Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
الشيعة المعاصرون وموقفهم من صحيح البخارى علي الحسيني الميلاني انموذجا :
المؤلف
السنوسي، عادل محمد عامر.
هيئة الاعداد
باحث / عادل محمد عامــر السنـــوسي
مشرف / وجيــــــــــه محمــود أحمـــد
الموضوع
الحديث - صحيح البخارى.
تاريخ النشر
2018.
عدد الصفحات
239 ص. ؛
اللغة
العربية
الدرجة
الدكتوراه
التخصص
الدراسات الدينية
تاريخ الإجازة
1/1/2018
مكان الإجازة
جامعة المنيا - كلية الآداب - الدراسات الإسلامية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 249

from 249

المستخلص

لقد وصلت إلى قناعة بعد مسيرتي في هذا البحث أن هذه الحرب الشعواء التي يشنها الشيعة على كبار علماء السنة ومحدثيها ومصنفاتهم، لم تكن لكشف الحقائق كما يدعون، بل إن القوم هالهم ذلك السبق الذي سجله أهل السنة في علوم الحديث دراية ورواية، وما وضع له من قواعد وأصول لتصحيح الأخبار ونقدها نقدا علميا، حتى أصبحت هذه القواعد من أصح قواعد البحث العلمي المتعلقة بتوثيق الأخبار، فكان من ثمارها ظهور تلك المصنفات العظيمة التي حفظت لنا سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، حتى أضحى علم الحديث مخصوص بأهل السنة وحدهم، لايدانيهم فيه أحد، فكيف للشيعة أن يسلموا ويقبلوا بذلك وهم يفتقرون لتلك القواعد في تصحيح الأخبار سيما أن جل مروياتهم وكتبهم الرجالية غلب عليها التناقض الجلي باعتراف علمائهم، والتي إن طبقت عليها تلك القواعد لن تعدوا كونها أباطيل وخرافات، لافتقارها للسند فكان لزاما عليهم أن يشنوا حربا شعواء لاهوادة فيها على كتب السنة سيما الصحاح منها، ليس خوفا على افتضاح أمر مروياتهم ومافيها من قصور فحسب بل خوفا على ضياع المذهب برمته.
ولعل هذا هو السبب الذي يكمن وراء سعي الشيعة منذ القديم في محاولة بث الشبهات والطعون حول صحاح مصنفات السنة التي ذاع صيتها وتلقاها المسلمون بالقبول، في حين لم يكن للشيعة مصنفات تناظرها صحة ومتانة وقبولا، فكان لابد من محاولة إسقاط مصداقيتها، أو التشكيك فيها
وأجزم أنه لم يصل لمبتغاه، تماما كما لم يصل أسلافه من قبله، وسيأتي من بعده من يكمل مسيرته، وسيظل الشيعة يدورون في هذه الحلقة المفرغة إلى أن يشاء الله.
النتائج
يمكن تلخيص مــــــا توصلت إليه من نتائج من خلال مسيرتي في هذه البحث في الأتي:
1. أن الشيعة الإمامية قد انفردوا عن سائر قرق الأمة الإسلامية برفضهم جميع ماورد عن الصحابة رضوان الله عليهم من أخبار تروي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، بل وحصروا الدين في مرويات نسبوها لأئمتهم الذين ادعوا لهم العصمة والولاية، فجعلوا أقوالهم وأقوال الرسول سواء بسواء، بل ليتهم قد أعاروا اتصال السند أو عدالة الـرواة جانبا من الاهتمام فكانت أغلب مروياتهم مراسيل وأغلب أسانيدهم منقطعة.
2. أن النهوض لكتابة علوم الحديث عند الشيعة كان بسبب تعيير المخالفين لهم وليس من أجل تمييز الصحيح من السقيم، فقد اضطروا لذلك لرد الاعتبار إلى بعض مروياتهم، حيث شعور كثير من منهم بضعف أصولهم، بل نجد إن أكثرهم ثقة اتجه بالنقد لكتب أهل السنة ليبينوا أننا في الضعف سواء، وأنه لا أحد أفضل من أحد، غير أن المفارقة أن المتتبع لكتبهم الحديثية يجد أن تقسيم الخبر عندهم إلى صحيح وغيره إنما هو ناشئ من احتكاكهم بأهل السنة، رغم أن الفكر الشيعي يأمر باجتنابهم والعمل بما يخالفهم.
3. رغم تتبع لكثير من مصنفات الشيعة إلا إنه وللأسف لايمكن العثور على مصنف واحد للأحاديث الضعيفة والموضوعة بخلاف مصنفات السنة حيث تكتظت بها المكتبات الإسلامية قديماً وحديثاً، ولكن العجب يزول بالنسبة للشيعة وذلك لأن مذهبهم بُني على الأكاذيب والأوهام، ممايجعل قيامهم بهذه الخطوة سيؤدي بالتأكيد إلى انهيار المذهب برمته.
4. إن المتتبع لمعرفة طريقة الإمامية في التصحيح والتضعيف للمرويات توقعه في حيرة من أمره، ذلك أن علم الحديث دراية ورواية لا ضابط له عندهم وهم معذرون فيه لأن جل مروياتهم لا تصمد تحت مجهر علم الحديث، ومن علامات ذلك أنهم يحتجون بمرويات غيرهم إذا كانت مؤيدة لما يعتقدون، حتى وإن كانت ضعيفة، ولايقبلونها إن كانت ضد معتقدهم وإن كانت صحيحة.
5. أن أحوال رجال الشيعة وتضاربها بشهادة علمائهم يخبر بفساد حال كثير من رواتهم، وفساد حال الرواة يخبر بفساد المرويات، وفساد المرويات يخبر بفساد جل كتب الشيعة التي قام على أساسها المذهب، فكيف لمذهب يقوم على رواة كذابين مجهولين بل وأحيانا ملعونين شعارهم النفاق ودثارهم التقية، وقد اعترف شيخهم الحر العاملي بذلك حيث قال ” يستلزم من اشتراط العدالة في الرواة، ضعف جميع أحاديثنا، لعدم العلم بعدالة أحد من الرواة إلا نادرا” .
6. إن صمود كتب الصحاح لأهل السنة ولاسيما صحيحي البخاري ومسلم أمام تلك الحملات الشرسة تعد دلالة واضحة على أن هذه المصنفات قد عني بها مصنفوها عناية فائقة وأنها مبنية على قواعد دقيقة وأسس سليمة، ضمنت لها الصمود طيلة الفترة الزمنية السابقة، حتى أضحى المسلمون يزدادون يقينا بصحة ماورد فيها حيث لم يستطع أحد النيل من مصداقيتها فضلا عن إسقاطها أو التشكيك بما فيها.
7. أمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري ثقة حجة ثبت في الرواية جبل في الحفظ، وعلي الحسيني الميلاني أقل وأعجز من أن يطعن فيه أو يشكك في مصداقيته، فقلة بضاعته هو وأسلافه في علوم الحديث يجعل من انتقاداته لا قيمة لها لأنها لم تؤسس على أسس علمية، حيث تم خلط تلك الانتقادات بكثير من الأكاذيب والافتراءات، وتحميل النصوص ما لا تحتمل، إضافة أن أغلب تلك الانتقادات لم تكن سوى نسخا عن كتب من سبقه، كما فعل الميلاني بنقله عن الأصبهاني والنجمي وغيرهم، فإن كان هذا قصارى جهده وعلمه فكيف يتسنى لمثله أن ينصب من نفسه حكما على إمام بمنزلة البخاري.
8. لا أفترض أن الوازع الديني كان هو الدافع للميلاني من وراء هذه الانتقادات أو حرصه على السنة وتمييز الصحيح والمقبول منها للأخذ به وتحكيمه، ومعرفة الضعيف والمكذوب منها لطرحه بل أكاد أجزم أن هذه الأمور لم تخطرا على باله، حيث يبدو جليا أن المحرك الأساسي لانتقاداته، إنما كان دافعه الهوى والتعصب لأن جل ما انتقده إما له تعلق بأمير المؤمنين علي رضي الله عنه والأئمة، أو بآل البيت، أو بالعصمة والولاية، والدليل على ذلك أن كثيرًا من تلك الانتقادات اعتمدت على نصوص مكذوبة أو ضعيفة جدا، أوهي انتقادات انتقدها غيره وتم الرد عليها، لكنه أورد النقد وأهمل الرد، وهذا يدل على عدم أمانته العلمية.
9. أن سهولة انتشار شبهات الشيعة وكثرة انتقاداتهم لكتب الصحاح اليوم ليست دلالة على صحتها، بل إن هناك أسبابا مكنتها من الانتشار كسهولة النشر وخاصة الإلكتروني، حيث يستطيع من شاء أن ينشر مــــــــــــاشاء عن طريق الأنترنت بكل سهولة ويسر، كذلك ذوبان كثير من تحفظات الشيعة التي كانوا قديما يسلكون فيها مسلك التقية حيث أن كثيرا من الحواجز التي كانت تمنعهم من الصدح بعقائدهم وآرائهم قد انتهت، وذلك بقيام أكثر من كيان شيعي من دول وتجمعات كإيران والعراق، وتجمعاتهم في لبنان والبحرين وأفغانستان وباكستان وغيرها، مما يؤشر على ذوبان تلك الخشية التي كانوا يراعونها خوفا وتقية، فهم يعتبرون أنفسهم اليوم في عهد الظهور..
وأخــــــيرا فهذا آخر مافتح الله به علي ووفقني لكتابته في هذا البحث والذي أرجو أن أكون قد أصبت في بعض مباحثه وشفيت الغليل في شيء من مسائله، وإلا فأنني لا أدعي الكمال والإحاطة فيه ولكن حسبي أني قد بذلت قصار جهدي، ورحم الله امرءا أطلع علي عملي هذا فوجد فيه خطأ فدلني عليه، أو فاءتا ذكرني به، وعزائي فيه أن مايكتب البشر لايخلو من الخطأ والنقص، كما أرجو أن يتقبله الله عز وجل مني على الوجه الذي يرضيه ويرضا به عني، وأن يجعله في ميزان حسناتي وحسنات والدي وحسنات من ساهم فيه ولو بالنزر اليسير، وماكان في هذا العمل من توفيق فمن فضل الله وحده، وماكان فيه من خطأ فإني أبرأ من الله تعالى منه، داعيا إياه أن يغفره لي، إنه قريب مجيب، اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه، والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، وألهمنا رشدنا، وفقهنا في الدين، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، وألحقنا بالصالحين، واجعلنا من ورثة جنات النعيم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.