الفهرس 
مشكلة الدراسةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 150 |  |  |
| | | from | 150 | | |
المستخلص
على الرغم من أن حالة المزاج السلبي غالبًًا ماتصاحب إحباطات وخيبات الأمل ، فإن الاكتئاب بوصفه اضطرابًا يعود إلى خلل في الوظائف المعرفية ، وتكون هذه الأعراض مصحوبة بتدهور معرفي وسلوكي وانفعالي ونفسي واضح ، فالمكتئبون لديهم خلل في أدائهم الوظيفي لأعمالهم .
ويُعد الاكتئاب الجسيم واحدًا من أكثر مايؤدي إلى الشكاوي المرضية المقدمة للمتخصصين في الصحة النفسية ، وتحدث بدايات الاكتئاب الجسيم في معظم الأحيان في مرحلة المراهقة الوسطى إلى المتأخرة ، ويبدو الخطر المصاحب للحدوث الأول للاكتئاب قليلًا نسبيًا في الطفولة، وكثيرًا في المراهقة، ويبلغ ذروته في منتصف الرُّشد، مع تناقص المعدلات في مرحلة الشيخوخة (عبد الله عسكر، 2015 ).
ونجد أن جودة الحياة مفهومٌ متعدد ونسبي، يختلف من فرد لآخر من الناحيتين التطبيقية والنظرية وفق المعايير التي يعتمدها الأفراد لتقويم الحياة ومطالبها ، والتي غالبًا ما تتأثر بعدة عوامل تتحكَّم في تحديد مقوّمات جودة الحياة ، كالقدرة على التحكّم ، والقدرة على التفكير، واتخاذ القرار، وإدارة الظروف المحيطة ،والظروف الاقتصادية، والمعتقدات الدينية ، والصحة النفسية والجسمية ، والقيم الثقافية والحضارية التي من خلالها يحدد الأفراد الأشياء المهمة التي تكون طريقًا لتحقيق سعادتهم في الحياة ( هبة السيد : 2016).
ومن جانب آخر، فإن المساندة الاجتماعية ، هي شعور الإنسان بالدعم بأي صورة من صور الدعم والمساندة، سواء أكانت مساندة (نفسية-اجتماعية–مادية) أو أي من صورها ، ذلك الشعور يثير في النفس الإنسانية الاحساس بالطمأنينة، ومن ثمّ تقليل حدة الألم النفسي والتوتر الناتج عن تعرض الفرد لمشكله ما، أو حدثٍ مفاجئ للفرد، وذلك يُكسب الفرد طاقة تجعله قادرًا على مواجهة الوضع الراهن بقوه أفضل مما كان عليه بمفرده دون مساندة من المحيطين به ، ويعتمد تأثير الدعم والمساندة الاجتماعية على كيفية تفسير الفرد لهذا الدعم .
أهمية الدراسة :
فمن الناحية النظرية؛ تعد هذه الدراسة استجابة لحاجة المجتمع في الوقت الراهن وتكرار الأزمات والضغوط الحياتية التي تتسبب في ظهور مرض الاكتئاب، وما يترتب عليه من مشكلات صحية ونفسية واجتماعية ، كما يمكن أن تسهم الدراسة الحالية في استعادة دور الأسرة في تقديم الدعم والمساندة كسابق هذا العصر ، وتوضح أهمية المؤازرة والرعاية وتقديم العون لمريض الاكتئاب، ليستعيد قَدْرِه وقيمته لذاته وللمحيطين به ( في الأسرة أو زملاء العمل ) .
أما من الناحية التطبيقية، فيمكن أن تفيدنًا هذه الدراسة في توفير معلومات عن طبيعة حياة مريض الاكتئاب إذًا ما حظي بالقدر الذي يحتاج إليه من المساندة الاجتماعية والعون من المحيطين به من الأهل والأصدقاء .
والتخطيط لبرامج علاجية أو إرشادية بهدف تقديم المساندة الاجتماعية والعون للأفراد المحيطين بمريض الاكتئاب.
هدف الدراسة :
هدفت الدراسة إلى التعرّف على العلاقة بين جودة الحياة والمساندة الاجتماعية لمرضى الاكتئاب ، ومعرفة أثر جودة الحياة على مريض الاكتئاب ، وأثر المساندة الاجتماعية على مريض الاكتئاب .
فروض الدراسة :
1- توجد علاقة ارتباطية إيجابية دالة إحصائيًا بين المساندة الاجتماعية، وجودة الحياة لدى العينة المختارة من مرضى الاكتئاب .
2- توجد علاقة ارتباطية سلبية دالة إحصائيًا بين المساندة الاجتماعية ومستوى شدة الاكتئاب لدى العيّنة المختارة من مرضى الاكتئاب .
3- توجد علاقة ارتباطية سلبية دالة إحصائيًا بين جودة الحياة، ومستوى شدة الاكتئاب لدى العينة المختارة من مرضى الاكتئاب .
4- توجد فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في كلٍ من ( جودة الحياة – المساندة الاجتماعية ) لدى العينة المختارة من مرضى الاكتئاب .
إجراءات الدراسة:
1- المنهج:
استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي، لأنه المنهج المناسب للدراسة الحالية.
2- العينة:
طُبِّقت الدراسة على عيّنة مكونة من مرضى الاكتئاب الأساسي، الذين تمّ تشخيصهم طبيًا بمرض الاكتئاب ، وتم اختيارهم بطريقة قصدية وفقًا لمتغيرات ( العمر – مستوى التعليم – الحالة الاجتماعية – ذكور وإناث )
3- أدوات الدراسة :
استخدمت الدراسة الأدوات التالية :
- مقياس بيك للاكتئاب.
- مقياس جودة الحياة.
- مقياس المساندة الاجتماعية .
الأساليب الإحصائية المستخدمة في معالجة البيانات:
تمت معالجة بيانات هذا البحث باستخدام الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (version 21 SPSS) من خلال ما يلي:
1- المتوسط الحسابي والانحراف المعياري.
2- اختبار ( ت ) لحساب الفروق بين الذكور والإناث.
3- معامل الفًا كرونباخ لحساب ثبات الاختبارات.
4- معادلة التصحيح سبيرمان براون ومعادلة جتمان لحساب الثبات بطريقة التجزئة النصفية للاختبار.
5- معامل ارتباط سبيرمان براون .
توصّلت الدراسة للنتائج التالية :
1. توجد علاقة موجبة دالة إحصائيًا بين المساندة الاجتماعية وجودة الحياة لدى الذكور والإناث والعينة الكلية، أي أنه كلما زادت المساندة الاجتماعية ، زادت جودة الحياة لدى الذكور والإناث والعينة الكلية.
2. عدم وجود علاقة دالة إحصائيًا بين المساندة الاجتماعية ومستوى شدة الاكتئاب، حيث لم تصل معاملات الارتباط بينهما لمستوى الدلالة في العينة الكلية والذكور والإناث.
3. وجود علاقة عكسية دالة بين جودة الحياة وشدة الاكتئاب لدى العينة الكلية عند مستوى (0.004)، ولدى الإناث عند مستوى (0.006) ، أما لدى الذكور فلايوجد دلالة .
4. عدم وجود فروق دالة إحصائيًا بين الذكور والإناث في كل من المساندة الاجتماعية وجودة الحياة ، حيث تبيّن أن قيمة ت بلغت (1.50) في متغير المساندة الاجتماعية ، كما بلغت قيمة ت (0.42) في متغير جودة الحياة، وهي قيم غير دالة إحصائيًا .