Search In this Thesis
   Search In this Thesis  
العنوان
تطور عمارة المقابر فى مصر فى العصرين البطلمى والرومانى =
المؤلف
الليثى, مروة يسرى محمد السيد.
هيئة الاعداد
باحث / مروة يسرى محمد السيد الليثى
مشرف / منى عبد الغنى حجاج
مشرف / فتحية جابر إبراهيم
مناقش / منال ابو القاسم
مناقش / عبير عبد المحسن قاسم
الموضوع
العمارة الرومانية. الآثار الرومانية. المقابر - تاريخ - العصر البطلمى والرومانى - مصر.
تاريخ النشر
2017.
عدد الصفحات
325 ص. :
اللغة
العربية
الدرجة
ماجستير
التخصص
علم الآثار (الآداب والعلوم الإنسانية)
تاريخ الإجازة
13/6/2017
مكان الإجازة
جامعة الاسكندريه - كلية الاداب - الآثار والدراسات اليونانية والرومانية
الفهرس
يوجد فقط 14 صفحة متاحة للعرض العام

from 234

from 234

المستخلص

تعد دراسة المقابر من أهم الدراسات الأثرية ليس فقط لكونها مظهرًا من مظاهر الامتزاج الحضاري وإنما لما تعكسه من معتقدات وطقوس جنائزية لدى الشعوب على مر العصور، وكذلك لما توضحه من ملامح ومعالم العمارة المفقودة خاصة في مجال عمارة المنازل والفيلات.
أولاً: نبذة عن المعتقدات والطقوس الجنائزية في الحضارات الثلاث
• المعتقدات والطقوس الجنائزية في الحضارة المصرية القديمة
إن اعتقاد القدماء المصريين في الحياة الأخرى كان راجعًا إلى طبيعة البيئة المصرية القديمة والفترات الطويلة من التأمل في الظواهر الطبيعية خاصة شروق الشمس وكأنها تولد، وفي غروبها وكأنها تموت ثم بزوغها من جديد في اليوم التالي. وهكذا رأوا أن الموت امتداد للحياة وأن الحياة امتداد للموت، ولذلك كان تحضير المقبرة يبدأ قبل وقوع الوفاة بوقت كبير وتطلى الجدران وتنقش بمشاهد يومية ودينية وتجهز بالأثاث وتسجل الدعوات على الجدران. وكانت التعاويذ والقرابين وسائل تعين المتوفى في المرور بسلام إلى العالم الآخر. وكذلك متون الأهرام والنقوش على التوابيت وكتاب الموتى تعد من تلك التعاويذ والنصوص الدينية التي يحملها معه المتوفى في القبر لتحقق له الأمان والبركة، ولاعتقاد قدماء المصريين أن التحنيط أساسي في العبور الآمن من عالم الأحياء إلى الحياة الآخرة للحفاظ على الجسد بأقصى صورة ممكنة وكانوا يحنطون موتاهم وتستغرق عملية التحنيط الفعلي نحو سبعين يومًا حيث ينظف جسد المتوفى ويطهر طقسيًا وكانت الأعضاء الداخلية تزال وتوضع في أوعية تسمى بالأواني الكانوبية باستثناء القلب. وعلى هذا النحو كانوا يدفنون موتاهم لكي يعبروا إلى العالم الأخر بأن يحمل جسد المتوفى محنطًا في موكب جنائزي يحضره أقاربه وأصدقاؤه وكذلك نادبات محترفات تبكينه حتى يصل إلى المقبرة، وقبل دفنه مباشرة يتم وضع البخور والماء مع قراءة الكهنة للدعوات من نصوص الأهرام وكتاب الموتى ثم يتم التضحية بثور بالإضافة إلى طقس فتح الفم الذي يقوم به كهنة الإله أنوبيس الذي يرافق الميت إلى العالم الآخر فيفتحون فم الميت بعد تحنيطه بمفتاح خاص، حتى يستطيع التنفس والبسملة والكلام بعد ذلك حين يبعث، وهذه الطقوس الأخيرة تبدأ خارج المقبرة وتستمر بداخلها أمام باب وهمي حيث يتم وضع تمائم معه متخذة أشكالًا مختلفة للأرباب والمقدسات مثل زهرة اللوتس والجعران وبعض الأثاث الجنائزي مثل العصى والأسلحة وأدوات العمل فى الحرف المختلفة. وبعد الدفن ينضم الكهنة إلى المأدبة التي كانت تقام بالقرب من المقبرة . ثم تغلق المقبرة في النهاية ويغادر الجمع المودع للمتوفى. وكان قدماء المصريين يعتقدون بأن القرين ”الكا” هو جوهر الإنسان الذي يبقى بالمقبرة ويتقبل القرابين بها، أما الروح ”البا” فكانت حرة الحركة داخل وخارج المقبرة، وأن الطقوس التي تؤدى كانت تطلق”البا”و”الكا” لكي تتجولا في العالم الآخر بل وتخرج إلى عالم الأحياء .
• المعتقدات والطقوس الجنائزية عند الإغريق
كانت المقابر عند الإغريق ليست مكانًا يستخدم فقط للدفن وإنما كانت مكانًا لالتقاء عالمين، عالم الدنيا الذي يمثله الأحياء-عند زيارة المقبرة- وعالم الحياة الأخرى الذي يمثله الموتى. وطقوس الجنازة الإغريقية تبدأ بالمرحلة الأولى وهى إعداد المتوفى Prothesis، ولكن قبل البدء فيها كان الجسد يترك لبعض الوقت للتأكد من الوفاة وأن الشخص ليس في غيبوبة، وبعد التأكد من الوفاة يغلق الفم والأعين وتوضع عملة من نوع الأوبول Obol في الفم لكي يدفعها للمراكبي في العالم الآخر، وتوضح الأواني الأتيكية من القرن الثامن ق.م وحتى القرن الخامس ق.م وجود شرائط معدنية تغلق منطقة الفك، وتوضع وسائد مرتفعة أسفل رأس المتوفى وكان لها غرضان أن تسند الرأس وعدم فتح الفم، ثم يغسل الجسد بالماء لتطهيره. وكان يلف الجسد برداء أبيض ويكلل المتوفى بإكليل من نبات الكرفس Celery أو بعصبة للرأس Diadem من الذهب المزخرف بأوراق نباتية برونزية وقد عثر على الكثير من هذه التيجان في المقابر الإغريقية. وفي أثينا كانت هذه المرحلة من الجنازة تتم في المنزل عادة في الفناء، لكن في المقابر السكندرية فإن الأثاث الجنائزي بها يوضح أن هذا الطقس كان يتم بالمقبرة، حيث كانت يلحق بها مأدبة جنائزية. أما المرحلة الثانية من الطقوس الجنائزية الإغريقية فكانت تعرف باسم Ekphora ويوضع فيها المتوفى على السرير الجنائزي الذي يمثل النعش لنقل الجثمان في رحلته إلى القبر ، حيث توضح لنا إحدى رسوم الأواني الأتيكية في العصر الهندسي المتوفى راقدًا على عربة تجرها الخيول كنعش له، وفي آنية أخرى نجد حاملي النعش من الرجال في اتجاههم للمقبرة، وقبل مغادرة الموكب للمنزل كان مشيعو الجنازة يعدون أضحية للمتوفى أو لإله العالم الآخر( هاديس ) كي يرحب بالمتوفى الجديد. ثم يترك الموكب الجنائزي المنزل ويتقدمه رجال حاملين المشاعل للسير في الشوارع المظلمة بالمدينة ويتبعهم رجال آخرون يحملون النعش والنساء يبكون ويصرخون وراءهم يصاحبهم عازفو الفلوت في موكب مهيب. وكان هناك طريقتين للدفن إما بحرق جثمان المتوفى بوضعه فوق جزل من الحطب المرتب في صورة مذبح يدورون حوله بخشوع ووقار ويسمعون النغمات الموسيقية الحزينة. ثم يتقدم أحد الأقارب يحمل شعلة فيضرم بها ذلك الحطب، ثم يلقي الحاضرون ما يحملونه للميت من زهور في ذلك اللهب وبعد احتراق الجثة يطفئون النار ثم يجمع الرماد في آنية فخارية توضع داخل المقبرة. وإما بوضع الجسد المكفن داخل تابوت من الخشب أو الحجر أو يوضع مباشرة في حفرة في الأرض .
• المعتقدات والطقوس الجنائزية عند الرومان
يظهر اهتمام الرومان بالمعتقدات الجنائزية بدءًا من التحضير للجنازة وتجهيز الميت ومن ثم تشيع الجنازة وبعدها عملية الدفن؛ فقد أطلق مصطلح Funus للإشارة إلى تلك العملية. وتنطبق على جميع الفئات والطبقات الفقيرة والمتوسطة والجنود ورجال الدولة وعائلاتهم. كانت أول مرحلة حين يشعر الشخص بقرب أجله يتجمع حوله الأقارب والأصدقاء ويتقدمون بتقبيله قبلة الوداع، وعند الوفاة يبدأ الحضور بالثناء والنحيب عليه. وبعد ذلك يؤخذ المتوفى إلى مكان الغسل ثم يلف بعباءة توجا Toga، وأحيانًا كان يتم تتويجه بإكليل. ويتم ربط الرأس بطوق من القماش بعد أن يوضع داخل الفم قطعة من النقود للمراكبي (خارون) المخصص بنقل أرواح الموتى عبر نهر ستيكس –نهر الجحيم- إلى إله العالم الآخر(بلوتو). وتشيع الجنازة من خلال موكب كبير تحمل فيه الجثة على سرير من قبل الأقارب والأصدقاء. كما اعتاد الرومان على تأجير نائحات كي يقمن بالندب والبكاء وشد الشعر لإثارة الحزن على الميت. ويسير الموكب في طريقه إلى المقبرة الواقعة عادة خارج أسوار المدينة حيث تحرق الجثة وبعد عملية الحرق كانت تجمع رفات وعظام الميت من قبل الأقارب داخل جرار مصنوعة من الفخار أو الرخام ثم تدفن داخل المقبرة. أو كانت توضع الجثة بالمقبرة دون حرق، داخل تابوت من الحجر منقوش ومزخرف من الخارج على حسب الحالة الاقتصادية. وفي كلتا الحالتين كان يوضع مع المتوفى أواني بها كل ما يحتاجه من مأكل ومشرب .