الفهرس 
مقدمةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 231 |  |  |
| | | from | 231 | | |
المستخلص
إن دراسة المشترك الديني بين الأديان، مهمة لكل إنسان في هذه الحياة خاصة خلال هذا الزمان، لأنها تقدم للإنسان تصوراً شاملاً للحياة كلها بما فيها ومن فيها، وتصل ماضينا بحاضرنا، ومستقبل الإنسانية أيضاً: دينياً، وروحياً، ومادياً.كما أن دراسة المشترك الديني، تعمل على خدمة الإنسانية جمعاء، فالدين لا يقتصر على علاقة الإنسان بخالقة فحسب، إنما هو نظام حياة ومنهج للمجتمع، ومن هنا يتوجب على أبناء الأمة توظيف طاقاتهم الذهنية والفكرية لفهم النصوص الدينية فهماً صحيحاً لتقديم مشاركة دينية سليمة تُزيل ما لصق بالدين من فساد الجهل والأهواء المريضة والنزعات المصلحية، فتزيل من المشاركة الدينية لُّوثة الماضي وأسباب النزاع، وتنشد بجهودها الجادة والمتواصلة الإصلاح، والتسامح، وتطهير القلوب...لا شك أن اظهار المشترك الديني بين الأديان من المقولات التي ظهرت على الساحة في الآونة الأخيرة، حيث لم نر ولم نسمع أن أحداً من علماء نادى بمثل هذه الدعاوى، لذا كان لزاماً إظهار هذه الأمور الدينية المشتركة بين الديانتين اليهودية والمسيحية.إن الواقع المعاصر وما يجرى فيه من أحداث وأزمات وحروب وغيرها من المواضيع وعلاقتها بالأحداث الدولية العالمية خاصة الحروب الدينية، كانت هي الموجهة لي في الاهتمام بهذا الموضوع والبحث عن المشترك الديني بين الديانتين.كما أن الاختلاف في الدين كان سببًا في الصراعات والنزاعات على مر العصور رغم أن الدين الذي جاء به الأنبياء واحد، وهذا يدفعني إلى دراسة المشترك الديني بين اليهودية والمسيحية، للبحث عن المشترك بينهما لاسيما القيم والأخلاق الإنسانية التي نحن في حاجة إليها اليوم أكثر مما مضى، واستثمارها للدخول في السلام وتجنب مآزق الحروب والصراعات. وللمشترك الديني أنماط مختلفة صار واجباً ذكرها حتى نحدد كنه هذا المشترك وحقيقته، فاللفظ يحتمل أكثر من معنى، وسأذكر بعض هذه المعاني على النحو التالي:(أ) إن كان المشترك عقدياً: فقد بحثت عن مدى اتفاق تلك العقائد أو اختلافها، كل من مصادره أو مراجعه سواء في جانب الإلهيات أو النبوات أو السمعيات من خلال أركان الإيمان وتاريخ الديانتين.(ب) إن كان المشترك شرعياً: فسأستعرض بعض أركان العبادات المفروضة في الشرائع اليهودية والمسيحية مبرزاً نقاط الاتفاق والاختلاف العامة بينهما.(ج) إن كان المشترك أخلاقياً: فهو أحد أمرين إما أن يكون المراد التخلق بأخلاق السابقين، وإن كان غير ذلك فهو مرفوض قطعاً، وكلاهما ستظهره الدراسة، حيث تعتبر الأخلاق جانبا حيويا وهاما في كل رسالة سماوية، ولم تكتف الديانتين بتصحيح العقائد، والشرائع بل وصل اهتمامها بالأخلاق إلى أن المناداة بها ظهر مقترنا بظهور الدعوة، لأن الأخلاق جزء من التوحيد وعبادة الإله كما يرددون بذلك دائماً.(د) إن كان المشترك إنسانياً: فنحن مأمورون بالمشاركة مع بني جنسنا بالعدل معهم وإسداء المعروف إليهم، وإنصافهم وإسداء الخير لهم.غير أنه نودي في الفترة الماضية بفكرة تدعو للوحدة بين الديانتين اليهودية والمسيحية، فلما لم تنجح الفكرة نادوا بأنه إذا لم يمكن توحيد الأديان فيمكن التقارب المشترك بينهما في إله واحد وتشريع متقارب وأخلاق متقاربة ونحوه، ومن هنا كان سبب اختياري لهذا الموضوع وهو بعنوان: (المشترك الديني بين اليهودية والمسيحية)، دراسة مقارنة.وتتلخص أهمية الدراسة في النقاط التالية: تكشف الدراسة عن جوانب روحية في اليهودية والمسيحية، وتؤكد الدراسة أن الروحانيات في المسيحية ترتبط باليهودية في حب الإله، وحب الأنبياء والرسل، وحب البشرية جمعاء، وهذه الدراسة تصل بين اليهودية والمسيحية بعضها البعض من خلال المشترك الديني، وإمداد القارئ بعمق الفهم والوعي الديني داخل المجتمع اليهودي والمسيحي من خلال المشترك الديني، وتبصير العالم الإسلامي بالقواسم المشتركة بين اليهودية والمسيحية، وبيان أن الأصل في وحدة الديانتين اليهودية والمسيحية هو الإيمان بالإله، في حين لم تكن هناك حدود تفصل بينهم، كما تهدف الدراسة إلى الانطلاق من نقاط مشتركة بين الديانتين اليهودية والمسيحية من خلال العقائد والشرائع والأخلاق، والنظر في المشترك الديني بين الديانتين، والوقوف على بعض الأحكام المشتركة من خلال الكتاب المقدس، والتعرف على الجوانب المختلفة بين الديانتين