Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
موقف الجماعات الإسلامية المتطرفة من قضية التجديد الديني :
المؤلف
محمد، عمرو محمد عبد المنعم.
هيئة الاعداد
باحث / عمرو محمد عبد المنعم محمد
مشرف / ابراهيم علي عبد العال
مشرف / احمد محمد سالم
مناقش / محمد رفعت الامام
الموضوع
الاغتيال. الفرق الاسلامية - تاريخ.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
354 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
التاريخ
تاريخ الإجازة
10/10/2022
مكان الإجازة
جامعة طنطا - كلية الاداب - التاريخ
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 355

from 355

المستخلص

إنه فجر يوم الأحد 3 يوليو 1977 ؛ في شارع هاديء متفرع من ضاحية حلوان جنوبي القاهرة، يومها لم تذهب جماعة من المسلمين التابعين لجماعة ”التكفير والهجرة” إلى صلاة الجماعة، لقد كانت جماعتهم ملتفة أمام بيت الإمام الجليل الدكتور محمد حسين الذهبي، وزير الأوقاف وشئون الأزهر آنذاك، وصاحب الكلمات المتصدية للظلاميين مدعي الدين، وقد صدر حكمها باختطافه ومن ثم قتله عمدا.. لكن ما تهمته؟ !. عندما صدر كتاب الذهبي ضد التطرف جمعته جماعات الإرهاب من الأسواق، فقام الشيخ بطبعه ثانية وتوزيعه على قيادات المفكرين والإعلام، وبدأ الرأي العام يردد أقوال الذهبي ليضع التطرف خطة الاغتيال لعالم الدين المجدد الجليل الذى أريق دمه هدرا بعدما ساقوه حافياً مكبلا في جلبابه الأبيض الطاهر .. هنا لم تعد مع تلك الجماعات للبيوت حرمة، كل شيء مستباحًا، جسد الشيخ الكبير المنهك واسرته المذعورة، تفشل أيدي الأسرة في التشبث به أمام الأسلحة المستنفرة، وتنطلق السيارة المذعورة للإرهابيين مختطفين الشيخ، ومعلنين أن نجاته متوقفة على الإفراج عن أعضاء الجماعة الخطرين المسجونين، نشر كتاب أميرهم شكري مصطفى عن الخلافة على صدر صفحات الصحف الأولى، ودفع فدية مالية باهظة ! هو من زعم بأن صلاة » التكفير والهجرة « كان شكري مصطفى الأب الروحي لجماعة الجمعة لا تجوز أن تجتمع فيها جماعته مع عموم المسلمين طالما المسجد لا يخضع لجماعته، وهو من أفتى بتكفير كل من لا ينضم إلى الجماعة، وهدر دمائهم وأموالهم وأعراضهم، كما دعا إلى تحريم طلب العلم وتحريم التعليم حتى في أدنى صوره وامتهان ما يسميه بالعلم الدنيوي، وأفتى الجماعة بعدم الخدمة في القوات المسلحة، بعد أن صارت الدولة ككل كافرة في نظره المريض. لقد تربى هذا الفتى المريض نفسيا في حجر سيد قطب وكتبه التكفيرية وبخاصة حين زج به في سجون عبدالناصر فأسس تنظيم جماعة المسلمين التي عرفت إعلاميًا بالتكفير والهجرة وتبعته تنظيمات اخرى على ذات الدرب ومنها ”الناجون من النار” وتنظيم الجهاد، وصولا اليوم لتنظيم بيت المقدس والقاعدة والنصرة وداعش وغيرها من الجماعات الإرهابية . قدم شكري بأمر السادات للمحاكمة العسكرية بعد القبض عليه بيوم واحد في 8 يوليو 1977 هو وأربعة وخمسون شخصا معه بتهمة قتل الذهبي أمام محكمة عسكرية، وفى 30 مارس 1978 صباح زيارة السادات للقدس تم تنفيذ حكم الإعدام في شكري مصطفى وإخوانه لتهم عديدة كان آخرها اختطاف الشيخ الذهبي وقتله عمدًا مع سبق الإصرار والترصد والتآمر بالرصاص . رحل الذهبي الشيخ الجليل وجبل العلم كما لقبه رفاقه، وأستاذ التفسير بكلية أصول الدين، وتهمته عند الإرهابيين أنه قد كرس حياته لتنقية كتب التفسير من الإسرائيليات، ولاستعادة الفكر الإسلامي من الخرافة بحيث يكون القرآن والسُنّة الصحيحة وحدهما مصدر الفكر الإسلامي، وتهمته أنه رفض التطرف وقال: الدين ليس فيه إرهاب لأن رسالات السماء دعت إلى التسامح والتعاون بلا إكراه ولا سيطرة على البشر، والإسلام أعلن ذلك صراحة في قوله تعالى لَا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِالَّلّهَِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللّهََُّ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]البقرة: 256 ] وقال لرسوله لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ]الغاشية: 22 ] واليوم حين نعيد بؤرة الضوء للجريمة التي نتج عنها استشهاد الشيخ الذهبي ثم نوسع الدائرة لننظر للمجتمع المصري آنذاك، والظروف التي نشأت فيها وترعرعت تلك التنظيمات الإرهابية أو آباء الإرهابيين الذين يروعون اليوم، فإننا نصنع حقا طريقا آمنا لمجتمعاتنا للعيش في سلام وعبادة الله الواحد الديان على بصيرة بعيدا عن تجار الدين والقتلة حاملي الأعلام السوداء . إذا كان من معاني التجديد في الفكر الإسلامي الرجوع بالدِّين إلى سابق عهده نصاً صحيحاً، وفهماً سليماً، والتزاماً واعياً، ودعوةً حكيمةً، لتكون الأُمَّة أقرب إلى مراد الله تعالى منها، وأكثرها شبهاً بالنموذج الأمثل، نموذج الرعيل الأول، فإنَّ العقيدة الإسلامية أحوج ما تكون لهذا التجديد بهذا الاعتبار، كيف لا؟! وهي أساس البناء، وقاعدته الصلبة، وروحه السارية فيه، وأعمق خصائصه المميزة له . فهذه العقيدة كانت ولا تزال هدفا للتشويه والتشكيك والمحاصرة وذلك لإقصائها عن موقع الصدارة في جسد الأُمَّة الكبير، كما كانت أيضاً فريسة حيث علق بها كثير من المفاهيم الخاطئة والتفسيرات الغريبة على طبيعتها، والمخالفة لفطرتها، وذلك في سبيل الدفاع عنها، لكن بلغة الخصوم وأساليبهم؛ حتى أضحت مسخاً شانهاً، لا تعدو أنْ تكون خليطاً مِنْ ألغازٍ فلسفيةٍ ومساجلات كلامية . هنا ذهبت عن عقيدة الإيمان سهولتها وفطرتيها التي تميَّزت بها حينما نزل بها القرآن، وحينما كانت تناسب جميع العقول والأفهام؛ الحاضر منهم والبادي، الكبير والصغير، المتعلِّم والعامِّي... وغير هؤلاء، وذهب عنها دورها الريادي والمراقِب للضَّمائر والمحرِّك للجوارح كما عاشها الرعيل الأول .