الفهرس 
الفصل الأول: الطيارةيوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام
 |  | from | 233 |  |  |
| | | from | 233 | | |
المستخلص
تأثرت الديانة اليهودية تأثراً عظيماً بالبيئة الإسلامية، فقد أدت التيارات الروحية التي غمرت هذه البيئة مئات السنين إلى ثورة في الحياة الروحية لليهود المقيمين في الأقطار العربية إذا أن المسائل الدينية التي قتلتها المدارس الإسلامية بحثاً، عرفت طريقها إلى مدارس أحياء اليهود، وقد عظم هذا التأثير أولاً وقبل كل شيء في ميدان الفكر الديني والنظر الفلسفي حيث شعرت المراكز الثقافية اليهودية بالحاجة إلى حل المشكلات الدينية الفلسفية؛ فاتخذ اليهود لأنفسهم مناهج العرب العلمية في فروع الدين والأخلاقيات والنحو وتفسير الكتاب المقدس بل حتى في ميدان الشريعة، كما تغلغلت ظاهرة التأثير إلى قلب العمل الديني، والعبادة الدينية، وفي ضوء هذا كان ثمة تأثير للإسلام كما تفصل الدراسة وتحلل على العبادات اليهودية حيث بدا ظاهراً بطريقتين : الأولى : استيعاب عادات تختص بالعبادة لا أساس لها في التقاليد الإسرائيلية. والثانية : إحياء عادات قديمة اندثرت عند اليهود تحت تأثير أسباب معينة مثل بعض العادات التي هجرها اليهود بدافع العزلة، تم عودتها مرة أخرى إلى اليهودية بتأثير من الدين الإسلامي. مثل غسل الرجلين للصلاة حيث كان التشريع الوارد في تثنية التوراة والذي يقضي بغسل القدمين قبل صلاة الصبح في نظر أحبار اليهود لغزاً محيراً لم يجدوا له حلاً ونشأت هذه الحيرة بسبب الحقيقة القائلة إن هذه العادة التي نحن بصددها ليس لها أساس في الشريعة التلمودية؛ فأخذها اليهود من العبادة الإسلامية، بالإضافةإلى غسل اليدين إلى المرفقين وغسل الرجلين إلى الكعبين مع الرأس وغسل الوجه ومسح الأذنين وما خلفهما والمضمضة والاستنشاق إلى غير ذلك من الأمثلة التي تدل على تأثير الإسلام على العبادات اليهودية،وتكمن أهمية هذه الدراسة فيما يلي : 1- تأصيل المؤثرات الإسلامية في العبادات اليهودية، ليبين أن الإسلام أوسع وأتم في عباداته من اليهودية. 2- تأكيد أن اليهودية هي التي تأثرت في مجال العبادات بالإسلام وليس العكس. 3- إظهار أوجه الشبه والاختلاف بين العبادات اليهودية والإسلامية. 4- توضيح كيف تم التأثير الإسلامي على الفكر الديني اليهودي. 5- كشف الجوانب الروحية بي=ن اليهودية والإسلام وهو مادفع اليهود للأخذ من هذا الجانب في الإسلام.