الفهرس 
1يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 358 |  |  |
| | | from | 358 | | |
المستخلص
تتناول الدراسة ظاهرة برامج إكتشاف المواهب باعتبارها أن الناس في الوقت الحاضر أكثر استعدادًا للتباهي بأنفسهم. فمع تزايد عدد الأشخاص الذين أصبحوا ناجحين وحتى تحولوا إلى ”شخص ما” من خلال عروض المواهب، فيبدأ الناس في رؤية حضور عروض المواهب على أنه وسيلة وصول مشتركة لهم لتحقيق أحلامهم . ولكن تلك البرامج خلفت من انعكاسات أثرت على النسق القيمي لمجتمعنا حتى في يومنا هذا في محاولة التشبه بهم في الصوت وتقمص الشخصيات التي يعجبون بها، بالإضافة إلى تأثيرها على المراهقين الشباب خاصة في تحصيلهم الدراسي، وأيضًا العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع؛ ولهذا أرادت الباحثة معرفة علاقة الجمهور بتلك البرامج ومدى الإقبال عليها، وتأثيرها على قيم وسلوكيات الجمهور المصري الذي خلفه البرنامج.
استهدفت الدراسة الحالية التحقيق بشكل أكبر في الأسباب التي تجعلها تحظى بشعبية كبيرة، والإقبال الكبير والاهتمام الذي لاحظته الباحثة لدى الجمهور المصري ببرامج اكتشاف المواهب التي تبثه قنوات (MBC)، وكذا التفاعل من الجمهور المصري من مختلف الفئات العمرية لما يقدمه البرنامج من ترفيه وإعطاء فرصة للجمهور لإظهار موهبتهم الفنية سواء كان غناءً، رقصًا، كوميديين، وموسيقيين، أي شخص مهما كان عمره ومهما كان نوع احترافه، وأثر برامج اكتشاف المواهب التي تبث عبر الفضائيات الخاصة علي النسق القيمي للجمهور
نوع الدراسة ومنهجها:
تندرج هذه الدراسة تحت إطار الدراسات الوصفية، والتي تهدف إلي جمع المعلومات عن موضوع محدد وهو ( تأثير برامج إكتشاف المواهب عبر الفضائيات الخاصة علي النسق القيمي للجمهور ) واعتمدت الدراسة على منهج المسح بشقيه الميداني والتحليلي ، وذلك بتحليل مضمون برنامجين من برامج اكتشاف المواهب ، كما ستستخدم الدراسة منهج المسح بالعينة عن طريق جمع بيانات حول متابعي برامج اكتشاف المواهب والتعرف علي ارائهم تجاة تلك البرامج بالإضافة إلي رصد دوافع تعرضهم والاشباعات المتحققة منها حيث تم تصميم استبيان وتوزيعة علي مستمعي برنامجي المواهب
عينة الدراسة:
أجريت الدراسة الميدانية على عينة عينة قصدية من متابعي برامج اكتشاف المواهب بلغ عددها (402) مبحوث.
شملت عينة الدراسة التحليلية برنامجي من برامج إكتشاف المواهب وعليه فإن عينة هذه الدراسة تمثلت في 12 حلقة من الموسم الأخير من برنامج Arab Got Talent وذلك في الفترة الزمنية الممتدة من 16 فبراير إلى 27 أبريل 2019، 9 حلقات من برنامج Star of Sciences والذي أذيع من 11 سبتمبر إلى 23 نوفمبر2020، والذي استمر عرضه على شاشة تليفزيون قطر أثناء جائحة كورونا
أدوات الدراسة:
اعتمدت الدراسة على عدة أدوات بحثية لتحقيق أهدافها واختبار فروضها، وشملت: تحليل المضمون والاستبيان.
ملخص نتائج الدراسة:
1- أن كثافة معدل تعرض المبحوثين لبرامج اكتشاف المواهب، حيث يشاهدونها أحيانًا، ولكن ليست بصورة منتظمة بنسبة 73,4%، يليهم ممن يتابعون برامج المواهب بصفة دائمة بواقع (76) مفردة بنسبة 18,9%، وأخيرًا احتلت المرتبة الأخيرة من يتابعون برامج اكتشاف المواهب بصفة نادرة حيث بلغت (31) مفردة بنسبة 7,7%، وتعد تلك النسب مقبولة إذا ما وضع في الاعتبار الكم الكبير لهذه البرامج في الوقت الحالي.
2- نسبة (58,7%) من أفراد العينة يشاهدون برامج اكتشاف المواهب في الفضائيات العربية على حسب الظروف وهي أعلى نسبة، يليها في المرتبة الثانية (أقل من ساعة) بنسبة 23,4% من عينة الدراسة، يليها في المرتبة الثالثة (من ساعة إلى ثلاث ساعات) بنسبة 14,4%، ثم بالمرتبة الرابعة والأخيرة (أكثر من ثلاث ساعات) بنسبة 58,7%. ولعل ذلك يرجع للظروف الحياتية اليومية التي يعيشها المواطن المصري من ضيق الوقت والسعي وراء الرزق، فلا يجد الوقت للترفيه والتنفيس عن نفسه إلا إذا توافر لديه الوقت حسب ظروفه الحياتية
3- من ناحية برامج المواهب المفضلة لدي المبحوثين كشفت الدراسة أن أعلى نسبة كانت لصالح برنامج (آراب أيدول) بنسبة بلغت 57%، وترى الباحثة أنه جاء برنامج (آراب أيدول) في المرتبة الأولى لأنه يعد من أهم برامج اكتشاف المواهب الغنائية والذي تطلقة الـ MBC بنسخته العربية، يليه برنامج (ذا فويس) بنسبة 53,5% في مرتبة الثانية وهذا راجع بأن برنامج (ذا فويس) لا يعتمد على المظهر إنما يعتمد على الموهبة التي يمتلكها المتسابق وهذا يدل على أن هناك حيادية وعدل في اختيار المتسابقين، يليها برنامج (ذا فويس للأطفال) في المرتبة الثالثة بنسبة 46,5% بينما جاءت أقل نسبة لصالح (نجوم العلوم) بلغت 15,4% من إجمالي عينة الدراسة، وهذا يدل على عدم اهتمام الوطن العربي بالتكنولوجيا والبحث العلمي التي تمثل سر التقدم وطوق النجاة لتحسين مستويات المعيشة والارتقاء بحياة المواطن العربي وتركيزهم فقط على البرامج الغنائية لذلك تخلفنا في مجال التكنولوجيا والتقنية هو الأوضح والأكثر تميزًا من بين كل مظاهر تخلفنا عامة
4- نوعية برامج المواهب المفضلة: كانت أعلى نسبة لصالح (برامج مواهب غنائية) بنسبة بلغت 39,8%، وكانت أقل نسبة لصالح (برامج مواهب رقص) بنسبة بلغت 3% من إجمالي عينة الدراسة، وهذا يوضح استحواذ برامج المواهب الغنائية على اهتمام الكثير نظرًا لما يميزها من إمكانيات تبهر المشاهد وتخفف عنة مشاكل وهموم الحياة، بالإضافة إلى جانب الدعاية الكبير الذي تقوم به تلك البرامج، بينما حلت مواهب الرقص المرتبة الأخيرة، وهذا راجع إلى أن ثقافة الرقص تشمل إشكال جديدة قادمة من الغرب (كالتانجو، رقصة السالسا..) وهذا مخالف لعادات وتقاليد المجتمع الشرقي الذي نعيش فيه.
5- أن أهم دوافع مشاهدة المبحوثين لبرامج اكتشاف المواهب عبر الفضائيات الخاصة، حيث جاء في الترتيب الأول التسلية والمتعة بنسبة 77,8% كأهم الدوافع الطقوسية، وهذا يدل على أن مشاهدة المبحوثين لتلك البرامج يكون بدافع الهروب من الضغوط اليومية التي يجدونها في يومهم فيلجأون لمثل هذه البرامج للترويح والتنفيس عما بداخلهم بهدف التسلية والترفية في المقام الأول
6- أما فيما يخص االإشباعات كشفت الدراسة أن (يزداد شعوري بالسعادة نتيجة مشاهدتي للبرنامج) في الترتيب الأول بنسبة 74% كأهم الإشباعات المتحققة، بينما جاء في الترتيب الأخير عبارة (تزداد مقارنة نفسي بالمتسابقين الذين أشاهدهم في البرنامج) بنسبة 61% وذلك لأن مشاهدة تلك البرامج تخفف القلق والتوتر، ونسيان الهموم والمشاكل؛ لذلك يتحول الجمهور إلى هذه الأنواع من البرامج التي تجلب الاسترخاء والبهجة.
7- فيما يخص النسق القيمي وتأثير البرامج علي الجمهور ففيما يتعلق بالقيم الجمالية جاءت عبارة (تتميز استوديوهات برامج اكتشاف المواهب بمستوى عالٍ من الإبداع والتناسق في الديكور) في الترتيب الأول بنسبة 88,33%، بينما جاءت عبارة (يتعرض المتسابق في برامج المواهب للسخرية والنقد السلبي بطريقة غير لائقة) في المرتبة الأخيرة بنسبة 67,67%
8- بينما يلاحظ فيما يتعلق بالقيم الدينية والأخلاقية جاءت عبارة (تعكس برامج اكتشاف المواهب قيمَ المحبة والتسامح والسلام بين الشعوب) في المرتبة الأولى بنسبة 81% بينما حصلت عبارة (تهتم برامج اكتشاف المواهب بالمناسبات الدينية وتحتفل بها) في المرتبة السادسة والأخيرة بنسبة 68%
9- ونجد فيما يتعلق بالقيم الاجتماعية جاءت عبارة (تعكس برامج اكتشاف المواهب قيمه الطموح والتحدي بين المتسابقين) في المرتبة الأولى بنسبة 84,67%، بينما جاءت في المرتبة الأخيرة (تراعي برامج اكتشاف المواهب العادات والتقاليد الاجتماعية) بنسبة 74%
10- ثبت صحة الفرض الأول جزئيا بوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط استجابات المبحوثين حول الحرص علي متابعتهم لبرامج اكتشاف المواهب، ونوعية مشاركتهم، ودوافعهم تجاه تلك البرامج، والإشباعات المتحققة منها وفقًا للمتغيرات الديموغرافية.
11- ثبت صحة الفرض الثاني القائل بوجود علاقة ارتباطية بين معدل التعرض لبرامج اكتشاف المواهب بالفضائية الخاصة وإدراك المبحوثين لمستوى تأثيرها على النسق القيمي، وتتفق هذه النتيجة مع دراسة مي عمر سعيد الهنيدي (2020)، وأيضًا تتفق هذه النتيجة مع دراسة زكريا إبراهيم الدسوقي (2017) التي أثبتت نتائجها هناك علاقة ارتباطية بين معدل تعرض المراهقين لبرامج تلفزيون الواقع في الفضائيات وتأثيراتها المختلفة عليهم .
12- ثبت صحة الفرض الثالث القائل بوجود علاقة ارتباطية بين دوافع التعرض لبرامج اكتشاف المواهب بالفضائيات الخاصة وإدراك المبحوثين لمستوى تأثيرها على النسق القيمي.، وتتفق تلك النتيجة مع من توصلت إليه دراسة صابر سليمان عسران (1997) والتي تدعم نتائجها العلاقة ما بين دوافع المشاهدة وإدراك المشاهدين لمستوى تأثيرها على النسق القيمي، وأيضًا دراسة سعد ناصر هزيم (2015) والتي تدعم نتائجها بأن هناك علاقة بين دوافع المشاهدة للشباب الجامعي لبرنامج أراب أيدول والآثار الناجمة عن المشاهدة.
13- ثبت صحة الفرض الرابع القائل بوجود علاقة ارتباطية بين الإشباعات المتحققة لبرامج اكتشاف المواهب وإدراك المبحوثين لمستوى تأثيرها على النسق القيمي. وتتفق تلك النتيجة مع دراسة سعد ناصر هزيم (2015) والتي تدعم نتائجها بأن هناك علاقة بين الإشباعات للشباب الجامعي لبرنامج أراب أيدول والآثار الناجمة عن المشاهدة.
14- ثبت عدم صحة الفرض الخامس في الجزء المتعلق بوجود تأثير للعوامل الديموغرافية (الحالة الاجتماعية، النوع، المستوى التعليمي) على إدراك المبحوثين لمستوى تأثيرها على النسق القيمي، في حين ثبت وجود علاقة في الجزء المتعلق بوجود تأثير للعوامل الديموغرافية (العمر) وإدراك المبحوثين لمستوى تأثيرها على النسق القيمي.
توصيات الدراسة:
توصي الدراسة بالاهتمام بالبرامج العلمية كبرنامج نجوم العلوم Star OF Sciences وتبني التليفزيون المصري هذا المجال بالأخص لندرته مع مراعاة القيم الاجتماعية، وبالتالي يمكن ترسيخ قيم العلم والثقافة.
تقترح الدراسة بضرورة التأكد من مصداقية تلك البرامج من حيث النزاهة في اختيار المشتركين والتصفيات بكل المراحل التي يمر بها البرنامج، وسعي لجنة هيئة الحكام إلى التوازن بين النقد والتشجيع، وتقديم تغذية راجعة تهدف إلى تصوير الموهبة الخاصة.
تقترح الدراسة أن هناك حاجة لمراقبة المحتوى الذي توفره برامج اكتشاف المواهب بحيث يتم تحسين المحتوى لتطوير المهارات الفردية وتحسين معرفتهم.
تقترح الدراسة أنه يجب تبني المواهب ورعايتها بدلًا من استغلالها، حتى بعد مغادرتهم البرنامج.