Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
مشكلة الوعى عند دانيل دينيت /
المؤلف
زكى، كريستينا عاطف فهيم.
هيئة الاعداد
باحث / كريستينا عاطف فهيم زكى
مشرف / عادل عبدالسميع احمد عوض
مشرف / سامى عبدالوهاب عبدالمجيد عطيه
مناقش / صلاح محمود عثمان
مناقش / ناصر هاشم محمد محمود
الموضوع
الوعى. الفلسفة - المدارس الفلسفية.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (203 صفحة).
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
فلسفة
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم الفلسفة
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 116

from 116

المستخلص

الحمد لله الذي من علينا بنعمة الإيمان والتوحيد. وأخرجنا بفضله من ظلمات الشرك والجهل إلى نور الإيمان واليقين ، ونحمده أن جعلنا من أفضل الأمم وأكرمها بأن جعل منا أفضل رسله الهادي إلي صراطه المستقيم محمد صلي الله عليه وعلي آله وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين.أما بعد.......تدور هذه الدراسة حول (مشكلة الوعى عند دانيل دينيت) حيث أن قضية الوعى قد شغلت حيزاً كبيراً من تفكر الفلاسفة والمفكرين، وكذلك الباحثين عن مصدر هذا الوعى، وظلت الفلسفات تطرح عدة تساؤلات حول ماهيته ومصدره، فظهرت تيارات فلسفية واجتهادات فكرية مختلفة على مر العصور الطويلة للإنسان وبهذا شكل الوعى مصدراً ملهماً للفلسفة والأدب، وتنوعت الدراسات المختلفة في رؤيته فبرزت حرکات فلسفية وتيارات أدبية ، وتهدف في الأساس إلى تفسير هذا الموجود ، وتحاول فك لغز الوعى وتجاوز الرهبة التي يشكلها.وقف البشر متحيرين إزاء فهم سر الوعي البشري، لقد اقتصر فهم الوعي بصورة أساسية في الماضي على الفلاسفة وعلماء النفس ، ولكن مع تطور مجالات أخرى للدراسة، مثل: الكمبيوتر، والعلوم المعرفية؛ أصبحت مختلف التخصصات تهتم بهذا الموضوع. وبرغم اختلاف الفلاسفة والعلماء على وضع تعريف جامع ومانع لمصطلح الوعى قدم كل منهما تعريف حسب مجال تخصصة يصف الوعى .بصرف النظر عن كيف يعمل عقل الأنسان، وبصرف النظر عن مقدار التفاعل بين عقله وجسده إلا أن هناك حقيقة واحدة تبقى لأي سبب كان، وبأي آلية كانت ””أنه واع لذات تنظر نحو الخارج على العالم من مكان ما داخل جمجمته””. إن المعلومة المركزية التي يتعين على أي نظرية عن الوعي أن تتصارع معها، في نهاية الأمر، يجب على النظرية أن تفسر كيفية الانتقال من مجموعة من الخلايا العصبية المطلقة للإشارات العصبية وصولا إلى هذا الإدراك الجوهري.هناك مدرسة كاملة من الفلسفة تدعى ””الذاتية Solipsism ””، قائمة على فكرة أن الأمر الوحيد الذي نستطيع أن نتأكد منه هو استشعارنا الذاتي، وأن الأشياء الخارجية _ ناهيك عن الأشخاص الآخرين_ ببساطة هي غير موجودة. ومع ذلك من الممكن تخطي هذا العجز؛ لتقديم دليل منطقي صلب. فإن الناس الذين يظلون مصرين على عجزنا المعرفي عن وجود الأشخاص الآخرين هم فى الواقع كالمغيبون عقليا ، ولكن يجب ألا تستوقفنا طويلا في الحياة الواقعية. وإذا كنت لا تعتقد أن هناك ””أنت”” الذي يرى العالم من موقع في مكان ما داخل جمجمتك، فقد يكون من الأفضل أن تكف عن قراءة هذا البحث الآن. فلا شيء من هنا فصاعدا سيكون ذا معنى بالنسبة إليك. لكن إذا كنت مثل أكثر الناس مستعدا للموافقة على أنك موجود، وأن بقية الناس من المرجح أنهم كذلك، إذن يمكننا أن نمضي قدما.بالنسبة إلى هذا النقاش، تتلخص مسألة الوعي في التساؤل عن كيف يمكن لنظام مثل: العقل، والجسد البشريين أن ينتج إدراكا للذات. بعبارة أخرى كيف يستطيع نظام مادي يعمل وفقا للقوانين المادية _القوانين التي نستطيع أن نفهمها بشكل مبدئي – أن ينتج الاستشعار بالوعي الذاتي الذي نتشارك فيه جميعا؟ إننا في الإجابة عن هذا السؤال تحديدا؛ سنجد الفرق الأعظم بين البشر الذين يفكرون في العقل البشري، وقد أنتجوا مدى من وجهات نظر دقيقة الفروق ومتباينة في هذا الشأن.إحدى فئات المفكرين تجادل بشأن مسألة الوعي: إما انها لا يمكن أن تكون موجودة، وإما يجب ألا تطرح في أبسط أشكالها. يؤمن اصحاب هذا الموقف بأنه ليست هناك إشكالية وعي نهائيا، وأنه متى ما فهمنا ما تقوم به الخلايا العصبية فإنه لن يبقى شيء أخر للتفسير، ربما أكثر هؤلاء تأثيرًا هو الفيلسوف ””دانيال دينيت”” في كتابه ””تفسير الوعي””. يصف دينيت القائمين بوجود شيء خاص حول الوعي البشري، شىء يقع خارج حدود المعرفة عن أفعال الدماغ المادي، يصفهم بالرومانسية.يدخل دينيت في شيء من التفصيل في محاولة لفهم كيفية عمل الدماغ البشري من وجهة نظر سيكولوجية، خصوصًا سيكولوجية الإدراك. فيناقش مطولا، على سبيل المثال: التجارب على أمور، مثل: الوقت الذى يستغرقه البشر للإتيان برد فعل على وجود ضوء ملون، يصوغ استنتاجاته عن كيفية عمل الدماغ من هذه النتائج، ويقدم مايدعوه نظرية ””المسودات المتعددة”” Multiple draftes للواقع، وهي نظرية تذهب إلى أن الدماغ يشكل تدريجيًا صورة تفصيلية للعالم الخارجى مع استمراره في معالجة المعلومات التواترية. والفكرة هي أن الدماغ يقوم أولا بتحليل سريع وأشعث للمجال البصري، ثم بسلسلة من تحاليل أكثر تعقيدًا منتهيا بالتحليل النهائي الكامل. كل التحاليل الوسيطة هي ما يدعوه دينيت ””مسودة”” ومنها جاءت تسمية النظرية.أفضل سبب للاعتقاد بأن الروبوتات قد تأتي عليها يوم وتصبح فيه واعية؛ هو أننا_الكائنات البشرية_ واعوون، وأننا_أنفسنا_ نوع من الروبوتات، هذا هو الأمر. نحن آليات تحكم ذاتي معقد وغير عادية وتدعم نفسها جسديا، مصممة عبر الدهور الطويلة بالانتقاء الطبيعي، وتعمل تبعا لنفس المبادىء المفهومة جيدا، والتي تحكم كل العمليات الجسدية الأخرى في الكائنات الحية: العمليات الهضمية والأيضية، وعمليات الإصلاح الذاتي والتناسل، على سبيل المثال: قد يكون من الطموح الزائد افتراض أن المخترعين البشر يمكنهم تكرار انتصار الطبيعة مع اختلافات في المادة، والأسلوب، وعملية التصميم، لكن هذا ليس اعتراضا عميقا ليس الأمر كما لو أن أية آلة واعية تناقض أي قوانين أساسية للطبيعة، وهو ماتفعله آلة حرحة مستمرة. ويبقى اعتقاد الكثير من الشكاكين _أو الرغبة فى الاعتقاد على أية حال_ أن هذا لن يحدث أبدًا. لن أراهن ضدهم، لكن أسباب الشكية عادية، أسباب اقتصادية، وليست أسبابا نظرية.فكما قال دينيت:””إن المغناطيسية من الظواهر الطبيعية المفهومة بشكل أفضل، وهي غريبة أيا كانت مظاهرها ””معجزة”” الحياة نفسها، والتناسل، تم تحليلها الآن إلى تشابكات معروفة جيدا للبيولوجيا الجزئية. لماذا يكون الوعي استثناءً؟ لماذا يكون المخ هو الشيء الوحيد الفيزيائي المعقد الذي يتفاعل مع عالم آخر من الوجود؟ بجانب ذلك، فإن المشاكل المشهورة حول التعاملات المفترضة عند هذا التفاعل المزدوج جيدة مثلها مثل: برهان الخلف لوجهة النظر. ظواهر الوعي قدر مبهر حقا، يمكن الشك فى أن الإزدواجية لا يمكن وضعها فى الاعتبار بشكل جاد إذا لم يكن هناك مثل: هذا التلميح برغبة في حماية العقل من العلم، بافتراض أن يتألف من مادة هي من الناحية الأساسية غير قابلة للتحقيق منها بمناهج العلوم الفيزيائية.تحتوي دماغ الإنسان البالغ على أكثر من مائة بليون عصب، والتي تتصل ببعضها البعض بشكل يُمَكِّنُ العقل من التمتع بخصائصة المختلفة، ومن ثَمَّ يبذل الدماغ جهدا خارقا؛ لإيجاد الوعي. وقد اهتم علماء الأعصاب النظريون بتقصي الكيفية التي يفسر بها المخ المادي الوعي، ثم اهتموا بالعلاقة بين العقل والمخ. ويناقش هذا البحث مجموعة من المشكلات التي تتصل بالوعي والذكاء الاصطناعي وقد أثرتُ أن أتناول هذه المشكلات من وجهة نظر الفيلسوف ””دانيال دينيت”” باعتباره أحد أبرز فلاسفة الحداثة، فإذا كانت التساؤلات التي تبرز أمامنا هي:ما طبيعة الوعي، وما وظيفته، وماهي حالاته؟هل المخ مسؤول عن الوعي أو العقل، ورأي المادية والمثالية؟ إلى أي مدى أسهم دينيت في حل مشكلة الوعي؟علم الميميات وتأثيره على الوعي الإنساني، ووعي الآلات.مفهوم الذكاء الاصطناعي، والفرق بينه وبين الوعي البشري، ووجهة نظر دينيت في وعي الآلة. الزومبي الفلسفي والوعي، ورأي دينيت في الزومبي الفلسفي.وقد استخدم الباحث المنهج التحليلي النقدي المقارن بالإضافة إلى المنهج التحليلي كلما دعت الحاجة لتأصيل فكرة أو أخرى.أما الفصول التي ناقشها البحث هي كالآتي:الفصل الأول: مفهوم الوعي وحالاته.وفي هذا الفصل سوف تتعرض الباحثة لأهم المفاهيم التي تم استخدامها بصفة عامة؛ لمحاولة شرح وتفسير مفهوم الوعي، وذلك من خلال ما عُرِفَ باسم مشكلة النفس والجسد والتي عرفت بمذهب الثنائية وما يقابلها من وجهة نظر مادية، ومحاولة لمعرفة حالات الوعي.الفصل الثاني: الوعي من وجهة نظر دينيت المادية.وفي هذا الفصل تحاول الباحثة التركيز على مفهوم الوعي عند الفيلسوف ””دانيال دينيت”” حيث إنه اتبع المدرسة المادية الاقصائية، فهو ينكر وجود ما يسمى بالوعي، وينكر ما يسمى بالكواليا، ويقدم نظرية المسودات المتعددة كحل بديل عن الكواليا والحالات الخاصة.الفصل الثالث: الوعي بين الفيزياء والبيولوجى.وفي هذا الفصل تتطرق الباحثة لموضوع أثار جدل العلماء والفلاسفة، وهو محاولة شرح الوعي عن طريق الفيزياء وخصوصًا نظرية الكم والربط بينهما، كما أن هناك من قام باستخدام علم البيولوجي والأعصاب في الكشف عن الميكانيزمات المادية التي تساعد الوظائف السيكولوجية، وفيه نحاول بيان العلاقة بين العقل والمخ هي محور البيولوجيا العصبية، وأن أكثر نواحي هذه العلاقة غموضا هي الوعي.الفصل الرابع: وجهة نظر دينيت في نظرية الميميات. وفي هذا الفصل تلقي الباحثة ومضة ضوئية على المقصود بالميميات، حيث إنه شغل موضوع إضفاء النزعة الطبيعية على المواضيع الثقافية حيزا واسعًا في العلوم الانسانية، نتيجة لذلك ساهم علماء البيولوجيا في طرح نماذج ومناهج علمية، داعين علماء العلوم الإنسانية إلى أن يتبنوها، وقد تحقق ذلك مع مفهوم (الميمة الثقافية)، وقد شدد دينيت على كيفية تدخل الميميات فى انبثاق الوعي البشري.