الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص الحمدُ للهِ ربِّ العالمين خلقَ الإنسانَ وعلمه البيان وأشهدُ ألا إله إلا الله وحدهُ لا شريكَ له وأشهد أن سيدنا محمداً عبدهُ ورسولهُ ﷺ وبعد : فمن المعلومِ أن الظواهرَ القرائيةَ متنوعةٌ ومع كثرةِ هذا التنوعِ لم يتطرقْ إليه تضادٌ ولا تناقضٌ بل كله يُصُدِقُ بعضُه بعضاً وما ذاك إلا آيةٌ بالغةٌ وبرهانٌ قاطعٌ على صدقِ ما جاء به رسول الله ﷺ ، ومن بينِ الظواهرِ القرائيةِ موضوعُ البحث (( تنوعُ القراءات بين التاء والياء في الأفعال وأثرُها على المعنى في القرآن الكريم )) وبحصر القراءاتِ المتواترةِ في هذه الظاهرة وُجدَ أن عددَهَا ثلاثمائةٍ وثمانٍ وخمسون قراءةً متواترةً وردت في مائةٍ وأربعٍة وخمسين موضعاً في القرآن الكريم ، ودراسةُ هذه الظاهرةِ وعلاقةُ القراءات بعضِها ببعضٍ وبيانُ أثرِها على المعنى جانبٌ مهمٌ من الجوانبِ التي يحتاجُ إليها المفسرُ؛ ليتسنّى له إدراكَ معانيَ كثيرةً وما تحملهُ من دَلالاتٍ وإيحاءاتٍ، فتنوع القراءاتُ بين التاءِ والياءِ في الفعل المضارع يجعلُ لها أهميةً بالغةً في إثراءِ المعنى الذي يجعلُ القارئَ يحيطُ بجوانب التفسير بسبب التنوعِ الظاهري لهذه القراءات وتعانقِها الباطني على أداءِ معاني وحيِ الله المنزَل وشمولِ هذه المعاني وعمقها وتنوعِ أطيافِها وألوانِها ، كما أن الموضوعَ يبين إعجازِ القراءات في إثراء المعنى وتكامِله، وذلك من خلال تنوعِ بعضِ الحروفِ في الكلمة الواحدة ، ويبين اللطائفِ المترتبة على إدارةِ المعنى على كل قراءة من القراءات، كما يظهر أثرِ القراءاتِ في إضافةِ معانٍ جديدةٍ في التفسير. |