركي، مؤسَّسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1427 هـ، 2006 م. وقد اعتمدت عليه في دراستي وخاصة في الفصل الأول في التعريف بأصحاب الأعذار في اللُّغة والاصطلاح.
كتب السنة ”الحديث”:
لقد اعتمدت الدراسة على كتب السنة، بوصفها أوثق المصادر على الإطلاق بعد القرآن الكريم، ولطبيعة موضوع الدراسة، ويأتي على رأس كتب السنة صحيح البخاري الذي زاده شرح الإمام ابن حجر العسقلاني ثراءً، وسعة وقد أفدتُ منه فوائد جليلة في كتابه فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني:
وهو: الإمام شهاب الدين بن أبي الفضل أحمد بن علي الكناني، كان مولده بمصر القديمة سنة 775 هــ ــــ1373 م، توفي أبوه قبل أن يبلغ الإمام أحمد السنتين، فنشأ يتيمًا في كنف أحد أوصيائه، ودخل الكتاب بعد إكمال خمس سنين، واستظهر القرآن وهو بن تسع، حفظ سورة مريم في يوم واحد، وقيل: إنَّه كان يحفظ الصحيفة من الكتاب بعد مرتين، الأولى تصحيح والثانية قراءة في نفسه ثم يعرضها عن ظهر قلب، ثم سافر إلى مكة وهو في سن الحادية عشر، فسمع بها وتفقه، ثم حبب إليه الحديث وانصرف إلى دراسته انصرافًا كليًّا بالحجاز والشام ومصر واليمن، حتى صار حجة، واشتهر بن حجر في عالم التدريس والفتيا، وذاعت شهرته ومؤلَّفاته الضحمة في الحديث والفقه والتراجم، وأشهرها كتابه المُسمَّى فتح الباري بشرح صحيح البخاري ولو لم يكن غيره من المؤلفات لكفى للتنويه بعلو مكانته العِلميَّة، توفي 852 هــ ــ1448 م( ) وقد جاءت النسخة التي اعتمدتُ عليها مُكوَّنة من ثلاثة عشر مجلدًا، تحقيق / عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ومحمد فؤاد عبد الباقي، ومحب الدين الخطيب، المكتبة السلفيَّة، بدون سنة طبع، وقد استفدتُ منه في جميع أبواب وفصول الرسالة خاصَّة في التمهيد، وفي الدور الثقافيّ لأصحاب الأعذار.