الفهرس 
المـقـدمــةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 172 |  |  |
| | | from | 172 | | |
المستخلص
التصوف ظاهرة عامة عالمية وليس فرقة من الفرق أو مذهب من المذاهب لايقتصر علي أمة من الأمم أو شعب من الشعوب فلا يقتصر علي فترة زمنية واحدة وذلك لتعلقه بالاخلاق وتقويم السلوك الخلقي فالتصوف نزعة روحية , وخواطر قلبية وقيم أخلاقية, وتشوق وجداني وطهارة نفسية وبدنية من كل خُلق سىء وروحانية إلاهية وإخلاص في عبادة الله الواحد الأحد , الفرد الصمد منهجه التقوي وقوامه الزهد ويمثل التصوف النزوع من ملذات الشهوات والتخلي عنها وهذا ماينطبق علي التصوف السني الإسلامي بمعناه الصحيح.فهو لدي جميع الديانات السماوية, والديانات الوضعية: كالهندوسية والزرادشتية والبوذية و المانوية..... وغيرها والديانات السماوية التوحيدية فهي في أصلها ترفض الطريق الصوفي الذي ينتهي إلي تحقيق الاتحاد أو الحلول أو الفناء, أو ماشابه ذلك من أوضاع تؤدي إلي تعريض تنزيه الإلوهية للخطر, وتخلط الإنسانية بالإلوهية (أي الحلول والإتحاد اللاهوتي), ولا تضع حداً فاصلاً بين الإنسان والإله فالإسلام وضع الحد الفاصل بين الخالق والمخلوق واعتبر طاعة المخلوق للخالق ”عز وجل” الوسيلة الوحيدة للإتصال بينهما.وظهر في الإسلام نظام صوفي غير سني قال بوحدة الوجود والإتحاد والحلول فالظاهرة الصوفية بمعناها هذا في الإسلام ليست من طبيعته الأصلية أما في اليهودية فلم تتسم بالروح التصوفية بالمعني الزهدي والأخلاقي القائم علي الرهبنة كما في المسيحية والمجاهدة وقمع شهوات النفس كما في بعض الاتجاهات الإسلامية, وإنما ظهر التصوف الفلسفي المتطرف متمثلاً في الكتابات القبالية. والقبالاة اليهودية هي ضرب من ضروب الغنوصية اليهودية التي تحاول الكشف عن أسرار الكون و الإلوهية فهي ظاهراً تعني ”التصوف ” اما في حقيقتها تتخذ التصوف ساتراً فهي ترتكز علي التأويلات الباطنية حيث يعد التصوف اليهودي تفسيراً باطنياً لأسفار العهد القديم ويعد الزوهر هو المصدر الرئيسي للتصوف اليهودي ففي اليهودية ظهرت فرق صوفية قوية مثل الحسيديم والأسيسنيين والتي طورت لها نظامها الديني الخاص بها كالحلول والاتحاد وتناسخ الأرواح فهذه الظواهر تشير إلي وقوع تأثير صوفي علي هذه الديانة أتي لها في معظمه من ديانات الشرق الأقصى حيث تتصف هذه الديانات في معظمها بأنها ديانات تصوف تعتمد علي الطريق الصوفي كوسيلة لتحقيق الخلاص, هذا وقد عملت علي وضع وتطوير نظماَ للرهبنة والزهد والتقشف كتطبيق عملي لفكرها الصوفي حيث تنظر هذه الديانات إلي الإنسان انه مخلوق تعس وشقي وجاهل بطبيعته الحقيقية.فمثلاً من خلال التناسخ تصل إلي النيرفانا من خلال الكارما فالديانات الشرقية لعبت دوراً هاماً وبارزاً في توجيه الفكر الديني اليهودي فأستقت القبالاة اليهودية في جانبها العقائدي مثل عقائد الحلول والتجسد فإذا كانت القبالاة قد تأثرت بالمفاهيم الحلولية التلمودية وبالتوراة في توجيهاتها الباطنية, وطقوس السحر والشعوذة ومبدأ السرية فكذلك تأثرت بالديانات الشرقية مثل التناسخ بالهندوسية, فكرة الخير والشر وإله النور والظلام بالديانات الثنائية مثل الزرادشتية والمانوية, وفكرة الزهد والتقشف والتصوف من الفلسفة البوذية ومفهوم الخلاص, والخير والشر في الفكر الغنوصي – تأثرت به القبالاة اليهودية وتأثرت بأفكار الصابئة (عبدة النجوم والكواكب) ولقد انبثقت من القبالاة عناصر وفرق تصوف يهودي حيث الحسيدية في القرن الثاني عشر الميلادي التي تمثل النزعة الصوفية الباطنية اليهودية أصلاً من أصول معتقداتها حيث اشتغلوا بالسحر والشعوذة واستمدوا أفكارهم من التصوف القبالي والاستيطان في فلسطين من الواجبات المقدسة , وتعد الحسيدية سلفاً للأسينية.فالأسينيون عُرفوا بتشددهم في الإلتزام بالشريعة اليهودية وهناك فرقة يهودية قديمة تعد مزيجاَ بين اليهودية والنصرانية وهي فرقة الأبيوئين (الفقراء) التي عُرفت بالزهد والتقشف وفرق يهودية حديثة كيهود الدونمة حيث أظهروا الإسلام و أبطنوا عقيدتهم وإيمانهم باليهودية وكان للقبالاة تأثير عند بعض غلاة الباطنية في البيئات الإسلامية مثل غلاة الشيعة كالناصيرية والدروز.أولاً :أهمية الدراسة : تتجلي أهمية الدراسة في عدة نقاط أهمها:-1- إلقاء نبذة موجزة عن بعض الديانات الوضعية في آسيا مثل الزرادشتية – الهندوسية 2-إبراز دور القبالاة اليهودية في قدرتها علي صياغة العقلية اليهودية داخل المجتمع اليهودي فكرياً وعقائدياً 3- إظهار كيفية تأثر التصوف اليهودي بالديانات الشرقية 4-إلقاء الضوء علي الغنوصية الصابئة والأبيونية 5-تسليط الضوء علي عقيدة تناسخ الأرواح عند غُلاة الباطنية في البيئات الإسلامية.