Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
صورة المرأة بين العباس بن الأحنف وابن سهل الأندلسي :
المؤلف
عبدالعال، داليا السيد أحمد إبراهيم.
هيئة الاعداد
باحث / داليا السيد احمد ابراهيم عبدالعال
مشرف / أحمد عبدالحليم سعفان
مناقش / سمير السعيد على حسون
مناقش / عمر عبدالعزيز الحسيني
الموضوع
المرأة في الأدب العربي. المرأة في الشعر العربي.
تاريخ النشر
2022.
عدد الصفحات
مصدر الكترونى (303 صفحة) :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
اللغة واللسانيات
تاريخ الإجازة
1/1/2022
مكان الإجازة
جامعة المنصورة - كلية الآداب - قسم اللغة العربية وادابها
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 303

from 303

المستخلص

”صورة المرأة في الشعر العربـــــــــــــــــي تحتل المرأة عقب الفترات التاريخية مكانة متميزة في وجدان الشعراء العرب ، فبين لوعة وهجاء ، وسعادة وشقاء ، استحوذت النساء على قلوب وألباب الشعراء ، الذين راحوا يطلقون العنان لأقلامهم لترسم صورا بديعة الحسن حينا ، ومغرقة في المعاناة والوحشة أحيانا . ويري البعض أن وضع المرأة في الشعر العربي لم يتغير، وظل علي حاله لسنوات طويلة ولم يشهد أي تطور من العصر الجاهلي إلي العصور الإسلامية الأموي والعباسي ، سواء كان في بلاد المشرق أو بلاد المغرب والأندلس ، بل يري العديد من النقاد أن الشعر العربي بشكل عام أغرق نفسه في وصف جزيئات وتفاصيل دقيقة بالشكل الذي يثير رغبات الرجل البيولوجية أكثر من إثارة عواطفه الروحية السامية . وهنا ظهر جوهر الرسالة التي باتت تبحث عن الموازنة بين شاعرين متألقين في رسم صورة المرأة ، ولكن الصورة ربما تختلف عند الشاعرين نظرآ لتغير المكان والزمان والبيئة الجغرافية ، وهو ما يجعل قضية الموازنة في حرج : لأن بعض النقاد يرون أن الموازنة تتطلب تشهابه المعادلة من حيث الأركان ، والشروط، والإختلاف الوحيد يكون في المعاني الجوهرية في بيان الصورة الشعرية لدي الشاعرين . لذا حرصت الباحثة في الوصول إلي دراسة الموازنة والمفاضلة والمباينة ، فيما بينهم من حيث ملامح صورة المرأة في شعر العباس بن الأحنف وابن سهل من اختلاف المباني والمعاني واختلاف هذه الملامح يرجع إلي الإعتقاد والبيئة التي يعيش فيهما كل منهما ، فالعباس وقف وراء الستار الذي أصابة بالخل حتي جعله في حرج مما جعله لا يبوح بإسم محبوبته الصريحة ، وسماها (فوز) بهذا الاسم إخفاء لحقيقتها وهناك رأي للباحثة العراقية د.عاتكة الخزرجي يقول : أنها عُلية بنت المهدي أخت هارون الرشيد وكنى عنها العباس باسم (فوز) لمكانتها العالية عشقها الشاعر لجمالها الساحر الذي خلب لبه وفؤاده وجعله يتغزل فيها ويلجأ في وصفها بما لا يصل أو يطوله البشر من سحر وجمال ، وهذا الجمال يجعلها آية للناس ، فهي كالقمر الذي يشع نوراً كما عبّر في الأبيات الساحرة الآتية في وصفها قائلاً : يا مَنْ يُسائلُ عن فوْزٍ وصورَتِها *** إنْ كنتَ لَمْ تَرَها فانظُرْ إلى القَمَرِ كأنَّما كانَ في الفردَوسِ مسكَنُها *** صارَتْ إلى النّاسِ للآياتِ و العِبَرِ لَمْ يخلقِ اللهُ في الدّنيا لها شَبهاً *** إنّي لأحْسـَبُها ليسَـتْ مِنَ البَشرِ وتُظهر المقارنَةُ بين الشاعرين في الدراسة أنفة الذِّكرِ في فوارقَ ذات دلالةٍ بيِّنة على ميلِ العبّاسِ إلى الأوزانِ الخفيفة ذاتِ البُحورِ القصيرة، إذ بلغت نسبَةُ هذه البحور (الوافر والرّمل والخفيف والسّريع والمتقارب والهزج والرّمل) 50%، وبلغت البحور الطّويلة (الطّويل والكامل والبسيط) 50% أيضاً، ولهذه النسبة تعليلاتٌ كثيرةٌ ليسَ أهمَّها كونُ شِعرهِ مِمّا غُنِّيَ بهِ بكثرةٍ في عصرِه، بلْ إنّ لبيئَتِه الحضاريّةِ في بغداد أكبرَ الأثرِ في اختيار هذه الأوزانِ الخفيفةِ لشعرِه، ناهيكَ عنْ تلكَ الرِّقَّة التي تبرُزُ في شعره الذي خاطب به حبيبَتَه المرفّهة المتعلّمة. ولا بدَّ - ليتمَّ لنا في الحديثُ عن موسيقى العبّاسِ في شعرِه - من استِبطانِ ما في شعرِه من موسقى داخليّة تَنْضافُ إلى موسيقاه الخارجيّة بالتّركيزِ على التّنغيمِ الذي يحملُ كلُّ صوتٍ منهُ مقدارا ولونا خاصًّا، فنراهُ يتّكئُ على خصائص الحروفِ الصّوتيّةِ لحروف الصّفيرِ في قَوْلِهِ مثلاً: أيا ســــــيِّدَةَ النّـــــاسِ لقدْ قطّعتِ أنفاسي ويا ديباجَةَ الحُسنِ ويا رامُـشْـــــــنَةَ الآسِ ويَنضافُ إلى موسيقى الحروفِ لونٌ آخر من الموسيقى الدّاخليّة، تلكَ هي التي تقومُ على حواريّة السامِع؛ فالعبَاسُ يستَرِق السّامِعَ أحياناً ليُشرِكه معه في بناء الفكرة في حِوارٍ خفيفٍ، ويسرُدُ عليهِ فكرتَهُ وهو موقِنٌ أنّه امتلَكَ عليهِ سمعَهُ وفِكرَهُ، ومنَ المُلاحَظِ أنَّ العبّاسَ لمْ يكَدْ يرسُم صورةً واحِدَةً لجمالِ فَوْز، بل حاولَ كلّ جهدَه أنْ يخفي هذه الصّورةَ بلا ملامِحَ، وهو منسجِمٌ في ذلك مَعَ تعميتِه اسْمَها أو شَخصَها، أمّا نهجُ العبّاسِ في تصويرِ جَمالٍ فَوْز فهو موغِلٌ في التعميَةِ، ولجأ فيهِ إلى قرْنِها بما لا يَطُولُه البشرُ من جَمالٍ، ويكتَفي فيهِ بجَعلِها آيةً للناسِ، فهي القمر نوراً، ولم يُخْلَقْ لَها مثيلٌ، بل لكأنّها خَلقٌ آخر: يا مَنْ يُسائلُ عن فوْزٍ وصـــــــورَتِها إنْ كنتَ لَمْ تَرَها فانظُرْ إلى القَمَرِ كأنَّما كانَ في الفردَوسِ مسكَنُها صـــارَتْ إلى النّاسِ للآياتِ والعِبَرِ لَمْ يخلقِ اللهُ في الدّنيا لها شَـبهاً إنّي لأحْسَــــبُها ليسَـــتْ مِنَ البَـشرِ ويميلُ العبّاسُ أحياناً في رسمِ الصّورةِ إلى السّردِ، فإنْ أحسَّ قُرباً من أولئكَ الغزِلينَ في صوَرِهِمْ لمْ يلبَثْ أنْ يعودَ إلى طبيعتِه الجاذبة، قالَ يصوِّر سُهادَه: ونهج العبّاس بن الأحنف في كتابته للشّعر منهجًا تفرّد به فلم يكن بالعذريّ الصّرح بوحدانيّة المحبوبة والإخلاص حتّى الموت، ولم يكن المولع بالجواري والقيان لمجونه وأهوائه الغرائزيّة فجاءت ألفاظه عذبة رصينة، ولم يخرج في شعره عن حياض الغزل والشّكوى والذّاتيّة، فما كان بالهجّاء ولا المدّاح المُتكسّب. فكان من الشّعراء الّذين تخصصوا بالغزل أطالوا فيه وصوّروا معاناته وشكواهم فيه وكمدهم وشواظ وشظف عيشه، فبرع بالاستعارات التّمثيلية والتّشابيه الحكائيّة ومَسرحة الحوار مع روابط الحبّ من قلب وروح ونفس؛ ولعلّ من أبرز خصائص شعره: التزام العفة والألفاظ الغزلية العذرية المُتأمّل في شعره يلحظ ابتعاده عن اللّفظ النّابي والدّلالات الفاحشة للغزل؛ إذ إنّه لم يتعرّض لمحاسن المرأة في غزله للشّهوانيّة الماجنة فجاء صادق الحبّ عفيف اللّفظ.
أما أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي (605 هـ / 1208 - 649 هـ / 1251)، من أسرة ذات أصول يهودية. شاعر كاتب، ولد في إشبيلية واختلف إلى مجالس العلم والأدب فيها. انصرف إلى حياة اللهو والمتعة وما يتصل بهما من شعر الغزل والخمر والموشحات، واختُلف في إسلام ابن سهل، ومعظم كتب التراجم القريبة من عهده تقول إنه أسلم، وتستدل بقصائد المدح التي نظمها في الرسول ص ، وليس لدى من يرد إسلامه سوى تأويلات لبعض شعره وتشكيك في إكثاره من اسم «موسى» في غزلياته. انصرف إلى حياة اللهو والمتعة وما يتصل بهما من شعر الغزل والخمر والموشحات، حتى غدا «شاعر إشبيلية ووشاحها». دفعه سوء الأحوال السياسية إلى مغادرة إشبيلية مع بداية العقد الخامس من القرن السابع إلى جزيرة منورقة، حيث قضى فيها نحو سنة أو يزيد بقليل. وفيها قال أولى قصائده المدحية في أبي عدنان بن حكم صاحب منورقة . ثم غادرها إلى سبتة،على اختلاف في كتب التراجم بين من يقول بعودته إلى إشبيلية أولاً وبين من لا يثبت له رحلة إلى منورقة أصلاً. والأرجح أنه زار إشبيلية قبل انصرافه إلى سبتة ، لوجود قصيدة له يمدح فيها الشيخ أبا فارس الفتح بن فارس بن أبي حفص والي إشبيلية سنة 643 هـ . قصورٌ في الخيال، وقِلَّةٌ في الآراء، وتكرارٌ للمَعاني، حتى لَتستطيعُ أنْ تُعْطِيَ حُكمًا عنه بقراءةِ قصيدةٍ واحدةٍ له، وفيما وصلَ إلى يدي من موشَّحاته بعضُ تعقيدٍ لفظيٍّ سَلِمَ منه شعرُه . ”