Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
أثر السياق في بنية الآيات القرآنية دراسة بلاغية في جزء ”قد سمع” /
المؤلف
عفيفي، حسن عطية عبد الحميد.
هيئة الاعداد
باحث / حسن عطية عبد الحميد عفيفي
مشرف / ربيع عبد العزيز
مشرف / الهام عبد العزيز بدر
مناقش / ربيع عبد العزيز
الموضوع
qrmak
تاريخ النشر
2022
عدد الصفحات
346 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الآداب والعلوم الإنسانية (متفرقات)
تاريخ الإجازة
8/3/2022
مكان الإجازة
جامعة الفيوم - كلية الاداب - البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 344

from 344

المستخلص

فقد كانت البنية القرآنية أساسًا من أهم أسس التحدي لأمة برعت في النظم والبيان؛ حيث جاء الذكر الحكيم بالألفاظ نفسها التي يعرفها العرب، ويستخدمونها في نظمهم؛ غير أنه أعجزهم بنظمه الفريد وبنيته المتناسقة تناسقًا عجيبًا؛ بحيث لا يمكن فيه استبدال لفظ مكان آخر أو تقديم لفظ على لفظ؛ وإلا اختل النظام، وفسد المعنى.
والمتأمل في آي الذكر الحكيم يلحظ ترابطًا وانسجامًا باهرًا بين بنية الآية والسياق الواردة فيه؛ وتتعدد أوجه الترابط والانسجام في بنية الآيات ما بين ترابط في الإيقاع، وترابط في اللفظ، وترابط في التركيب؛ مما يجعل أثر السياق في بنية الآيات القرآنية أمرًا جديرًا بالبحث والدراسة.
والسياق لغة من مادة (س و ق)، يقال: ساق الإبل سوقًا: جلبها وطردها، وانساقت الإبل، وتساوقت: إذا تتابعت؛ وعليه فالمادة اللغوية للسياق تدور حول الحدو والطرد على جهة واحدة( ). أما اصطلاحا فيقصد به ”ما يحيط بالأسلوب من الوحدات اللغوية، والظروف الخارجية بتنوعاتها المختلفة”( ).
والسياق نوعان: أحدهما السياق اللغوي، وهو يختص بموقع الكلمة أو الأسلوب داخل منظومة لغوية، بمعنى أنه النظم اللفظي للكلمة، والبيئة اللغوية للنص من مفردات، وجمل، تتصاهر من أجل إبراز المعنى. ويحلل السياق اللغوي وفق مستويات لغوية مختلفة؛ كالمستوى الصوتي، والمستوى الصرفي، والمعجمي، والتركيبي، والدلالي؛ وعلى هذا فالسياق اللغوي هو حصيلة استعمال الكلمة داخل نظام الجملة، وينقسم إلى سياق عام، وسياق خاص؛ فأما السياق العام (سياق السورة) فهو الذي يكون من بداية السورة حتى منتهاها، وهو الذي يشكل وحدة عضوية متكاملة متتابعة، ويراد به المعاني المنتظمة في السورة الواحدة في موضوع واحد أو موضوعات ربطت بينها مناسبة؛ وأما السياق الخاص(سياق المقطع) فهو الخاص بنظم مجموعة من الآيات أو آية واحدة. والآخر سياق الحال (الموقف)، وينظر فيه إلى العلاقة بين النص والواقع الثقافي والاجتماعي المحيط به؛ بمعنى أنه عبارة عن القرائن والأحوال الخارجية التي تحيط بالكلام من ظروف وملابسات، والبيئة غير اللغوية التي تحيط بالخطاب وتبين معناه؛ وسياق الحال يحدد العلاقة بين موضوع التركيب والأسلوب الذي جاء عليه، وهذا النوع من السياق هو ما عرف في علوم القرآن بأسباب النزول( ).
وتأتي أهمية دراسة السياق من حيث إنَّ الكلمة لا تتحدد دلالتها، ولا تكتسب ظلالها الخاصة إلا من خلاله، وأنه هو الرابط لمعاني النصوص، والدال على ما بينها من مناسبات، والكاشف لأسرار التعبير، فنظم المفردة في التركيب، وعلاقة التراكيب بعضها ببعض، والربط بين صدور الآيات وخواتيمها، وموقع الآية، وعلاقتها بسوابقها ولواحقها، وطرائق الصياغة؛ إنما هو في حقيقته دراسة للسياق الناظم لها( ).
ومن أجل هذه الأهمية للسياق كان اختيار هذا الموضوع الذي يتناول أثر السياق في بنية الآيات القرآنية من خلال جزء ”قد سمع”، ويهدف إلى محاولة الكشف عن الإعجاز البلاغي في تحقيق الترابط بين بنى آيات سور جزء ”قد سمع”، واختبار مدى تحقق الانسجام بين الإيقاع في بنية الآيات والدلالة الكلية، هذا إلى جانب إبراز الإعجاز في توظيف المفردة القرآنية وفقًا للسياق الواردة به، والكشف عن أثر السياق في اصطفاء الأساليب، وتشكيل التمايزات التركيبية في بنية الآيات، بالإضافة إلى اختبار مدى ما يحدثه السياق من كسر لتوقعات المتلقي وخلق المسافة الجمالية، وإجراء موازنات بين المتشابهات من البنيات في آيات سور جزء ”قد سمع”، وإبراز دقة التماسك النصي للآيات والسور القرآنية في سياقاتها من خلال الجزء موضع الدراسة.
- ضرورة فهم السياق من أجل التوصل إلى دلالات آي الذكر الحكيم، وتذوق بلاغته.
وتتركز أسباب اختيار هذا الموضوع فيما يلي:
- قلة الدراسات القرآنية التي تناولت أثر السياق في البنية القرآنية.
- توجه معظم الدراسات البلاغية واللغوية في القرآن الكريم نحو دراسة السور الطوال دون سور المفصل.
- وفرة الظواهر الأسلوبية وتنوعها في سور جزء ”قد سمع”؛ مما ييسر الموازنة بين بنيتها الإيقاعية والتركيبية والدلالية حسب سياقها اللغوي.
أما عن الدراسات السابقة في هذا الموضوع؛ فلم أعثر - في حدود بحثي- على دراسة سابقة تناولت أثر السياق في بنية آيات سور جزء ”قد سمع”، أو دراسات قريبة منه في هذا الجزء؛ لكن هناك بعض الدراسات التي تناولت أثر السياق من جوانب أخرى في القرآن الكريم؛ وتتمثل هذه الدراسات فيما يلي:
- سياق الحال دراسة نظرية تطبيقية؛ القسم في القرآن الكريم أنموذجًا: دكتور محمد الحسيني العشري. ط: مكتبة الآداب، القاهرة 2014م. وفيه يتم التعريف بسياق الحال، وأهميته؛ ثم تطبيقه على أسلوب القسم في القرآن الكريم.