الفهرس | يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام |
المستخلص هذه الدراسة التاريخية تعتمد على المقارنة بين نموذجين لمجتمعين بحر متوسطيين مرا بأزمات سياسية كبرى في النصف الثاني من القرن العشرين، إذ شهد الأول صراعًا سياسيًّا تحول إلى حرب أهلية ألا وهو المجتمع اللبناني، بينما شهد الثاني اضطرابًا سياسيًّا داخليًّا شديدًا، أدى إلى فقدان الثقة بين الدولة والمؤسسات السياسية غير الرسمية في أعقاب التحرر من الاستعمار ونقصد به المجتمع المغربي. وبدراسة محاولات تطبيق العدالة الانتقالية في كل من لبنان والمغرب، وباستخدام أدوات التحليل التاريخي من منظور اجتماعي وسياسي، نحاول الوصول إلى نتائج نستوضح منها ظروف هذين المجتمعين في أعقاب صراعات سياسية كبرى عصفت بهما. وتحاول هذه الدراسة التاريخية المقارنة بين المحاولات المختلفة لتطبيق العدالة الانتقالية فيما بعد الأزمات، وفي إطار ذلك يُعرف مفهوم العدالة الانتقالية، ووضع لبنان خلال الحرب الأهلية وصولًا إلى اتفاق الطائف، والمغرب خلال سنوات الرصاص والمصالحات التي تمت بعدها، ومحاولات الوصول إلى مصالحة مجتمعية عن طريق محاولات تطبيق آليات العدالة الانتقالية؛ وذلك في أعقاب الأحداث التي حدثت في كلا البلدين. وتطرح الدراسة عدة أسئلة حول كلا من تجربة المغرب ولبنان، محاولة التوصل إلى نتيجة حول مدى نجاح كلا منهما في تطبيق آليات العدالة الانتقالية كاملة، ومحاولة التوصل إلى نتائج تلك المحاولات وتحليلها. ويتناول هذا البحث تاريخيًّا معنى العدالة الانتقالية ومدى تأثيرها والعقبات التي تواجه تطبيقها، ومحاولة معرفة ودراسة مدى تأثير آليات العدالة الانتقالية والعقبات التي تؤثر على الانتقال إلى الاستقرار في المجتمعات عقب الأحداث الاجتماعية التي تحمل تأثيرًا كبيرًا على مختلف مجموعات المواطنين، مثل انتهاء الحروب الأهلية أو الانتقال من حكم شمولي إلى حكم ديموقراطي أو نظام الفصل العنصري. وتحاول هذه الرسالة العلمية تناول مفاهيم العدالة الانتقالية بالدراسة والتوضيح، إذ أنها مفاهيم ومصطلحات جديدة نوعًا ما ومستحدثة في مجال الدراسات التاريخية والإنسانية، كما أنها من المفاهيم التي تهدف إلى إعادة ترابط المجتمعات بعد مرورها بأزمات كبرى، وهو ما قد يحمل بعض الإفادة في كتابة تاريخ المنطقة وأسباب الأحداث التي تعيشها دول البحر المتوسط حاليًّا. وبذا تستهدف الرسالة تناول هذا الموضوع من خلال ما يعرف بالدراسات البينية، إذ تجمع بين موضوع سياسي يُتناول بمنهج الدراسات التاريخية والتاريخ الشفوي ويتقاطع أيضًا مع دراسات ما بعد الصراعات، ودراسات حل النزاعات. |