الفهرس 
الفصل الاول التعريف بالامام ابن القيميوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 290 |  |  |
| | | from | 290 | | |
المستخلص
إن فقه المقاصد هو فقه حي يعيد تشكيل العقل المسلم ويرتب أولوياته ، فيصبح عقلا مقاصديا محدد الأهداف متجاوزا مرحلة التلقي والكلالة إلى مستوى ناضج من التفكير والاستدلال والتحليل والنقد والفعالية. وإذا استثنينا بعض أفراد من المذهب الظاهري ، فإن الأمة الإسلامية مجمعة على أن الشريعة إنما هي حكمة ورحمة ومصلحة للعباد في دنياهم وآخرتهم ، وأن أحكامها كلها على هذا المنوال ، ما علمنا من ذلك وما لم نعلمه. وقد تناولت هذه الدراسة إلقاء الضوءعلى اهتمام الإمام ابن القيم بمقاصد الشريعة الإسلامية كلها الضرورية منها والحاجية والتحسينية مع تأكيده أن حفظ الدين هو أهم مقاصدها على الإطلاق ، حيث يعتبر حاجة الناس إلي الشريعة ضرورية فوق حاجتهم إلي كل شيء. وقد أولى ابن القيم مسألة تعليل الأحكام وسد الذرائع والحيل اهتماما بالغا انطلاقا من قناعته بأن كل أحكام الشريعة إنما جاءت لحكم إما جلب مصلحة وإما درء مفسدة واختياره تعليل الأحكام أصلا وعدم التعليل استثناء ، وأن هذه الشريعة جاءت بسد الذرائع وهو تحريم ما يتذرع ويتوصل بواسطته إلى الحرام ، كما جاءت بإبطال الحيل التي تفتح باب الحرام. وقد برع رحمه الله في تناول مبحث الحيل وأحكامها في أكثر من كتاب حيث استطرد فيها وتناولها من جميع جوانبها ومختلف أشكالها ،والتي سماها بالحيل الفقهية ، والتي تقوم على حقيقة أن هذه الحيل تتعارض مع المقاصد.